أسطورة الجبل الميت !

By s_rx1900

608K 11.5K 4.9K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... More

1
٢
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

١٩

12.8K 233 67
By s_rx1900

اتسّع مبسمه وهو يعرف اخته ويعرف عنادها ، ويعرف انها ما ترتاح الا بالشيء اللي تعودتّ عليه ليردف وهو يمشي بيدخل عندها : خليّها براحتها اللي تبيه تسويه ما زوجتها علشان اجبرها على اشياء ماتبيها زوجتها علشان اضمن راحتها وسعادتها
لكنه بتّر جملته وقت رفع نظره لها ..!
كانت الفوانيس معلقه على شكل دائري تحيط بها ، بينما هي في المنتصف ، كانت واقفه تتأمل فستانها ، ولأول مره يرى عروس تلبس الأسود ! اجل قمر الزمان هي العروسة اللي لبست فستان اسود بسبب عداوتها مع البيّاض ، ذاك الفستان اللي جابه ركود لها في وحده من سفراته لكنها ما لبسته الا اليوم ، كان فستان ممسك باعلاها ومبينّ ضيق خصرها ورقتّه ، يتّسع بهدوء من بعدها لمنتصف ساقها ، كانت أعجوبة لا تتصور ، أسطورة كما قيّل عنها ، كان شعرها الطويل حيّل حيّل منتشر حولها فكتّه لها عناق ، كان مغطي اكتافها من كثافته ، وعلى الرغم من انها لم تضع اي مساحيق تجميل ، الا انها كانت فتنة بمعنى الكلمة ، نورها لوحده كان قادرًا على انّارة ليلًا كاملًا ، عينّاها الواسعتينّ ، سلّة سيف انفها ، العقدة بفمها المُحمر ، بتوريّد وجنتها ، مذهلة ! ترتعش امامها الاجساد ، تقف نجوم السماء ، كانت شيء يستحق التأمل ، شيء يرغب المرء ان يلمسّه بانامله ، ان يتحقق من وجودها ، من كونها بشرًا ام ملاك ! وفي نفس اللحظة يخاف من لمسّها ، يخاف من خدشّ رقتّها ، من ان تتألم من لمستّه ، ذاك الفستان ذات الون الضديد لها ، هو أجمل ما رأه اخيها ، بل أجمل حسنّ تصور امام بؤبؤ عيناه ، لو بيدينه ينادي اخوانه بكل فخر تعالوا شوفوا اختنا اللي ورثت حسنّ امنا ! ودّه ينادي ابوه يتأملها ، ودّه يسمع الاحتفالات لأجلها وان تقام الاغاني باسمها ، ودّه وياليت الودّ اللي ودّه تحقق ..!
نطق وهو يتقدم لها بانذهال : يا بنت قلبي انتِ !
ندأه الاحب " بنت قلبي " لان فعلاً هي بنت قلبه وتحت تربيته وجناحه عاشت ، هو اكبر من ان يكون مجرد اخ لا هو اب ثاني لها ، تقدم لها وهو يحتضنها ويغمض عيناه بهدوء وكل مايقوله هو ان يستودعها ، باللحظة اللي دخلت عناق تردف بتوتر : راجد برا وخذيت الكتاب منه توقع  ..!



عند عناق واللي مجرد ما دخل ركود تنهدت ، لانها كذبت على امها وقالت لها بنام عند العمه صالحة ، يعني لازم ترجع الان عندها قبل محد يلاحظ ، لكنها كانت خايفه وحييل من الظلام بسبب ذا نطقت تحدث عياش : عويش انا اقول دامك راجع القرية امشى معي حتى بيت عمته الدنيا ظل
قبل ان تكمل حديثها قاطعها صوت راجد اللي جاء معه الكتاب علشان توقع ويرجع مع ركود لبيت نبيله يكملون كل شيء ، ولمحها وعرفها واردف مجيب عليها باستهزاء : اشوف الخوف ساكنّ قلبك يا شجاعة !
كيف التفتت بفزع وهي تضع يدها على قلبها مردفه بصدمه : بسم الله الرحمن الرحيم ..!
ما منع نفسه من الضحك عليها باستهزاء مما سبب ابغاضها ، ونطق بعدها  يناولها الكتاب : اعطي ركود ..!
اخذته بقهر وعجلة وهي تمشي لداخل وتردف : راجد برا وخذيت الكتاب منه توقع  ..!
تنهد ركود وهو ياخذه بتأمل وتردد حتى تنهد وهو يتقدم لها ، تأملها باللحظه اللي مد القلم لها ، اخذته تتأمله لكنه امسك بيدها وهو يوقع معها ، بعد ترددات كثيره عاشها انتهت بتنهيدة وقبلة توسطت جبين اخته وهو يكمل : مبروك يا نور عيوني ..!
تنهد بعدها ونطق ومازال متأملها : ورغم علمي انه مالك خبر باللي جرى الا اني متأكد ان بيوم من الايام بتشكريني على هالقرار ، وكل مُناي ما اسمع ندم منك ..!
باللحظة اللي طلعت عناق وناويه تطلع مع عياش قبل لا يجي وضاح ، نطق راجد اللي داهمه خوف عليها  : خليك انا اوصلك !
لكنها نطقت بعدها بقهر منه ومن تصرفاته اللي تحسسها انه يكرهها : امن العدو ولا امنك !
ومشت بعدها مع عيّاش غير مدركه لمدى السكاكين والخناجر اللي انسابت من كل حرف قالته حتى تسكن قلبه ! غير مدركه ان الرجل اللي عجز يأذي نملة ظنت فيها اكبر سوء ! غير مدركه لفعلتها الفضيعه ..!
" افا ! انا اللي حرسّت لياليك ، تتهمينّي بسرقتها ! "
في اللحظة اللي طلع ركود ، ليحتضنه راجد وهو يردف : مبروك يا اخوي انا اجازف بروحي ان ما كانت بيد أمينّه وان ما عاشت على كفوف الهناء ما اكون راجد ، هذا وضاح وانت خابره ، تطمن ..!
قال قوله ذا يحاول يطمنه ليبتسم ركود اللي ربت على اكتافه وقبل ان يمشون نطق : الله يبارك فيك ، اي والله خابره وادرى الناس به ولا ما كان امنته ..!



في بيت العمه نبيله ، ذاك الفارس المُلهم ، المُبهم ، الغريب حد الأعجاب ، سكنه هدوء الارض ، بملامحه المرسومه بفرش الرحمن ، المنحوته كما ينحت صانع الفخار مجسماته ، جسده القوي وعرض منكبيه يشّد عليهما ثوبه الاسود ، ولأول مرة في حياتهم يلبس عريسهم اسود ، وكان هالاثنين اتفقا على السواد التام ، الون الذي شاركهما يومهم السّري ، كان العقاد في ملامحه الاستغراب من هذا الزواج ، لكن المال منذ القدم الحل الأنسب لسكوت ، بعد ان سلمه وضاح مبلغ مالي كبير اقسم على السكوت مدى حياته خصوصًا انه من برا القرية ولا يعرفهم ، كيف كان هجان يتأمل سكوته حتى نطق بعدها محاول اضحاكه : انا مدري داخل زواج ولا عزاء علامك لابس هالاسود مغيم علينا ؟؟
التفت له وضاح اللي ابتسم بهدوء وقت اكمل هجان قوله : بعدين مو ظلم يسكنك كل هالحسنّ حتى وانت لابس اسود !!
وما كان من وضاح اللي اتسع مبسمه بهدوء الا ان نطق بعدها : انت لو بنّيه كان خذيتك زوجة ثانيه على هاللسان المعسول
في اللحظة اللي نطق راجد وهو يدخل مع ركود: انا الثالثه ولا ترى بزعل
اتسعت ابتسامات وضاح اللي تلقى في احضانه راجد اللي اردف : مبروك يا عضيدي يا عكاز سّود الليالي و لحافها ..!
ما كان من وضاح اللي استقبله بكل رحابّة صدر بعد ان انسكب على قلبه ماء بارد وعرف انها وقعت وتم الامر وصارت زوجته رسميًا : الله يبارك فيك يا مركايّ يا سندي من جور الايام وتعبها ..!






لينتشر في المكان صوت هجان اللي تظاهر بزعل وكانه بيطلع واردف : اي اي تهاتفوا الغزل وخلوني انا عمود بينكم
وسرعان ما سحبه وضاح من اكتافه بضحك وهو يخليه قدامه وممسك اكتافه نطق بعدها : انا كل ما ضاقت فيني الوسيعة قلت وينه هجان في مبسمه اتسّاعي ..!
سرعان ما احتضنه هجان الضاحك من عذب كلام وضاح واللي بنسبه لهم شيء عظيم لان وضاح ماتسمعه منه هالكلام الا بسنة حسنه ماهو حد يعرف يعبر عن مشاعره لا هو كتوم حييل بس اليوم يوم غييير وحيل غير عليه لو بيدينه وزع غزله بكل مكان ، ليردف هجان : انا ما تركت العراق الا بسببك لابو من حبك ما من حبك مفر ..!
تبادلوا التبريكات والفرح بهدوء ، حتى التفت للي كان واقف عند الباب اللي كان يحسد راجد و هجان على الحضن اللي باتو فيه وانحرم هو منه ، شافه يتقدم له ، تأمله بهدوء حتى اكمل ركود بهدوء : مبروك يا الصهر
وما كان من وضاح اللي نطق بعدها بنبره استهزاء : الله يبارك فيك يا رحيمي
التفت بعدها ركود لخنجر موجود بدولاب نبيله ، اخذه وهو يقربه من وضاح ويشير على حافته مردفًا : بيني وبينك هالحافه لو يهب النسيم عليها ويجرحها اعصف بك الدنيا ومافيها !
ما كان من وضاح اللي ميل فمه بابتسامة استهزاء من غير رد ، ووصل لمسامعه صوت زغاريط العمه نبيله اللي اكثر حد مبسوط حاليًا ، قبلها وودعها وطلعوا الاربعة مع بعض ، التفت هجان لذئاب اللي واقف برا وكان الكائد والبارقة ، تراكمت ضحكاته وهو يكمل : ماقلت لكم اغرب زواج اجل به زواج حضوره ذئاب !!
ماكان منهم الا الضحك في الوقت اللي مشى راجد و هجان راجعين القرية بينما وضاح و ركود باتجاه الجبل




مشوا بهدوء حتى وصلوا الغار ، كان كل منهم هادئ ويحسب فعل الايام الجاية وايش ممكن يصير ولو عرفوا وفوضى تسكن رأسهم ، تنهد وضاح اللي التفت لركود اللي واضح الخوف بقلبه ، مب خايف من شيء الا لو وضاح يطبق عداوته باخته خايف وحييل ، نطق بهدوء : وضاح
الا ان وضاح قاطعه بعدها بنبره صارمه : مانب ناقص رجوله حتى اذيّ بنّيه !! شيل الافكار اللي برأسك اللي بيننا محد له دخل فيه حتى لو طلعت انت قاتله اختك زوجتي وعمره مايصيبها شي وهي على ذمتي ..
تنهد ركود براحة ، وحنين ، لانه وضاح فهمه رغم كل شيء وفهم مقصده رغم انه ما تكلم .. التفت بعدها للغار بهدوء ، تنهد وهو يمشي ويترك ركود ينصرف لبيته براحة وثقه فيه ، كان يفكر بحياته الجديدة بداخل غار مع ذئاب و غزاله ، ربط خيله عند خيلها ، ومشى لداخل بخطوات تتثاقل فيها الشعور اللي سكنه ، شعور غريب ، مافهمه الا انه ثقل بصدره ويحتاج صدر ثاني له ، انفاسه بدأ يحس فيها ، صدره العريض اللي سكنه عضلاته حسّه الان بداخله هش وحييل هش ، كان هالليلة بهاكيّ  ماهو عادي ، كنتي انتِ وانتِ لم تكوني انتِ ماهو عادي ..!
تنحنح وهو يدخل ، دخلت عُمره ، ضياعه ، ليله الاسود ، هلاكه ، تنهيداته وقت التفت لفتت الحياة ، اعتلته انفاسه جوفه ، ازدادت معدل نبضات قلبه المضطرب ، رفع بؤبؤ عيناه المغطى برمش طويل ، الى ذاك الكائن اللي كان مشغول بتصليح واحد من الفوانيس اللي خرب ، ذاك الجسد الصغير مقارنه بجسده ، الاسود اللي ضمّ بياض الثلج ، شعرها اللي وصل للارض بحكم انها جالسه ، مثل الوشاح اللي اندثر على اكتافها ، وخصلات بوجهها النقيّ ، العذب المذهل المسحور ، سحر حلال صابه ما منه خلاص ، فتنة مهلكه تمشي على الارض ، حسن جبار ، كانه الوحش معها ، الحسناء و الوحوش ، امام قسوته وامام رقتها كان الامر صعب ان يستحمل ، تقدم بهدوء وعيونه تتأمل ذاك الكائن اللي عرف الان ليه سّموها أسطورة ! هي شي لا يتكرر ابدًا كالاساطير والخرافات والمعجزات ، قبل ملايين السنين شرح رجلاً انه راى تنين ينفث من فمه النار ، لم يصدقه احد ، بعد مئة سنه هل سيصدقون ان رجلًا رأى ملاكًا يعيش في الجبل ..!

تنحنح مره ثانيه لتلتفت له بشعرها وهي تبعده عن عيناها بعد ان التهم جزء من وجهها ، اردفت بعد ان رأته وهي تقف بحماس : وضاح..!
على اساس هو فيه حيل يستحمل اكثر زادتها برقتّها وصوتها العذب ! ابتسم وهو ينطق بعد ان تقدم لها : دخيل الله ! عيونه ؟
رفعت الفانوس امامه ، اخذه وهو يحاول يشعال فتيله وماهي الا ثواني معدوده حتى استطاع ، ابتسمت ببهجة وهي تجلس ، تنهد وهو يجلس معها وانظاره تتأمل الغار ، هو يدري انه مايقدر يلمسها ابداً حتى مسك يدها مايقدر ، لانها تخاف ، لكن هي تمد يدها ماتخاف ، طلع خاتم من يده وهو يبتسم ، اختار اكثر خاتم يلمع ، خاتم يملأه الذهب ، خاتم طلبه هو شخصيًا من صانع الذهب يعرفه وصاحبه واشترط مايكون له مثيل ابدًا ، بحيث انه الخاتم الوحيد بهالدنيا ، كيف انبهرت بلمعانه ، ماتعرف ان قيمته تفوق الوصف عمرها ماعرفت هالاشياء انبهارها بس بلمعته اللي ما شافت مثله ابدًا ، كان متأكد انها بتمد يدها له ، خوفها ينطفئ عند فضولها ، وبالفعل توسطت يدها باطن كفه الوسيعه، في اللحظة اللي مسك يدها بهدوء ورقه يخاف يخوفها ، وضع الخاتم في بنصرها ، لترفع يدها لها بعجلة تحركها امام انظارها بفرح بعد ان كان مناسب لها وكانه صنع خصوصًا لها ، ابتسم بعد ان شافها احبته واحبت الالوان اللي فيه ولمعانه ، وبعد ان لهتّ به التفت لشاي واضح سوته عناق مع قهوة واكل وحطته لهم ، اخذه وصب له ولها شاي ، رجع يجلس عندها ، يراقب ذاك الفستان الاسود مع ثوبه الاسود اختلطا ببعضهما البعض من اطرافهما ، تأملها وتأمل حركاتها ، للحد اللي ارهق عيونه ، جتّه بكثرة ارهقته وحييل ،  لاحظ انها متضايقه من الفستان اللي رسم جسدها الانثوي ، نطق بعدها : بدليّ الفستان ان ضايقك البسي اللي تبينه انتِ تحليّ القماش مب هو يحليّك ..!
فهمت مقصده لانه كان ياشر على ثوبه يفهمها ، وقفت وهي تطلع لبسها اللي تحبه البنطلون والبلوزه السوداء سواد كامل بلا اي اضافات ، التفتت له وكانه فهم مقصدها ، تنهد وهو يقف طالع لكنها وقفته تردف : وضاح..




التفت لها وقت تقدمت له وهي تعطيه ظهرها ، هي من اول تبي تبدل لكنها ماعرفت كيف تبعد السحاب ، مب لانه قوي لا ، كل الحكايه انه المرة الاولى اللي تلبسه ولا تعرف كيف ، اخر فستان لبسته كان ذاك اللي مزقه نمير بيده ، ماتذكر بعده لبست اي شيء غير البنطلون والبلوزه ، فهم مقصده ومد يدينه المرتعشه لها ، ابعد شعرها الطويل ولاول مره يقدر يلمس شعرها ، كان يتمنى يحتضنها ، ان تختلط اجسادهما حتى لا يعرف من منهما هو ، ان يستنشق رائحة شعرها ، ان يغفى على صدرها ليلة ، كان يحاول ماتحسّ بلمساته ، سحب السحاب بهدوء ، ثم ابعد نظرة ، وعلى الرغم انها حلاله لكنه عمره ماراح يقرب منها وهي تخافه ، ان ما حسّت بالامان بين احضانه عمره مايسمح لنفسه تقترب منها ، قاوم نفسه وهو يطلع بعجلة وهو يفتح ازرار ثوبه العلوي ، مسح بباطن كفه على وجهه يرجع استيعابه ، طلع بكت سجارته اللي توسطت شفايفه ، اشعلها وهو ينثر دخانها من حوله ، ويستنشقها بقوه ، التفت للكائد اللي عند رجوله ، ابتسم وهو يجلس مقابله ويحرك رأسه حتى ارتمى الكائد بحضنه وهو يظهر انيابه وكانه بيلتهمه لكنه كان يلعب معه ، في اللحظة اللي التفت لصوتها اللي نطق : وضاح
شافها جالسه تشرب من الشاي ، بعد ان بدلت ثياب تريحها ، وما زال جمالها باقي بل زاد وزاد ، تقدم لها وهو يجلس معها وينطق بمزاح : خلصتي ولا علمتيني ناويه تاخذي كوبي ها ؟
اتسعت ابتسامتها بعد ان فهمت مقصده وانتشر صوت ضحك ممتع منها ، ليردف من بعدها وهو يتأمل شفايفها اللي توسطت طرف الكأس : عدوي هالكأس كيف سبقني بحلالي !
طلع سجارة وهو يحطها بطرف شفايفه ، كان يدور على الولاعه بجيبه بس مالقيها ويظن طاحت وقت انحنى للكائد ، رفع عيناه بصدمه لها ..!
في هذي الاثناء كانت قمر تراقب حركاته وتصرفاته وتدور فيه شي يذهلها ويثير فضولها زي العادة ، التفتت بتركيز للسجارة اللي بفمه كانت اول مرة تشوفها ، داهمها فضول غريب اتجاهها ، غريب وحييل ، مدت يدها لسجارة اللي بفمه ، وهي تقترب بجسدها امامه ، توسطت يدها السجارة بس ما اخذتها مازالت بفمه ، باللحظة اللي رفع نظره لها بتمعن وترقب لحركتها الجاية ،




اقتربت زيادة بفضول لطعمها ، وبحركه سريعه بدافع الفضول وضعت طرف السجارة بفمها وهي تبعد يدها ، بحيث كان طرفها الاول تتوسط شفايفه ونهايتها تتوسط شفايفها هي، كانت هذي المرة الاولى اللي تكون قريبة منه لهدرجة ، المرة الاولى اللي يراقب اتسّاع عيونها، رمش عينّاها المنحنّي ، لمعان بؤبؤها الوسيع ، جمالها الغير طبيعي ، والغير اعتيادي ، الغير معروف ، تأملها من غير ادراك ، بضياع غير مدرك ، تائه فيها ، ضايع فيها ، طاح فيها ولا ادرك فعلتّه وانتهى امره ..!
ابتعدت عنه باستغراب انه مافي طعم ، ماحسّت بشيء ، تأملته بنظرات كانه تسألها " ايش ذا ! " غير مدركه لفعلتها اللي غيرته وقلبته رأس على عقب ، كيف تنهد بهدوء يحاول تدارك موقفه نطق بعد ان فهم مقصدها وهو يشير لسجارة : هذا الشيء اللي مب مسموح لك ابدًا تجربيه
دخله بجيبه وهو يردف من بعدها : ولا انا بشعلها عندك
عرف وقتها كيف يخليها تيجيه ، باثارت فضولها ، ماراح تقترب منه الا ان صابها فضول ومن يوم ورايح لعبته اثارت فضولها .. شافها توقف وهي تروح لصندوق ، وسرعان ما جت وهي ماسكه فروته البنّية اللي خبتها كل هالوقت حتى ترجعها له ، ابتسم وهو يشوفها تجلس قدامه وتناوله ، اخذها وهو يفتحها لانها مرتبتها ، اقترب منها وهو يحيطها من الخلف بالفروه ، شافها خافت ورفعت يدها بعجلة قدامه ، ابتعد علطول وهو يطمنها بقوله : اتركيّها عندك ان غبّت بليلة عنك فروتي تضمك حتى أعود ، وماقلت لك قبل ما يوقف قدام الموج الا عنادي ؟ حتى الموج انهزم عند عنادي وهذا انا جيتك ..'
شافها تحتضنها بعد ان داهمها رائحته اللي مازالت عالقه فيها ، الدخان مع عطره ، واستلقت لان النعاسّ داهمها ، بينما هو بقي يتأملها ويتأمل مليحته وقمر زمان كمن قال ..
"والله لا اعيشك الهنا دام انا حيّ
‏اسوق لك روحي و عمري و كلي .."
كان واثق  بنفسه وبحبه و هواه اللي بيغيرها ويخليها تناديه بعتّمة ليل ولا يسكنها خوف ، كل الدروب بنظره تيسرت دامني كسبتك يا اعظم انتصاراتي ..'
" الهوى هوايا ..!
أبني لك قصر عالي، وأخطف نجم الليالي
وأشغلك عقد غالي يضوي أحلى الصبايا
أنا الهوى هوايا ..!
يبقى القمر قاربنا، والليل بحر مهاودنا
والنسمة اللي تاخذنا، ترجع شايله الحكاية
ندخل كتب الحكاوي، وأروي سنينك غناوي
وأعمل طبيب مداوي، وأشيل حبي دوايا.."



في قرية العود ..
الصباح

كان سارح ابو العز يفكر باخر ضيف زاره وجاء معه بخبر ، خبر كان يهمه لكنه مايقدر يسوي هو شيء ، باللحظة اللي دخل فواز وهو يردف : صبحك الله بالخير يبه
اتسع مبسم ابو العز اللي اردف : وصباحك يا يبه ، جيت بوقتك تعال بستشيرك بشغله
تقدم وهو يجلس عنده وينطق : ذيابي صب صب القهوة ، سّم يبه امر ؟
تنهد ابوه اللي اكمل من بعدها : جاني خبر عن خالتك نجوى صابها المرض والتعب وتدري عقيمه مارزقها الله بحد طلبت خواتك يروحون لها وقريتها بعيده حييل وتبيهم عندها كم اسبوع يعينوها والشوق صابها ..
كيف اطال فواز التفكير حتى اكمل : حسناء ، حسناء يبه خطابها كثروا وانا اقول نخليها تروح قبل مايدري حد انها بعدها متزوجه ويوم ورى يوم ورى شهر تنتسي قصتها
كيف اطال التفكير ابو العز حتى اردف : تبيني ارمي بنتي بديار الاغراب !
الا ان فواز وقف وهو يكمل : وشو اغراب هذي خالتنا ماهب غريبه عنا تطلع تنبسط بدل اللي هي فيه ، لا تشيل هم انا بدبر كل شيء انت بس قول لوضاح راحت تزورها
وطلع بعدها بعجلة غايته بيت ابوه ..

في بيت ابو العز ..

طبخت حسناء طبخه جديده كانت تنتظر تقيم خواتها وهي واقفه قدامهم بفارغ الصبر ، حتى نطقت حور اللي تتلذذ فيه : ماطعمت بحياتي احلى من اكلك
وما كان من ثنوى اللي اردفت بعجله : زيديني زيديني ماقدر احكم قبل خمس مرات
قالتها لانها تطمع بالمزيد لينتشر ضحكهم باللحظة اللي دخل فواز وبعجلة اردف : حسنناء يا حسنناء ،
التفتت له بعجله وخوف صابها اردفت : هلا فواز
وسرعان ما اكمل بعجله : جمعي اغراضك بتروحي عند خالتي نجوى تعبانه وتحتاج من يعينها وعجلي العم برا هو بيوصلك على قافلته ..
كيف بث الرعب قلبها وقلب خواتها ، صحيح تحب خالتها لانها اخر من بقى من اهل امها ، بس من متى ابوهم يسمح لهم يطلعون ؟ اكيد في سبب اكيد ماراح ارجع ..
ماكان لها قدرة تقول شيء غير الموافقه بتعب وهي تردف لخواتها : أسألكم بالله لا تقولوا لوضاح شيء ابدًا ان كان بقلبي معزه لا يعرف ..
في اللحظه اللي ارتموا باحضانها خواتها والدمع منتشر من حزنهم ومن اللي عارفين بيصير ولا يقدرون من غير اختهم روحهم وامهم الثانيه ..




في قرية المسارح ..

" لا اشوف عجبك فكرة يوم الغداء عند عمتي نوال ويوم عند عمتي وردة افا مب ناويه نطعم من تحت يدينك "
كانت عبارة مؤيد المازح اللي رماها على ربى لتردف وهي تسرح شعرها بمزاح و غنج : والله توي عروس تبي لي الشقى من بدايتها ها ؟؟
ماكان منه الا الجلوس بجانبها وهو يزرع قبلته في وجنتها باتسّاع : افا انا اشقيك ؟ بس مب زينه كل عصريه عندهم بكرا ابوي يقول زوجتك موتتك جوع ترضيها ها ؟
كيف نطقت ومازالت تمازحه : لا تحاول شهر كامل ما اطبخ حتى ينتهي شهر العسل
ليقف وهو يكمل بعدها : انا اموت واعرف من جاب هالنظام من متى عندنا شهر عسل
التفتت له بعدها وهي تقف وتنطق بمزاح : اي شفت ماتبي لي شهر عسل كنت عارفه ودني عند امي
كيف وقف امامها ، وهو يبعد خصلات شعرها عن وجهها بعد ان داهمته ، اردف : اي ما ابي لك شهر عسل ، عُمري معك ما يقتصر على شهر انا كل عُمري معك هناء وسرور ولا يغيره مرور الشهور ..!
ما كان منها الا ابتسامة واسعه ، واسعه وحيييل ، انتهت بعقده من القُبل رماها في لحظة هوى وهيام متدفق من شراينه واقصى بقاع قلبه العاشق والولهان ..

عند ركود اللي دخل عند ابوه بالخيمة وصبح عليه وعلى اخوانه ، حول نظره على المكان ونطق بعدها باستغراب: وينه مؤيد ؟
وماكان من زهير اللي نطق بضحك : وش يطلعه من بيته ذا خذته بنت العميمه ..
اتسعت ضحكات ركود اللي نطق بعدها : وقصي وينه ليكون ذا بعد متزوج ولا درينا ؟
ما كان من مروان اللي يناوله القهوة الا ان اردف : والله مب هم الضايعين الا انت الضايع ماتدري عن اخوانك وين اللي حاطهم ، قصي طلع التجارة اللي سّلمه ابوي من امس ..
لينطق بعدها عيد بتساؤل : وينك انت مختفي كل هالوقت ولا تعلم عن حد ؟؟
ماكان من ركود اللي شرب من قهوته بتورط حتى يردف : اشغال اخوي اشغال



في الغار ،
عند ليل وقمره ..

" يابني زوجتي ما تحل لك لشوله تدخل عندها ؟؟ مجنون انا ادخلك لا تفجر اعصابي "
عبارة وضاح اللي كان بالخارج توه جاي من قريته راح يشتري اسكريم توت مع ابو سّلمة وقابل عيّاش اللي بيدخل الغار ومنعه ، باللحظة اللي وصله صوت ركود اللي توه طلع من خيمة ابوه وجاء : من جدك وضاح ؟؟ تراه مجنون مابه عقل ولا يفقه شي خله نفس الطفل
الا ان غيرة وضاح اكبر من انه يستوعبها عقله مردفًا : مجنون مطنوخ عاقل مالي خلاص كيييف تسمح له انت كيييف ؟؟
ليأتيه الرد من ركود اللي كاتم ضحكته لانه كان متوقع هالشي من وضاح والغيرة ذي : لانه مب امري ولا امرك تراه بامر قمر وانت عارف محدن يقدر يقولها لا !
في اللحظة اللي طلعت قمر بعد ان وصل لمسامعها صوتهم ، شافت عيّاش وخوفه وهو يركض يختبي خلف ظهرها التفتت لهم باستغراب في اللحظة اللي اردف وضاح ويحاول ضبط اعصابه لانه مستحيل يخوفها : عياش مايصح له يشوفك ولا يجي عندك حتى لو انه مجنون ..!
في اللحظة اللي رفعت قمر عيناها السّود تتأمل حديثه وسرعان مارفعت يدها وهي تشير بحركة خاصه فيها وكانها تقول " الا عيّاش محد يقرب منه " وماكان من ركود اللي انتشر صوت ضحكه بالمكان تارك وضاح يمسح على وجهه يحاول تدارك اعصابه ، باللحظة اللي سحب ركود الكيس اللي كان بيد وضاح بعد ان شافه وهو ينطق بشوق كبيير : اسألك بالله هذا اسكريم ابو سّلمة ؟؟؟
كيف تأمل وضاح فرحته به بحكم انه ماشاف ابو سّلمة ولا اكل منه من سنيييين واخر عهد به وهو طفل ، اخذ واحد وهو يبدأ يتلذذ ، في اللحظه اللي حاول وضاح ياخذ الكيس منه مردفًا : ماظن احد قال انه لك جيبه جيببه
الا ان ركود قلد حركه قمر وهو يحرك يده برفض نفس حركتها ، ما كان من وضاح اللي اردف من بعدها : ابو النوارس خلف و وضاح ابتّلش ..!




في الليل ..

كان الدمع ينهمر على وجنتها وتتلفظ بحديث ملخبط ، تتخبط امام انظاره ، بينما هو يقلب كفوف عدم القدرة ، باللحظة اللي اردفت ببكاء وتخبط : ماراح اشوفها ثانيي مانقدر من غير اختي هجان مانقدر ..!
كيف كان يراقب رمش عيناها المبلول واتساع بؤبؤها اللامع باللحظة اللي نطق بغضب عارم تمكن في جوفه: علمي وضاحح علمييه وان ماكان لك قدره تقولي انا بقول بس دخيلك لا تبكي ، لا تقهري قلّة حيلي بدموعك ..!
الا انها اشارت رأسها برفض بتكرار مردفه : لا تكفى لا تعلمه وعدناها مانقول لاحد تكفى لا تقول ..
كيف عقد حواجبه بقهر وغبنه ردد : لييه ليييه ؟؟ حتى متى تسكتون له ؟؟ ليه ترضون بالحاله اللي انتو فييها ؟؟
اعتدلت دموعها وانهمرت بشّدة وهي تنطق تجاري صوته : انت تدري لو وضاح عرف بتصير بينهم مشاكل مالها نهاية والله وضاح يوصلها لدم تكفى مانبي بنهاية العمر يقتل الاخوان بعض ..!
تنهد وهو داري انه مافي احق من كلامها ، تأملها وهو يلوم ضعفها اللي مايسمح له يحتضنها ، في هذي اللحظه صار جدي اكثر بموضوع الزواج ، صار يبيها ويبي ينهي العذاب اللي تعيشه ، يبي يحتويها بين جناح حبه ، ويبعد عنها كل هالحزن والضيق ، صار حازم على قرار انه يتزوجها اكثر من قبل حتى ..

——

عند راجد..

كان عند عمته وتحديدًا في غرفته ، يقلب كم غرض له ويهوجسّ بافكاره ، راح نص همه دام وضاح مرتاح الان ، في اللحظه اللي حسّ بشيء بقلبه وكانه يبي يطلع ، استمر شعور موحش بجوفه حتى طلع من بعدها بغربة ، يهوجسّ بخياله ، ماهي الا دقايق معدوده حتى التفت لطيف شخص يركض من خوفه ، عرف زولها وطيفها رغم طول المسافه ، تقدم بخطواته بعجله حسّ انه يتوهم لاجل ذا نطق بعجله : عناق ؟!
وسرعان ماوصلت له وهي تختبى خلف ظهره تحتمي فيه وهي تكرر بانفاس معتليه وشهيق يتبعه زفير واضطرابات قلبها مربكه : راجد ! راجد !



كيف التفت لها بصدمه نطق من بعدها وهو يقترب منها بحيث كانت لابسه عبايتها وطرحتها على رأسها بإهمال ويبان وجهها وحدة ملامحها نطقت بخوف ووجهها مخطوف ومشحب لونه من رعبها وانفاسها تعتليها : في حد راجد حد شفته كان يمشي وراي ماعرفه شكله يخوف
باللحظة اللي نطق يقاطعها محاول يهديها : اهدي اهدي مابه حد الحين ، علميني وين شفتيه ؟ كيف شكله ؟
كانت يدها تتوسط صدرها من شّدة خوفها لدرجة نسيت إن وجهها مكشوف له نطقت من بعدها  : وقت طلعت من القرية وهو وراي ماشفته لابس اسود في اسود مقدرت المحه من الظلام .. !
تنهد وهو يمشي معها لبيت عمته ويطمنها وهو يكرر : انا معك ، انا معك ..
" انا معك " القول الوحيد اللي سكنّ جوفها وطمنه ، الشخص اللي ظنته رعبها هو الان امانها الوحيد ..
مجرد مادخلت البيت دخلها غرفته وهو يجلب لها ماء وينتظرها تشربه وتهدأ مايبي عمته تلاحظ شيء ، مجرد ماسكنت جوارحها وهدأت انفاسها ، اردف : ماتذكري اي شيء ؟ ولا لمحه منه ؟
كيف اشارت رأسها برفض وهي تردف : لا
وسرعان ماهمست : لكن ..
كيف عدل وقفته وهو مركز معها ومنصت ؛ لكن ايش ؟ قولي اسمعك ؟
بلعت ريقها وهي ترفع غزال عيونها الخايفه له بهمس : وقت شفته من بعيد تذكرت منير ! اللي اعتدى على قمر مدري اذا هو او لا بس تذكرته تذكرته هو ..!
كيف كان يتأملها بهدوء باللحظة اللي ادرك ان عناق صارت تعاني من خوف بعد اللي حصل لقمر مو بس ربى حتى عناق دخلت بخوف شديد ، كيف صابه خوف عليها لو انه شخص ناوي سوء بتالي الليل وش خرجها ! لينتشر غضبه اللي كان مصدر خوفه عليها : لييه طالعه عالوقت لييه ؟؟ بتالي الليل تمشين كل هالطريق وش ضرك لو انتظرتي حتى الصببح ؟؟
كيف ماردت عليه وهي تردف بعدها بدموع : كان معي قطن وقماش جبته لعمتي طاح علي !
تنهد وهو يمسح وجهه بباطن كفه ويردف بعد ان وقف واخذ فانوسه : خليك هنا لا تطلعي ابدًا
وطلع من بعدها يدور عليه ومن حظه انه طاح قريب ، لو ان غاية هالرجل سرقه كان اخذه ، بس غايته شيء ثاني ، شيء صب الخوف والغيرة والغضب بقلب راجد ، غضب منه ولو يمسكه الان ماتشرق الشمس الا وهو مدفون ، تنهد وهو يعود بادراجه حامل الكيس بيده ..



في مكان اخر ..

على طريق العبرة ، وترمينا الحياة على جوانب الطرقات ، نعود من عيال الثراء لقطاع الطرق ، نهمش اللحظة و تتخبط فينا المشاعر ، تكتب لنا المواعيد لقاءات مختلفة ، لم نخطط لها ، ولم نحسب حسابها ، تأتين عوضًا عن سنين الرثاء التي عاشها قلبي ، تلمعين في سماء عمري الاسود ، مثل نجم سهيل بوسط عتمة الليل ، ان يعود لساني يردد تلك الكلمة وتلك الحروف الاربع ، ان اهمس بها مجددًا ، ان تكوني لي الحياة بعد قوقعة الألم التي عشتها ، ذلك معنى النجاة ..!

قصي ..

كان في طرقات الحياة يعبر ، على سيارة اخوه بظلام الليل الدامس ، في طريق يملأه قطاع الطرق والسرقه والمجرمين ، يمر بهدوء وسكون منتبه العقل ومشغول القلب ، وقبل ان يستوعبه ارتمى جسد ذاك الشايب امامه بعجلة ، ليضغط على المكابح بقدمه برعب وبعدم استيعاب ، لتتوقف السيارة ويرتطم جسده باطار السيارة بقوه ، ضرب جبينه اللي نزف دمًا يشق وجهه ، مضت دقايق حتى يستوعب ، وسرعان مارفع رأسه وهو مغمض عين بالم ، نزل من السيارة بعجلة يركض ، ولحسن حظه توقفت السيارة قبل ما تصطدم به ، نزل له وهو ينطق من بعدها بخوف ممسك به : عمي صابك شي ؟؟
كيف رفع ذاك الشايب عيناه المرتعشه خوفًا له وشيب شعره يغطيه نطق بعدها : تكفى انا في وجهك ياوليدي انا في وجهك !
ليأتيه الرد من قصي اللي وقفه مردفًا : عليك الامان وانا ولدك ! علمني وش بك ؟
في اللحظة اللي بدأ " ولي " يسرد قصته وقت انسرق من مجموعه قطاع طرق ، كان ولي معه بنته مسافرين لمدينه بعيده شوي وقت حصل لهم كل ذا وبقوا في الشارع من غير اي غرض حتى لو شربة ماء ، انهى حديثه بقوله : والله ماخفت الا على هالضعيفه لو يصيبها شيء رجيتك خذها معك لو ماتبي تاخذني لا تخليها اعتبرها بمقام اختك تكفى ..
الا ان الرد جاء من قصي بعدها : والله انكم بامان وتحت جناحي وعلى ذمتي ولا يصيبكم شيء ، علمني وين مقصدك ؟
ومن حظ قصي ان مقصدهم وغايتهم نفس القرية اللي هو رايح لها ، اخذهم معه ، وقت ركب ولي الاول بجانبه بينما ابنته اللي كان الحجاب يكسوها ولا لمحته ولا لمحها ركبت بالخلف ترتجف بخوف ، في اللحظة اللي بدأ حوار سلس بين قصي و ولي بضحك ومتعه ، وغفت عيناها بتعب من طول الطريق ..




مرت الأيام بهدوء عليهم ، وضاح اللي عرف من ثنوى ان اخته راحت زياره ورغم استغرابه لكنه تطمن من كلام خواته ، في اللحظة اللي اخذ من عند حور عباية وخمار ، ماينسى نظرات الصدمه بعيونهم لكنه قال لهم يحتاجها صاحبه لاخته ..
كان مخطط على شي من وقت ، بعد وعده انه يرسخ عمره لأجل اسعادها ، امنيته يوريها العالم ، هو كان رحالة مضى عمره يتأمل بديع صنع الخالق ، بس هي ماشافت شي ولاتعرف شيء ، تمنى يقدر يروح بها السوق في الديرة وتختار كل اللي تبيه بس خايف عليها بحكم عقدتها من الثوب الابيض وكل اللي هناك لابسين ابيض ، لاجل ذا قرر شي مختلف ، " انا ما اوديّك للهناء انا اخليّ الهناء يجيك ويخضع لك ..! "
وبالفعل طبق خطته وهو يدخل عندها وبيده العبايه باللحظة اللي شافها تطرز بصوف وكأنها تسوي وشاح ، عقد حواجبه باستغراب اردف : قاتل الله كل ما يشغلك عني ..!
التفتت له بحماس وهي تقف باللحظة اللي مدت يدها تحاول تضعه في عنقه ، رغم انها ماخلصته بعدها بالبداية ، وبسبب جسده وبنّيته الضخمه صعب عليها توصل لنحره ، استغل الفرصه لانه عارف انها الان ماتخاف ، انحنى وهو يقترب منها حتى تصل له انفاسها ، بدأت تضعه بنحره باتساع وبهجة ،  نطق من بعدها بتسأل : تسوينه لي ؟
باللحظه اللي اتسع مبسمها وهي تشير رأسها بالايجاب مبتعده عنه ، ابتسم من فكرة انه يخطر على بالها باجمل طريقة ، في اللحظة اللي وصلت نظراتها للعباية اللي بيده ، ليجيب عن التساؤلات بعيونها قائلاً : بتروحي معي مشوار ويعجبك حيل بس مو قبل ماتلبسيها ..!
كيف دققت النظر فيه ، ماعمرها لبستها ولا راح تتقبلها ، لكنه ساعدها وهي تلبسها ويغلقها لها ، شافها ماقبلت تغطي وجهها ابدًا لانه وقت وضعه بدأت انفاسها تتسارع بكتمه وعدم تقبل ، تنهد وهو يزيله ويلف الخمار على وجهها فقط ويغطي شعرها ، اتسع مبسمه من شكلها النّدي والبّهي ، وطلع معها ومقصده لغايته ، بينما هي مستغربه وين بتروح معه ؟ ماطلعت من هالمكان من اول لحظة دخلته ، وضاح مختلف بقلبها والسبب انه يخليها تعيش اشياء جديده وحييل عليها ،

Continue Reading

You'll Also Like

784K 35.9K 28
🔹أنا لها شمس🔹 دوائر مُفرغة،بتُ أشعرُ أني تائهة داخل دوائر مُغلقة الإحْكَام حيثُ لا مَفَرّ ولا إِدْبَار،كلما سعيتُ وحاولت البُزُغُ منها والنأيُ بحال...
360K 6K 41
تساؤل واقعي مكتوب من خيال كاتبه، رسمت احداثها في قمم جبال الجنوب السعودي البارده..حياه اخرى عادات باقيه منذ مئات السنين لم تغيرها دواليب المدنيه الحد...
27.7M 1.7M 54
حياةٌ اعيشها يسودها البرود النظرات تحاوطني أواجهُها بـ صمود نظراتٌ مُترفة .. أعينٌ هائمة ، عاشقة ، مُستغلة ، عازفة ! معاشٌ فاخر ، صوتٌ جاهِـر اذاق...
37.7K 652 25
اول روايـه لي في عالم الخيـال والكتابـه ، تمت كتابتها في عام 2018 بالتاسع من اكتوبر ✨ - لا احلل سرقتها او اقتباسها او نقلها لمكان آخر ✖️- - تتكلم عن...