أسطورة الجبل الميت !

By s_rx1900

617K 11.7K 5.1K

هنا ، او هناك ، او هاهنا .. رملاً ، وصخور ، زهراً ، وحقول أُغنية مسير ، تخبط غريق ، ندأ بوسط الحريق ، حُلم زم... More

1
٣
٤
٥
٦
٧
٨
٩
١٠
١١
١٢
١٣
١٤
١٥
١٦
١٧
١٨
١٩
٢٠
٢١
٢٢
٢٣
٢٤
٢٥
٢٦
٢٧
٢٨
٢٩
٣٠
٣١
٣٢
٣٣
٣٤
٣٥
٣٦
٣٧
٣٨
٣٩
٤٠
٤١
٤٢
٤٣
٤٤
٤٥
٤٦

٢

18.5K 301 107
By s_rx1900

ولان الحياة رحلات ومحطات كانت هذي اسوء محطه تقف فيها القريتين دون حراك ، كيف ومتى ومن ، اسئلة دون اجابات دون طرقات دون عناوين ، في بداية الامر كانوا تحت تأثير الصدمه ، حتى مرت ليلة تليها ليلة ثم شائعه تليها شائعه انتهى الامر باكبر شائعه مرت عليهم "مؤيد قتل فيصل يبي الفوز بالمبلغ والخيل "
بدأ الامر من هنا وبدأ الكره والحقد والغدر ، الصحبة التي تمت اكثر من ستين سنه انتهت بثأر ولد ، ولان الرصاصه كانت صادره من قرية المسارح ولان السلاح المستخدم سلاح ابو النوارس ثبتت هنا التهم عليهم ، وزاد الكره والعداوة وانتهت الصحبة بقول ابو العز صارخًا " والله لاخذ بثأر ابني عدد نجوم السماء ورمال الارض يا مهدي ! "

في بيت ابو النوارس الي غيم الصدمه والرعب بداخله مؤيد الي ماذاق الاكل من ايام الا شربة ماء إجبارًا من ابوه ، وقت دخل ركُود البيت بعينيه الحمراوتين وهو يكرر باحثًا عن مصدر امان : يبّه رجيتك علمني اننا مالنا دخل وان موته مو سببنا !
وكان هذا حال ركُود من ذاك اليوم يدخل البيت يطلع النجوى والتأكيد من اهله بس علشان يقتل الشك الي داخله ، لينتشر صوت ابو النوارس صارخًا بوجهه بغضب : انهبلت انت ؟ انهبلت ؟ كم مره اعلمك انه مالنا علاقه وانه مثل ولدي كيف اقتل ولدي علمني !!
كيف شّد على شعره الطويل الواصل لعنقه وهو يضرب برأسه ضربات متتاليه تليّها صراخه بعدم فهم للي جرى والي بيجري : وميين ميين ميييين !!
وقبل ان يكمل صراخه انتشر بالمكان صراخ صبيّه وصوت عرفوا تميزه لانه صوت ابو العز ماغيره ..

عند قصي الي بين احضانه حسناء بعد ان بللت ثيابه بدموعها اثر موت اخيها وماكان منه الا ان يشّدها بحضنه وهو يكرر بضياع : يعلم الله انه بمكان افضل من هنا
كيف رفعت رأسها امام وجهه بعيونها الدامعه المحمره وشعرها الملتصق بوجهها من دموعها كررت بضياع تطلب الحقيقة وبين شهقاتها نطقت : تكفى قولي مره ثانيه قولي مره ثانيه لا انت ولا اهلك لكم دخل
كيف انه مسك وجهها بكلتا يدينه وهو مو قادر يغضب منها بسبب قولها لانه مايقدر يلومها الي حصل يلقي التهم عليهم هم بس : وربك يا حسناء وربك ما قتلناه كيف كيف نقتل واحد اعتبرناه اخونا ؟؟ كييف؟ والله اني مستعد استحمل الملامه من العرب كلهم الا منك انتِ
كيف انهمر الدمع من عيناها وهو يشق طريقه لخدها كررت بضياع : ما لومك ويشهد الله اني مصدقتك بس ايش اقول لاهلي اذا لاموني فيك ؟
وكان هذا خوفها من اهلها وكلامهم الي كان مثل السّم عليها " اهل زوجها قتلوا اخوها " كرروا العباره طول ايام العزاء واحرقوها بكلامهم ..
وقبل ان يرد عليها انهى سكوته صوت ابو العز ورجاله واولاده بالخارج زلزل المكان وقت نطق بصراخ وغضب عارم " جيببوا بنتي يا عديمين الاصل يا قاتلين القريب "
كيف خرج قصي على صوت الشيخ مصطفى الي يحاول يهدي الموضوع : اذكر الله يابو العز بنتك بالحفظ والصون
كيف انتشر غضبه وقهره على ولده الي مات قدام عيونه بصراخه : الحفظ و الصون ؟ نفس الحفظ الي كان فيصل فيه وفيينه فيصل الحين فييينه ؟ خذيتوه مني خذيتوا كبدي مني وحرقتوه والله لاحرق كبدكم كلكم
كيف انه مجرد مارفع عيونه لقصي الي خرج بصدمه كرر بعدها بنفس علو صراخه : وييينننهها بنتتي !!
كيف كان قصي يحاول يمنعه من الدخول اردف بعدها : محد له الحق ياخذ زوجتي مني
حتى نطق فواز الي واقف خلف ابوه وكلاً منهم يحمل سلاحه ولا حد منهم ناوي بالخير : مالك زوجة عندنا يا تطلع برضاك ولا تطلع تمشي على جثتك
كيف تقدم ابو النوارس مع اولاده وهو يحاول سحب قصي الا انه رافض يتخلى عنها نطق بعدها ابو العز محدثًا بنته : يا تطلع الحين وتعودي معنا يا انسي انه عندك اب واهل

ماكان عندها خيار بعد ان بقيت مابين نارين نار ابوها ونار زوجها ، لبست خمارها وهي تطلع لتقف بجنب قصي الي واقف امامها باللحظه الي مسك يدها وكانه يترجها لا تروح ! لا تغيبي ! مالي قوة على البعد مالي قوة على الفراق ! لا تروحي وبعده ماسهرت مع عيونك ليالي العُمر ، وبعده ماخلفت منك هدايا العُمر ، لا تودعيني وانا بالامس التقيت فيك ! لا تروحي ..
الا ان يدين فواز الي سحبتها انهت كل احلامه وامانيه ونظرات عيونه لها ونظراتها له بين الملأ هي الوحيده الي بقيت كيف خذوها من قدامه بصوره عمره كله ماينساها ، خذوها ولا سمحوا له حتى بالوداع دفع هو ثمن كل الي حصل بلا اي ذنب ولا اي جرم ..
كيف محاولات الشيخ مصطفى انه يهدي ابو العز لكن مافاد شي حتى وقف ابو العز بنص قرية المسارح مع عياله ورجال قريته ردد بعلو صوته : الغايب يعلم الحاضر والعرب تعلم الغرب الي كان بيننا وبينكم مايرجعه الا سيل من الدم ، لا نأكل منكم ولا تأكلوا منا ، ولا نتزوج منكم ولا تتزوجوا منا ، ولا نتقرب منكم ولا تتقربوا منا ، وحق فيصل اخذه من رأس مؤيد وعمره الدم ماصار ماء

انهى كلامه بخروجه منهم مع بنته باللحظه الي كرر الشيخ مصطفى بينهم : لا حول ولا قوة الا بالله
كيف التفت ابو النوارس لهم وعلى وجه انكسار من الي صار وكيف انه حاول يعرف مين السبب بس ماقدر ولا بيقدر ، تقدم لقصي وهو يربت على كتفه بتنهيدة هزت كيانه ولا له قدرة بشيء بعد مانتهى كل شيء ..

عند ركُود الي خرج من قريته وكل الي يبيه هو انه يشوف وضاح ، يشوفه ويطمن انه مو عتبان عليه ولا يلومه مثل اهله ، لكنه استقبله راجد مانعه من الروحه وهو يشّد على اكتافه يدفعه للخلف وينطق بعدها بصراخ : صاحي انت فيين ساري !!
كيف اشار ركُود راسه بترجي وهو يردف : رجيتك ابي اشوفه كلمتين بس بقولها له لا تقف بطريقي
الا ان الرفض من راجد كان مستمر وهو يشّده للخلف من جديد : ماراح يبقى واحد فيكم حي ولا اجتمعتوا بيموت واحد والي خلقك
كيف رفع ركُود انظاره الخايبه له بهمس اوجع راجد قبل لا يوجعه : وضاح يلومني ؟
كيف تنهد راجد وهو يحاول يفهمه ويقنعه حتى يستوعب الي صار : وش تهقى يا ركُود ؟ اخوه مات قدام عيونه والرصاصة صابت من قريتكم والسلاح سلاح ابوك وفوق ذا كنت متاكد من فوز اخوك حتى المجنون بيلومك مابالك بالعاقل ؟ حتى الغريب بيلومك مابالك باخووه ! اخوه يا ركُود اخوه ! وانت تعلم كثر تعلق وضاح وحبه له ، رجيتك لا تزيد النار حطب

ما كان من ركُود الي جلس على الارض بصدمه ممسك براسه ويخلخل اصابعه بشعره بتفكير الا ان يردف بعدها وانظاره لراجد : وانت ؟ انت بعد تلومني ؟
كيف اشار راجد راسه برفض التام وهو يجلس بجانبه ويشد اكتافه هامساً : لا وخالقك مالومك وانا خابر حبك لفيصل ..
كيف تامله ركُود لانه الشخص الوحيد الي وثق فيه ووثق انه ماله دخل ، تنهد بعدها وهو يهمس بتعب : روح عند وضاح تدري به الحين مايفرق يمينه عن شماله ولا تعلمه انك كلمتني لا يلومك انت بعد ، اسألك بالله يا راجد انك تحطه بين رموشك لا يصيبه شي ..

بين الجبال اصبح مستقره وبيته ومكانه ، من هو طفل كان يضيع بهالجبال ماكان يخاف ابداً الكل قال لانه شجاع بس مطلع القصيد كان عارف ان فيصل بيلقاه وبيعرف مكانه لكن هذي المره الاولى الي يضيع ويخاف ! يخاف انه مايلتقي وانه ينتسي ويروح مهب الريح ، يخاف مايلاقي درباً تدله ولا اخ يدل مكانه ، يخاف هوجس بهالظلام ولا يلقى مرد ، لكن كل ظنونه خابت وقت شاف بين عتمه ظلام نور ، وماكان هنور الا راجد ، وبمعنى اخر صاحبه و روحه الاخيرة الي بقت له بعد خيانة ركُود مثل مايزعم ، كيف جلس معه من غير كلام ولا ملام وسكوت مستمر وهو ينثر الرمل بخشبه صغيره بيده ومرت ساعات وهو يراقب الضياع بوجه وضاح بعد فراق اخوه ، لين وقف ومشى راجعًا دربه ومشى معه راجد من دون ان ينطق بحرف ، وقت استقبلهم ابو العز بخوف داهمه من ساعات من غيبه وضاح اخذه بصراخ والغضب : متتى بتكبر ! متى تبطل لعب بهالجبال ؟ تظن ان باقي احد بيعرف مكانك محدد يعرفف محدد راح الي كان يتبع اثرك راح الي هوجس بك مابهه حد يطمن قلبي انك ماتضيعع بهالبراري اركد مكانك وبطل لعب الجاهل مالي قوة افقد ضنى ثانني !..

كيف كان ساكت من غير مايرد عليه انصرف بعدها لبيتهم بسكون ولا رد ولا كلام كيف كان يراقب راجد الي صار وكان بجوفه يردد : غلطان ، ماراح الي يعرف درب وضاح بعده ركُود موجود وبعده يدله على مكانه ..

بجانب المكان وفي بيت ابو العز ، من كثر البكاء تلطخ بياض عيناها باحمرار شديد ، ماتدري تلقاها من موت اخوها ولا فراق الشخص الوحيد الي عرفت معه معنى الامان ، ولا من كونها ممكن تصبح مطلقه بهالعمر ! العمر الي ماتعدى حتى السادسه عشر سنه ، والي كل شي صار معاهم بطريقه مرعبه ، خذاها طفله بس كانت بعين اهلها كبيره ، ماكانت اساساً تهتم بالعمر كثر اهتمامها بشخص الي بتكون معه وانها بتكمل حياتها معه ، ماكان اهلهم يشوفنهم اطفال لان اساساً بتلك الازمنة ماعندهم اطفال ، وبسبب سوء فهم راحت هي وقصي ضحاياها

طوال الايام الي فاتت كانوا يزورنها حريم القرية مو حباً فيها بس علشان يشوفونها ويرددون على مسامعها عباراتهم الي تسم البدن وتعكر المزاج ، " تزوجت قاتل اخوها " " تبكي على قتيل ليتك بكيتن على المقتول "
" ماعمره تدنس الشرف الا من البنات " " قلنا لكم البنت لولد عمها لا ياخذها الغريب شوف الغريب رماها عبء عليكم "
كل العبارات والشتائم انرمت عليها وتعلقت التهمه فيها وفي عنقها حتى رددت امها " نادره " تحت مسامعها : لا تطلعي من هالدار ولا تعدي رجلك عتبه الباب والطريق الي يمر فيه ابوك لا تمشينه لا تشوفك عينه ابداً لا يدري حتى انك حيه ولو تقدري تموتي موتي ابرك لنا "

صارت هي سبب كل شيء وكل مصيبه قضت ايامها لوحدها بدارها ودار خواتها ولا احد يشوفها ولا هي تشوف حد كانها سوء وعبء بهدنيا ، ماكان احد فاهمها الا ثنوى ، ثنوى فقط ، لان ممكن ثنوى بنفس مكانها وتحب الرجل بقتل اخوها بس حال حسناء اسوء وكثييير ثنوى ماكانت الا خطبة وفسخها ابوها حتى قبل ماياخذ رأيها لكن حسناء زواج سبب تهمها بشرفها ..
كيف دخلت ثنوى وهي تردف بغضب وقهر بعد ان رمت خمارها ارضاً ونثرت شعرها الطويل من حولها : يالله ماتمسي على خير حيه حيه حتى الحية مب مثلها
كيف اعتلى نفسها وهي ترجع تردف بغضب : زوجة عمي عبيد زهراء طول القعده تعيب فينا لرايح وللجاي مابقى عيب بهدنيا ماحطته فينا وشوهت سمعتنا ونهاية الجلسة تقول لامي عيالي حمزة وصفوان راضين يشيلون العيب الي ببيتكم ويتزوجوهم البنت مالها الا ولد عمها ! الله لا يبارك فيها تعيب فينا قدام الخلايق ووراهم تخطبنا لسويدين الوجه عيالها والله لو اخر من بقى بهدنيا ماخذيتهم
كيف اتسع مبسم حسناء الشاحب باستهزاء اردفت ؛ على ظنك لو جوا بياخذ ابوي شورنا ؟ ظنك بيخلي ابوي ببيته مطلقه وخطيبه قاتل من غير مايرميهم على عيال الناس ؟
كيف تنهدت ثنوى وهي تتقدم لها وتجلس قدامها اردفت بعدها من غير تفكير : والله لو اهرب لين عند ركُود وافضحهم قدام العرب والا اخذ عيال زهراء
كيف ضربتها حسناء بغضب من حديثها ورغم ان فارق العمر بينهم قليل وحتى حسناء تعتبر صغيره وحييل الا ان رجاحه عقلها كانت اكبر من عمرها : اسكتتي لا يسمعك احد والله ليذبحك ولا يرف جفنه
كيف نطقت ثنوى من بعد ماتحسست مكان الضربه بالم : بعدين ليه تقولي مطلقه ؟ ترى قصي ماطلقك ولا بيطلقك وانا مو خطيبه قاتل ركُود مايقتل وانتِ تدري
كيف استلقت حسناء على سرير خشبي قدييم بعد ان لمت شعرها على جنب وهي تردف من بعدها : بكل الحالتين محد يهتم لظنونك وكلامك وان بغيتي نصيحتي ترضين بولد عمي ولا تعيشي مثل عيشتي
ماكان من ثنوى رد لانها اساساً ماتقدر تعارض وهي تشوف اختها الي بهت لونها ونقص وزنها واشتد بها الحزن في ايام قليل ولا تدري كيف بيكون باقي العمر عليها وكيف بيعدي ..

جمعوا كل رجال قرية العود وكل اسلحتها وكل منهم حامل بجوفه سكين او غيره من ادواتهم الحاده ومثل مارددوا بشوارع قريتهم ، مايشفي غليلنا الا دم واحد من عيال ابو النوارس ، من غير ماياخذو راي ابو العز والا حد من كبار القرية ، خذوا باسهم وبنص الليل مروا مثل السحاب هجومهم على قرية المسارح ، ماكان حد منهم صاحي والا واعي للي يسويه ولان على رأسهم وضاح زادت رغبتهم الجامحه باخذ تار عمدتهم ، كان عند ركُود خبر مسبق وعلمه راجد لانه مايبي يصير له شيء ، ورغم ان راجد مازالت علاقته بركُود بخير الا انه تظاهر امام وضاح بالكره له وقت اردف بصراخ : حنا مانبي فتن ولا نسيل الدم اعطونا شبل ابو النوارس وتنحل بيننا وبينكم المشاكل
كيف رفع ركُود انظاره له وهو يخفي خلف عقده حاجبيه ابتسامته اردف بعصبيه : حنا صحيح كرام بس ماهي لهدرجه تبيني ؟ تعال لي
كيف ابتسم وضاح بين ملامحه العربيه الاصيله رغم صغر سنه ، اردف : ايجيك وليه مايجيك
وبغمضه عين اشتبك الفريقين ومثل ماطلب وضاح بلحظه غضب " جيبوا ركُود " لان كل الادله توضح انه قتل اخوه بس رغم ذا قلبه مو مصدق ، قلبه مع ركُود ، كيف انتشر الصراخ والضرب والدم بالمكان ، مما سبب استيقاظ كل من بالقرية وعلى رأسهم الشيخ مصطفى الي ركض لابو النوارس و اوصى ناس لابو العز لايقاف الي قاعد يصير قبل مايروح فيها احد ، وكان سبب كل هالحرب فواز الي قهره على اخوه مخليه يحلف كذب ان ركُود القاتل وعيال عمه عبيد حمزة وصفوان الي زودوا النار حطب بكلامهم وقوموا الحرب هذي ،
عند وضاح الي رغم انه وصل لركُود وقادر حتى يقتله لكن رجوله انشلت ولا قدر انه يتحرك ابداً ، في اللحظه الي استغل " عبدالعزيز ابن عم ركُود " استغل شرود وضاح وهو يحاول الهجوم عليه التفت ركُود له ولمحه ولانه بعيد عنه مسافه ماتسمح له يوصل بالوقت المناسب ، صرخ بفزع ينبه راجد على الي بيصير : راجججد !!
وما ان تقدم راجد لوضاح حتى امتدت يد عبدالعزيز بسكين في وجه راجد مسببه شرح عميق ممتد من فوق حاجبه الايسر وحتى نصف خذه لينهمر الدم منه بعد ان احس بفقدان عينه بصراخ مرعب هز اركان المكان يتبع صراخ ابو النوارس وابو العز الي اوقف معركتهم الي كانت سبب جروح بليغه ودماء راح من ضحاياها راجد دون فقد ارواح ..

: تروح تجمع لي الرجال وتهجم ؟ فين عايشين حنا ؟ هذا وانت الكبيير الي معلمك انا على الصبر والدهاء تقوم تتصرف كذا ؟ وش بقيت لاخوك الصغير ها !! بدل لاتعلمه كيف ياخذ حق فيصل برجوله تقوم تعلمه يراكض من ورى الجدران ؟ هذا نهاية تربيتي ؟؟
كان صراخ ابو العز في فواز بعد ان رجعوا وفكوا بينهم وبعد ان راح فيها ضحيه وجه راجد ، كان الاصابه بالغه وجداً لكن من لطف ربي بقى بصره بخير الا انه تسبب له جرح عميق ممتد من فوق حاجبه الايسر وحتى نصف خذه قام بخياطته مطيب القرية ولفه بسواد ليصبح كانه بعين واحده ، كيف كان وضاح امامه ويدينه يملأها الدم وثيابه بفزع على راجد ومجرد ماطلع له تقدم له بين خوفه مع عيال عمه وهو يكرر : انت تشوف ؟ تشوفني ؟
كيف ابتسم راجد مابين تعبه ودماءه كرر بالايجاب بسكون ، ارتمى بحضنه وضاح وهو يكمل خوفه بين ضلوعه واخر شي توقعه بهدنيا ان راجد يفديه بروحه وبعينه ! لولا الله ثم راجد كان راح فيها وضاح بطعن ، شافه فارس انقذه من نهايه روحه ، لكن القصه ماكانت كامله بعين وضاح ، هو ما انتبه لركُود ولا لصراخه وفزعه وانه هو الي نبه راجد اساساً مانتبه ابداً وبقى ركُود مهمش خصوصاً وقت اردف حمزة يزيد النار حطب : ركُود كلها منه هو الي جمعهم ونوه هالحرب هان عليه عين صاحبه تتوقع بيهمه روح اخوك ؟ قتتلى قتتلى
كيف زادوا غضب وضاح وحقده وكره بكلامهم والي كل اهل القريه بدو يكررونه وعلى راسهم عمه عبيد الي كانت وظيفته يزيد النار بقلب ابو العز و وضاح في لحظه صمت راجد وسكوته ..

مابين كل هذي الأحداث وهذي الجرائم كانت ضحيتها الطفلان العاشقان ، الي امضى ليله برمال يقلب فيها بتعب لا اكله اكل ولا نومه نوم ، حزين وفقيد ويحس انه ذاق طعم الفقد باشت انواعه فقد امه وفقد زوجته وهو بعمر المفترض بعده يراكض بهديار ويعيش مراهقته وتهوره حملوه مسؤولية فوق عمره وهم فوق فرحه ، يحس بغربه وكانه مسروق من داره ، يحس انه ضايع ولا لاقي له درب ولا سرب ، حزين وباشد مراحل حزنه ، بظلمه الليل وهو على الرمال مستلقي بجنب خيله يراقب الظلام ونجوم السماء ماصحى من شروده الا على اخوه الي رمى جسده بجنبه بارهاق وتعب كيف التفت له وهو يشد عليه حتى همس قصي : وش هي علوم مؤيد ؟
كان اشدهم انهياراً واستيعاباً مؤيد الي مايدري وين داره ولا وين راسه ولا قلبه شدييد استيعاب للحد الي ذبل وجه وجسده واصبح هزيل حزن  وفراق كان يضحك معه فجأه صار قتيله ، مع العلم انهم كانو اكثر من صحبه و اخوه وشي لا يوصف وباللحظه صار جثه بجانبهم وصار قتيله كان هذا فوق استيعابه وفوق قدرته للفهم ، التفت له ركُود باسف على الحال الي اوى اليه : على حطت يدينك
حتى اكمل بعدها بين شروده : وش الي مهوجس بك بهالليالي موت صاحبك ولا فراق زوجتك ؟
كيف صدرت من قصي ضحكه استهزاء اردف ويدينه تداعب الرمل : وانا استوعب عقلي الاول حتى استوعب الثاني ؟
ما كان من ركُود الي صدرت منه تنهيده تعب الا ان يقف بعد ان تذكر موعده مع راجد وهو يشد سرج خيله الكاسر ويركبه عالياً حتى نثر الرمل من خلفه بقوه لطريقه لخلف الجبال ..

ماكان فيه حيل يطلع بس لاجل يطمن ركُود اجبر نفسه على الطلوع وهو لاف وجه بشاش ابيض لآن تقريبًا صارت ملامح وجهه مخيفه وخصوصًا ان جرحه بعده واضح باشد الطرق الي ممكن تفزع كل من يشوفه ، مايدري من وين طلع ركُود ماستوعب الا وهو بحضنه يشّد عليه بقوه ورعشه ويدينه ترتجف ، وكانه يتذكر الي صار له وانه ممكن يفقده وبنفس اللحظه يلوم نفسه لانه ماسمع كلام قصي وانهى الحرب من بدايتها من غير مايتجرأ يجمع الرجال ويهجم عليهم ، كان لازم ياخذ من اسمه نصيب ويركد مثل ركُود الماء لكنه هاج و الجنون الي بعد الركُود يغرق ويهلك ، وقبل ان ينطق بشي عارضه راجد بامر : لو تجرب تلوم نفسك بس قلبت صبحك وعشيك مالك ذنب ولا دخل انا مشيت له بإرادتي
كيف رفع ركُود جسده عنه بعد ان شّده له واستقبله راجد باحضانه : لو..
وما امداه يكمل حديثه حتى قاطعه راجد بامر : لو تفتح عمل الشياطين انا مشيت بنفسي واذا رجعنا ثاني افديك بعيني الثانيه
كيف تنهد ركُود بامتنان لشخص الي كان مثل النور بطريقه المظلم والمبعثر كرر بعدها : يشهد الله لو اعيش باقي عمري عكاز لك ماوفيتك حقك ..

في الصباح الباكر ..

شُدوا ثيابهم يا فتاح ياعليم يارزاق ياكريم ، رغم الخلافات الا انهم مازالوا مستمرين في اشغالهم ورزقهم ، فتح سوق القريه - سوق الحرير - وتقدم كل واحد لرزقه وعلى راسهم ابو النوارس الي يمشي بينهم بجبروته ومكانته ، التفت لاكثر رجل معروف في القريه ، كان يتيم الاب والام ولا يملك الا جدة ماتت من سنه ، كان مجنون او بمعنى اخر فيه من الجنون ، فيه تأتأة وتلعثم بالحروف ، يلبس ثوب ابيض اصبح بُني من كثر الرمال ،وعلى ملامحه براءة وجنون ، بحركات لا إرادية في مشيته و وقفته وتصرفاته ، الا انه كان فطين وفطين جدًا فيه من الذكاء والدهاء والذاكرة القوية شي لا يوصف ، كان اسمه " عيّاش " كان يحبه ابو النوارس وحييل ويطعمه ويعتبره ولد من اولاده واول ماقبل عليه اتسع مبسمه وهو يردد بالارجاء : يا مرحبا بعويش وينك غايب من ليالي مالمحتك عيني ؟
كيف كان عيّاش يحرك راسه بحركات لا إرادي اكمل بتأتأة : مايندوني مايندوني ، يسون حفله اكل فيها مايندوني
كيف اتسع مبسم ابو النوارس وهو يحضنه من جنب ويكمل بعدها : مين مايناديك ! والله اسهرهم ليالي
وسرعان مانادى اكبر عياله : زهير تعال خذ عويش لعمتك وردة وقولها ابوي يبلغك سلامه واعطي عيّاش من الذ واجود الاكل الي عندها ..
وبالفعل استجاب له زهير وهو ياخذ عيّاش الي تهلهل الفرح بوجه وساري لعمته وردة ..

تقدم ابو النوارس واكمل طريقه حتى لمح تاجر وقف امامه باتساع وهو ينطق : جيتك من اقصى بلاد الشام واحمل اجود انواع الاقمشه الي نسجت فستان كحلي ماله مثيل بكل العرب وانا حالف بالله ماتلبسه الا بنت كبير العرب واجمل نساءهم ، قمر بنت مهدي
كيف ابتسم ابو النوارس وهو يشوف الفستان الي رفعه على مقاسها بضبط وكانه مفصل لها خصيصًا ، باللحظه الي تقدمت قمر تتمخطر على قلوب كل اهالي القرية الي بلغ حبهم لها عنان السماء ، وهي تبتسم فرحًا من رؤيتها لذاك الفستان وسرعان ماتقدم اخوها عيد وهو يرفعها باتساع تحت حديث ابو النوارس : مايغلى على الغالي شي اطلب المبلغ الي تبيه وخذه ..
كيف رددت ببهجة وطفوله وفرح : بلبسه الحين
الا ان ابتسامة ابيها وهو يشير برفض مكرر من بعدها : وشو هالحين يابنتي هالفستان ماينلبس الا صباحية العيد وعلموا اهالي القرية ماتلبس غير قمر فستان كحلي  !
وسرعان ما مر الشيخ مصطفى ورجال القرية ماشين مع ابو النوارس لخيمته " خيمة الشيوخ " الكبيره الواسعه والي يتجمعون فيها الصبح..
في اللحظة الي دخل ركُود السوق رغم حزن عيناه الا انه تبسم ضاحكًا وهو يفتح يدينه لاحب شخص في قلبه ، اخته وردد بعدها بصوت عالي : يا قمر الزمان !
حتى ركضت له بلهفه ترتمي بحضنه وتصف له فستانها الي اغرمت فيه ..

في القرية الثانيه ..
وعلى نفس الحال ونفس القصه يمر الاسواق والتجار فيها والبيع والشراء وعلى رأسهم ابو العز ، بعد ان اكمل مسيرته مع ولده فواز رغم كآبه الاجواء وبدل مايرحب التجار فيه صارو يعزونه ، وهذا الي اذبل وجه على بكرة الصبح ولد وحنينه له ، دخل خيمته وهو على رأسها حوله اخوه عبيد واولاد حمزه وصفوان ، ورجل من رجال القرية اسمه عثمان ، و ولده فواز ، وقت ردد ابو العز مكلم ذيابي الي يجهز له القهوة والشاي والذ قهوة وشاي ممكن يجربها اي حد : جيب الدله يا ذيابي
حتى ردد ذيابي الي يشعل الفحم ويواريها : تبشر ياعمي
ليرجع يلتفت عبيد وينطق بعد صمته : ايش الي بيصير في دم ولد اخوي !
كيف كان ابو العز يتأمل من حوله بسكون ردد : نقتل غريمنا وناخذ حقنا
حتى ردد صفوان من بعدهم : وكيف نقتله وحنا مانعلم من هو
حتى اردف حمزة من بعد اخوه يزيد على الجرح ماء :ماراح نعلم دام اهالي المسارح مغطين عليه
لينتهي الحوار عند عثمان والي كان اخر من يضيف الملح على الجرح ويبتره : ترى مكانتك بين العرب ماتبقى مكانها دام سمحت لدم ولدك يصير ماء ويمر حوله قتاله
حتى احمرت عين فواز قهرًا ووقف بغضب خارج من الخيمة بقهره ردد بعدها ابو العز بعلو صوته وحديثه : مايصير دم ابن ابو العز ماء وماناخد حقنا الا من غريمنا كل شي يعدي الا الدم عمره مايعدي ..

في اللحظه الي زادت براكين النار في قلب فواز وزاد الحقد واحرقه كلامهم خرج من الخيمه بقهره وعلو صراخه بقهر رجال بجوفه، مشى بعجله وغايته المقبره ، وكان رايح يلتقي بفيصل ، وشاف ان اخوه وضاح سبقه وجلس جنب قبره ، كيف تقدم له وهو يجلس بجواره ، في اللحظه الي شد ساعده وهو يمسك اخوه من اكتافه ويوجه له كرر بعدها بغضب يصبه في قلب وضاح : لا تنزل دمعه من عيونك دام غريمك يضحك ! لا تنسى بسمة فيصل دام غريمك بعده يذكر ! لو تنبش الارض باظافرك وتعيش عمرك سهير سكير ماتغفى جفنك براحه حتى تعيش قاتل اخوك تحت التراب وتبكي امه عليه ، فهمتتتتت !
كيف كان يتأمله وضاح بملامح شبه ميته كرر من بعدها : والذي نفسي بيده مايهنى لي عيش حتى اعرفه وامشي بجنازته ..

Continue Reading

You'll Also Like

4M 97.2K 165
ادخلي يلاا ملك بعيط. ونبي روحني وانا هشتغل واللهي وهدفعلك فلوس اللي اخدها جوز اميي بس روحني يلاا بق ادخلي وكفاية عيط ملك. طب م. مش حرم عليك. تتجوزني...
1M 39K 50
تقدمت عليه واني احس الخوف والرعب احتل كل جسدي وقلبي أحسه توقف واني اشوفه جالس گدامي مثني رجله وخال عليه ايده والايد الثاني ماسك رأسه متوجع قربت عليه...
807K 47.1K 65
مراهقه دفعها فضولها للتعرف على الشخص الخطأ وتنقلب حياتها بسبب هذا الفضول.
42.8K 2.2K 34
حيث يكون بيكهيون زبونا منتظما في مطعم لوي كان دائما ما يصنع الحركات اللطيفه ويرسل القبلات اثناء مرور الكاميرا مالك المطعم ورئيس الطهاه بارك تشانيول...