في هذا العالم لم يكن هناك شيء يعرف بدورة الحياة اذا مات الشخص فلن يعود حتى بعد مئات السنين.
سقط ضوء الشموع ينير الغرف بشكل خافت وظهرت دائرة سداسية حمراء يتوسطها زوج من الهياكل العظمية.
ابتسم نواه وانحنت رموشه بشكل مهووسس للانتقام و الجنون، سيلعن قلب اندرياس سيتجمد ويفقد حواسه ويموت ببطء وينهار العالم معه.
سيعيد احياء حبيبة ويليام بفرمون التآكل وسيجعله يقتلها بيديه.
ثم امرأته المحبوبة ستعود للحياة فقط بفرمونات امتصاص اللعنة، الشخص الوحيد الذي يستطيع انقاذ اندرياس.
مع هذه الافكار اندلعت فرموناته المدفونة بمؤخرة رقبته ولم يعرف احد في العالم انها فرمون لتحقيق الرغبات، لكن كلما كانت رغباته عميقة كلما امتصت حياته اسرع.
ضحى بنفسه فقط للعن اندرياس و الانتقام من الجميع.
طفى رذاذ احمر ولم تمتلك فرمونات الرغبات اية رائحة، تفاقمت حتى الاختناق واحاطت بالهياكل العضمية.
رغم الم تآكل روحه وانفصالها الا انه استمر في الابتسام بسعادة وضحك بجنون، سيحصل على انتقامه اخيرا.
في تلك اللحظة ارتعشت ركبتي اندرياس وسقط يجثو ارضا و يتمسك بقلبه، شد فكه بعصبية ولهث بعنف، كان جسده يبرد وقلبه يتجمد.
صدى صوت واحد ارتد بعقله وصورة ابتسامة الرجل تارجحت بعقله
"هذه لعنتي لك حتى تنتهي رغبتي، لن يتم رفعها الا برغباتي"
عقد حاجبيه وتفاقم صدى الصوت لدرجة لم يعد قادرا على سماعه اي شيء، ارتطم وعيه وتخبط ثم في النهاية غرق في الظلام.
في اللحظة التالية التي فتح بها عينيه كان جسده باردا و امتلأ صدره بهدير مؤلم، شد فكه وقاوم شعور عضامه بالانكسار ورفع رأسه، تحت ضوء الشمس لمعت التماثيل الجليدية واعطت تعابير والديه شعورا بالخدر في فروة رأسه.
عندما تحرك بضعة خطوات لم يكن يستشعر الارض وتعرقل يسقط عبر الدرج، لم يعتد بعد على فقدانه لبعض حواسه وفجر رياحه تحمل جسده خارج القصر، الجميع مجمد ومذعور.
"اللعنة"
هسهس بغضب وشد قبضتيه بعنف، ذلك القذر الغبي يعتقد ان لعنه بهذا الشكل يعد انتقاما!
"جلالتك"
اخترق صوت ويليام اذنيه وادار رأسه للخلف، عدل الرجل نظارته وتحدث بشكل آلي.
"حجر قلبك ملوث جلالتك"
"....!!!"
ارتجفت حاجبيه واندفع لغرفته حيث احتوت قلبه، كان الحجر النقي يتشابك مع خيوط سوداء واجتاحته ببطء
مع مرور الوقت تفاقم اللون الاسود وتسبب في تلوث حجر الكون الذي يمد الطاقة لبقية الاحجار مما جعل جميع الفصائل تعاني من شذوذ في احجارها.
اغلب الوحوش و الحيوانات اصبحت مجنونة بالقتل و السيطرة على العالم و من النادر رؤية فصيلة تدخل في سبات وتنام بعمق.
كانت البيورا احد الحيوانات النادرة وبسبب الشذوذ في الحجر الذي يمدهم بالطاقة جعل لديهم وقتا محددا للدخول في سبات عميق واحتجاز الجسد داخل الحجر الصغير.
المعبد و السحرة هم الاشخاص الوحيدين الذين علمو بلعنة الملك و قدمو حلولا كثيرا.
استمتع نواه الذي انغرس بوعي اندرياس في مشاهدة هذا الفيلم وقدم بعض المساعدة الممتعة.
بفضل جزء من روحه المتبقية استطاع كتابة الرسائل بشأن النبوءة واشار لإميثيست ، في الواقع لم يكن يكذب... لو تزاوج اندرياس بالفعل خلال شبقه مع اليس لإمتصت لعنته وعادت حياته لطبيعتها.
لكنه يعرف جيدا ان هذا التنين لن يفعل لن يعرف من هي ايميثيست ولن ينام مع امرأة ما عرضا.
بعد ظهور اليس اخيرا اصيب نواه بالنشوة و الحماس، لقد مرت بالفعل العديد من السنوات ليتلقي محبوبته مجددا.
في العادة كان يمكن لأندرياس ان يتعرف على الارواح و لولا لعنته التي تمتص قوته لتعرف فورا على ايليزابيث و اليس.
كانت جميلة بزوج من عيون الجمشتية و الشعر البنفسجي الليلي، لم تحمل تعابيرها الشراسة و خبث مثل السابق وكانت نقية وناعمة حتى النخاع.
حدق اندرياس لفترة طويلة برائحة فرموناته ولم يعرف لما هي الشخص الوحيد الذي يستطيع شمه لقد فقد حواسه بالفعل.
ابتسم نواه وعلم ان فرموناتها لإمتصاص لعنة اندرياس و بالرغم من انها لا تتدفق الا ان اندرياس امتلك حاسة شم قوية عندما كان طبيعيا لذلك استطاع ادراكها واحاطته بشكل خاص تمتص لعنته ببطء
عندما شعر ان الرجل يميل دون وعي للفتاة قرر اللعب اكثر واظهر نفسه له.
لم يبدي الطرف الآخر اي رد فعل وراقب بصمت تحركاته وتراجعت شفتي نواه.
"يوجد حجر يمكنه امتصاص لعنتك"
الكلمات جعلت حاجبي اندرياس تهتز وتحولت عينيه للذهبي الشرس، اراد الانقضاض على نواه لكنه علم انه مجرد وهم.
بالرغم من ذلك لايزال يتحقق من وجود حجر امتصاص اللعنة، عثر عليه بالفعل لكن مكانه تغير و في المرة ثانية اختار اليس بدلا من الحجر
المرة الثالثة التي عثر فيها عليه اخذه بين يديه وبدأ بالفعل في امتصاص كل الخيوط السوداء من جسده.
شعر انه اخف وزنا ببطء وحرارته تعود لطبيعتها لكن بمجرد امتصاص القليل انفجر الحجر وعادت كل اللعنة الى جسده تسبب اضطرابا عنيفا واطلق هديرا مؤلما.
جعل ذلك فرمون اليس الذي تم حقنه بجسده بعد وسمه يهتاج بداخله واحاطت اللعنة تمتصها بشكل طبيعي.
عندما بدأت محبوبته تلتوي في الارض وتلهث بألم كانت اول مرة يستطيع فيها التواصل معها منذ ان اللعنة تعود اليها ولم يقل شيء سوى كلمتين.
'اميثيست عزيزتي'
اراد ان يقول انه افتقدها لكنه لم يمتلك الوقت، ببطء كانت اللعنة تتراجع دون ادراك اندرياس و ابتلعها جسدها.
اللحظة التي دخلت بها الشجرة كان متحمسا للغاية واراد تسريع عملية امتصاص اللعنة ، بالكاد اظهر نفسه بسعادة لكن رد فعل اليس الحذر منه جعله كئيبا ومحبطا.
رغم ذلك لم يتراجع في تشجيعها على انقاذ المرأة وجعل اندرياس يعاني اسرع، كلما امتصت اللعنة مبكرا كان موتها اقرب و اقترب لمبتغاه.
الشيء المحبط انه لم يستطع ان ينتقم من ويليام، الرجل الذي شعر بقيوده التي تقيد روح حبيبته بعد وسمها استطاع التعرف عليها مباشرة و لم يتمكن من قتلها.
اللعنة القذر حتى انه حماها وطلب بوقاحة من اندرياس ان لا يقتلها، عندما تعلق الامر بشخص مهم بالنسبة له تردد و لم يجرؤ على ايذائها لكن عندما تعلق الامر بشخص غير قريب او مهم له تقدم برمشة عين يقتلها.
الامر جعل حلقه مليئا بالحموضة و كان عاجزا في النهاية.
حدقت اليس في الظلام الذي يحيط بها وانكسرت القيود التي تحبس ذكريات بعيدة وتركتها تتدفق مثل سلسلة من المشاهد السريعة.
'الشخص الذي تحبينه لن يموت معك وانا فقط من سأكون بجانبك واموت معك اليس هذا لطيفا وحبا ابديا'
اخترقت نبرة الصوت الهامسة و المهووسة عقلها ولم تشعر بيده التي تمسك يدها.
ارتجفت شفتيها السوداء تعطي ابتسامة باهتة وتساقطت الدموع من زوايا عينيها.
'لا اريده ان يموت بجواري، لن اتمنى ذلك ابدا'
كلماتها جعلت نواه يضحك بسخرية واثنى ركبتيه يجلس بجوارها ويتمسك باطراف اصابعها السوداء.
'دعه يعيش ويجن بإختفائك'
انحنت رموشها للأسفل و لم تتلاشى ابتسامتها الصغيرة، حتى مع سواد بشرتها العميق الا انها حملت نعومة طبيعية وابتسامة نقية وجميلة
' انت لا تفهم'
".... ؟"
' اندرياس سيعيش جيدا، سيجبر نفسه ليعيش فقط لأجل طفلنا'
تنهد نواه بشفقة وهز رأسه
' انت لا تعلمين ايميثيست، هو سيكون مجنونا بفقدانك....'
نبرته لاتزال سعيدة وهو يقول ذلك، لم يشأ ان يتحدث اكثر عن اندرياس واستلقى يعانق جسدها بين ذراعيه
'حبيبتي دعينا نموت معا انا فقط من يستحقك في هذا العالم'
كان شخصا غبيا، شخصا ترك جنونه يقود حبه الذي اعمى عنيه.
هويه الشديد بها جعله يعتقد ان انتصاره هو الموت بجانبها بهذا الشكا وترك اندرياس يعاني.
وصلت نشوته لحدودها واكتملت اللعنة مع انتهاء رغبته اخيرا وترك جسده يختفي مع الرياح بسعادة.
عندما اخذت انفاسا متعثرة شعرت بوعيها ينحصر في الظلام وفكرت ان هذه كارما تعود اليها.
حتى بعد مئات السنين عادت افعالها المجنونة في القتل اليها وماتت بهذا الشكل.
في الواقع لم تمانع، اذا كانت تسبب في عدة وفيات شنيعة فهذا اقل ما يمكن تقديمه الان.
اقل شيء هو اعطاؤهم عالما جديدا ومسالما.
ارتخت عضلاتها وخف نبض قلبها مع مرور الوقت في تلك اللحظة هدأ الجسد بالكامل و تبعثر الوعي في الظلام مع اختفاء رائحة الخوخ العبقة التي ملأت الجو في وقت ما.
اندرياس انا احبك، عانق طفلنا كثيرا وكن ودودا معه.