فتحت عيناي على نطاق واسع وحدقت بذهول، لم يكلف نفسه عناء النظر لي وبدل ذلك انحنت رموشه وحدق بدون تعابير في طعامه.
هل حقا؟.
سنخرج؟
لم استطع المساعدة في تعابيري وشعرت ان صدري انفجر بالزهور، تراجعت شفتاي في ابتسامة واسعة واندفعت دون ادراك لأعانق ايليزابيث.
"سوف نخرج في نزهة اليوم ايلي"
"....."
شعرت الفتاة الصغيرة بالدهشة للحظة لكنها سرعان ما حركت رأسها ونظرلت لأليس قبل ان تباعد بين شفتيها وتهمس بصوت صغير للغاية.
"اختي، هل سنذهب مع العم؟"
مع سقوط صوتها الخافت توقفت عن عناقها ورمشت بحيرة، لما تتحدث بهمس؟.
نظرت لها وبدت تعابيرها كفتاة تكبح جموح سعادتها ولا تريد ان تصرخ او تسبب اي ازعاج.
هل هي في الواقع خائفة من الملك؟
نظرت له بطرف عيني وكان بجو من الاغتراب و العزلة و الاطياف السداء التي تم تعذيبها تطوف حول بينما الجليد يزحف على الارض و الطاولة ببطء.
حسنا افهم لما هي خائفة، لست في وضع جيد ايضا، تنهدت بصمت في داخلي بعدها ابتسمت واومأت لها.
"اجل، سيكون ممتعا، صحيح؟"
"........"
استمرت عينيها الواسعة في التحديق بي ثم اومأت في النهاية، انا ايضا لا اريده ان يأتي عزيزتي ايلي.
اعنقدت انني سأقدم لك راحة وفراشا دافئا وطعاما شهيا ايضا.
رغم ان هذه الحياة احسن مما كنا عليه لكن هناك قواعد مزعجة ومملة تجعلني ارغب في العودة لحياتي.
عندما كنت شاردة الذهن شعرت بلمسة على ذراعي والتفتت احدق بإيلي ،اشارت لي مباشرة بأن انحني ووضعت يدها بجور فمها.
من زاوية نظر ويليام و ملك الوحوش لن يستطيعو رؤية شفتيها، انها تعطي انطباعا كما لو انها ستقول سرا خطيرا جدا يؤدي بحياتنا للحافة.
ابتسمت بمتعة وانحنيت بطلب منها، سرعان ما تدفق صوتها الطفولي الهامس واعين الجمشت تعطي بريقا جديدا، كان وجنتيها الممتلئة ترتعد في كل مرة تحرك شفتيها.
"اختي، الن نعود لرؤية كاثرين؟"
اه.
لقد نسيت تماما بشأنها، جتى انني لم اتصل بها... هذا فضيع مني.
عبست قليلا وفكرت بالذهاب ايضا، اتساءل عما اذا وجدت عملا ما.
لكن هل سيرضى ذلك الملك الوحش الجليدي ان يذهب، تدلت رموشي والقيت نظرت خاطفة عليه.
انها احياء فقيرة بالاضافة الى ذلك الجميع في تلك القرية من البيورا تقريبا.
مذ انه لم يكتشف امري اذا هو لا يشم رائحة فرموناتي هذا يعني انني نجحت بإخفائها حتى عن ملك الوحوش.
لكن هناك الكثير من الصغار الذين لا يجيدون قمع روائحهم، كإليرابيث مثلا...
في غضون ذلك شعر اندرياس بنظرة اليس الشديدة عليه كما ان صوت ايليزابيث كان واضحا بالنسبة له.
اغلق عينيه بهدوء ووضعة الشوكة و السكين على الطاولة قبل ان يقف من الكرسي.
كان الحليد ينتفض منه و يبدو ان الاطياف السوداء قد اصبحت اقل وضوحا وبدأت تتلاشى ببطء.
تدحرجت تفاحة آدم صعودا وهبوطا مع تدفق صوت ذكوري متعالي ولهجة جافة.
"لا يهم الى اين سنذهب"
"......"
ضممت شفتاي في كلماته وراقبته بحذر يغادر غرفة الطعام مع جليده، هل تعتبر هذه موافقة على الذهاب لرؤية كاثرين؟
رمشت عدة مرات بعدها نظرت لإيليزابيث واعطيتها اماءة ايجابية.
"يبدو اننا سنذهب لرؤيتها"
"رائع"
هذه المرة صرخت بحماس و اغلقت عينيها بإبتسامة واسعة بينما المحيط من حولها مليئ بالزهور.
حسنا لقد ذهب سبب الضغط و الخوف لذلك اصبح الجو هنا صاخبا.
ربتت على رأسها قبل ان التفت وسقطت عيناي عرضا على ويليا الذي يخغظ رأسه ويحدق ببطنه.
اه، كان هناك طبقة رقيقة للغاية من الجليد عليه.
كنت اتساءل كيف ان ويليام لم يتجمد حتى الموت مذ انه بالقرب من اندرياس معظم الوقت.
رفع يده وتمدد ظفره بصلابة لما يقارب خمسة سنتيمترات و بحركة سريعة نقر على الجليد في نقطة ما مما جعله يتشقق بسرعة وانكسر فورا.
تساقط على الارض باصوات خفيفة وتم تنظيف بذلة ويليام الرسمية، رغم ذلك هو لم يتطي اي تعبير، لقد تراجع ظفره لطبيعته ورفع يده يلامس نظارته بخفة.
اشعر انني اشاهد آليا فحسب، هززت حاجباي وواصلت تناول طعام الافطار، بعد ان انتهينا خرجنا من المنزل ورأيت اندرياس يستند بظهره على السيارة بينما يعقد ذراعيه عند صدره وقدامه متقاطعتان.
تم وضع معطف على كتفي و حدق بأعين فضية راكدة في نقطة ما.
من زاوية نظري كانت انحناءة ذقنه اكثر وضوحا وبدت رقبته صلبة وسميكة، و بالرغم من ان بشراته سمراء الا ان الاوعية الزرقاء بعنقه اعطت لونا على السطع.
انه حقا بجسد كبير وسيقانه طويلة، عندما انتبه لتواجدي وايليزابيث حرك عينيه للزاوية فجأة مما جتل قلبي يرتجف وجفلت قليلا.
هذه الحركة ترعبني عندما ينظر لي بطرف عينه، خصوصا ان لديه اعينا حادة بطبيعتها ودعنا لا نذكر الجو القاتم و الشعور القوي بالقمع.
ضيق عينيه قلياا وتاجعت شفته في ابتسامة جانبية ساخرة.
"هل كل الارانب تتأخر في تناول الطعام؟"
بالرغم انه يبدو يسخر الان لكن بجدية وجهه وتعابيره لا تساعد انه يبدو كتهديد، كيف تجعلين ملك الوحوش ينتظر!
ثم..... ماذا مع ارنب؟
عقدت حاجباي بإستياء وانزلقت عايناي للزاوية بينما اهمس بصوت مغتاض.
"اخبرتك انني افضل من الارانب بدرجة، لما تقوم بإهانتي هكذا؟"
استمع اندرياس بهدوء واخذ يحدق بها لفترة، اليس جسدها نصف جسده على الاقل! لا انه اكبر قليلا لكن لايزال ضئيلا.
كما انه هش جدا لن يضطر حتى لإستعمال اي جهد لأجل قتلها، نفخة واحدة ستجعلها تطير عاليا ثم تنزل بسقوط حر وينتهي امرها.
البشر ليسو افضل من الارانب كلهم كائنات ضعيفة وهشة.
في غضون ذلك رأى ان الضباب الوردي بدأ يحيط به ويتجه نحوه بشكل خاص، ضيق عينيه الفضية وتلاشت ابتسامته.
رائحة عبقة للخوخ الحلو لدرجة تترك طعما بفمه، شد اسنانه قليلا وانتشرت حكة بغدد لسانه، لم يسبق ان راقت له رائحة شخص ما هكذا.
مزعج ، عليه فعل شيء بشأنها، ربما سيجرب قمعها بجسدها في وقت لاحق، لكنها ليست فرمونات هل سينجح ذلك؟ .
لم فكر بذكر طويلا و انفحرت الرياح من حوله تجرف الرائحة بعيدا عنه قبل ان يستدير ويركب سيارته
هيه؟؟
حدقت به يركب في مقعد السائق وشعرت بالغرابة، هل سيقود؟
الن يقود ويليام عادة؟ هل يجيد قيادة السيارة؟
اثناء مراقبتي تم انزال زجاج النافذة وظهرت تعابير اندرياس بحاجب سميك معقود واعين فضية منزعجة.
"هل سأنتظر اليوم بطوله"
"اه....لنذهب ايليزابيث"
امسكت يد اختي و سحبتها بسرعة للسيارة، لما مزاجه دائما معكر؟
انه وسيم وثري ولديه اقدام طويلة كما ان بشرته سمراء.
يتطابق مع نوعي النفضل بنسبة 90٪ لكنني لا احب الرجل البارد و الجاف.
بدل ذلك افضل رجلا لطيفا ومراعيا ويوزع بعض الابتسامات لي.
فتحت الباب الخلفي وسرعان ما صعدت ايلي على النقعد بعد ذلك اغلقت الباب وذهبت اجلس في المقعد الامامي بشكل طبيعي.
بمجرد ان اغلقت الباب و ركبت حزام الامان انغجرت رياح قوية على جسدي و بدى كما لو انها ستقذف بي خارج النافذة.
ماذا يحدث هنا؟؟؟
بالكاد استطعت ان ادير رأسي و القي نظرة حيرة على الملك الجليدي،. لكنه فقط ثبت عينيه بهدوء امامه و اسند مرفقه على النافذة بينما دعم رأسه بأطراف اصابعه.
عبست واغلقت عيناي قبل ان اتشبث بحزام الامان و بيدي الاخرى غطيت جبيني خوفا من ان يرى الجوهرة بسبب تطاير شعري.
اشعر انها ستكون اسوأ نزهة قد نحضى بها.
في غضون الوقت الذي وصلنا به اصبحت اشعر بقليل من الدوار و بعض الارهاق.
لقد بذلت مجهودت لأبقى على هذا الكرسي.
توقفت رياح اندرياس و احنيت رأسي بدون حياة على النافذة بينما اشعر ان روحي تغادر من فمي.
الى السماء، لا اعتقد انني سأعيش لشهرين ونصف.
ما الذي فعلته لأحصل على هذا في آخر ايامي؟
عضضت شفتي السفلية وزحفت عيناي تلقي نظرة على المكان.
كان متنزه خالٍ من اي بشري او وحش او حيوان حتى الحشرات لم تعد موجودة.
لقد ارت رؤية بعض الاشخاص الاحياء، اين احضرتنا؟
"المجد لملك الوحوش، شكرا لتلبية طلبنا المتواضع في المساعدة"
بشكل مفاجئ سمعت عدة اصوات صغيرة جدا لكن بسبب انهم قالو الجملة ذاتها بدا الصوت عاليا واكثر وضوحا.
رمشت ورفعت رأسي احدق امامي.
كان هناك مجموعة من البعوض يطفو في مجموعة َبدى كثيرا جدا.
اه، اعتقدتنا بنزهة لكنها مجرد اعماله.