شيخي أنا (قيد تعديل والمراجعة...

By kamyYs12

1.2M 45.8K 4.2K

❞ إيلين الفاتنة الايطالية تعود الى مصر وطنها الام مرغمة بعد وفاة والدها ، الاجواء الفاترة في الحي جعلتها جريئ... More

1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
إعلان
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
اعتذار
41
42
تنويه
44
45
46
النهاية

43

20.3K 911 120
By kamyYs12

ايلين :

اشد الأوجاع التي قد تمر على الإنسان هو الفراق وقدري جعلني اتدوق مرارة مره المضنية ، تسممت حياتي ولم يكن هينا العيش من دونه والمضي عقبا كأنه شيئا لم يكم ، سيف تغلغل داخلي واضحى مجرى الهواء الذي اتنفس من خلاله ، اختنقت في غيابه ، العالم إسود في عيوني ، تُهت داخلي وتعطشت لحنانه ولكله ، كنت سأقدم روحي قربانا لرؤيته مرة اخرى ، مرة واحدة اعرف ما حدث له وبعدها مرحبا بظلام

لقد مضت سنوات علي بشق الأنفس كل يوم أطل فيه من نافدة انتظر ظهوره امامي واهرع اليه دون ان ابالي لأحد واضمه الي حتى يدخل ويستقر في ممتلاكته في لب قلبي، لكنها مجرد خرافات نسجتها مخيلتي لتخفيف عن وطئة الالم القاتل ، كنت ادمنت وجوده بقربي وفجأة يتم اقتلاعه مني دون سابق انذار انه الوجع المهول بعينه... اضحى العالم خال وممل في عيوني، حثني حبي فيه الى ان ابقى في هذا البلد انتظر بزوغه في احد الايام لتشرق شمسي من جديد ليضيء حياتنا انا وابنته التي لم يرها يوما

لولا بصيص الأمل ما كنت سأعلم ما قد يَحلُّ بي

اعتدت على العكوف في غرفتي لا اخرج من البيت ، حتى عندما انجبت سعاد لم اذهب لها ، وهاجر الأن حامل وستنجب قريبا ولم اسافر لها لأبارك برفقة امي والعم جمال، فقد انتقلت لمدينة مجاروة برفقة زوجها قبل سنة ومنذ ذلك الحين لم نعد نلتقي كثيرا ، سعاد تقيم قربنا ومع ذلك لا تزرونا الى نادرا

الأن لم يكن احدا في البيت بما أن امي والعم جمال عند هاجر ، انا اعلم ان العم جمال لم يكن سيذهب لكن حتى لا نبقى وحيدين في حرج ، رافق امي ، كانت بهجة تلاعب القطة طيلة اليوم عند ردهة صامتة ، اشعة شمس اخترقت زجاج البوابة واضائت شعرها الاصفر

"بهجة" همست بها

رفعت راسها اتجاهي ، وبحلقت بي عيونها العسلية الشبيهة لأبيها بتعجب واستغراب

فسالتها بقلق واما اراقب بشرتها الشاحبة "هل انتِ جائعة؟"

"اجل امي كبيرا" غمغمت بخجل ونبرة مبعثرة، فهي غير معتادة على رؤيتي أتكلم او اسألها ، توجهت اليها حملتها وكانت خفيفة وضئيلة وغرتها تسقط على جبينها ، انها جميلة جدا ماشاءالله

وجدتني اقبل خديها دون ان انبس ببنت شفة ، طوقت عنقي بساعديها الصغيرين وغمرتني في عناق بريئ ، هي لطيفة وهادئة نعمة هنيئة من الله ، لكن في حالتي المجنونة لم اكن استشعر كل هذا

وضعتها على كرسي طاولة المرتفع وحذرتها بحذر
"اياك ان تسقطي بهجة ابقي في مكانك"
ضحكت وردفت بهجاء تلعب بقدميها في الهواء "ا انا لن يسقط لن تخافي امي"
همهمت لها ، شغلت احدى ثلاوات سيف من الإنترنت من خلال هاتفي ، وانا استمع لها باشرت بتجهيز العشاء لكلينا ، زحفت دموعي رويدا رويدا صوته العذب انه كما لو كان هنا معنا ، صوته المخضرم المتخشع يجعلني ارتعش
"يارب اعده لي" دعيت دون ملل نفس دعوة على مر السنين

انتهيت بعد مدة وضعت حساء الخضار بالسبانخ لبهجة وامرتها "يجب ان تنهي طبقك كاملا" ، بدت تعابيرها المحببة عابسة لكن لم تقل اعتراضا وقالت بسم الله كما عودتها وبدأت تأكل بهدوء

تنهدت بعمق واكلت انا ايضا مشدوهة نظر في نقطة وهمية ،
"انتهى بهجة شبعت" تكلمت بهجة من جديد بنبرة ودودة ، نظرت الى صحنها وكان باق نصفه ، فخاطبتها بروية "لكن انتِ لم تنهي صحنك لتنهضي"

نكست رأسها وتحدثت "لكن بهجة لا تحب الحساء"

زفرت بتعب وحملتها فوق ساقاي وشرعت اناولها ما تبقى بصبر ، وبدت لي سعيدة وهي تأكل من يدي وتهمهم بلذة ، ضاق صدري وانا أفكر هل تراني مُقصرة في واجباتي اتجهاها لهذه درجة

يا الله تنهدت مرة أخرى

قمنا بعد برهة الى غرفة المعشية ، شغلت الكرتون المفضل لبهجة فتصنمت امامه بلا حراك ...ذهبت انا لأكلم امي واطمئن عليهم وكالعادة حاولت حتى من خلال الهاتف اقناعي بأحد الرجال الراغبين في زواج ، اني اكره انهم يعتبرون سيف ميتا... في ذلك الحين طرق الباب ، تعلق بصري بساعة التي تعدت التاسعة مساءا ، انهيت الاتصال ، ارتديت العبائة وأرخيت نقاب على وجهي

فتحت الباب بتردد وكل فكري انها قد تكون سعاد اتت لتأنسني ، لكن لا كان ناصر امامي ، حدجته باستفهام فيما هو نظر لي باستخفاف وقال "هل انتِ ايلين أم شبح اسود يحوم في البيت"

تجاهلت قوله الهازئ وسألته بصرامة "ماذا تريد في هذا الوقت؟"

تقدم خطوة وقال "ايلين انا اعلم انك وحدك دعينا نتكلم عن الماضي لن نجد فرصة اخرى كهذه "

تهكمت مستفزة الاعصاب "هل جننت ؟ اذهب فورا واتقي الله ورابطة العائليه بيننا ان لم تكن تحترم اختي فعلى الاقل فكر بابنتك " تقدم مرة اخرى وحاول مسكي من ذراعي عج الي الخوف وهتفت بعصبية "اذهب ناصر او اقسم بالله سأصرخ حتى يجتمع علينا كل الجيران"

تراجع وردف غاضبا "حسن كما تريدين لكن تذكري لن تجدي احدا غيري يلمك مع ابنتك المجنونة"

"اغرب " صرخت بقهر ، خطى بعيدا فأغلقت الباب ، وجسدي كله يرتجف من الانفعال ، اعصابي منهارة ولا اتحمل المزيد من الضغط ..حملت بهجة وصعدنا الى غرفتي دثرتها تحت الاغطية واستلقيت قربها انظر لها وتنظر لي ، وبعد برهة تصنعت نوم فلقيتها تقترب لتدس جسدها الصغير بين ذراعاي ، أحكمت ضمها الي وقربتها الي بلا قول اي شيء ، مدة قليلة وغفت قبلت رأسها ونمت ايضا ...

بعد ايام انجبت هاجر فتى أسمته نادر ، وعادت امي والعم جمال الى البيت ، نفس الروتين يتكرر ، بهجة تكره مغادرة البيت ولعب مع بنات الجيران ، لا تهوى غير القطة خاصتي ومشاهدة الكرتون والأكل من يدي كما اعتادت مؤخرا

في غياب سيف قرأت الكثير من الكتب ولاسيما الدينية بحثت كثيرا ، واقتنعت بما انا عليه أسأل الله الثبات وهو الأهم ، انهيت قراءة ورد القرآن الصباحي وانا أنزل في درج صرخت امي بإسمي صرخة مدوية "ايلين تعالي"

سقط قلبي في جوفي وهرعت ارتجف خوفا ان يكون مكروها حدث لبهجة ، لكن الحمدلله كانت بهجة فوق الاريكة تلاعب القطة وبصرها معلق بأمي الذاهلة

تقدمت اهدئ نبض قلبي وقلت بغيض "لما تصرخين أخفتني" ، بعيون جاحظة التفت لي وأشرت الى تلفاز ، صورة سيف التي تحتل التلفاز ارسلت في جسدي موجة كهربائية ، رفعت مكبر صوت أستمع

"لغز اختفاء شيخ سيف الدين الخطابي المُحير واخيرا وبعد سنوات ثم حله ولاقى النور ، كشفت لنا تقارير خاصة مطلعة انه عاد ليلة امس الى البلاد برفقة رفيقين له وقد اكد لنا نفس المصدر ان جميعهم كانوا في قبضة العدالة الصينية بتهم الارهاب وتواطئ ضد أمن دولة واستقرارها حسب زعمهم حيث أكدو ان الخطابي ورفقائه شنو عليهم سابقاً هجوم فكري ارهابي متطرف الى جانب نوايا خفية مُريعة تم اكتشافها في الوقت المناسب... و بعد كل هذه سنوات تمت تبرأتهم بشكل فجائي من تهم الموجهة ضدهم باطلا وتم ترحيلهم قبل يومين الى البلد مع العلم ان هناك من لاقو حتفهم من اصدقائه ابقو معنا سنوافيكم بكل جديد والأن لننتقل الى اخر مستجدات الاخبار رياضية..."

قفزت بهجة تصرخ ريثما تعرفت على صورة
"بابا"

تجمد دم في عروقي ولم استطع استيعاب الأمر الى بعد دقائق عندما هزت امي كتفي وقالت بصدمة "دعينا نذهب فورا لنرى"

تطلب الامر مني جهدا لأهز رأسي واذهب لتغيير ملابسي ، اخدت الصغيرة معي وامي وتوجهنا الى بيت عائلة سيف ، العائلة التي نستني ولم تأتي لرؤية حفيدتهم ولو لمرة

وجدنا الباب الخارجي مفتوح وعشرات سيارات مصفوفة عند الباب ، وضوضاء عارمة تنبعث من الڤيلا ، دلفت بدقات قلب سريعة مألمة ، البوابة الداخليه كانت مغلقة فطرقنا الباب...دقائق وظهرت حماتي وقد اشتد كبر سنها ، تطلعت علينا بحنق لم تجتهد لإخفائه وردفت مكفهرة
"اصبنا واصبح الملك لله ماذا جلبكم؟" اضافت "وجوه نحس"

هنا انا تكلمت مرتعشة لا آبه بكلامها
"هل صحيح ان سيف عاد؟"

رمقتني بازدراء وكذلك فعلت مع بهجة المرفوعة في ذراعي وتكلمت بفتور
"لا لم يعد اذهبي ولا وتعودي انتِ ميتة بالنسبة لنا"

جاء صوت من خلفها "خالتي من هناك؟" ظهرت حياة امامي فخرست عندما رأتنا وبعجالة عادت لتختفي في داخل دون كلمة ، اغرورقت عيوني بفقدان أمل وغصة ..."هيا بنا عزيزتي فنحن ايضا اعتبرانهم ميتين عديمي ضمير حسبنا الله فيهم " تكلمت أمي فاغلقت الاخرى الباب في وجهنا تشتم

لا اعرف مالذي فعلته لها لتكرهني لهذه درجة حتى بهجة لم تسلم من حقدها

عدنا الى البيت وانا شاردة تفكير هل تراه عاد حقا ام انها اشاعات اخبارية جديدة فحسب ...

🌼🌼🌼🌼

ماظنكم الآن ؟
توقعاتكم

لا تنسو الڤوت ورودي 🌸

Continue Reading

You'll Also Like

الشك By nassima aoudia

Historical Fiction

11.5K 1.3K 18
رواية تاريخية تحكي عن الخيانة الزوجية اللتي تولد الشك وحتى ولو انه وجد من يداوي جروحه ويفي له الا ان الشك باقي..فاذا دخل قبل وعقل بشر فهو باق للموت...
9.8K 485 22
مَأّذّأّ لَوِ أَّّستّيِّقِظّتّ مَنِ أّحٌلَأّمَګ أّلَوِردِيِّةّ لَتّجِدِ أّلَوِأّقِعٌ أّلَمَأّلَمَ يِّحٌيِّطّ بِګ هِ...
14.2K 777 4
"الحـمام هو جزئي المفضل يروقني عندما اشاهدكَ عاري بالكامل تتصرف براحة بينما هناكَ كاميرات تصوركَ"
81.7K 1.7K 17
قبل أن تبدءوا القراءة ارجوا المتابعة⁦❤️⁩ دائما يكون الرجل هو الشخصية العنيدة و القاسية والباردة والامبالية و لكن ماذا ان انقلبت الموازين واصبحت الانث...