غرقت في ذكرياتها لدرجة أنها فقدت إحساسها بالمكان و الزمان، اليوم هو واحد من تلك الأيام التي تسحبها للوراء بقوة، واحد من الأيام التي ليس عليها أن تكون خارج سريرها، واحد من تلك الأيام التي لا تقوى على مواجهة العالم فيها و لا على مواجهة نفسها.

...نظرت لها نانسي و سألت" أليس كذالك نورا؟" لم ترد عليها مما جعلها تنادي بصوت مرتفع "نورا!!" عادت لنورا حواسها و حدقت في نانسي "ماذا؟" ضحكت الأخيرة بخفة "مرحبا مجددا، سألتك عن كم أن القطط كائنات لطيفة"

اشمئز وجه نورا و أبعدت نظرها عن نانسي "لا، ليسوا كائنات لطيفة، إنهم كائنات عنيفة" هز تايهيونغ رأسه و علق بهدوء "أنظروا من يتكلم عن العنف"

عضت نورا على شفاهها و نقلت نظرها بين تايهيونغ و كأس الماء الفارغ أمامها على الطاولة عدة مرات قبل أن تمسك به و ترميه على وجهه، تفاجأ بالضربة لأنه لم يكن منتبه لما يحصل، زيفت نورا ابتسامتها "هل كنت تقول شيئا ما عن العنف.. صديقي؟"

وكزتها نانسي "ما الذي فعلته؟ هل جننت؟" لترد نورا "ليس و كأني ضربته بحجر، إنه كأس خفيف. و هو من تكلم عن العنف أولا" أغمض تايهيونغ عيناه قليلا قبل أن يفتحهما مجددا، نظر لنورا و قال بهدوء "سأعتبر أن هذا لم يحصل نورا"

حمل صينيته و نظر لنانسي "شهية طيبة" غادر تايهيونغ المطعم تحت أنظار الاثنتين، تنهدت نانسي و نظرت لنورا "هل جننت؟ لم رميت الكأس ناحيته؟" هزت نورا كتفيها بغير اهتمام و حملت صينيتها هي الأخرى وغادرت.

انتهى دوام الأربعاء أخيرا، حملت نورا حقيبتها و معطفها و غادرت مكان العمل. وقفت أسفل مظلتها تنتظر سيارة أجرة فهي طبعا لن تستقل الحافلة بسبب كدمتها أولا و مزاجها العكر الذي سيجعلها تنفجر مع أقل احتكاك بها، أفضل حل هو سيارة أجرة.

وقفت سيارة تايهيونغ على جانب الشارع أمامها، أنزل الزجاج و نظر لها "اصعدي، سأوصلك" نظرت له بدورها "ما الذي تقصده بحركتك هذه، هل تخطط لعزلي وحيدة و قتلي؟"

هز رأسها "لا، لا أريد الذهاب للسجن. توقفي عن عنادك و اصعدي" ردت نورا "لا، سأنتظر سيارة أجرة، و عليك أن تتحرك لأنك تعرقل حركة السير"

تنهد تايهيونغ و هز رأسه "لا أصدق أني سأقول هذا مجددا، اصعدي من فضلك" هزت كتفيها بغير اهتمام "لن ينفع هذا معك، غادر فقط" أومأ برأسه "حسنا، أنت ستتبللين بوقوفك هنا و لا توجد سيارات أجرة، تستحقين هذا، وداعا" أغلق الزجاج و كان على وشك المغادرة لولا أن نورا طرقت على النافذة.

أعاد فتحها مجددا "ماذا؟" عضت نورا على شفتيها و لعنت داخلها قبل أن تقول "أنت محق، لا توجد سيارات أجرة، سأسمح لك بتوصيلي" حرك رأسه و نظر أمامه "اصعدي بسرعة، نحن نعرقل حركة السير"

ضربت الأرض بقدمها و دخلت للسيارة، قال تايهيونغ دون النظر لها "ضعي حزام الأمان" استمعت له نورا و ربطت الحزام حولها لتنطلق بعدها السيارة أسفل المطر.

Rainy Nights-KTHWhere stories live. Discover now