فكرت نورا قليلا قبل أن تتكلم "سأحكي لك قصة طردي من المدرسة لأسبوعان" أومأ برأسه "سأستمع" نظرت نورا لطعامها و تكلمت "في السنة الثانية خلال تعليمي الثانوي أحضروا معلمة لتدريس اللغة الفرنسية، أتذكر أنها كانت في الأربعينيات من عمرها لكنها تصرفت كمراهقة، بدءا من ملابسها إلى إكسسوارات الشعر السخيفة"

ضحكت نورا بخفة قبل أن تضيف "اعتادت على طردنا من الفصل لأسباب تافهة، لا كلام، لا همس، لا لون أحمر. منعتنا من ارتداء ملابس حمراء لأنه لون يخصها لوحدها و لا يسمح لأي أحد لبسه أمام ناظريها، و بما أنني كنت عنيدة تعمدت ارتداءه خلال فصلها فقط مما جعلني عدوتها الأولى في المدرسة"

أكلت القليل من طعامها قبل أن تستأنف "أتذكر أنها كانت ليلة الخميس و كنا متوجهين لمكان نمرح فيه، الأمر الذي لم يتوقعه أي أحد منا هو أن نصادف المعلمة المجنونة التي كانت في موعد مع أحد تلامذة السنة الأخيرة" رفع تايهيونغ رأسه و نظر لها بدهشة "خرجت في موعد مع تلميذ؟!!"

أومأت نورا و قالت "أجل، و بسبب أنها رأتنا أيضا تلك الليلة و خافت أن نشي بها للإدارة مما سيسبب لها الكثير من المشاكل طبعا، ذهبت للمدير في اليوم التالي و كذبت قائلة أنها رأتنا مع أشخاص مشبوهين في تجارة المخدرات"

ضحكت نورا قليلا قبل أن تكمل "تم إستدعاءنا للإدارة يوم الجمعة و كانت هي هناك معتقدة أنها أخرحت نفسها من المشاكل عن طريق وضعنا فيها. احتد النقاش بيننا و بين المدير بينما كنا نحاول الدفاع عن أنفسنا، حاولنا نكران ما اتهمتنا به دون ذكر أنها كانت في موعد مع تلميذ لأنه أيضا سيقع في المشاكل... و في لحظة تدخلت هي و قالت 'ما الذي قد تتوقعه من ساقطة غير التورط في هذا النوع من المشاكل'"

تنهدت نورا و تكلمت "لو أنها لم تنعتني بالساقطة لم أكن لأشد شعرها، لم أعرف كيف انظم الآخرون لي و كيف نسينا أن المدير كان هناك أيضا" ضحك تايهيونغ و هز رأسه "أنتم لا تصدقون حقا، ألم تخافوا من الذهاب للسجن؟"

ضحكت نورا هي الأخرى "لأقول الحقيقة، كنا سنذهب للسجن لو لم يتدخل أخ سارا. بما أنه كان في سنته الأولى كمحقق حصل على تسجيل كاميرات المراقبة من المطعم الذي التقيناها به و دفعها لسحب الدعوى ضدنا، انتهى بنا الأمر خارج المدرسة لأسبوعان و الشمطاء قدمت استقالتها و غادرت المدرسة و طبعا لم نقل شيئا عن التلميذ الذي كان معها في الموعد"

ابتسم تايهيونغ "أنا متأكد أنكم لم تندموا على ما فعلتم بها، أعني حصلتم على أسبوعان عطلة من المدرسة" هزت نورا رأسها "لا، لم تكن عطلة. سجنتني أمي في البيت كي أفكر في ما فعلته"

أومأ تايهيونغ رأسه "بالطبع كان عليها حبسك، أي نوع من التلاميذ يدخل في شجار مع معلمته. هل كنت تتوقعين منها تشجيعك" وضعت نورا ملعقتها من يدها و نظرت له "أنا لم أحكي لك القصة لتخبرني برأيك في ما حدث، لذا تناول طعامك و لا تقل شيئا" رد تايهيونغ "إن لم أتفاعل معك سيبدو الأمر و كأنني أشاهد التلفاز أو أستمع للراديو صديقتي"

Rainy Nights-KTHحيث تعيش القصص. اكتشف الآن