******

فتحت عيناها وهي تشعر بألم في رأسها ، كانت الشمس قد بدأت تغيب.. رباه كم لبثت ! استنشقت الهواء بقوة وأخيراً تستطيع التنفس بحرية.. قطعت زفيرها وهي تدرك ماهية الرائحة التي غلغلت أنفها.. بارتجاف وحذر رفعت رأسها لتراه خلفها .. كانت ممدة على الأريكة الطويلة وهو يجلس خلفها على كرسي الطاولة الذي وضعه قرب رأسها ، مغمض العينين يكتف يديه على صدره ويمد قدميه إلى الأمام
" هل ستفقدين الوعي في كل مرة !"
أفزعها وكأنه يتحدث أثناء نومه.. عدّلت من رأسها وقد بدأت تعي ما حصل ، كانت منزعجة وحزينة.. انقطع نفسها فجأة ، جاهدت لأن تتنفس حتى بدأت تشعر بالدوار.. لابد أنها قد غابت عن الوعي فرأسها يؤلمها وجسدها متكسر
" قال الطبيب أن هذا ليس جيداً لكِ "
أحسّت به ينحني خلفها.. يهمس في أذنها " ما الذي أزعجكِ لهذه الدرجة"
راحت عيناها تغرق بالدموع وارتجاف قلبها يزداد للصوت الذي يرعد في رأسها
" عِدني "
همست له على حين غرة فأجفلته.. تركها تتابع
" عدني أنكَ لن تسمح لأحدٍ بأن ينعتني بسوء "
مستغرباً وعدها بصدق " ما الذي حدث نالين "
اعتدلت في جلستها مبتعدة عنه التفتت له وعيناها تشعان بالرجاء " أخبرني.. أخبرني كيف تسببتَ بطلاق آية وحسام !"
عاد ليرتكي على ظهر الكرسي وقد تملكه الجمود فجأة وتمتم " هل تحدثتي مع حسام !"
أومأت له متحاشية النظر لعينيه
" لهذا كان إصبعكِ متورماً من الخاتم "
كان ضيقاً على بنصرها فازرق عندما حاولت نزعه
" وبماذا أخبركِ حسام !"
التفتت له صارخة وقد سقطت الدموع التي تجمعت في عينيها " لا أريدُ أن أصدق ما قاله.. أنا أسألكَ أنت.. هل حقاً ركضتَ تخبر الجميع عنها ! ماذا لو كانت نزوة لحظة ! ماذا لو أنكَ أسأت الفهم "
ارتد رأسه للوراء.. لا ينكر أن هجومها فاجأه.. دموعها فاجأته وتشبثها بنكران ظلامه أخرسه لثوان

" لم أُسِئ فهمها "
انجرفت أكثر وهي تدافع " لكنكَ قٌلتَ أنكَ لا تفهم النساء "
تقدم ليجلس بجانبها مباغتاً أياها.. تمتم ليخفف عنها
" قُلتُ أنني لا أفهمكِ أنتِ ، لكن هذا أصبح من الماضي "
تأملت عيناه بعمق أخبرها أنه عند ثقتها به.. ثقة ! منذ متى تثق بريان ! منذ متى تثق برجل !
لا تفهمه تقسم أنها لا تستطيع أن تفهمه ، كيف خسر أمامها وهي التي تعجز حتى عن مجابهته..
" ما فَعَلَته لا يمكن أن يفسر بنحوٍ خاطئ.. كانت تجلس بمحاذاتي وأنا نائم.. تتغزل بي ظناً منها أنني لا أسمعها ، ولا نالين.. أنا لم أذهب مُسرعاً لأخبر الجميع عما فعلته.. ذهبتُ لزوجها أخبرتُه عن حالها لكنه بدأ يصرخ ناعتاً أنني كاذب "
تنهد بأسى وهو يتابع " من أَشهَر الحادثة هي نسرين ..التي أنقذتِ حياتها .. سَمِعَت ما صرخ به آخاها وتلته على مسامع الجميع دون أن تنسى أن تخبرهم أن هذا ما ورد على لساني "
أعادت رأسها إلى الوراء تركيه على الأريكة وتهمس بتعب " ما هذا !"
قال يزيح عنها توترها " لا تتحدثي كأن لي يدًا في هذا "
أغمضت عينيها وهمست " بلون عيناكَ هذا ، أشُكّ "
همس لها أيضاً حتى لا تهرب " ما به لون عيناي ؟"
" كقهوة سمراء عربية الصنع "
تمتم باستمتاع " وأنتِ تحبين القهوة "
فتحت عينيها فزعة لتلميحه وتسارع نبضها لتفكيرها الغبي ذاك ، بعث بشعرها المتناثر وقال
" ماذا حدث مع ياسمين ؟"
قفزت فجأة من مكانها.. تخون ، إن تنفست هواءه ستخون.. إن ارتجفت له ستخون.. إن ازدادت تعلقاً بدفئه ستخون.. ستخون تلك التي ترفض ودها..

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now