-

سحبها إلى خارج القاعة بين أشجار الحديقة الواسعة وصلت إلى مسامعهم الموسيقى الرقيقة للحفل، بهدوء قال "نستطيع الرقص هنا" بارتباك قالت "لا أعرف كيف.." قاطعها مبتسمًا بثقة "إن سمحتي لي سأعلمكِ" بابتسامة خجلة أعطته موافقتها وبيده الحرة أحاط جسدها مقربًا إياها منه

لم يبالغ في اقترابه محافظًا على حياءها وبسلاسة قاد حركتها. سألها مباغتًا "لِمَ لا ترغبين في معرفتي لاسمك؟" هزت رأسها بلا مبالاة فأردف "هل تحبين ساندريلا!"

"كل فتاة تتمنى أن تكون ساندريلا"

"ماذا عن خاصتي!" أدارها مبعدًا إياها عنه، وقفت أمامه على بعد خطوات محافظة على اتحاد يديهما كما تحداها، صمتت ولم تُجِب، لم تعرف بما تُجيب، لطاما كرهت تملك الناس لها، لحياتها. إخوتها وكلام الناس دائمًا ما سيطرا على شخصيتها ولكنها لم تنفر قط من تملكه لها

تنهد مستسلمًا فلن ينال منها إجابة وافية، كيف لها أن تجيبه وهي بحد ذاتها تفشل في إجابة نفسها! تمتم قائلًا "لا يهم، سواء شئتي أم أبيتي ففي النهاية.." جذبها إليه من جديد وهمس لها

"ستبقين ياسمينتي"

-

فتح عينيه على الرائحة القوية، لقد غط في نوم عميق بسبب ذلك الدواء اللعين. بصعوبة وقف على قدميه. اتجه للمطبخ حيث الرائحة التي جعلته يستيقظ. رآها تزيل الغطاء عن القدر الصغير ليدرك ما صنعته "حساء الدجاج!"

التفتت له فزعة، ارتبكت أكثر لامساكه بها متلبسة، واقفًا هناك على باب المطبخ، مهربها الوحيد. اتجهت تخرج من هناك، من المكان الذي يغلفه بسيطرته وكيانه.

"لا يمكنكَ أكلها.. سأطلب لكَ من المطعم.." قاطع هروبها منه، مد يده حاجزًا يمنعها من المرور، تمتم وقد كان قريبًا "سآكلها"

أجفلها فقالت "لكنها.."

"إنها أول مرة تُعِدُّ لي فيها زوجتي الطعام.. أليست قلة ذوق إن لَم آكل منها!"

رغم وهنه. رغم غصة الألم. رغم البحة التي تجتاح صوته. ابتسم! بهدوء وروية ابتسم.. مانعةً تلك الرجفة من الاستمرار هدرت "أنتَ غير معقول" أزاحت يده وأسرعت لغرفتها هاربة، استوقفها "نالين"

همس باسمها فعادت تلك الرجفة من جديد. تبًا له ولتأثيره عليها. أيعلم ما يفعله بها! ألهذا هو يستمتع بتعذيبها! تكره هذا، تكره أن تكون هكذا، هشة ضعيفة يتحكم بها ويسيطر عليها، لم تعد تحتمل

انفجرت به "أنتَ كنتَ تعلم أنكَ ستتأخر ومع هذا أعطيتني السيارة" اتكأ على خدية الباب وتمتم "لا أنا لم أتوقع هطول المطر باكرًا"

"لا تكذب.. ساعتك تبللت وتوقفت عن العمل في التاسعة تمامًا! لقد غادرت في التاسعة.. كنتَ تعلم أنكَ.." ارتجفت أكثر واهتز صوتها أكثر، انهارت تمامًا وهي تسأله "لِمَ كذبت؟"

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now