تسائلت "هل ستبقى؟" كتف يديه وقد لاح المرح في عينيه "بعدما أخبرتني أنكِ تعملين هل تظنين أنني سأرأف بكِ وأدعكِ تهربين" اكتفت بابتسامة لتشيح وجهها عنه وتعود لعملها لكنه أوقفها، بكلامه أوقفها، بعد أن تمتع بتأمل ابتسامتها وتملكه الاستغراب "هل حقا نالين أعمار تبتسم!" عادت تنظر إليه وقد اتسعت ابتسامتها أكثر، وضعت يدها على خصرها محتجة "ولِمَ لا أفعل!"

"لا أدري، منذ أن قابلتكِ وأنا لا أرى سوى حاجبين متزوجين حديثا يستمتعان بوجودهما قرب بعضهما، تقطيبة تتلوها تقطيبة " كادت أن ترد عليه وتطلق ضحكة خفيفة عندما رن هاتفه ليسكتها، نظرت إليه فاستأذن منها ليخرج من المسرح ويترك الباب مفتوحًا

وقف بقربه وأمامه أمال التي ناولته سترته فارتداها، لوحت له برسالة ما "سقطت عندما فتحت خزانتك" تناولها منها ووضعها بلا مبالاة في جيبه، تمتم بادِئًا الحديث "إذًا ما الأمر الذي تريدين التحدث فيه؟" رققت من نبرة صوتها لتجعله يلين وقالت "هل أزعجتكَ في شيء ما.. أعني هل هناك شيء يجعلكَ تنفر مني ريان، تبتعد عني هكذا؟" تنهد بعمق وردد محافظًا على لا مبالاته "هل مازال أثير غيرتكِ السخيفة يصدع هنا؟"

ابتلعت إهانته وجرحه لأنوثتها، لطالما فعلت لأنه دائما ما يستهزء بهذه الأنوثة المبالغة كما يسميها هو، ما تعلمته في حياتها من حكايا صديقاتها أن الرجل يحب الغنج، الرقة، كلما كانت أرق زاد تعلقًا بها وها هي تنجح في تطبيقها لتفوز به، كان يردد دائمًا أن خجلها هو ما جذبه للتعرف عليها ولكنها تعلم، تعلم جيدًا أن الرجال في هذه الأمور خاصة كاذبون، يخفون حقيقة ضعفهم أمام أنوثة المرأة

ردت مدافعة "ليست غيرة ريان ولكن من حقي أن أعرف لِمَ تهملني هكذا! أليس من المفترض أن نخرج معًا البارحة! لكنكَ لم تأتِ.. لم تتصلل لتعتذر حتى. تركتني أنتظر" وضع يديه في جيبه وقد تملكه البرود، يعلم أنه أخطأ ولكنه يكره التذمر "انشغلتُ وكنتُ أعلم أنكِ ستسألين وتكثرين من الأسئلة التي لا أريد الإجابة عليها" تذمرت أكثر فأغلق عينيه يحاول التحمل

"لا أريد تفاصيل، أريد أن أطمئن أنكَ بخير" فتح عينيه وأشاح بوجهه لينظر لتلك التي تدهن آخر مجسم لأمواج البحر بينما يردد ببطء "كل ما في الأمر أنني اضطررت للاعتناء بطفلٍ مشاكس مثير للمتاعب"

أفاقته من سرحانه عندما تسائلت "طفل!" بدى عليه الإنزعاج "لا تفاصيل صحيح!" علمت أنها تخسر انتباهه واهتمامه بحديثها فأسرعت تستعمل سلاحها الذي تدربت عليه، تغنجت واضعة يدها على صدره "يكفيني أنه طفل وليس طفلة" نفر من لمستها فتراجع خطوة، أرجعت يدها لسكنتها وقد نالت منها الهزيمة وخيبة الأمل، رن هاتفها فتصنعت الابتسامة "إنه إخي قد وصل، أراكَ لاحقًا" ودعها ليعود من جديد مراقبا على.. زوجته

أحست بقدومه فالتفتت له، رأته يقف في مكانه كالعادة ببرود وكآبة "ليس من شأني أعلم، ولكن هل كل شيء بخير" أخرج الرسالة متحججًا بها فعادت ترفع يديها مستسلمة وقالت "كنتُ هنا طوال الوقت" عاد ليبتسم من جديد "لم أعتذر عن الحماقة التي كنت أتصرف بها" أومأت له بأن لا بأس ثم تسائلت "هل تكتب لك بالعربية؟"

عشق في حضرة الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن