أدرك المعنى الذي قصده جيدًا .. لطالما بَرَع ريان فاضل في التسلّط عليه ببروده وكلماته البسيطة .. أي من دون أن يفعل شيئًا يُذكَر. يتسلّط عليه ويتربّع على سُلطة من حوله ..

قرّر الانسحاب وهو يتوعّد بنظراته كليهما التفت إليها ليقول.

"اتبعيني إلى الداخل."

أومات بصمتٍ وتحرّكت لتدخل معه من باب البناية بهدوء. استقلّت المصعد، وبهدوءٍ ردّد لها والتعب يتملّكه.

"حسام يسكن في البناية المقابلة لذا سنضطرّ للعيش سويًّا."

التفتت له وقد فاجئها فأسرع يقول.

"أرجوكِ نالين، لمرّةٍ واحدة، لا تجبريني على مجادلتكِ."

هزّت رأسها بايماءة موافقة، لتزداد دهشته واستغرابه، تحرّك فضوله يريد أن يهزّها متسائلًا ماذا حصل لها.

ربّاه هل هو في حلمٍ أم أن الشيطان قد استسلم.

لم تكن تعي ما أثارته في ريان، بل هي لم تكن حاضرةً في ذلك المكان، كانت تفكّر في ما لاحظته قبل قليلٍ عندما رجفت من نظرة حسام فيتقدّم ريان بضع إنشات، بضع إنشاتٍ كانت كفيلةً ليغطّيها بكتفيه عن تلك النظرات الوقحة، أدركت أن له كتفين عريضين ينبضان بالقوّة، ليست قوّةً عضليّة بل .. قوّةٌ حامية، حانية، دافئة.

كانت تنهر نفسها على تفكيرها العاطفي عندما طلب منها اتّباعه، وبدخولها المصعد كانت ترى فعلاً ما حدث، ريان قام بحمايتها دون أن ينطق، دون أن يُشعِرها بالفضل الذي فعله، قام بذلك بدافعٍ غريزيٍّ وليس تكبّرًا.

فُتِح باب المصعد فاتّجه وهي خلفه إلى بابٍ خشبيٍّ أسود اللون، أخرج من جيبه مفاتيح الشقة ليضعها في قفل الباب، وقبل أن يديره هتفت فجأة.

"لديّ شروط!"

أجفلته بعد صمتها الطويل، فالتفت لها مستغربًا لتتابع.

"عليكَ الموافقة عليها قبل أن أخطو نحو هذه الحياة."

ابتسم ساخرًا.

"لستُ أنا مَن يطلب منكِ عيش هذه الحياة، والدكِ وحياته على المحك."

أرادت أن تصرخ بأنه ليس والدها، بأنها لا تهتمّ لما سيحصل له. أردف يقول.

"ما هي شروطكِ؟"

بدت تتلبّك وهي تقول.

"بالنسبة إلى بيتك .. أعني أن هذا .."

أدار المفتاح وفتح الباب على الصالة الواسعة للمنزل .. الفارغة .. دخل إليها واستدار لها، دعاها للدخول ففعلت وهي ترمق المكان بنظراتٍ مستغربة.

قال ليريح تفكيرها.

"كما ترين المكان فارغ، بالأحرى هذا منزلٌ جديد."

عشق في حضرة الكبرياءWhere stories live. Discover now