Ch 2 ✔

3.7K 67 28
                                    

التقت بصديقتها وهي تشتمه في همسها غاضبةً لحدٍّ كبير، سألتها صديقتها بحذرٍ تامٍّ عمّا حصل، فتـذمّرت الأخيرة.

"شخصٌ غروره جعله يتطاول في حديثه يدعى ريان، أظن!"

هلعت صديقتها.

"هل تريدين أن تشكي به؟ سأذهب معكِ."

"اهدأي ياسمين، لقد تدبّرتُ أمرهُ فعلًا، لا داعي لهلعكِ."

لطالما كانت هكذا ياسمين، أو جازمين كما يناديها الجميع هنا ..

متشدّدةٌ جداً، تخافُ أن تنخرط في عادات الغَرب وتنسى ما هي، نفسها العربية، دائماً ما تتحدّث مع عائلتها بشوق، ثم يحين الدّور لتتكلّم مع إخوتها مهدّدين إيّاها بمراقبتهم لها فإن أخطأت أقاموا عليها العقاب الصارم، وهذا ما جعلها تخاف من أيّ خطوةٍ يخطوها أحدٌ نَحوها.

في يومهم التالي كانت تدعو الله أن يَمُرَّ بخير، لا تريد الشجار ولا المشاحنات، لاحظت التجمّع فاستفسرت ليخبروها أنّ المدير سيُلقي كلمةً عليهم، إجراءٌ أو شيءٌ ما من هذا القبيل.

فتَّشَت عن صديقتها بين الحشود ووقفت بجانبها.

التفتت وراءها لتجده يقف خلفها، نظر لها بازدراء فأشاحت وجهها عنه وهي تشتمه وقد تعكّر مزاجها، تباً له ولغطرَسَته!

سمعوا صوت تشغيل مكبِّر الصوت ليهدِرَ عليهم صوت المدير المتشدّد بلغته الإنجليزية الرسمية.

"أعزائي الطلبة، عسى أن تكونوا بخيرٍ وعافية، بعد النظر إلى كشف النشاطات الخاص بالجامعة لوحِظَ أنّ تقريبًا لا أحد يشارك في أيٍّ من الخدمات المقترحة لذا يؤسِفُني أن أكون مضطرًّا إلى اتّخاذ هذا الإجراء .. من اليوم سيصبح تقديم الخدمات إجباريٌّ على كلّ طالب."

سمع تذمّر الجميع وهتافهم بالإعتراض، حاول إسكاتهم فانخفضَ الصوت تدريجيًا، سمعته من ورائها يتذمّر.

"لِمَ في الوقت الذي أحتاج فيه لكلِّ دقيقة!"

تابع المدير.

"كلُّ رئيس قسمٍ سيوزِّعُ طلابه لمجموعاتٍ ويحدّد نطاق الخدمة التي ستعملون بها، هذا القرار غير قابلٍ للاعتراض، شكراً لكم."

نزل من المنصّة الموضوعة خصيصًا له فتبعثر الطلاب هنا وهناك يتمتمون حول الموضوع وأمام كلّ مدخل قسمٍ كُتِبَ إعلانٌ عن موعد حضورهم لملاقاة رئيس قسمهم.

تحدّث رئيس القسم المترأس للقاعة فور حضور الجميع في تمام الساعة الرابعة كما أعلن.

"ستكون كلّ مجموعةٍ من خمسة أشخاصٍ يترأسها أحد طلبة الماجستير، تمَّ تعليق قوائم المجموعات على الجدار. تصرّفوا كمجموعةٍ. سواء أحببتُم شركائكم أم لم تفعلوا، لن يتمّ التغيير لأيّ فردٍ كان فالهدف في النهاية هو التعاون."

عشق في حضرة الكبرياءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن