الفصل الاول

21.5K 327 25
                                    

ليت الذين فقدناهم يعودوا

ينتهي من تحديقه في القبر وكأن عينيه تفيض شكوي ولكن عجز اللسان عن الحديث،
يذهب بكل قوة ورزانة واضحة في خطواته الواثقة إلي سيارته ليتكرر المشهد كالعادة ،حيث يسرع أحد الحراس ويقوم بفتح الباب له
بعد قليل من الوقت قام بالأتصال علي رفيقه : أنت فين؟..... تمام هقابلك أنت وهما بكرة في **** سلام
وأغلق الهاتف دون سماع رد الطرف الأخر ،
وصل شركته ليهرول كل من كان بالطرقة إلي مكاتبهم ويعم السكون المكان بإحترافية فيما لا يقل عن دقيقة وكأنهم معتادون علي هذا الرعب
ليمر أدم ولا يسمع سو صوت خطواته الواثقة والمخيفة بذات الوقت
------------------------------------*
وهناك بأحدي الأماكن الراقية
تجري مهرولة تلك الشابة من بطش والدتها مرحاً
لتقفز علي والدها بقوة وهي تقول : إلحقني يا بابا عايزة تضربني
ليقهق والدها بقوة من خبث طفلته الصغيرة وهو يقول : وهي تضربك لله فلله كده ،أكيد عملتي حاجة
لتقول يارا وهي مقوسة شفتيها لأسفل كالأطفال: أنا والله أبدا محصل .لم تكمل حديثها لأن والدتها أمسكتها من أحد أذنيها وضغطت عليها بقوة وهي تقول بصرامة
: مش أنا قولتلك حرام الحلفان بالله ،بتكدبي يا يارا
يارا بحزن وألم:والله بنسي يا ماما أعمل ايه طيب في نفسي
والدتها سامية: حاولي ،مرة واتنين وتلاته وهتعرفي بعد كده تبطلي الحلفان اللي علي الفاضي ده ،وأكملت بنبرة حنونه يا بنتي أنا خايفة عليكي من عذاب جهنم
أحتضنتها يارا وقالت لها : وعد يا مامتي هبطل اقولها
ليقول أحمد والدها بمرح: إيه الخيانة ديه مينفعش كده الأم وبنتها طب والأب يا ناس
يضحكوا عليه
-------------------------*
وهنا بتلك المستشفي تجري بسرعة مهرولة إحدي الممرضات وهي تمسك بعض الأشياء الطبية وتدلف لغرفة العمليات أمام الجالسين بخوف
وبعد ساعتين بالدقيقة تخرج نفس الممرضة وهي مرهقة بشدة:
ليهرول تجاهها صديق المريض ويسألها بخوف: أرجوكي قوليلي صاحبي فيه إيه ،حصله حاجة .
قاطعته قبل أن يكمل كلامه: صاحبك كويس والحمد لله العميلة نجحت هيتم تحويله علي العناية يومين فقط علشان نطمئن علي صحته
لتنتهي من حديثها وهي تناظر جميع الجالسين أمامها ولم يسمع بعضها غير صوت التنهيدات المرهقة والخائفة

هكذا هي الحياة تعطينا أقسي الدروس حتي نتعلم منها في المقربين من ارواحنا

ذهبت تلك الفتاة وكانت تدعي آلاء حتي تأخذ قسط من الراحة قبل ميعاد العملية الآخري لآحدي المرضي
لتجد هاتفها يرن لتشاهد الأسم ليدق قلبها بسرعة وتفتح بكل فرحة وحينها نست كل ما بها من آلآم جسدية
لتقول بصوت رقيق : ألو ،وحشتيني اوي يا ماما
ايوة باكل وبهتم بنفسي ،قوليلي بس بابا اخباره إيه ،وأخواتي سليم ونور وثابت وحشتوني كلكم
حاضر يا ماما ،حاضر ،طيب يلا سلام
لتغلق الهاتف وهي سعيدة بمكالمة والدتها
لتهرول تجاه الكافية حتي تشتري ما تأكله
وبعدما إنتهت لفت نظرها إحدي المارات الذي تمشي بطريقة مريبة ،تمشي كالغائب عن الوعي لتفاجأ آلاء وتهرول تجاه تلك السيدة بعدما رأتها تقع فاقدة الوعي
وتنادي علي أفراد الأمن حتي يساعدوها
وتأتي طبيبة وتساعدها في إفاقة تلك الآمرأة
بعد قليل من الوقت تفيق وتنظر تلك الأمرأة إلي آلاء لتستغرب بشدة ،ثم تغلق عينها وتفتحها مرة أخري بخوف
لتقول آلاء بعدما رأت طريقتها الغريبة: حمد لله علي السلامة ،قلقتينا عليكي يا ست الكل
لتنزل دموع الأمرأة بحنين وإشتياق زين مقلتيها
لتقول الأمرأة ممكن تحتضنيني أنتي فيكي شبه كبير من إبني الله يرحمه.
لتشفق عليها آلاء بقوة وتذهب تجاه أحضانها وتمسد علي ظهرها تبدو من تصرفات الأمرأة أنها عانت كثيراً
لتقول آلاء بعدما إبتعدت عنها: أنا إتصلت برقم علي فونك كان مكتوب عليه إبنك
ليقطع حديثها دلوف أحد الاشخاص ولم يكن سو شاب عندما رأي والدته ممدة علي الفراش شعر بالضياع وغصة مريرة خنقته
ليجري عليها ،وقتها إبتعدت آلاء عن الأمرأة لتفسح لهم المجال
خرجت آلاء لتترك لهم المزيد من الخصوصية
بعد قليل من الوقت خرجت تلك الأمرأة ومعها إبنها
لتشكر آلاء بقوة وهي تناظر ملامحها بشوق وكذلك إبنها ويدعي فهد
ويغادرو
لتذهب آلاء لتلحق بعملها
-------------------------*
بعض الأشخاص العابرين في الشارع أناظرهم لأنهم يشبهون المفقودين بقوة ولأنني إشتاقت لرؤية ملامحهم.

--------------------------------------*
رواية أحببتها كما هي
بقلم
آلاء محمد عبد الحميد

أحببتها كما هي بقلم (آلاء محمد عبد الحميد)  حيث تعيش القصص. اكتشف الآن