٥٨

4.1K 118 1
                                    

ماذا بي ...يرتجف القلب لمرآها
تُأجج اللهيب بنبضي بنظرة فقط من عيناها
تتأرجح ظنوني وتخترق دفعات اليأس ويقسم قلبي
انها هي ...عند لقياها
اهذا العذاب قدري؟ ...كيف سأحتمل هذا الآلم القابع خلف صَدري ؟
ومنذ رحيلها والقلب سكن بلاد الغربة بلذعة شمس ضحواها #روبا

يقع بين شتّان الطرق ، يقع بقلب الألم ، يقع ببئر التيهة
هل هي ؟ أم تشبهها !
تنهد تنهيدة عميقة وقد صفعته واقعية صدمته في كون التشابه بينهما ، صفعته مجرد هذه الخاطرة ووخزت قلبه بشدة ، حتى أنه نهض من أمام مكتبه واستقام أمام نافذته ....جالت نظرته بإتساع الطريق وازدحامه الذي يُشبه ثورة مشاعره المخبأة في طيات النبض ، كيف السبيل لرحيله من وطن هذا الألم ، كيف الرحيل من المه ....كيف ؟!

*************************

أراد تامر أن يرى هذه السكرتيرة الجديدة فذهب بفضول إلى مكتب عمر بحجة مطالعة أحد الاوراق ....دلف إلى المكتب والقى عليها نظرة طويلة متمعنة في سهولة يدها على الحاسوب والتعامل بيسر مع برامجه ..مط شفتيه بتفكير ثم اكمل طريقة لمكتب عمر في حين أنها تعاملت معه وكأنها لا تعرفه وتركته فقط بسبب وجود الأوراق بيده .... ولكنها أرادت أن لا تتحدث معه حتى لا تثار اعصابها من نظراته الكريهة وتنفعل بعصبية وتثير لديه الشك ، اكتفت برمي نظرة سريعة وكأنه فتاة خجول للتو تبدأ بأول يوم عمل في عمرها .......
خرج سريعا بوجه عابس ولم يلقي عليها نظرة بل ذهب للخارج ولم تتكبد العناء في فهم أن عمر قد انفعل عليه بسبب سوء مزاجه لهذا اليوم وشعرت بفرحة لذلك ....

***************************

مر اليوم وهو يتجنبها وفهمت هي الآمر بقلق وحيرة
شيء بداخله يريد بقوة أن يشعر به وشيء يقول لها ...لا
لا تعودي مثل الأمس ...سيعود لكِ الألم أيضًا
استأذنت منه لترحل وانتبهت في صوته بلهفة أراد أن يخفيها ولكن لمحتها خلسة وابتسمت برقة ....قال :-
_ هتمشي دلوقتي ! ، خلاص امشي
اجابته برسمية قاومت أن تظهرها وهي تنهض وتحمل حقيبتها :-
_ بعد أذن حضرتك

أغلق الهاتف بغضب واتسعت ابتسامتها وبدأ مزيج من الفرحة والمرح يتسلل لخطتها .
توجهت إلى روضة فهد حتى تأخذه إلى الفندق الذي تقيم به بالسيارة الخاصة ...

**************************

في صباح اليوم التالي
قررت ما فعلته بالأمس ثم توجهت الى الشركة بعد أن اودعت فهد بداخل الروضة ، ولم تجده ، تنهدت براحة ثم بدأت عملها ...

بعد دقائق دلف متوجهًا لمكتبه ووجهه يبدو عليه الأرهاق وكأنه لم يغفو طيلة الليل مما أدى إلى ظهور هذه الدوائر الداكنة حول عينيه ، وقف أمام باب المكتب فجأة وقطع شرودها به ولمظهره الذي ازداد وسامة بشكل خطر ولونه الأسود المفضل الذي يكسو أكثر ملابسه ، استدار لها وقال بغموض :-
_ هو احنا ما اتقبلناش قبل كدا ؟
تظاهرت بفحص بعض الاوراق بأنامل ترتجف واجابت وقد تعمدت تغيير صوتها بقوة وهي تجيب :-
_ لأ ، انا أول مرة أشوف حضرتك
شعر بتوتر نبرتها ورمقها بنزرة سريعة ولكن عميقة ثم توجه إلى مكتبه مرة أخرى
تنفست بحدة بعد أن اختفى من امامها وقررت الاسراع في خطتها حتى لا يتطلب الأمر أكثر من أيام .....
صدح صوت رنين الهاتف فجأة واجابت ببطء :-
_ الو ؟
رد بلهجة جدية وقال :-
_ تعالي لمكتبي
صمتت قليلا ولم تجيب ثم قالت :-
_ تمام
نهضت وهي تبلع ريقها بصعوبة وبدأت معدتها تؤلمها من القلق ثم دلفت لمكتبه وقالت سريعا بلهجة رسمية :-
_ نعم
نظر لها وأدار لجهتها جهاز اللاب توب مما ذكّرها هذا الموقف بالماضي ،وراقب نظرتها كأنه تأمل منها هذا الشرود وقال :-
_ هتشتغلي هنا النهاردة
اجابته بعد أن جلست واخفت ارتجافتها عنه وتظاهرة بالصلابه فهي تعرف أنه يختبرها في كل لفته منه ...
بدأت تعمل بثقة وراقبها بضيق من مهارتها ثم أجرى مكالمة تليفونية لأحد العملاء الاجانب المقيمين بمصر وتحدث بلغة انجليزية ممتازة واستمر دقائق ثم اغلق الهاتف وهو ينتظر مكالمة أخرى خلال دقائق .....
انشغلت بعملها وتركته في مراقبته لها وكان الآمر لا يعنيها وبداخلها تعترف أنها تريد الهروب من هنا وتقاوم ذلك بقوة حتى صاح الهاتف مرة أخرى وقال عمر بمكر :-
_ ردي على التليفون
فهمت ما يفكر به ووضعها في مأزق اللغة ظنا منه أنها ستعجز عن ذلك ، رفعت سماعة الهاتف واخفى غطاء وجهها ابتسامتها المرحة حتى اجابت باللغة الانجليزية بطلاقة مما جعلها يفغر فاهه بذهول ووضعت هي السماعة بثبات وقالت وهي تكتم ضحكتها :-
_ في ميعاد بكرا الساعة ٤م في مطعم (.....)
مستر كين منتظر حضرتك

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now