٤٢

3.5K 95 1
                                    

�ش عارفة ..
قال الرجل بطيبة :-
_ ربنا ينجيكي ويرضيكي يارب وماتقلقيش وبكرا تقولي عم رضا قال
أراحها كلام هذا الرجل قليلا وكأنه اشارة من الله حتى يخبرها أنه معها...فلا تخافي ولا تحزني

*****************************

عاد تامر للقصر وقال لعمر الذي قد بدل ملابس بأخرى جافة
_ دورت عليها والحرس قلبوا الدنيا ومحدش لقاها
ارتدى عمر معطفه الاسود على قميص وبنطال نفس اللون وقال بتوعد وحدة :-
_ هلاقيها ، مش هتفضل هربانة على طول
أختبر تامر تفكير عمر وقال :-
_ المفروض كنت تسمعها مش يمكن مظلومة
_ التفت عمر بقوة وهتف :-
_ لو مظلومة ماكنتش هتهرب وكانت هتواجهني ، انا عارفها كويس ، دنا أول ما بس بصيت للولد الصغير لقيتها اتحولت وأول كلمة نطقتها ...ابني

صرح قلبه كلما تذكر شراستها فدفاعها كان دفاع أم ليس لشيء آخر وكتم صوت يأتي من بعيد ،بداخل قلبه ، صوت يبكي بخفوت ويقول
أني اعشقها فتمهل ....لتقابل هذا الصوت أصوات الجبروت الذي ولد بداخله بوفاة شقيقه لتهتف هذه الأصوات وتقول ...سأثار وانتقم
***************************

بعد أن عادت للفندق قررت أن تخبر "عم محمد " عن الحقيقة كاملة حتى يرشدها ماذا تفعل ؟ وبعد أن انتظرته لأكثر من ساعة اتى راكضا بخوف اليها ثم أعترفت له بكل شيء للتتسع حدقتيه من الصدمة وقال بحزن :-
_ معقول ده كله حصل !!!
بكت ليالي وقالت :-
_ ارجوك قولي أعمل إيه ،مافيش وقت اني اتكلم تاني واشرح ،انت ماشوفتهوش كان عامل ازاي ، انا ممكن الاقيه قدامي دلوقتي

وضع الرجل يده على ذقنه بتفكير وتوتر :-
_ انا مش عارف ان كان البشمهندس تامر بيقول الحق فعلا ولا لأ ، ان اشتغلت في الشركة بعد ما عاصم ده طلع منها ، بس انتي لازم تمشي من هنا فعلا
اجابته ببكاء :-
_ هروح فين ، انا ماليش حد غير ربنا
فكر الرجل قليلا وقال :-
_ بصي يابنتي ، انا ليا ابن عمي متجوز وعايش في الارياف ، روحي عنده وعلى ما توصلي هكون اتصلت بيه واتكلمت معاه وفهمته ، وهما ناس طيبين اووووي وهتحبيهم  ، يلا لمي حاجتك من هنا عشان اوصلك للمحطة ...

أسرعت ليالي بجمع اشيائها وقال الرجل :-
_ وانا هبقى اخلي ام أسماء تلم هدومك وهبعتهالك على البلد
نظرت له نظرة فهمها وقال :-
_ ماتخافيش ،سرك مش هيطلع لحد ، انا هقولها انك قررتي تعيشي وتشتغلي هناك عند قرايبك ، هكدب وربنا يسامحني
نظرت للرجل بأمتنان ثم انهت حساب الفندق واتجهت للمحطة ....
وقفت ريهام بعيون حمراء امام فريدة الذي دلف الطبيب يفحصها مرة أخرى بعد أن استفاقت وتفاجئ الجميع أنها ....فقدت النطق
اتسعت عين ريهام بصدمة ثم قال الطبيب :-
_ هي حالة موقته نتيجة لتعرضها لانهيار عصبي ، ياريت تبعدوا  عنها أي شيء يزعلها .....ثم خرج الطبيب لتجلس ريهام بجانب سريرها المرضي وقالت ببكاء :-
_ سلامتك يا طنط يا فريدة ، ربنا يقومك بالسلامة يااارب
جري الدمع الصامت على خد فريدة وهي في حالة جمود كالتمثال حتى عينيها وكأنها تجمدت هي الأخرى ....
أتى عمر بعد أن انهى واجب العزاء ودلف لغرفة والدته ليتفاجئ بهذا الخبر الذي جعل عبرة من عينيه تسقط خوفا على والدته ثم قال بغضب وتوعد :-
_ مش هسيبها يا أمي ، هجيبها قدامك مذلولة ، هتترجاكي عشان تسامحيها
تحرك بؤبؤ عين فريدة  قليلا ونظرت له وكأنها تدعمه في غضبه

هتفت ريهام وقالت  بعصبية:-
_ لأ ، كفاية بقى ، اظن المفروض تخرج البنت دي من حياتك بقى
اعتدل عمر ووقف أمام ريهام ثم قال بحدة :-
_ ده ثأري ومش هسيبه ، لو هتعترضي يبقى اعتبري الخطوبة لاغية

الجمها نبرة صوته الشرسة وهي لا تريد أن تخسره مجددًا قالت :-
_ لا مش هعارضك يا عمر ، انا جانبك في أي حاجة تعملها

*****************************

ودعها عم محمد وقد تحرك القطار وهي بداخله ثم جلست على مقعد وضمت آدم بقوة ، رمت رأسها على زجاج النافذة لينساب الدمع وهي ترى ضبابية الماض والحاضر مثل تشوش رؤية الطريق من نافذة القطار ، بدأت الذكريات تمر أمامها بضجيج الألم ولم تطفي الامطار المتساقطة من السماء نيران قلبها المتألم ، المتألم من مل شيء
من الفراق ، من قلة حيلتها أمامه وهي من ظنت أنها ستستطيع محاربته ، ارتعش جسدها من البرد حتى شددت ضمتها على آدم وقبلته بحب امومي محارب ولاحت بسمة على وجهها وهي تراه يتململ في نومه ثم نظرت للنافذة مرة أخرى وقالت بنبرة ترتعش من البكاء :-
_ ياااارب ماتسبنيش
*************************
رمى رأسه على حافة المقعد الجالس عليه ثم لاح في فكره وجه الصبي ، ما لم يعترف به إلى الآن أنه أراد ضمه رغم أن العكس ظهر على وجه ولكن هذا ما شعر به ...وطرق الألم بمطرقة فولاذية على جرح قلبه عندما تذكر آخاه الذي لم يفت على وفاته يوم كامل ..
ثم عاد وجه الصبي لذاكرته مجددًا وقد ضج لهيب اللهفة بقلبه لهذا الطفل الذي لابد أن يجده بأي شكل .....

*****************************

ضج لهيب اللهفة في قلبه 😒 لآدم يعني 😒 لأ مش مطمنة 😨
#روبا

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقOù les histoires vivent. Découvrez maintenant