٤٥

3.8K 115 3
                                    

ركضت خلفه بمرح ولكن توقف عند المدخل ينتظرها بوجه ملامحه مزيج من القسوة والعشق والخوف من جميع الاحتمالات ....
وقفت بجانبه وقالت :-
_ عايزة آدم
نظر لها بجمود ثم ذهب وقال بجفاء :-
_ اطلعي اوضتي
تعجبت من أسلوبه معها التي تحول بعض الشيء ثم اتجهت لغرفته بخطوات ثابته حتى دلفت إلى الغرفة والقت نظرة على وجهها بالمرآة ، ابتسمت وهي ترى تورد خديها بشدة وتذكرت شيء جعل دقات قلبها تعلو وتنسى قسوته معها ...
"فلاش باك لساعة ماضية أثناء السير في طريق العودة للقصر "
قالت متعجبة عندما لاحظت قربها لطريق القصر ولم يذهبوا لمركز الاشعة كما الاتفاق :-
_ هو احنا مش هنروح نجيب الاشعة ؟!!
فرمل السيارة بطريقة عنيفة حتى كادت أن يصطدم رأسها بزجاج السيارة الأمامي ...زادت حدة تنفسه بألم  وهتف :-
_ لأ، خليها بكرا ، مش لازم النهاردة
تبدلت موجة غضبها إلى الحب والألم في آنٍ واحد ثم ربتت على يده وقالت بحنان :-
_ انت خايف من النتيجة يا عمر ، خايف أكون تعبت أكتر ،صح ؟
التفت لها بنظرة عميقة يملئها العشق والغضب وأجاب :-
_ انا خايف من كل حاجة ...تابع وهو يقود السيارة مرة أخرى
_ خلينا النهاردة مبسوطين شوية ، يا عالم بكرا فيه إيه ؟
التزمت الصمت بعد ذلك وغمرها موجة ألم وقد اختفى عن ذاكرتها غضبها منه بسبب ما فعله أثناء احتفال الجيران بزواجهم ....
عادت مرة أخرى وهي أمام المرآة والقت نظرة سريعة على مظهرها
*****************************
دلف إلى غرفة والدته ليراها تحمل الصغير ويبدو أنها بكت كثيرًا أثناء غيابه في الساعات الماضية ، قبّل رأسها بحنان ثم قال وهو ينظر للصغير الذي تحمله بين يديها  :-
_ انا هاخد آدم يا أمي عشان ليالي عايزاه
احكمت قبضتها على الصغير ورفرت دموعها بغضب حتى قال عمر سريعا حتى لا يغضبها :-
_ خلاص خليه معاكي طالما عايزة كدا ، انا عملتلها الأشعة على فكرة
نظرت فريدة بقلق وتساؤل وفهم عمر تلميح نظرتها ..استطرد في القول بألم :-
_ هجيب الأشعة بكرا
تحركت اناملها وهي تربت على الصغير بلطف ورمقته بنظرة اخترقت دفعاته وكذبه حتى خرج من غرفتها سريعاً .....
هبط إلى غرفة مكتبه واغلق الباب بعصبية ثم وقف ينظر إلى الخارج من خلال باب الشرفة المطل على المسبح ...تنهد تنهيدة طويلة من ثقل الهم على قلبه ...

حبيبتي ...أخاف أن اكتشف خيانتك وقلبي ينتفض لو كنتِ صادقة
يتهدج حنيني ويسرقني إليكي وعشق الجنون يعذبني ويعذب اهاتي الصامتة ...لا اكاد أن اقترب بشغف العشق الذي يشعل دقات القلب
حتى اعود واخفي أنني من البداية كنت احب
ماذا افعل لقلبي ؟ يارب اعني ياربي
خرج من الشرفة ومر بجانب المسبح تحت ضوء القمر الذي يحاوطه الظلام تمامًا مثل عشقها في قلبه تحاوطه ظلام القسوة والانتقام الذي غلف حياته وقلبه وجعله مقيد بأغلال فولاذية لا سبيل لها من التحرر لبلاد العشق مرة اخرى مثلما يصرخ قلبه ويتوسل .....
أقترب من شجرة كانت تساقط بظل كبير يحتد أثناء ساعات النهار ويتسرب الضوء القمري من بين أغصانها على بقاع الأرض حولها ...
أسند ظهره عليها ونظر للسماء وهو يتوسل لربه أن ينقذه من هذا العذاب الذي غرق به حتى النخاع وقد التمعت عبرة عنيفة بعينيه وتسارعت انفاسه بألم  ثم سمع همس صوتها
قالت بهمس وهي تنظر له وكأنها آخر مرة تراه :-
_ عمر
التفت لها بتفاجئ وقد أقتربت منه ونظرت له بملئ عينيها ليبادلها بنظرة عاشقة منذ زمنًا هاجرها ولم يستطع الصمود أكثر من ذلك ضمها بقوة وهمس :-
_ بحبك يا ليالي ، بعشقك
اتسعت ابتسامتها ودقات قلبها تركض بجنون حتى تجمد حينما لمح زوج عيون تنظر له بشراسة من الأعلى ......
ابعدها قليلاً وقد تمالك اعصابه من  لحظات الضعف الذي تمر به ويقاومها بشراسة ...ثم قال :-
_ روحي نامي ، انتي اكيد تعبتي النهاردة
ضاقت من جموده واسلوبه الجاف معها رغم أن بعينيه دفء غريب يخفيه بل يقاومه بتهربه ونظره لجهة أخرى ، بلعت ريقها باستياء وقالت :-
_ مالك يا عمر ؟ انا حاسة أن في حاجة كبيرة واقفة بينا ، انت عمرك ما كنت بتتعامل معايا كدا !!  ،انت في عز غضبك كنت بشوف الحب واللهفة في عينيك ، راحوا فين ؟
اشتعلت قساوة وجهه من جديد وهتف بها بغضب :-
_ قولتلك روحي اوضتك ،انتي مابتفهميش
توتر رمش عينيها هدد بالبكاء وقالت بنبرة مرتعشة حزينة :-
_ الله يسامحك ، ماكنتش متخيلة انك تعاملني بالقسوة !!  ، عموما انا كنت جاية اسألك على آدم بس عرفت انه لسه مع جدته عشان كدا مارضيتش اخده
ذهبت باكية  وتركته في بئر العذاب الذي يسبح فيه ويطلب النجاة ...
قال بألم :-
_ انا بتعذب ومحدش حاسس بيا ، خايف تطلعي كدابة واكتشف انك بتخدعيني ، ومرعوب تطلعي صادقة وتبقي مريضة بجد 💔
وممكن اكتشف الحقيقة بطريقة تانية دلوقتي  وده حقي ،بس لو اكتشفت انك بتخدعيني هتوجع أووي وانا مش هقدر استحمل الصدمة دي عشان كدا مستني  نتيجة الاشعة بكرا ، بس انا بحبك ،بموت فيكي ومش عارف اللي جاي هيبقى ايه ، نفسي اعيش ولو يوم بس حلو معاكي قبل أي شيء جاي
استمرت تجوب ممرات القصر العلوية وهي تبكي ولم تدري لأي اتجاه تذهب حتى شعرت بالتعب فقررت الذهاب لغرفة أخرى ...
صادفت أحد الخدم من الفتايات وقالت كوثر الخادمة :-
_ في شنط جت لحضرتك يا ست ليالي
تذكرت ليالي جميلة فبالتاكيد هي من ارسلتهم إلى هنا ثم قالت :-
_ طب مافيش اوضة فاضية غير اوضة عمر
توترت الخادمة وهي تشر لها على أحد الغرف حتى قالت ليالي مرة أخرى :-
_ طب لو سمحتي خلي حد يبعتلي الشنط بتاعتي على الأوضة دي
اجابت كوثر بالايجاب ثم ذهبت إلى عملها ...
تحركت ليالي بأتجاه الغرفة وفتحتها ثم دلفت إلى الداخل ببطء وهي تنظر حولها ........
****************************
نظر عمر للحقائب القريبة من باب الغرفة بتعجب حتى أتت كوثر واستأذنت لأخذهم إلى غرفة ليالي ، زم فمه بغضب ثم قال بمكر :-
_ طب قوليلها اللي هقولهولك دلوقتي ......

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now