٣٤

3.5K 105 1
                                    

صدح رنين الهاتف حتى فتح جفونه ليقابل صوت صريخ أمل عبر الهاتف :-
_ الحقني يا عمر  ، ليالي بتموت

كاد أن يتوقف قلبه عندما تلقى هذا الخبر الذي جعله يتذكر فقط عشقه لها وجري بريقه مرارة من فقدانها .....
نهض كالعاصفة وركض لغرفته حتى ابدل ملابسه في خلال دقائق وهبط للأسفل مرة أخرى ثم خرج من القصر وقلبه يسبقه ركوضاً ...
ذهب بسيارته وهو لا يرى الطريق امامه كل ما كان يشعر ذلك الألم والرعب من فقدانها بشكل نهائي ....
نسى شقيقه ،نسى خيانتها ،نسى كل شيء في هذا الوقت وتذكرها هي فقط ...
كيف احببتها يا قلب إلى هذا الحد !
كيف دفنت خيانتها في الذكريات وطفى الحنين والعشق وعادت سرعة النبضات ...عند ذكرها ، إني دائما أحن لها ، أني مجنون في عشقها
هي ...ليالي القلب

كيف وصل عند منزلها وهو على هذه الحالة من تيهانه ! ، ترجل من السيارة وركض إلى منزلها حتى وجد طبيب يخرج من غرفتها وعلى وجهه الضيق ثم هز رأسه بيأس لتشهق أمل من البكاء والنحيب ...

تسمر مكانه وهو ينظر للطبيب الذي يبدو وكأنه يعزي أهل المريض ، لمحته أمل وركضت إليه وقالت :-
_ أختي مظلومة ، كان لازم تسمعها ، يمكن تصدقها لما تموت
لمعت بعينيه عبرات وهو يركض لغرفتها حتى رأها وهي تلتقط أنفاسها الآخيرة ، جثا على ركبتيه وهو في طريق البكاء وقال :-
_ ما تسبينيش ، مش هقدر أعيش من غيرك
بلعت ريقها  بصعوبة وجبينها يتصبب عرقا ثم قالت قبل أن تغلق جفونها للأبد ......
_ أنا مش خاينة ..ياعمر
ولم تقل شيء بعدها فقد كانت فارقت الحياة ، ودلفت أمل إلى الغرفة وهي تصرخ :-
_ ليااااااالي
دموع نزفت من عيناه كسيل الشلال وصرخ بأعلى صوته من الألم وحجم الوجع الذي يملأ قلبه وكيانه كاملاً ....

*************************

انتفض مستيقظاً على يد تربت على كتفه حتى فُتحت جفونه بذعر ، نظر حوله جيدًا ليكتشف بعد لحظات أن كل ما مر به منذ قليل كان كابوساً مزعج ، استغفر ربه وحمد الله على أن هذا كابوس وليس حقيقة ، جلست فريدة بجانبه ونظراتها قلقه ..قالت :-
_ انت كنت بتحلم يا عمر ، كنت بتتكلم وانت نايم ، وإيه اللي نيمك هنا ؟!
أخذ نفس عميق ثم قال :-
_ كابوس يا أمي ، الحمد لله طلع كابوس
تفحصت فريده وجهه جيدًا وقالت بضيق :-
_ انا مش هخلي البنت دي تدخل هنا ، ولولا اللي أخوك فيه كنت رفضت بشكل نهائي بس انا مستنية لما يقوم بالسلامة

نهض وهو يتنهد بألم وينظر لمياه المسبح :-
_ ليالي لو اتجوزت هشام هبعد عن هنا لأبعد مكان ، مش هقدر اشوفهم مع بعض
وقفت فريدة أمامه بنظرة قوية وحزينة :-
_ كنت اتمنى تحب ريهام كدا ! ، انت عمرك ما جيت قولتلي انك بتحب بنت ويوم ما يحصل تبقى بنت بالأخلاق دي ، انا مش هوافق على الجوازة دي مهما حصل لا ليك ولا ليه ، البنت دي لازم تخرج من حياتكوا أنتوا الاتنين ،مستحيل تبقى مع حد فيكوا

هز رأسه معترضًا وقال :-
_ هي اللي تختار هي عايزة مين ، لو اختارته همشي انا وأسيبهم ، همشي من حياتهم هما الأتنين للأبد

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now