٤٢

4K 103 4
                                    

استمر القطار في سيره وهي بداخله تجلس شاردة وشت بها الفكر لدرجة انها شعرت أن ما مرت به كله كابوس مزعج ستفيق منه ،تثاءب آدم بين يديها ونظرت له بحب عميق وضمته بقوة ....
قالت بعين غائرة من الدمع :-
_ مش ههرب على طول ، هرجع تاني ، ولازم أرجع حق أمل ، وحق آدم ، سقطت دمعة على خديها وقالت لنفسها :-
_ كان زماني بستعد للعملية دلوقتي ، بس كدا مش هعرف اعملها على الأقل دلوقتي ، لازم قبل ما اعملها أكون رجعت الحقوق لاصحابها عشان انا مش عارفة هكمل ولا لأ
دنت على رأس الصغير وهي تبكي بصمت وضمت نظرة عيناها وجهه الملائكي وتألمت أنها ممكن أن تفارق هذا الملاك وتذهب لعالم آخر ..
قالت بخفوت ونظرت للنافذة الذي يظهر منها ضوء الفجر :-
_ ياااارب ، ساعدني ارجع حق ادم وبعد كدا انا راضية بأي حاجة
ضعفت وتألم قلبها أكثر وقالت بتوسل وهي تضمه لقلبها بقوة :-
  _ ياارب انا مش عايزة ابعد عنه 💔 ، سبحانك يارب اللي خلتني احب آدم اكتر من نفسي زي ما يكون ابني بجد

فتح الصغير عينيه البريئة الصغيرة وابتسم لها فجأة تلك الابتسامة التي كانت تزهر قلبها في الحال وتجعله يتحول من الظلام إلى النور ،ابتسم لها وهي تمسح دموعها وقالت له وكأنه يسمعها ويفهمها :-
_ انت الوحيد ياروحي اللي بتعرف تضحكني
اقتربت من خده وقبلته بقوة واتسعت ابتسامتها عندما تحركت انامله الصغيرة برقة على وجهها مما جعلها تغمض عينيها بحب وقد بدأ ربيع الأمل يأتي بأزهاره بابتسامة هذا الطفل الذي وكأنه رحمة الاهية أتت لها ....بقلم رحاب إبراهيم

توقف القطار وهبطت منه وكان ضياء الصباح بدأ يبتسم نوره ، كان المطر رقيق وهو يسقط على ملابسها ، وبين زحام المسافرين تحركت حتى كانت بدأت تصل لمقاعد الاستراحة واصطدمت بكتف احدهم ....
رفعت رأسها لتعتذر من هذا الشخص الغريب الذي ينظر لها بشك ثم قالت :-
_ انا اسفة ،ماكنش قصدي
رد الغريب عليها متفحصا الطفل بين يديها ثم نظر حوله وكأنه يبحث عن شيء حتى اجاب :-
_ هو انتي اسمك ليالي ؟
ضيقت عينيها بقلق وترددت في الاجابة حتى لاحظ الغريب ذلك واجابها :-
_  انا ابن الحج محمود ، اللي انتي جياله
تنهدت براحة ثم قالت بهدوء :-
_ اهلا وسهلا ، انا بعتني عم محمد هنا عشان واثق في الحج محمود ، بس حضرتك مين ؟
اجاب حسين وقال :-
_ انا حسين ،ابن الحج محمود ، هو ماقدرش يجي بنفسه عشان تعبان شوية وعشان كدا جيت بداله
نظرت بحيرة وهي مترددة في الذهاب معه وقد فهم سبب حيرتها وأخرج هاتفه واتصل على هاتف جارها "عم محمد " ،
قال حسين عبر الهاتف :-
_ ايوة يا خالد ، معاك حسين ابن الحج محمود ، انا اتصلت بيك عشان تتكلم مع المدام اللي بعتها هنا وتطمنها عشان شكلها قلقانة مني
استاءت ليالي من كلمة "مدام " ولكن ما بيدها حيلة فهي قد أرسلت إلى هنا على هذا الاثاث متظاهرة بأنها تريد العمل ....
مد حسين يده بالهاتف حتى أحذته ليالي لتطمئن وقالت :-
_ الو
اجاب محمد عليها يطمئنها وقال :-
_ ايوة يابنتي ،ماتقلقيش ،حسين يبقى ابن الحج محمود اللي كلمتك عنه قبل ما نوصل للمحطة ، واعملي زي ما قولتلك اوعي تنسي ، انتي سافرتي عشان تشتغلي وتربي ابنك ، لحد ما ربنا يحلها وأعرف الاقيلك مكان ابعد من كدا ومحدش يقدر يوصلك فيه
قالت ليالي بشكر :-
_ ربنا يطمنك يااارب ، خلاص ماشي انا هقفل معاك دلوقتي وهبقى اكلمك تاني
اغلق حسين الهاتف ثم أشار لها بالاتجاه الذي سيسيرو فيه ..
انتظر عم محمد عمر حتى يأتي ويخبره بالحقيقة ولكن تردد ثم قاله بحيرة :-
_ بشمهندس تامر قالها انه قال لعمر بيه الحقيقة وهو ما صدقهوش ، طب لو انا قولتله ومصدقنيش هيعرف اني عارف مكانها وساعتها هيعمل المستحيل لحد ما يوصلها ، طب أعمل إيه ؟!
انا هستناه لحد ما يجي وهقوله على وفاة أمل واشوف رد فعله ، لو لقيته متفاهم هحكيله كل حاجة ، ولو حسيت انه فعلا زي ماهي قالت يبقى ولا كأني أعرف حاجة

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now