٥١

4.2K 124 1
                                    

انتفضت من نظرته ومرر يده على شعرها بحنان لكي تهدأ من هذا الخوف وقال :-
_ بصتك وانتي خايفة مني كدا بتموتني ، مافيش حد في الدنيا بيخاف عليكي أدي
أخذ كوب به مشروب كوكتيل من الفاكهة من على المنضدة القريبة واعطاه لها وقال :-
_ أشربي العصير ده
نظرت للكوب بيده في تردد ثم أخذته ببطء لشعورها بالعطش ، ارتشفت منه قليلا ثم وضعته على الكمود بجوارها وكادت أن تنهض ولكن لم تسمح لها يداه ......

***************************

مرت فترة لم تعرف لو كانت دقائق أو أكثر ، لم تدرك أي شيء ، أخذها لعالمه الخاص حتى انتفض واتسعت عينيه بذهول وصدمة ولكن بها لمحة دافئة بشكل كاد يضعفها ، لمحة وكأنها عادت للحياة من جديد ، رغم قوة صدمته ولكن كأن الحياة عادت له من جديد واحيت الحنين والعشق بكيانه ....

رمته بنظرة قاتلة اغرقها العتاب ،نظرة كأنها تقبض على سيف وتتحدى ما يقف أمامها ، نظرة تقول له ...أثبت براءتي ....وانتهى عذابي
فليبدأ عذابك انت .....

تسمر في مكانه ودقات قلبه تعلو بجنون نظر إليها شارداً وهي تركض إلى المرحاض الخاص بالغرفة ملتفة بردائها ثم اغلقت الباب بإحكام ..
نظرت لأنعكاس وجهها في المرآة المثبت اعلى صنبور المياه ، وتساقطت دموعها ثم بدأت تدفع المياه على وجهها بقوة وصوته  يعلو أكثر فأكثر حتى انتبهت لصوت القرع على الباب بقوة ...
قال عمر بنبرة يصفعها الندم عاتباً على شكه فيها كل هذه المدة وهتف :-
_  ليااااالي ، ارجوكي اطلعي ، لازم نتكلم
اغممضت عينيها وهي تبكي بقوة وقالت بنبرة مرتعشة :-
_ خلاص ، الكلام خلص ..بقلم رحاب إبراهيم
تعذبت عيناه وهو يرد بتأكيد :-
_ انا غلطان أني شكيت فيكي لحظة واحدة قبل كدا ، بس صدقيني كان غصب عني ، انا في لغبطة حصلت ، انا مش قادر أفكر بس كمان مش قادر اسامح نفسي أني شكيت فيكي ولو لثانية واحدة

فتحت مقبض المياه على رأسها وتخالطت دموعها مع المياه التي تتساقط على وجهها ولم تجيبه .....
تابع حزن :-
_ ليكي حق ماترديش عليا ، انا اللي كنت غبي
اكمل ارتداء ملابسه وانتظرها طويلا حتى دق على الباب مرة أخرى ،صرخت هي من الداخل قائلة :-
_ مش عايزة أشوفك ولا اسمع صوتك ، لو عايز تريحني سيبني دلوقتي
بلع ريقه بمرارة ثم قال :-
_ ماينفعش اسيبك ، ارجوكي اطلعي
ارتدت ردائها ثم خرجت وقطرات المياه تتساقط من شعرها وعينيها شديدة الأحمرار من البكاء ، لم تنظر له بل اتجهت لموضع حجابها مباشرةً حتى أدارها عنوة من يدها إليه ...لتواجهه
قال بأسف والتفت لمعات الحنان بمقلتيه وتعابير وجهه :-
_ سامحيني انا...
قاطعته وهي تبتعد عنه ثم هتفت به بعيون تتحداه بشراسة :-
_ مش عايزة أشوف ولا اتكلم معاك ولو مطلعتش هطلع انا
نظر لها نظرة طويلة بندم على حبيبته الرقيقة التي تحولت من الظلم إلى هذه الفتاة الشرسة ولم يستجيب لرغبتها أقترب منها وضمها بقوة بكلمات الاعتذار ولكن بعد ما حدث منذ ساعتها فقد تركت ضعفها بعد هذه الدقائق حتى ابتعدت عنه من جديد بقوة  واتجهت إلى الباب لتخرج منه حتى سبقها وقال بضيق :-
_ انا اللي هخرج ، خليكي انتي هنا ، هسيبك تهدي شوية وهرجعلك تاني ، وربنا اللي عالم اني محتاجلك دلوقتي أكتر من أي وقت فات ، مش بقولك ماتزعليش ، مش همنعك تعملي أي حاجة انتي عايزاها ، بس لو كنت غالي عندك ولو ليوم واحد ماتبعديش عني تاني يا ليالي
ده اللي مش هقدر عليه ...
خرج من الغرفة وتركها تئن من الألم ثم قالت وهي تسقط باكية على أحد المقاعد بجانبها :-
_ وانا عشان عارفة أنك مش هتقدر عليه هبعد ، مش هتعذب لوحدي

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now