٣

6K 151 2
                                    

نزلت الدموع الحارقة من عينيها حتى كتمت فمها كي لا تصرخ ولكن سمعت خطوات خلفها ..استدارت بخضة لتكتشف أن والدها يقف وعينيه تسكب دموع الحسرة والشرر الغاضب
ثم هتف بحدة :-
_ إنتي كنتي بتكلمي مين ؟!!  بتكلمي واحد يا أمل من ورايا ، هي دي تربيتي ليكي !!

حركت رأسها بنفي وهي تحاول أن تقنعه بخلاف ذلك حتى لو بالكذب ....أجابت بتلعثم وخوف :-
_ اهدأ بس يا بابا وانا هفهمك

صاح بوجهها بغضب :-
_إنتي كدابة ،انا سامعك بودني وسمعت كل كلامك ،،مين ده انطقي ..

بلعت ريقها برعب وهي تحاول أن تختلق أي عذر للنفاد من هذا المأزق ولكن لم يساعدها عقلها الآن

اشتعل غضبه من صمتها ،رفع يده وصفعها بشدة على وجهها حتى تعترف بشيء بدأ يشك به بسبب الخوف والرعب الذي يملأ وجهها ..صرخ بها :-
_ من فترة وانا حاسس إنك مخبية شيء وكنت بكدب نفسي بس بعد اللي سمعته دلوقتي  اتأكدت من شكي ..تعرفيه من امتى واتقابلتوا فين ؟؟

هتفت بين دموعها وقالت:-
_ ده زميلي يابابا وكنت بتكلم معاه عادي ،انت فهمت غلط
صفعها مرة أخرى بوجه يعتصر الم وغضب وارتطمت إثر الصفعة على حافة السرير الخشبية مما جعلها تصرخ عالياً ووضعت يدها على بطنها وهي تتألم ...

اقترب منها والدها بخوف وقال بذعر :-
_ استني هجيب دكتور يشوفك
وركض إلى الخارج مع محاولة اعتراضها برعب وكشف أمرها ولكن كان والدها ذهب واستمرت تتألم وتبكي

*******************************
 
في "القصر "
تجمعت العائلة المكونة من ثلاثة أفراد ..الأم وولديها حول مائدة الافطار ،انتهى عمر من فطوره وقال وهو يوجّه الحديث لشقيقه هشام  بجدية :-
_ ياريت بقى يا هشام نعقل شوية ونتجه لمصلحتنا مش كل يوم سهر كدا !!

زفر هشام بضيق من نصائح شقيقه التي لا تنتهي :-
_ هو انت كل ما تشوفني لازم تديني محاضرة ،انا كدا وهفضل كدا ومابحبش امشي على مزاج حد

صاحت به فريدة بحدة :-
_ هشاام ،اتكلم مع اخوك الكبير بطريقة احسن من كدا ،يعني ده جزاته إنه عايز مصلحتك !!

نهض عمر وهو يلتقط هاتفه المحمول ومفاتيح سيارته من على المائدة وقال بعزم :-
_خلاص سيبيه يا امي ،اما شوية العيال اللي مالقوش اهل يربوهم اللي هو ماشي معاهم دول ..انا ليا تصرف تاني معاهم
ثم خرج من القصر وإتجه الي الموقع الذي درس مشروعه بالآمس ......

اكمل هشام فطوره بلا اكتراث ونظرت له فريدة بقوة ولم تتابع مجرى الحديث الذي بات ممل من كثرة التحدث فيه واكتفت بنظراتها الرافضة لطريقة حياته ....

**************************

وصلت ليالي إلى المخبز لتأتي ب حصة الخبز اليومي من "بطاقة التموين " ( شعبي شعبي يعني 😂)
ولكن تفاجئت بطابور طويل بشكل جعلها تشهق بذهول وقالت بحنق :-
_ يانهااار ،دنا على ما اجيب عيش هقضي النهار كله هنا
فكرت قليلاً ثم اتجهت للسوق كي تشتري بعض الخضروات اللازمة ثم عادت إلى المخبز ثانية ولم يقل العدد بل زاد ،، وقفت في الصف حتى عدى بعض الوقت،، و قد تملّك منها الصداع الشديد بسبب وقوفها في الشمس الذي كانت شديدة اليوم رغم قرب دخول الشتاء وبسبب  صوت معدات البناء لمبني بدأ يتأثث منذ فترة قريبة بالجوار

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now