٤٨

3.8K 108 0
                                    

لم يأبه لصراخها وهو يقود السيارة ، لفح رطب الهواء جسده وملابسه المبتله الذي لم ينتظر حتى ليبدلها بأخرى جافة وكل ما طرق رأسه وقلبه معاً أن يبتعد عن هذا القصر بأسرع ما يمكن ....
رن هاتفه بشكل اخرجه من فكره الشارد ، اجاب بحنق :-
_الو ؟
سمع صوت رئيس حرس القصر "جابر " استطرد قائلا برسمية :-
_ هرب مننا يا عمر بيه ، انا اسف بس هو هرب على ما دخلنا القصر
أجاب عمر بهدوء :-
_ مش مهم ، في كاميرات في الجنينة وهعرف اجيبه واسجنه ، مايشغلنيش هروبه
اغلق الخط وقد بدأ جسده يشعر ببرودة الهواء وسرى رعشة خفيفة تنذر بنزلة برد شديدة .....

اغلقت ستائر النافذة الزجاجية  وقالت وهي تجلس بالمقعد الخلفي للسيارة وعينيها على ملابسه التي تلتمع بها بعض قطرات المياه في ضوء السيارة ...قالت بضيق :-
_ كنت غير هدومك الاول قبل ما تسوق ، كدا هتبرد
نظر من خلال المرآة العلوية للسيارة لها ولمحته هي عيناه التي يطل منها الدفء ما جعل وجهها يتورد من الخجل وغضبت من نفسها لضعفها الدائم الذي يظهر عندما الخطر يقترب له ........
قال بنبرة عميقة دافئة :-
_ خايفة عليا ؟
نظرت للصغير الذي استجاب للفحات الهواء الناعسة وتاه في ثباتٍ عميق ولم تجيبه مما جعل طيف ابتسامة مُحبة ترفرف على وجهه ...
تجولت فريدة بغرفتها ذهاباً واياباً وهي تزفر بضيق وتلفظ نفسها من الغضب بالشتائم ، ثم قالت بعصبية :-
_ اكيد شك فيا  لما لقاني بصرخ بأسمه للحرس ، ماكنتش عارفة اعمل اي حاجة تانية غير كدا ، غبية
جلست على فراشها وجزت على اسنانها بغضب وغيظ ثم تابعت حديثها لنفسها :-
_ ياترى خدها لفين ؟، انا مش مطمنة وممكن تعرف تقنعه أنها بريئة ، انا لازم اعمل حاجة .....

*************************************

اغلق تامر الخط وهو يزفر بغضب حتى قال  :-
_ غبي يا صابر ، يعني خليت حد من رجالتي يعرفك مكان عمر وانت بمنتهى الغباء رايح تقتله في القصر فاكره دار العمدة ياغبي ، اهو دلوقتي مش محتاج يمسكك وهيجيبك من قلب بيتكوا بالفيديوهات اللي سجلتها الكاميرات اللي في الجنينة ،
زفر بحنق ثم قال :-
_ كويس ان ماكشفتش نفسي ليك وكنت عامل حسابي ، شيل بقى الليلة لوحدك

***********************************

في الصباح الباكر لليوم التالي .....

وقف عمر بالسيارة  أمام أحد الشاليهات في محافظة الاسكندرية  مع تغرد الطيور على الشاطئ  بصوت عذب هز الجفون  الناعسة للذي تلقي رأسها على نافذة السيارة في غفوة طويلة وكأنها تعوض الأيام الفائتة ....
سعل بشدة وقد بدأت درجة حرارة جسده تعلو بقوة واحمرت عيناه من المرض وسهر القيادة .........
ترجل من السيارة وفتح باب الشاليه الذي تركه منذ ساعات ثم عاد للسيارة وحاول أن يوقظها ولكن أخذ الصغير أولا .....
انتفضت عندما شعرت بالفراغ بين يديها ولم ترى الصغير قالت بهتاف :-
_ آدم
خرج مرة أخرى بعد أن وضع الصغير على أحد الآسرة ، اقترب منها وقال بلطف :-
_ ماتقلقيش ، انا دخلته جوا
خرجت من السيارة وشعرت بالدوار بمجرد وقوفها على الأرض وماهي الا ثواني وكان يحملها مرة أخرى ودلف إلى الداخل ......
دقات قلبه بجانب اذنها بشكل جعل قلبها يدق بالمثل ، كان يبتلع ريقه وكأنه يقاوم شيء بقوة ....، وضعها بداخل غرفة الصغير ثم قال :-
  _ انا هخرج اجيبلكم هدوم عشان مافيش هنا

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقDonde viven las historias. Descúbrelo ahora