٣٠

3.9K 104 1
                                    

ابتسم لها بعشق ونهض مسرعا ،اقترب منها بنظرة محبة قابلتها هي بورقة الاستقالة التي مدت يدها بها أمام عينيه ....
قال بنبرة دافئة ولم ينظر للورقة بيدها :-
_ مش وقت شغل دلوقتي ، ليالي أنا ب....
قاطعته بشراسة وكتمت صرخة كادت أن تخرج منها :-
_ انا عايزة استقيل ..وأمشي
تسمر مكانه من الصدمة وكأن الوقت توقف بعد جملتها ودفء قلبه اصبح غليان الألم حتى قال:-
_ استقالة !! ،، ليه ؟!
بلعت ريقها ونظرت للاسفل حتى لا يرى الالم بعينيها وقالت :-
_ عايزة امشي من هنا ، مش مرتاحة

تنهد بعمق ثم قال :-
_ لو لسه زعلانة فأنا اسف ، انتي عارفة إني بتقلب لمجنون لما بلاقي حاجة بتزعلك أو بضايقك ، ليالي ...انا بحبك

توسل قلبها كي تعترف له بالحقيقة ولكن تحدث العقل بالرفض فاكتشاف الحقيقة سيليه فضيحة كبيرة لم تستطع تحملها حتى تابع حديثه بأعتراف تمنت أن تسمعه ....
مش هصبر تاني ، انا هعلن خطوبتنا النهاردة للناس كلها
سقطت دمعة رغما عنها وقالت بعصبية :-
_ طب مش تاخد رأيي الأول ؟! ولا زي عادتك رأيك الأول والآخير
هي تعتصر الما من الخذلان الذي ستتسبب له به ولكن أي حل امامها غير هذا وسطوة المال هزمتها أمام شيطان وليس من البشر
ابتسم قليلا بثقة وقال بحنان ممزوج بتأكيد :-
_ انا عارف رأيك ، احساسي عمره ما كدب عليا يا ليالي ،وعايز افهمك اني هفضل اصبر عليكي لحد ما تفهمي الدنيا دي بس وانتي معايا وجانبي وحلالي مش وانتي بعيدة وقريبة كدا
مدت يدها المرتعشة مجددا بورقة الاستقالة وارتجفت نبرتها وهي تقول بتلعثم :-
_ امضي على الاستقالة لو سمحت ،انا مش عايزة افضل هنا
واشاحت نظرها عنه وتابعت بحزن :-
_ انا مش موافقة يا عمر
سقطت العلبة المغلفة بقماش قطيفة ذات اللون الاحمر من يده وهو يطرف بعينيه بصدمة وقال :-
_ مش موافقة ! ، انا تخيلت أي شيء غير إنك تقولي كدا
هتفت به وتظاهرت بالرفض وهي في حقيقة الآمر تصرخ من الالم على فراقه وقالت :-
_ الورقة عندك امضي عليها ، انا ماشية من هنا
الى باب المكتب الذي تركته مفتوح وهناك من يتلصص السمع بالخارج ، فاق من صدمته من تصرفها وصاح بغضب وهي تسرع لخارج الطابق متوجه للمصعد ...
_ عايزة تمشي امشي ، بس انا عارف انك بتحبيني ومش هصدق حاجة غير كدا ، ولعلمك مش هتبقي لحد غيري ،ااانتي فاهمة
خرج تامر على صياح عمر ونظر هشام وهو يراقب المشهد بنظرة مبتسمة ماكرة ....
استدارت ليالي تنظر له قبل أن تدخل المصعد ورماها بكلمة استحقتها بالفعل في هذه اللحظة ....
قال بألم يعتصر من مقلتيه مؤنبا :-
_ غبية ، وهتفضلي طول عمرك غبية
دخلت المصعد ولكن رمت هشام بنظرة محتقرة جانبية ثم هبط بالمصعد للأسفل .....

ضيق عمر عينيه بذهول وهو يشعر إنه في كابوس مزعج وأي عقل يجعله يصدق حديثها وهي تنظر له بهذه الطريقة التي تستغيث

دخل مكتبه وصفق الباب خلفه بعنف ،ظهرت ابتسامة هشام المنتصرة التي اكدت لتامر إنه خلف الاسوار وخلف هذا المشهد المحزن ...

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now