٤٦

3.5K 106 1
                                    

حاولت النهوض وهي تشعر بموجة شديدة من الدوار ولكن تماسكت حتى لا تضعف أمامه ووقفت ثم قالت وهي تمسح فمها من الدماء :-
_ يظهر أن والدتك نجحت في اللي هي عايزاه ، وزي ماهي نفذت كلامها أنا كمان هنفذ كلامي ..
تابعت بألم :-
_ انسى أني مراتك ، انت ما تستحنقيش ، انا اطهر مليون مرة أني أكون هنا أو لحد فيكوا سواء أنت أو أخوك ، بس تصدق أنا أول مرة اتأكد أن هشام حبني بجد رغم أني ما كرهتش أده ..تعرف ليه ؟
هشام ماكنش هيصدق أي شيء عني مهما اتقال ، لما قولتله أني تعبانة صدقني وكان مصمم يساعدني ..لكن أنت !!
انت ظلمتني أكتر من أي حد ، ابويا وصاك عليا أنا وأختي واديك بتحافظ على الامانة اللي وصاك عليها .....انا بكرهك ، بكررررهك
بكرهك وعمري ما هسامحك ولو عملت إيه

جذبها من يدها وقبضت على ذراعها بشدة وتطاير الشرر من مقلتيه بشراسة وقال :-
_ الامانة اللي ابوكي وصاني عليا كانت نار ، نار حرقتني ووجعت قلبي ، نار كانت السبب في موت أخويا واللي أمي فيه ، نار ماسبتش حاجة واحدة حلوة في حياتي غير لما دمرتها ، انتي من ساعة ما دخلتي حياتي وكل حاجة بتنتهي ، وبتقولي لسه بكرهك
انا اللي بكرهك ومش طايق اشوفك ، وعقد الجواز اللي مابينا عشان خاطر الولد اللي مش هتشوفيه بعد النهاردة
تلوت في يده حتى تجمدت عندما قال جملته الآخيرة ثم هتفت به بصراخ :-
_ إلا آدم ، دنا اولع في الدنيا بحالها لو حد فكر انه يبعده عني ، ده ابني
زم شفتيه بعنف وقال وقد ظن أنها تعترف بجرمها :-
_ اعترفتي أنه ابنك ، يعني بتعترفي أنك كدابة ، انتي لو تعرفي أنا شايفك أزاي دلوقتي هتكرهي نفسك
نظرت له بعيون غائرة من الدمع وحاولت التملص من قبضته حتى استطاعت ذلك وركضت إلى الصغير ولكن لحقها عمر وأخذه عنوة أمام عينيها ولم يأبه لصراخها ولا للكمات التي كانت تضربها على كتفه حتى يتوقف ولكن دفعها خارج القصر وأمر احد الخدم أن يأخذ الطفل لوالدته ثم خرج لها وجرها باتجاه الغرفة الصغيرة بجانب المسبح والقاها بقوة قالت بشراسة وهي تنظر له بعيون يعميها البكاء :-

_ بصلي أوووي ، عايزاك تفتكر وشي كويس ، افتكر اللي انت بتعمله ده عشان هتندم على كل لحظة ظلمتني فيها وساعتها مش هتلاقيني لا حية ولا ميته 

ضيق عينيه بغضب وقال :-
_ ماتمثليش انك مظلومة انتي اكتر حد وجعني ولازم انتقم منك ومن النهاردة هتتحبسي هنا واكلك هيجيلك زي كلاب البوابة بتاعت القصر ومش هتشوفي الشارع تاني ....
خرج واغلق الباب خلفه وتركها منهارة من البكاء وتردد اسم الصغير بألم ام قد فقدت ابنها

********************************
دلف إلى غرفته وقلبه يصرخ من الألم ، جلس على سريره وتنفس صدره يعلو ويهبط ورغم ما فعلته ولكن حديثها اوجعه كثيرا ، فيكفي صدمته بها اليوم ، فهي بنفسها اعترفت أن الصغير ابنها
عشقها يتحول للشراسة والعنف عندما يراها ويتذكر خداعها ولا عزاء للقلب المتألم بأنين قاتل .....
دق باب غرفته حتى صاح بغضب حتى يدخل من يدق ...
دخل احد الخدم وأخبره بوجود ريهام بالدور الأرضي ....
قال بعصبية :-
_ قولها جاي
ذهبت الخادمة ومرر عمر يده على شعره بحزن عميق ثم خرج من الغرفة هبوطا للأسفل لرؤية آخر شخص أراد رؤيته الآن 
رأته ريهام التي جن جنونها بمجرد أن رأت خبر زواجه بالجريدة اليومية وصاحت به بأنفعال وعصبية :-
_ الخبر اللي في الجرنال ده صحيح ؟
قال بدون مقدمات :-
_ صحيح ، بس اتجوزتها عشان الولد مش أكتر لكن ما اعتبرتش خطوبتنا انتهت وحتى الجواز تم بسرعة وماكنش محسوب ، لو بتحبيني بجد هتفهميني ..
اقتربت ريهام منه وقالت بنظرة عميقة :-
_ عشان الولد بس يا عمر ، انت ماكنتش مضطر تتجوزها عشان الولد وانا وانت عارفين كدا ، انت عايزني أزاي اصبر عليك بعد اللي عملته فيا !!!
اجاب بدون تردد :-
_ ليكي حرية الأختيار تكملي معايا أو تفسخي الخطوبة  مش هجبرك على حاجة
حملقت بذهول وقالت :-
_ انا صبرت عليك كتير ومش عارفة هقدر اصبر تاني ولا لأ
انتبهت ريهام لقرع على بوابة القصر بشكل هيستيري ويبدو أن من يقرع هكذا وكأنه جنّ ، فتحت أحد الخادمات البوابة لتأتي ليالي ببكاء وغضب لتصرخ بوجه عمر وتقول :-
_ عايزة ااااااابني ، طلقني ،طللللقني
احتدت عينيه بشرر وقال وهو يقترب منها :-
_ مش هطلقك وهتفضلي هنا ، ثم جذب ريهام من يدها بقوة وقال :-
_ مش هتباركيلنا ، انا وريهام هنتجوز في خلال شهرين من دلوقتي
تفاجئت ريهام مما يقول وحقا شفقت على حال ليالي وما وصلت إليه ولكن ليالي وكأن قلبها تجمد بعد الثوران هذا ، لم تستطع أن تصدق أنه يقسو لهذه الدرجة
واخذها من يدها مرة أخرى وهي كالجثة المتحركة والقاها بداخل الغرفة وقال بعنف :-
_ ما تتحركيش من هنا والا هتندمي
راقبته ريهام بصدمة ولما فعله حتى ركضت إلى الخارج مسرعة

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن