٢٦

4K 111 3
                                    

كرهت ليالي هذا الواقف أمامها ويسخر منها بهذه الطريقة وقالت:-
_ انا هخرج ،بعد اذنكم
ورمت هشام بنظرة غاضبة انتبه لها عمر ....
خرجت من المكتب وهي تلتقط انفاسها المتوترة وجلست بالخارج تضم يدها حولها بقلق ......

انتاب عمر بعض الشك من الشكل العدائي الذي تعاملت به ليالي مع شقيقه ومن المفترض إن هذا أول لقاء بينهم !!
وقال لهشام  :-
_ انت عرفت منين إنها بنت عم جمال ؟
أجاب هشام بابتسامة ماكرة :-
_ اصلي جيت امبارح اسأل عليك بس انت ماكنتش موجود وشوفتها مع ريهام ،وريهام هي اللي قالتلي
فكر عمر  قليلا وقال بتعجب :-
_ وتقصد ايه لما قولت إنه مش صداع ؟!!
ظهر العبوس على وجه هشام وقال :-
_ هو تحقيق ولا إيه عمر ! ، وعموما انا اقصد يعني ان البنات مش بتاعت شغل وبيتعبوا بسرعة
ابتسم عمر وقال :-
_ طب خلاص ، قولي بقى في حاجة ، شكلك بيقول كدا
جلس هشام على المقعد التي كانت تجلس عليه ليالي وفرد ذراعيه بإرياحية على أطرافه وقال :-
_ عايز اشتغل معاك
اندهش عمر من جدية شقيقه ثم ابتسم بسعادة :-
_ بجد ، الحمد لله إن ربنا هداك ، ولو عايز تشتغل من النهاردة كمان
لوى هشام فمه بسخرية ونهض من مكانه ثم وقف أمام عمر ونظر بقوة :-
_ لأ مش النهاردة ، خلينا من أول بكرا
تابع بمكر :-
_ الشغل هنا شكله حاجة تانية ماجربتهاش قبل كدا ، بس كلها كام يوم وهتبقى كل حاجة في ايدي
ونظر لقبضة يده المضمومة بأصرار حتى اجاب بعمر بمحبة وصدق ولم يلاحظ أن هناك معاني أخرى خلف هذه الكلمات لم تكتشف بعد ...
قال عمر :-
_ تنور الشركة يا هشام ، دي شركتك ،انا من زمان ونفسي تشتغل هنا عشان تشيل عني شوية ،دنا ما بعرفش اغيب يوم
ميل هشام رأسه على كتفه قليلا ونظر لعمر وقال :-
_ لأ غيب زي ما انت عايز ، الشغل ده من النهاردة بتاعي ، بتاعي انا وبس

********************************

انقبض قلبها فجأة ولكن ارجعت ذلك لزيادة توتر اعصابها حتى انفتح باب المكتب وخرج هشام ورمقها بنظرة غامضة وتعني الكثير ...
بلعت ريقها واشاحت بصرها عنه وحقا ارتابت من نظرته لها بهذا الشكل المخيف الغامض .......

دخلت المكتب بتوجس وراقبت أسلوب عمر الذي سيفصح عن ما يقلقها ......
نظرت إليه ورأته مبتسم وقال :-
_ ده اخويا هشام يا ليالي ، انا عارف إنك اتحرجتي
تلعثمت وهي تجيب :-
_ ا..اه ، فعلا
جلست مجددًا  أمام الحاسوب وبدأت تتعامل معه بأنامل مرتجفة بعض الشيء ، وانتبه عمر لذلك وتذكر حديث اخاه منذ قليل وهو يقول
"البنات مش بتاعت شغل وبيتعبوا بسرعة "
قال عمر فجأة :-
_ ليالي ، ممكن ترتاحي شوية وتسيبي اللاب
تظاهرت بالانهماك وهي تتمني هذه الاستراحة ولكن حتى لا يكشف الهدوء قلقها ارادت العمل ...قالت :-
_ لأ ، شوية كدا
كشفت نبرتها المرتعشة توترها بشكل واضح ، نهض وأخذ كوب ماء ووضعه أمامها ثم قال :-
_ طب اشربي وهدي اعصابك
اعترضت بعصبية وهي تحرك يدها لتغلق اللاب ولكن اصطدمت يدها بكوب الماء حتى اختل وسقط على الأرض محدثا دوى مزعج ،
نظرت ساهمة لكسر الزجاج على السجادة العاجية اللون وتحركت قليلا حتى تلملم اشلاء الكوب وعند اعتراض عمر مصيحا حتى تبتعد  كانت جرحت اصبعها وبدأت قطرات الدماء تسقط .....
صاح عمر مرة اخرى :-
_ انا مش قولتلك ابعدي ، مافي داهية الكوباية ، ينفع كدا جرحتي ايدك على حاجة تافهة !!
نظرت للاسفل كاالطفلة التي تلقت تعنيف على خطأ ما من ابويها ثم سقطت دموع من عينيها ونظرتها تلومه على عصبيته وهي تتألم من الجرح رغم إنه بسيط .....
أخذ منديل ولف به اصبعها وقال وهو يسرع إلى ثلاجة المكتب الصغيرة ،وأخرج صندوق مغلق للاسعافات الأولية ثم عاد إليها وبدأ يسعفها ليوقف النزف ......
كانت تبكي بصمت حتى اعترضت وقالت :-
_ لو سمحت ارجع لشغلك وانا هشوف ايدي
تعجب منها وقال بغيظ  :-
_ انا ما عملتش حاجة تزعلك على فكرة ، لكن لو زعلتي إني زعقت لما شيلتي الازاز تبقي بصراحة غبية ، المفروض تعرفي إني ....
قاطعته بحدة وهي تبكي بطفولية كادت أن تجعله يبتسم :-
_ ما تقوليش يا غبية تاني ، ومالكش دعوة بيا خااااالص ، وانا مش هشتغل كمان في مكتبك ، هروح لانسة ريهام اشتغل معاها ومش عايزة افضل هنا ...
قطب حاجبيه باستياء وقال بضيق ونظرته مليئة باللوم :-
_ والله ، طب روحي كدا ، حاولي بس وهتشوفي هعمل ايه

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقTempat cerita menjadi hidup. Temukan sekarang