٥٦

4.4K 128 2
                                    

لتتسع عين باسم بصدمة وذهول وردد ببطء :-
_ ليالي !!!!!
فتحت باب سيارته وجلست بالمقعد الخلفي بهدوء تحت نظراته المصدومة وقالت بثبات :-
_ ايوة ليالي ، انا ما موتش ، انا كنت عايزة ابعد
ضيق عينيه بغضب وهتف :-
_ انتي فعلا عنيدة زي عمر ما قال ، انتي عارفة أنتي عملتي !! ، ايه البساطة اللي بتتكلمي بيها دي !!
حدقت أمامها بألم وتابعت في القول :-
_ لو مريت بربع اللي مريت بيه كنت هتعذرني ، انا سافرت اتعالج وانا انسانة ؤ ، مش عارفة هي هترجع ولا لأ ......
بس دلوقتي رجعت وانا قوية واقدر اقف في وش أي حد ، وطالبة مساعدتك ، وجودك أنت بالذات ضروري في خطتي
قطب باسم حاجبية بضيق وتعجب وسأل :-
_ خطتك !!! ، هو انتي لسه هتخططي ..اظن كفاية كدا !
زفرت ليالي بعصبية ثم شرحت لها كل شيء تعرفه وما جعلها تعود إلى هنا مرة أخرى حتى هز باسم رأسه بغضب وقال :-
_ انا من زمان وانا شاكك في تامر وماكنتش مرتاحله ، حاولت كتير ادور وراه بس هو ذكي وعامل حسابه ،وعمر مالوش غير الأدلة عشان يقتنع ....
نظرت بسخرية وقالت بحزن متذكرة الماضي :-
_ محدش يعرف اكتر مني كدا ، عن تجربة !
صمت باسم بتفكير وهو يتنهد بعمق ثم قال :-
_ وجودك في الشركة مش صعب بالعكس ،وتغيير اسمك وشهادات مزيفة مش صعب اني اعمله في ايام بطرق كتير مابحبهاش وعمري ما استخدمتها اللي صعب أنك تقدري تكشفيه ده لو ما كشفكيش أنتي الأول !
أجابت ليالي بتأكيد :-
_ أول خطوة ليك ، دخولي الشركة مش هينفع غير بمساعدتك ، ادخل انا بس وهتشوف انا هعمل إيه ..انا عارفة أنه ذكي وممكن يكشفني بس ده مش هيحصل قبل ما أكون مسكت عليه اللي يوديه في داهية ..انا متأكدة أنه ليه غلطات كتير محدش يعرفها لدلوقتي ...

زم باسم شفتيه بقوة وتوعد ثم قال :-
_ انا هساعدك بس مش عشان تكشفيه ، انا هساعدك لأن ده الطريق اللي شايف أنه هيرجعك لعمر بدليل أنه رجعك مصر ، كفاية أن عمر مايعرفش أنه ليه ابن لحد دلوقتي ، دي لوحدها هتبقى صدمة ليه
اشاحت وجهها ونظرت للنافذة ثم قالت بنفي :-
  _ انت غلطان ، وانا مش عايزة اتكلم في الموضوع ده نهائي لأني قفلته ....
ابتسم باسم بسخرية وأردف قائلا :-
_  كنت انا نسيت ريهام ، انا مش غلطان انتي اللي عنيدة وبتكابري بس انا مش هفتح الموضوع ده لأنه هيتفتح لوحده
صمتت ليالي ولم تتعجب من ذكر اسم ريهام فهي علمت بخبر زواجهم واستنتجت ذلك ....
عادت للفندق بعد أن تم الاتفاق مع باسم على كل شيء ...
توقف فجأة ووقف أمام نافذة مكتبه في الشركة وتنهد بعمق وقد ثار موجة عالية من الاشتياق لها ......
فتح تامر باب المكتب ووضع مغلف أوراق خاصة لأحد تصاميم المشاريع ونظر لعمر بحدة واستغل اتجاه نظر عمر للأمام  وقال تامر في نفسه :-
_ اللي مصبرني لحد دلوقتي عليك وجود باسم واختفاء ليالي اللي مش داخل دماغي انها ماتت ، ليا خطة همسك عشر عصافير بحجر واحد ، بس الاقيها وتظهر ، ويبقى كدا هكسب كل حاجة من غير ما حد يشك فيا.....
تمتم بلعض الكلمات وكأنه ينقي صوته من الحدة والكره ..قال :-
_ الملف اللي انت طلبته جاهز يا عمر
اغلق عمر جفونه بضيق واردف قائلا :-
_ سيبه على المكتبه وهبقى أشوفه بعدين يا تامر
رمقه تامر بنظرة غاضبة كالسهم ثم خرج من المكتب .....
انكمش حاجبي عمر وقال بعذاب :-
_ وحشتيني أووووي ، انا هتجنن وأشوفك تاني
حتى لو لدقيقة ...دقيقة بس

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now