٥٣

4.2K 125 1
                                    

ركض تامر وتظاهر بالمفاجأة ، والذهول المصطنع على وجهه وحاول يفيقها ولكن وقعت تحت تأثير إغماءة ورأسها ينزف الدماء ، هتف تامر على الخدم والحرس حتى يأتوا بالأسعاف وكأنه لا يتمنى موتها  حقًا.....

*************************

سقطت الامطار وهو يقود ويضغط على المقود بغضب والم وعيناه محمرتين من الدموع ولم يزعجه صراخ الطفل الذي لم ينفك عن البكاء وكأنه يشارك في حالة الحزن المهيمنة على الجميع ...

وقف بعد عدة ساعات أمام شاليه الاسكندرية وأخذ الطفل ودلف إلى الداخل بوجه شاحب يقود جيوش القهر بملامحه حتى أعلن الطفل عن حاجته للطعام بصراخ مدوي مرة أخرى بعد أن صمت لفترة .....
ضمه عمر بقوة متلمسًا بضع موجات الآمان من هذا الملاك الصغير وقلبه ينبض بقوة من الألم ثم وضعه على الفراش وخرج ليأتي بالطعام له .....

*************************

دلف تامر لغرفة فريدة بالمشفى واخفى ابتسامته الشامته حتى خرجت آخر ممرضة بالغرفة الخاصة للمريضة الذي اصيبت بسبب ما حدث بإرتجاج في المخ وادى ذلك إلى فقدان التحدث واعوجاج شفتيها بعجز تام عن النطق  وخلل بعمودها الفقري إثر الحادثة التي تعرضت لها وسببت هذا الكسر الذي سيكون من الصعوبة التئامه وهي بهذا السن .......
أقترب منها وقال بصوت خافت :-
_ ليكي عمر ولسه عايشة ، بس تصدقي انا مبسوط ، انا مش عايزكوا تموتوا بسهولة كدا ، عايزكوا تتعذبوا الأول لسنين زي ما شوفت ابويا بيتعذب قدامي سنين ...
انتبهت فريدة لمن يحدثها وفتحت عينيها قليلا لتراه أمامها وتذكرت دفعه لها وحديثه الآن التي استيقظت عليه ، وكأن أشد عقاب لها أن عقلها منتبه ولم يحدث به خلل مثل باقي جسدها ...
حركت رأسها قليلا وهي تنفي بذعر حديثه وصدمت من هذا الشاب الذي طالما أعتبرته ولدها ليتحول إلى هذا الشيطان ويريد تدمير هذه العائلة ، انتبهت أكثر للحديث حتى اتسعت عينيها بصدمة مرعبة أخرى وهي تنظر له بقوة حتى اجابها بتأكيد وقد فهم ما وصل إليها فكرها :-
_ ايوة ،أنا اللي ورا موت هشام مش مراته اللي ماتت ، وعايز أقولك لو بس وصلتي لعمر أي شيء من اللي قولته هسرع بموته وهو اصلا مش هيصدقك تاني ، وأظن اللي حصل أكبر دليل .....
سقطت دموعها وهي تتمتم بعجز من جسدها الذي لا يمت للحياة بصلة ولكن من يسمعها الآن ومن تلجأ إليه غير رب العالمين ، نظرت للأعلى وتضرعت لربها نادمة على ما حدث وبكت بقهر على ابنها الثاني الذي دمرته بيدها هذه المرة وتمنت أن تعود لعدة أيام فقط لكي تتوسل لليالي حتى تبقى ........

******************************

بعد أن عاد واتم رضاعة الصغير الذي هدأ صراخه ولكن لم يهدأ قلبه المقهور الذي يصرخ ولا يريد التوقف عن ثورته ...
انحنى وقبّل عنر رأس الصغير بقوة ونطق اسمها بحزن قاتل وأغرورقت عيناه مرة أخرى ...عيناه الذي لأول مرة لا تريد التوقف واعلنت عن ضعفها لهذا العشق الذي تخطى الجنون ...

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now