*******************************

بعد أن عادت إلى الفندق ودلفت إلى الجناح الخاص بها ومعها فهد الذي كانت تتركه بالسيارة .......
اتاها اتصال هاتفي مفاجئ ..عقصت شعرها الأسود الطويل على ردائها الفضفاض بلون الورد الأحمر وذهبت لتجيب على الهاتف ..
اتاها صوت موظف الفندق بتنبيه مرور الاتصال لأتصال دولي حتى سمعت صوت مراد بترحيب حار ...
مراد بضحكة سمعتها ليالي عبر الهاتف :-
_ مساء الخير يا ليالي
اجابت ليالي وقد توقعت ذلك الاتصال رغم تعجبها بعض الشيء من سهولة وصوله لرقم غرفتها :-
_ مساء الخير مستر مراد
تابع مراد بلطف :-
_ مش قصدي أزعاج والله ، بس حبيت اطمن عليكي وكمان بعتلك شوية أوراق تقوليلي فيها رأيك
لاحت تقطيبة على وجهها وقالت :-
_ بس حضرتك مش متعود تبعت اوراق خاصة بالشغل مع حد غريب !!! ، انا اتعلمت من حضرتك الحرص والحذر
أجاب مراد ويبدو من مرح نبرة صوته أن كان يبتسم :-
_ لأ منا مش هبعتها مع أي حد ، انا بعتها لأكمل ابني وهو هيجي الفندق وهيسلمهملك بنفسه ، استغليته شوية بدل ماهو شبه الرحالة كدا في كل بلد شوية ومش بشوفه غير كل سنة مرة
قالت ليالي برسمية :-
_ حاضر ، لما استلمهم هدرسهم كويس وهقول لحضرتك رأيي ،رغم أني عارفة أن رأي حضرتك هو Top دايمًا وعمري ما هوصل لمستوى تفكيرك بسهولة ....
ضحك مراد وقال :-
_ بالعكس ، رأيك بيعجبني وبستفاد منه جدًا وبحدد من خلاله رأيي في بعض المشاريع ، مش عايز أطول عليكي ...بس ممكن اكمل يجي بعد شوية عندك ...هو عملي أوي وبيحب يخلص اللي وراه
وافقت ليالي مع بعض شعورها بالضيق لأقتحام عطلتها هكذا ثم انهت المكالمة ......

اغلق مراد الخط ببسمة سعيدة وقال :-
_ انا عارف انك ما اقتنعتيش بالمبرر العبيط ده ، بس نفسي اكمل يشوفك بأي طريقة ، هو هرب مني قبل كدا كتير بس المرادي وقع في الفخ ....

************************

مرت أكثر من ساعة  وذهب فهد في ثباتٍ عميق حتى صدح هاتف الغرفة مرة أخرى واجابت ليالي سريعا حتى لا يستيقظ فهد من غفوته ...
اتى صوت موظف الاستقبال ليخبرها بإنتظار شخص لها في مطعم الفندق واسمه ....اكمل مراد
شعرت ليالي بالضيق واجابت بحنق :-
_ طب دقايق ونازلة
اغلقت الهاتف ثم استعدت لتهبط للأسفل ولكن توقفت ...
نظرت للنقاب بابتسامة وتذكرت أنها في الماضي كانت تتمنى أن ترتديه ، قررت ارتدائه من اليوم .....
خرجت من الغرفة بوجهها المغطى بالرداء الأسود وتوجهت لمطعم الفندق ثم  سألت النادل على هذا الغريب المنتظر .....
أشار لها النادل بطاولته ثم ذهب .....
القت ليالي نظرة من بعيد لترى شاب يبدو عليه أن قارب للثلاثين وذات وسامة قاتلة وقد برزت وسامته ببدلته السوداء الرسمية ...
يجلس بنظرة عميقة شاردة وتائهة في أنٍ واحد ، جانب وجهه يظهر قساوة قد اجبر عليها وليس من الخصال ...
اقتربت منه وقالت :-
_ استاذ اكمل ؟
التفت لها ببطء وقال وكأن الآمر لا يعنيه :-
_ اه
تعجبت من هذا المجهول الغامض ، واقلقها جفاء نبرته التي وكأنها رد آلي خالي من الحياة ، قالت بجدية :-
_ انا ليالي
أشار لها لتجلس ثم قال وقد احتدت نظرته :-
_ محدش قالي انك منقبة ، اتأكد أنك ليالي أزاي ؟
صرت على اسنانها بغيظ وقالت بحدة وهي تجلس :-
_ مدام ليالي لو سمحت ، انا مش بسمح لحد يقولي اسمي كدا على طول !!
ضيق نظرته عليها ثم تعمق فيهما طويلا بشكل غامض وقال :-
_ بس أعرف أن والدي بيقول اسمك عادي !! ، ولا في استثناءات ؟!
نهضت بغضب وهتفت :-
_ والدك أنا بعتبره زي والدي ومع ذلك مش بيقولي كدا كتير لأنه عارف أني بضايق ، ومش مسموح لحد يعاملني كدا ..بعد اذنك
لاح طيف ابتسامة على وجهه ثم قال :-
_ اتفضلي اقعدي تاني عشان الاوراق اللي والدي بعتهالك

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now