بعد فترة كبيرة وأخيرا استسلم آدم للنوم ودلفت جميلة الى الداخل بهدوء ,أشارت لها ليالي بالخروج الى شرفة الغرفة حتى لا تزعج الصغير , قالت ليالي وهي تجلس
يارب مايكونش حد شافني وانا باجي على هنا بليل
أجابت جميلة بثقة :-
ماتقلقيش انا كنت براقب الطريق الآول قبل ما نطلع من البيت القبلي ,بس انا عارفة انك مضايقة بسبب موضوع الدكتور
قالت ليالي بحزن :-
-كان آخر أمل ليا , الدكتور اللي كان هيعملي العملية جه مصر وقعد فترته وسافر تاني ,انا دايما حظي كدا
اعترضت جميلة وقالت:-
-لأ ,دكتور كمال اتكلم معاه وقال ان هو ممكن يساعدك لو عرفتي تسافريله
لمعت عين ليالي بحزن واجابت :-
-هسافر أزاي بس
وضعت جميلة يدها بلطف تربت على يد ليالي واجابت موضحة :-
-هتسافري معايا , انا كلمت كريم وتقريبا اتصالحنا , وكلمته عنك وصمم أنك تيجي معايا وهو ليه معارف هناك وهيساعدك
ابتسمت ليالي بعدم تصديق وسريعا ما زالت ابتسامتها عندما تذكرت آدم ...قالت:-
-طب وآدم؟
فكرت جميلة بحيرة واجابت :-
-اهو ده اللي محيرني بصراحة ,بس عموما اكيد هنلاقي حل وهخلي حسين يساعدنا , كنت هقول لبابا وحسين دلوقتي قبل ما اجيلك لكن لقيت البني آدم المخيف اللي اسمه صابر ده قاعد معاهم في المضيفة , وتقريبا الموضوع شكله كبير ,اصل صابر ده مابيجيش غير في المصايب
تشائمت ليالي وقالت :-
-يا ساتر يااارب
*********************************************
دق هاتف تامر واجاب بلهفة :-
-لقيتها ؟
أجاب الطرف اللآخر بالايجاب :-
-أيوة يا باشا لقيتها ,ومستني اشارة منك
سال تامر بشكك:-
-خليك مراقبها من بعيد ,ولو شوفت رجالة عمر عندك خلص عليها
رد الرجل بموافقة ثم أغلق تامر الهاتف بتنهيدة ارتياح وقهقه بضحكة مسموعة
*********************************************
خرج صابر من المضيفة بوجه حاد كحيوان مفترس ونظر لشقيقته بنظرة ذات مغزى حتى قابلتها الآخرى بابتسامة خبيثة وخرج من المنزل.......
نهض حسين بغضب وقال بهتاف :-
-ده اكيد مجنون , مش هسكت يا حج على اللي بيحصل ده ,دي امانة عندنا
وضع الرجل الكبير رأسه بين يديه بقلة حيلة وقال :-
اقعد يابني وخلينا نفكر في الكارثة دي , ده يقتل القتيل ويمشي في جنازته ولا ناسي عبد العزيز اللي مات في عز شبابه ومحدش عرف لدلوقت مين اللي قتله
غضب حسين وقال :-
-يعني هنجبرها ياحج على الجواز! , ده يرضي ربنا ,دنا ما عملتهاش مع اختي
امتقع وجه الحج محمود بيأس وقال بقلق :-
-ربنا يسترها يابني ,وأكيد عرف أنها أرملة من مراتك
رد حسين بغضب :-
-لو بايدي كنت طلقتها من زمان وارتحت من وشها ,لكن أنت السبب يا حج
قال والده بندم :-
-غصب عني يابني ,أنت مش اد صابر
*********************************************
في اليوم التالي
حاول الحج محمود مصارحة ليالي ولكن تراجع حتى يأتي بحل وذلك أذا رفضت هذا العرض ,قررت نعمة أخبارها بمكر حتى صدمت ليالي من حديث نعمة وهي تقوم بارضاع الصغير وقالت بغضب :-
-ومين قال أني عايزة اتجوز ! ,أنا مش موافقة
أجاب نعمة بسخرية وقالت وهي تخرج من الغرفة بعد اتمام مهمتها :-
-صابر أخويا اللي عايزه بياخده ,يعني رفضك زي موافقتك
شهقت ليالي من الصدمة وهتفت بها بعنف واعتراض حتى اتت جميلة على صوتها واخبرتها ليالي عن ما قالته نعمة حتى ذهبت جميلة لاباها بعصبية لتفهم منه ما يحدث ....اجاب الحج محمود :-
-الخبر صح يابنتي ,وكنت عارف أن البلوة اللي عندنا هتعمل كدا وهتقول لليالي
انكمشت ملامح جميلة بأنفعال :-
-أرفض يابابا , انا سايبة ليالي بتعيط من ساعة ما عرفت ,مش معقول ليالي تتجوز واحد زي صابر ده
طأطأ الرجل رأسه وقال :-
-هيرضيكي أخوكي يروح زي عبد العزيز يابنتي ,صابر ما اختشاش وقالها صريحة
تسمرت  جميلة وهي تبلع ريقها بخوف من صدمتها ثم خرجت مسرعة للخارج الى غرفتها لتفكر بهدوء ماذا تفعل
بعد مرور ساعتين
دقت ليالي على غرفة جميلة حتى فتحت الآخرى سريعا وتفاجئت أن ليالي تحمل حقيبتها استعداداً للذهاب قالت ...جميلة :-
-أوعي تقولي انك ماشية ؟
اجابت ليالي وهي تلتفت حولها :--
-وانتي شايفة حل غير كدا ؟
سكتت جميلة بيأس ثم قالت :-
-لأ مش شايفة , أستني هاجي معاكي أوصلك ,وأي مكان تروحيه اتصلي بيا عشان موضوع السفر
قالت ليالي موافقة :-
-خلاص ماشي ,بس يلا بسرعة قبل آدم ما يصحى ويصرخ
ارتدت جميلة حجابها سريعا ثم  تلبث أن يبتعدوا عن المنزل الا بمدة ليست كبيرة وقد رأت وجه مخيف يقف أمامها وهتف بغضب:-
-رايحة فين يا عروسة ؟
ذهبت الدماء من وجه جميلة وتسمرت ليالي في مكانها لدقيقة وفهمت أن هذا المدعو "صابر"
هتفت به ولم تشعر بالخوف منه:-
-ماشية ,ايه هتمنعني !
تحدث موجهًا الحديث لجميلة وقال :-
-طب ماتفهميها أنتي يا جميلة بلاش أنا
جذبت جميلة يد ليالي رغم اعتراض ليالي بقوة ولكن صرخت بها حتى صدمت ليالي من تصرف جميلة وذهبت معها لكي تفهم منا ما يحدث
ابتعدوا منه وعادوا سيرا الى المنزل حتى وقفت ليالي معترضة وقالت :-
-مش هدخل يا جميلة ,أنا عايزة أفهم في ايه بالضبط وليه زعقتيلي !
أجابت جميلة معتذرة وقالت :-
-صابر مراقب الطريق ولو كنتي صممتي تمشي كان هيستخدم القوة ويا عالم كان هيحصل ايه ,ده ممكن يولع في البلد بحالها لو ما خدش اللي هو عايزه ,صابر هدد بقتل أخويا حسين ياليالي
حملقت ليالي فيها بذهول ولم تنطق من الصدمة ثم قالت بعد قليل :-
-يعني ايه ! ,مش هعرف امشي من هنا !
قالت جميلة بضيق :-
-اكيد في حل ,تعالي نرجع دلوقتي ونفكر بهدوء وخلي بالك أن نعمة العين اللي مرقباكي طول الوقت وأكيد هي شافتك وراحت قالتله ,العند دلوقتي مش هينفع ,بس أوعدك أني هخلصك من الموضوع ده
عاد ليالي بخوف يجتاحها وشعرت الآن كم كانت حمقاء حين هربت منذ البداية
*********************************************
توالت الأيام بعد ذلك وليالي كالسجينة وتتجرع كؤوس الالم كل يوم عن زي قبل حتى فاض اليأس بجميلة عندما سمعت من نعمة أن شقيقها حدد موعد عقد القران في خلال أسبوع ,فكرت في شيء لم تريد أن تلجا له واتصلت بعم محمد وأخذت منه رقم عمر دون أن تخبر ليالي ....اتصلت به  هاتفه وأجاب بعد عدة محاولات اتصال
كان يسبح بغضب بعد أن غير طقم الحرس للمرة الثالثة وجلس يتنفس بعنف على حافة المسبح حتى انتبه لصوت هاتفه ...أجاب :-
-قالت جميلة دون مقدمات
أنت عمر كامل الشريف ؟
اجاب عمر بضيق :-
-ايوة ومين معايا ؟
أجابت جميلة بشرح:-
-ليالي عندنا وفي واحد مصمم يتجوزها غصب عنها ,ارجوك الحقها ,هي في حالة صعبة أووي ,ليالي مظلومة يا عمر
نهض من مقعده وتاججت النيران بقلبه وصرخ عبر الهاتف  :-
-هي فين ؟ قوليلي العنوان 
قلقت من نبرته وقالت :-
هقولك بس توعدني أنك مش هتأذيها
زفر بغضب وقال :-
-أوعدك أني مش هموتها ماتخافيش
تابعت :-
-ليالي مظلومة ,أرجوك أسمعها ,الموضوع طويل لازم تسمعها بنفسك و...
قاطعها بعنف :-
-انا سالتك هي فين ؟
أخبرته العنوان ثم قالت :
اللي مصمم يتجوزها اسمه صابر فخلي بالك لأن الموضوع معاه بقى حياة او موت
أغلق الهاتف بوجهها ولم يتحمل سماع كلمة أخرى وأمتلئت عينيه بالشر فرغم كمية التوعد والانتقام بداخله ولكن لن يجعل رجل آخر ينظر لها ولو مجرد نظرة واحدة فهي له فقط
*********************************************
مساءً
في  البيت القبلي وهو بيت صغير يبدو عليه البساطة ، كانت تستمع لأصوات الرياح في الخارج وانقبض قلبها فجأة من الخوف ، ويبثق صوت الرعد رجفة مخيفة توغلت بثنايا القلب الذي يشتاق واختار مرغما درب الفراق ......
وكأنها تراه الآن ، وكأنه يقف أمامها بعينيه الثائرة
هو ...من تحول من عاشق إلى أشرس منتقم يريد الثأر منها
خرجت من الغرفة التي اصبحت تقطن بها منذ فترة وقالت لجميلة الجالسة في الخارج :-
_ انا حاسة إن قلبي مقبوض وخايفة أووي
أجابت جميلة عليها بلطف ، وحاولت أن تطمئنها :-
_ لا ما تقلقيش يا ليالي ، محدش هيقدر يوصلكوا هنا
كادت ليالي أن تجيب حتى انفتح باب المنزل بشكل همجي وشرس لتقع عينيها على عينين ذات ظلمة أشد قسوة من عتمة الليل حوله .........
لماذا لاحت طيف ابتسامتها عندما رأته , لماذا أطمئن قلبها رغم نظرته الشرسه لها ....قال بهجيج النيران التي تشتعل في قلبه
-كنتي فاكرة أنك هتعرفي تهربي مني على طول , لو ما مشتيش معايا دلوقتي يبقى استحملي اللي هيحصلك بعد كدا
قالت ولمعة الدفء بعينيها كادت أن تضعفه وقالت :-
-هاجي معاك يا عمر ,أنا تعبت كتير ,وجه الوقت اللي تعرف فيه الحقيقة
ابتسمت جميلة وقالت لعمر :-
انا عارفة رغم انك غضبان منها كدا الا انك أكتر واحد هيخاف عليها ويحميها من صابر ,ارجوك خدها من هنا وأمشي بأسرع وقت
أتت ليالي وبين يديها آدم حتى دخل صابر من باب المنزل بوجهه الحاد المامح وقال بغضب
-رايحين على فين ؟
التفت له عمر وقد التهبت عيناه من الغضب والشراسة حتى أسودت بعنف  وقال  بنظرة حذر منها صابر :-
-هاخد مراتي عندك مانع ,وريني كدا هتعمل ايه
نظر صابر لليالي بغضب حتى اسرعت ليالي ووقفت خلف عمر تتحامى به وقالت :-
-أيوة مراته
نظر لها عمر نظرة طويلة وعميقة سهمت الى قلبها مباشرةً
أخرج صابر سلاحه بوجه عمر وقال مهدداً :-
-وانت فاكرني عبيط عشان أصدق الكلام ده ,امشي من سكات عشان ماتحصلش مشكلة
نظر عمر للمسدس بنظرة نارية والكم صابر في وجهه حتى أختل توازنه وسقط على الأرض وسقط المسدس أيضا من يده ثم قال عمر والرعد يصرخ بنبرة صوته :-
-مش هتردد اقتلك بايدي لو بس نطقت أسمها على لسانك
نظر صابر لموضعه على الارض وتوجس من النظرة المخيفة التي تطل من عين عمر وقال عمر مرة أخرى :-
-مصيرك حاجة من اتنين لو ماشيلتهاش من دماغك يا الموت يا السجن ,جرب وهتشوف
ابتمست ليالي له بحب وندمت كثيرا أنها لم تطلعه على الحقيقة منذ البداية حتى لو كان رغما عنها فهو من أنقذها الآن من كارثة محتومة كانت ستحدث
أخذها وذهب
دخل سيارته بعصبية وجلست بجانبه وعلى وجهها لمحة سعيدة ,نظر لآدم بعمق ثم قاد سيارته في الطريق الشبه مظلم وقالت وهي ترمي رأسها على حافة المقعد وبابتسامة على وجهها :-
-دلوقتي أقدر أنام وانا مطمنة
صر على أسنانه بقوة  من تصرفها وضعف قلبه أمامها حتى لمح الهواء يحرك طرف حجابها على عيناها  النائمة برقة
بعد عدة ساعات كان يتنفس بصعوبة وحزن والم من نفسه فهذا ليس ما اراده ,توقف أمام مكان ما واتصل ب عم محمد حتى يأتي ويحضر معه أثنان أخران لأتمام عقد الزواج فقد مر على وفاة اخاه قرابة الخمس أشهر
أستيقظت ليالي على صوت جارها محمد  ونظرت له بتعجب وفرحة وقابلها الرجل بابتسامة وقال :-
-الف مبروك يابنتي ,انا فرحت لما عرفت  ,انتي قولتيله على كل حاجة صح ؟
اجابت ليالي بنفي :-
لأ ,بس مبروك على أيه ؟
اندهش الرجل وقال :-
عمر بيه قال انه هيتجوزك دلوقتي عند المأذون
اتسعت حدقتيها بصدمة وقالت :-
لأماقاليش وقبل ما يحصل كدا لازم يعرف
تحركت اليه وهو يقف مع الرجلين الاخران وقالت :-
-عمر لو سمحت عايزة اتكلم معاك
قال بوجه متجمد كالثلج :-
-هسمعك بعد مانتجوز مش قبل , ولو رافضة قولي
ظهرت تقطيبة على وجهها وقالت بعصبية :-
-هقول حاضر ,انا مريضة كانسر ياعمر,وآدم ابن امل اختي مش ابني
******************************************ا
انتوا مبسوطين وانا بعيط كدا 😰😰😰😨

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن