للحقيقة عزة نفسها ابرزت جمال روحها واخلاقها بعينيه أكثر ولكن لابد أن تكون أكثر تفهم من ذلك ..وابتسم بمكر لنفسه على ذكر كلمة "الشغل" ..واضاف:-
_ انسة ليالي ..دلوقتي انا واصي عليكوا سوا رفضتي أو قبلتي ..وبخصوص المكافأة ففعلا عندك حق بس ماتنسيش إن والدك لما وقع ...وقع هنا في الشغل يعني اصابة عمل  وده حقه

بعدت عينيها الذي انساب منها الدمع بمجرد ذكر والدها وارتعش عصب فمها من الحزن ولم تستطع إلا أن تغمض عينيها ووجهها للاسفل

اغتال حزنها أي غضب شعر به وقام من مقعده وجلس في المقعد المقابل أمامها وقال بنبرة ذاب فيها الحنان :-
_ انا آسف ..عشان خاطري ما تعيطيش
ولو كان على الفلوس اللي اتبعتت النهاردة فأعتبري إنها ما اتبعتتش من الاساس

بأي حجة ستتعصب عليه وهو يتحدث هكذا بلعت ريقها ورفعت عينيها على وجه القلق من اجلها وقالت:-
_ لو سمحت احنا مش عايزين أكتر من حقنا وبس

رد بموافقة ونظر لعينيها الحمراوين ..التقط منديل من علبة على المكتب واعطاه لها ...
_ المكافأة مافيهاش أي زيادة للسبب اللي قولتهولك أما المرتب الشهري فانا آسف ....لكن عندي حل عشان اكون مريح ضميري للآخر ....

ملأ عينيها الحيرة وقالت:-
_ حل إيه ؟

تنفس بعمق وتمنى أن توافق بدون معارضة ونقاش لا لزوم له :-
_  بما إنك هتشتغلي ،،فتشتغلي هنا في الشركة

نظرت له بدهشة وفغرت فاها ثم نطقت بعد دقيقة وهى تجول بنظرها على أرجاء المكتب :-
_ اشتغل هنا ؟! هشتغل إيه هنا ؟!

ما تقلقيش هختارلك مكان مريح وشغله مش صعب ،انا ماينفعش اسيبك تروحي تشتغلي في مكان والله اعلم المكان ده هيبقى ازاي ومين اللي فيه وانتي امانة في رقبتي

نهضت وقالت بعصبية :-
_ لا مش هشتغل معاك وانا مش تحت وصيتك

وقف أمامها بغضب وقال بهتاف :-
_ انتي ليه بتعامليني كدا !!  انا زي ما يكون بيني وبينك تار
معاملتك دي مالهاش أي مبرر وخصوصاً إني ما حاولتش ااذيكي في أي شيء ولا خايفة من حاجة تانية !!

برغم إنه احس إنه تسرع في حديثه لكن راقب وجهها جيداً حتى يعرف أي شيء
أو يتلقى منها أي اجابة تريح قلبه قليلاً
اتسعت حدقتيها وهي تنظر له بذهول ،،اضطرب نبضها وهي تشعر إن افكارها واضحة أمامه إلى هذا الحد
بالفعل تخاف ..تخاف أن تقترب منه ..تخاف من نفسها أمامه ..تخاف من مرضها ..تخاف من كل شيء
في وقت لا يجب أن تخاف من أي شيء ولابد أن تواجه الحياة بمفردها

اسرعت إلى الباب لتخرج حتى اوقفها صوته بعتاب ونظرة عيناه تضج بمشاعره عاصفة  :-
_ انتي جبانة
ركضت إلى الخارج بخطا متسارعة واطلقت لدموعها العنان حتى خرجت من الشركة ولحسن الحظ لم يكن صديق والدها يقف حينها  أمام البوابة.....

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقDove le storie prendono vita. Scoprilo ora