************************

كانت فريدة تجيء في الغرفة ذهاباً واياباً من القلق وترددت في إيقاظ عمر في هذا الوقت المتآخر فقد كانت الساعة قاربت على الثالثة فجراً ،،فلو ايقظته وعلم بالآمر ..لا تتخيل رد فعله الغاضب ،،لأن هشام تأخر فوق العادة اليوم
حتى انتبهت لصوت سيارة بالخارج ،،ركضت إلى الشرفة ورأته وهو يخرج من سيارته ويبدو في حالة غير طبيعية
زفرت بغضب وانتظرته حتى يصعد لغرفته ثم ذهبت له

فتحت باب الغرفة بعصبية لتراه ممدداً على الفراش على وجهه وحاولت أن توقظه ولكن لم يفيق
وقلقت من حالته فتبدو حتى غفوته غير طبيعية ويتمتم ببعض الكلمات الغير مفهومة
قالت بحنق :-
_ مش هسكت أكتر من كدا ،، لازم ترجع عن اللي انت فيه ده
مش هتفرج عليك وانت بضيع نفسك ..نام دلوقتي بس بكرا لازم يبقى في حل

************************
 
في الصباح
لم يزر النوم جفن عينيه واستمر شارد بالفكر يحسب كل الاحتمالات الممكنة ،،هل يخبر عمر اولاً ؟ هل يخبر والدته أولاً؟ واستقر على شيء ...
سيواجهه أولاً وإن انكر فعلته سيتحدث مع شقيقه الأكبر عمر
بدل ملابسه وذهب مبكراً للعمل حتى يستأذن لعدة ساعات ويذهب له في منزله
وعندما خرج استيقظت ليالي بعدها وصلت الضحى واكتشفت أن والدها ذهب .... تعجبت من أمره !! فمنذ الأمس والمنزل يعم به حالة كأبة غريبة لم تفهمها !!

************************

دق هاتف هشام عدة مرات حتى استيقظ بصعوبة وأجاب :-
_ايوة
هتف عبر الهاتف صديقه حسام وقال بانفعال :-
_ بقى ده جازتنا إننا بنخدك معانا يا هشام ،احنا مش عايزين نعرفك تاني

اعتدل هشام قليلا وقال بتعجب :-
_ في إيه يابني مالك عالصبح ؟!!!  شكل سهرة إمبارح مأثرة عليك
أجاب حسام بنفس النبرة الغاضبة :-
_ احنا في القسم ،واتبلغ عننا ،، وعرفت بطريقتي إن اخوك هو اللي ورا ده
قطب هشام جبينه باستغراب
_ عمر !!!
وتذكر قوله بالآمس صباحا إنه سيتصرف مع اصدقائه بطريقته الخاصة ....
زفر بعصبية وهو ينهض من فراشه وقال :-
_ طب انا هتصرف ،ما تقلقش ،وقول لوليد إن ده مش ذنبي

اجابه حسام بغضب :-
_ مش عايزين نعرفك تاني ..تمام
وأغلق الخط بوجهه مما جعل هشام يغضب أكثر وبدّل ملابسه بأخرى وذهب إلى غرفة شقيقه فوراً ولكن لم يجده
هبط للاسفل ورأى والدته تجلس على أحد المقاعد الوثيرة وهي شاردة وحزينة ....اقترب منها وتساءل :-
_ عمر فين ؟
اجابت فريدة بهدوء ما قبل العاصفة :-
_ خرج بدري عشان الشغل ،،
ثم نظرت له بحدة وهتفت :-
_ من هنا ورايح يا هشام مافيش تأخير يأما همشي ومحدش هيعرفلي طريق ،،انا هقعدلك في البيت بعد كدا وهراقبك

تأفف من حديثها ولوى فمه بسخرية وذهب بدون أن يجيبها مما جعلها تستشيط من الغضب ...
خرج هشام وتوجه إلى الشركة مباشرًة ......

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن