مسحت حبيبات العرق من جبينها ثم انتبهت ليد على كتفها ،التفتت لترى صديقتها "هبة"
ضمتها هبة باشتياق وقالت مبتسمة :-
_ اه يا ندلة ولا بقيت بشوفك زي الأول

ردت ليالي ببسمة واسعة وبمزاج :-
_ يعني انا اللي بشوفه مانتي كمان نادلة 😝
استمروا بعض الوقت يتشاركوا المزاج والضحكات حتى لاحظت هبة شحوب وجه ليالي وقالت :-
_ شكلك تعبتي من الواقفة ،،روحي اقعدي وانا هجيبلك العيش

قالت ليالي بحيرة :-
_ انا فعلا مش قادرة اقف بس هروح اقعد فين ؟!
جالت نظرة هبة حولها حتى لاحظت زاوية من المبني الجديد الذي يمتلئ بعمال البناء وقالت :-
_ بصي في ركن هناك اهو بعيد عن العمال روحي اقعدي فيه على ما اخلص واجيلك ...

اومئت ليالي بشكر :-
_ ربنا يكرمك يا هبة والله انقذتيني انا حاسة اني هقع من طولي
دفعتها هبة للذهاب بمرح ثم ذهبت ليالي لذلك المكان وجلست قليلاً حتى تسحبت اشعة الشمس لها ولم تستطع الجلوس أكثر من ذلك نهضت مرة أخرى ونظرت حولها لتجد مكان وحيد لم تصل إليه الشمس وخالي من العمال ايضاً بشارع جانبي وخالي تماما  ،،ذهبت إليه
وقفت ولم ترى شيء تجلس عليه ..زفرت بحنق وقالت :-
_ مافيش حاجة كاملة ،هفضل واقفة كدا ؟
ثم وقع نظرها على صندوق خشبي مربوط باحبال لأعلى ويبدو أن العمال يستخدموا كمصعد ،، سندت على حافته كي تستريح قليلا من الوقوف ومسكت أحد الاحبال وشعرت فجأة بالدوار الخبيث ،، فتحت عينيها بحدة حتى لا تستسلم لهذا الدوار اللعين

وصل عمر أمام الموقع وترجل من سيارته بهيبة مذهلة جعلت العمال يتسمرون اماكنهم واتي المسؤول عنهم إليه وهو يركض وقال :-
_ اهلا يا عمر بيه نورت الموقع
اجاب عمر بهدوء :-
_ اهلا يا حامد ،،ها الشغل اخباره إيه ؟؟ فريق المهندسين هنا ؟!
ردّ حامد بقلق وقال :-
_ لا لسه ماوصلوش ،بس اكيد في الطريق ،تقدر حضرتك تعاين المكان على ما يوصلوا
نظر عمر لساعته وقالت باستغراب :-
_ الساعة ٩ ولسه ما وصلوش ،ده إيه الكسل ده !!
أخذ حامد عمر وارشده لبعض التعديلات الآخيرة في البناء ثم دخل المبنى ..
قال عمر باعجاب :-
_ تمام ، شغلكم مافيهوش غلطة عشان كدا هتغاضي عن تأخير المهندسين النهاردة بس دي آخر مرة ..ده شغل !

هتف حامد بحماس وقال :-
_ ولسه يا عمر بيه لما تشوف الأدوار اللي فوق ،كل الشغل  الصح فوق مش هنا
توجه عمر إلى الطوابق العلوية واحداً تلو الآخر وهو يعاين كل شبر في المبنى وآخرج بعض الاخطاء البسيطة الذي يسهل تعديلها ...

في آخر طابق من المبنى صاح أحد العمال المسؤولين وقال :-
_ همتكم يا رجالة عمر بيه هنا وعايزين المكان يبقى خالي من المعدات دي عشان يعرف يعاين المكان  ومايطلعش غلطة علينا ...

انتشر العمال في الطابق وهم يجمعوا المعدات الصغيرة حتى يخلوا الطريق وذهب عامل صغير منهم ذات سن الخامسة عشر سنة وجذب احبال صندوق المصعد حتى يلقي فيه هذه الادوات وهذه اسرع طريقة للتخلص منها ...
ولم ينظر للاسفل بل جذب الاحبال مثل ما تعود دائما ،
شعرت ليالي بحركة غير طبيعية وكادت أن تبتعد عن الصندوق حتى وقعت به من الحركة المفاجئة للصندوق ،،
وصعد بها للطوابق العلوية ......

ليالي ... الوجه الآخر للعاشقWhere stories live. Discover now