الفصل السادس و الثلاثون

Ξεκινήστε από την αρχή
                                    

أومأ بتأثر، فاستطردت بمرح وهي تنحني لتقبل جبينه متجاوزة انقباض قلبها ألما لبعض الجروح المتفرقة على وجهه:

-هناك من يريد رؤيتك.

قطب بحيرة، فالتفتت وحين لم تلمحها خلفها، استدركت وهي ترمقه بتسلية:

-يبدو أنها خجلت، تلك الفتاة جميلة، أرسلها الله في وقت كرب لتهونه علي وعلى بنفسج.

نطق بحيرة رغم توقعات خافقه:

-من تقصدين؟

اتسعت ابتسامتها تلمح لمعة مقلتيه، تجيبه بمرح:

-ومن غيرها؟ اسمها الوحيد الذي لا أعلم كيف أنطقه... وور؟

ابتسم أسد، يقول متنهدا بتعب:

-أور!

ضحكت تومئ بسرور:

-أجل، سأتعلمه لا تقلق.

ثم انقلبت ملامحها إلى حزن تردف بما شق قلبه كأنه في حاجة ليغرق أكثر بها وكانت أكثر من ملأت خياله في أشد حالاته حرجا بعد والدته، يستحضر خياله بشكل غريب بإلحاحه وجهها ونبرة صوتها وهي تخبره بحبها له:

-حين عَلِمت بمصابك أُغْمي عليها وظلت تبكي بحرقة، لم ترها كيف كانت ضائعة، خائفة ومنهارة تبحث عن حل لما ألم بها من كرب شديد، وفي النهاية لجأت لرب العباد وأسلمت له ولم تنهض من السجود حتى ظننت أن روحها فاضت لخالقها، أطال الله بعمرها يا رب.

جحظت عينا أسد بصدمة، يعقب:

-أور؟ سجود؟

هزت رأسها عدة مرات بفم باسم مفتوح:

-كما سمعت، قررت أن تسلم لخالقها، فعلمناها أنا وبنفسج وصلينا معا ودعونا لكم بالحفظ والشفاء.

ما يزال جامدا على ملامح الدهشة ووالدته تستطرد بإشفاق:

-أتت إليَّ بالأمسٌ، فشعرت بالخوف عليك حتى أدركت بأنها تبحث عنك أيضا، دعوتها لتتعشى معي وتؤنس وحدتي، فكما تعلم لا أطيق الأكل ولا النوم بغيابك، تبادلنا الأحاديث عن حياتنا وهمومنا وحزنت بشدة من أجلها، أُمٌّ قُتلت غدرا بعد أن بيعت بالإكراه ووالد سفاح ثم شقيقة لم تعلم عنها شيئا وخال مجرم دمر حياة العائلة بأكملها، يا الله! كيف تحملت لا أعلم، لينتهي الأمر بمرض زوج شقيقتها المميت، اللهم اشفه يا رب، وسائر مرضى المسلمين.

نسي أمر آلام حروقه، يسمع العجائب من والدته، هل حقا حكت لأمه كل شيء عنها؟ أوركيدا لوغان! كيف؟ أغمي عليها لأجله؟ خوفا عليه؟ ألهذه الدرجة تحبه حقا؟ الى درجة أن يدفعها خوفها عليه إلى البحت عن الخالق، انتظر ماذا قالت؟

-ماذا عن نزار؟

سأل بجزع، فأومأت بحزن:

-المسكين مريض بالقلب أو شيء من هذا القبيل ويقولون بأنه مرض مميت، الله أعلم! الأعمار بيد الله، أدمى الخبر فؤادها ثم جاء حادثك ليكمل على ما تبقى من عقلها.

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيΌπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα