الفصل العشرون

ابدأ من البداية
                                    

أومأ تامر بتفهم، فقد كان جاهزا وبينما كان الشاب يقوم بعمله نظر ديدو إلى نوفل، متسائلا بالإنجليزية وهو يتلاعب بأصابعه في الهواء:

-وأنت سيدى الوسيم ألا تملك طلبا ما؟

استدار إلى تامر يرفع له حاجبا واحدا، فرد تامر بنبرة مستخفة.

-لا تتعب نفسك، أحضرته معي على أمل إقناعه بمثل طلبي لكنه مصر لذا أنا أعتذر إليكم.

ارتفع حاجبا ديدو، يهتف بعبوس مبالغ في ادعائه:

-آه لا! سأعتبرها إهانة شخصية لي، هيا فقط أطلب وجهز الثمن و سترى ما يستطيع ديدو فعله.

هز تامر رأسه لنوفل، فأومأ بدوره كأنهما يتشاوران، ليقول الأول باستخفاف:

-يريد فتاة قوية غير مروضة، وكلما قاومته كلما سعد بذلك، والأهم أن تكون عذراء، هل تستطيع تأمين الطلب الليلة؟ لأنه مسافر غدا لعمل ملح.

صمت ديدو يفكر قليلا، فأضاف تامر ليستفزه:

-أخبرتك قبلا طلبه صعب ولن تستطيع تلبيته.

رفع ديدو حاجبة بتكبر، يتشدق:

لن أكون ديدو إن لم ألبي طلبه وبكل سهولة، جاءتنا فتاة قبل ساعات فقط، ماذا أقول؟! كومة نار مشتعلة وعينين ذواتا لون فريد بين الأخضر والبني الفاتح، اضطررنا إلى تخديرها أكثر من مرة وكلما وعت تثور من جديد.

شدد نوفل على قبضتيه حتى ابيضتا وتامر يسأل الله السلامة حتى لا يتهور فيفشل كل ما خططا له بينما ديدو مسترسل بكل عجرفة:

- تمت الصفقة...لكن الثمن باهظ.

كان تامر قد أنهى عمله مع الشاب الذي أومأ لديدو إشارة إلى نجاح تحويل الأموال، فقام وهو يعاتبه:

-ديدو؟ لا تنصب عليه لأنه أجنبي ولا تنس بأنه صديقي، فلن أسمح لك باستغلاله.

قلب شفتيه يلوح بكفه:

-حسنا! فقط من أجلك سأضيف عشرة بالمئة على الثمن الذي قدمناه لك، ها ما رأيك؟

هم تامر بالاعتراض، فرفع نوفل كفه بتكبر دلالة على تفاهة المبلغ، فابتسم تامر يدعي السرور:

-الصفقة تمت ديدو ...ما إسمها؟

رد بضجر بينما يقوم مشيرا له ليتقدمه:

-كلهن واحدة لدي، لا أتذكر الأسماء، تفضل معي لتتأكد من بضاعتك، في انتظار للأخرى.

قام نوفل يمسك ذراع تامر، يهمس له بشيء ما، فتوقف ديدو منتظرا هو الآخر حتى بلغه بما طلبه منه:

-يطلب منكم ابقاءها مخدرة، يريدها أن تستيقظ في بيته.

رسم ديدو على وجهه ملامح وقحة يعقب قبل أن يغادر برفقة تامر:

سلسلة الأزهار و الزمن  .. ج3 .. سنا البيلسان ..بقلم المبدعة منى لطيفيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن