56

14.8K 387 5
                                    


في يوم..أنهي أدهم و حنين عملهم وساروا إلي طريقهم للقصر في سيارة أدهم..أغلقت حنين هاتفها وقالت:عز بيسلم عليك
أدهم:الله يسلمه..أخباره إي؟؟
حنين:الحمدلله تمام
أدهم بغمزة:عقبالنا كدا لما نسافر لشهر العسل
ابتسمت حنين بخجل وقالت:طب ركز في الطريق
ارتفع صوت هاتف ادهم معلن اتصال من "شادي"..فتح أدهم الخط قائلا:أيوة يا ..
شادي مقاطعا بسعادة:ألحق يا أدهم أنا بقيت أب
أوقف أدهم السيارة بسرعة وقال بدهشة:أنت أهبل يا بني؟؟مش نغم ليه في السابع!!
شادي بضحك:مهو البيه شرف بدري
أدهم بتنهيده سعادة لصديقه:مبروك يا شادي ألف مليون مبروك
أغلق أدهم الهاتف وأدار سيارته و في الإتجاه المعاكس..
حنين بتعجب:في إي يا أدهم ؟؟
أدهم بسعادة:نغم ولدت
التقطت طفلها بحنان و وضعت رأسه الصغيرة علي صدرها ليهدئ الطفل عن البكاء و يرتاح لسماعه دقات قلب أمه..تحسست ملامحه بحنان و دموع الفرحة متجمعه في عيونها لتقول بصوت هامس:أنت حلو كدا إزاي؟؟
آتاها صوت زوجها وهو يقترب منها ويجلس بجوارها قائلا:طالع لمامته
ابتسمت نغم بألم وقالت:لا يا شادي دا هيبقي نسخة مصغرة منك
قًبل شادي جبين زوجته و أمسك بيد طفله ليقول بفرحة:نورت يا أدهم باشا
نغم بتعجب:أدهم!!!
شادي:أيوة يا ام أدهم
قطع كلامهم صوت طرقات طفيفة علي باب الحجرة..رفعت نغم حجابها علي شعرها واتجه شادي لفتح الباب ليجد أدهم و حنين..
أدهم بابتسامة:كبرت و بقيت بابا
ابتسم شادي بفرحة و احتضن صديقه بقوة وهما يضحكان بسعادة..أغمض أدهم عينيه بسعادة وهو غير مستوعب أن صديقه الذي عاش معه سنين الفرحة و الحزن صديقه الذي يتشاجر معه علي هدف في لعبة البلايستشن..ها هو الآن أصبح أب..
ابتعد أدهم عن شادي و نظر في الأرض قائلا:مبروك يا مدام نغم
نغم:الله يبارك في حضرتك
دخلت حنين إلي نغم و احتضنتها بفرحة قائلة:مبروك يا نغومتي
نغم بابتسامة:الله يخليكي يا حنون
حملت حنين الطفل بحذر..بينما قال أدهم :ها بقيت أبو إي
شادي:أبو ادهم
اتسعت عين أدهم و حنين دهشة بينما ابتسم أدهم تدريجيا وطبطب علي كتف صديقه قائلا:أصيل والله
اتجه أدهم إلي حنين وتحسس وجه الطفل بحذر و طبع قٌبلة علي جبينه..ليرفع نظره تدريجيا إلي حنين قائلا بهمس:عقبالنا
...........
بعد حوالي أربعة أشهر..ارتفعت أصوات صراخهن بوجع وسط حالة من القلق تسود من بخارج حجرة الولادة..
يتحركان امام الحجرة ذاهبا و غيابا وهما ينظران لبعض بقلق..إلي أن انقطع صوت الصراخ و ارتفع صوت بكاء صغير..لتقول حنين بخضة:هما سكتوا ليه؟؟
عز:الدكتور زهق منهم وكتمهم النفس
حنين:أنت بتتريق!!!
عز:لا بستعبط أنتي مش سامعه صوت الأطفال
خرجت الدكتورة من الحجرة تحمل البشري السارة لكل من أمجد الذي وضعت زوجته "أنس" و البشري لماهر الذي وضعت زوجته "منه"
علت أجواء البهجة في المشفي لقدوم أول الأحفاد من نسل نبيل و عامر..
...
مر ما يقارب الشهر علي وصول الطفلين "أنس و منه"..أجواء من البهجة كانت تسود القصر بالطفلين رغم صوت بكائهم المستمر الذي قضي علي النوم من عيون الجميع لكن الفرحة زادت أضعاف مضاعفة لإقتراب موعد زفاف "أدهم و حنين"
و في احد الأيام..وضع طفله بحذر في فراشه بعد أن تاكد من أنه استسلم لنومه..و جلس بجوار كرسي بجانب فراش طفله و بدأ في مراجعة بعض ملفات عمله..
سمع صوت ضعيف يقول:أمجد أمجد
اتجه أمجد إلي فراش زوجته وقال:أيوة يا روءه مالك ؟؟
أغلقت رقية عيونها بألم قائلة:أنت هنا؟؟ فكرتك روحت المجموعة
أمجد بابتسامة:مش أنا قولتلك لما تفتحي عيني هتلاقيني قدامك و بعدين النهاردة الأجازة
رقية بقلق:أنس فين؟؟
أمجد:أنس في سابع نومه
رقية بأسف:معلش يا أمجد أنا عارفه إني بتعبك معايا اليومين دول
أمجد:عارفه لولا إنك لسه تعبانة كنت عملت إي؟؟؟
رقية بدلع:إي!!
أمجد بهمس:كنا جينا أخت لأنس
كتمت رقية صوت ضحكها في وسادتها بينما وضع أمجد يده علي فمه حتي لا يرتفع صوت ضحكه و يستيقظ أنس..
أمجد من بين ضحكاته:قومي بقي بلاش كسل عشان أنا جعان
رقية بمرح:علم و ينفذ يا فندم
..........
رفع حاجبه بتعجب وهو ينظر حوله قائلا:أومال حنين فين؟؟؟
جلست جهاد علي الكرسي المجاور لعز قائلة:خلصت صلاة و أدهم رن عليها
زفر عز قائلا:أدهم !!
جهاد بابتسامة:لسه بتغير علي حنين !! كلها أسابيع و هتبقي في بيته
مسح عز علي شعره قائلا:نفسي الزمن يقف يا جهاد و تفضل حنين معانا هنا..مش متخيل إن البنوتة الصغيرة اللي كنت بسرحلها شعرها و ماما مش فاضيه كبرت و بقيت عروسة مش مصدق إن حد ممكن ياخد بنتي مني
جهاد:أدهم بيحبها وهيحافظ عليه وهي كمان بتحبه متقلقش يا زيزو علي حنين..حنين طيبة و ربنا بيحبها وأكيد بدل لأدهم خير فيها مكنش قربه منها بعد كل دا
عز بتنهيده و هو ينظر لحجرة أخته:ربنا يفرحها
جهاد:يارب
شرع عز في الإفطار و جهاد تلعب بالشوكه بتردد ليلاحظها عز و يقول:في إي يا جهاد مالك ؟؟
جهاد بابتسامة طفولية:مفيش
عز:لا والله ؟؟
جهاد بنبرة هامسة:هو أنا لو قولتلك في ضيف هيجي يقعد معانا تقول إي؟؟؟
رفع عز حاجبه الأيسر بتعجب قائلا:ضيف!! مين و ليه و إزاي؟؟
جهاد بنفس النبرة الهامسة:هتقول إي بس
عز:مش لما اعرف هو مين؟؟؟ هو أي حد يدخل بيتي؟؟؟
جهاد بطفولة:لا مهو دخل بيتك خلاص و بيأكل معانا
عز بنصف عين:بت يا جهاد أنتي جايبه عفاريت في البيت
ضحكت جهاد بقوة ليقول عز:و الله شكلك عفرتي البيت وأنا في الشغل
تنهدت جهاد بقوة من بين ضحكاتها قائلة:لا لا مش كدا لا لا
عز:أومال إي؟؟
قامت جهاد من موضعها و وضعت يدها علي بطنها قائلة:الضيف هنا و هيشرف بعد 7 شهور
اتسعت عين عز دهشة في محاولة لإستبعاب ما تقوله جهاد لتبتسم جهاد قائلة:أيوة أنا حامل
احاسيس كثيرة غزت كيان عز في تلك اللحظة..سعادة..شوق..دهشة..قلق.توقف نظر عز علي جهاد التي تنظر له بسعادة مختلطة بحب لتتجمع دمعة فرحة في عينيه و يتمتم قلبه بالحمد..قام عز من موضعه و حمل زوجته بين يديه كالطفلة و دموعه تهبط في صمت..بينما جهاد متعلقه برقبته تستنشق رائحته التي أصبحت إدمانها إلا أن شعرت بقطرات مياه دافئة تخترق ملابسها..لتتخلص من قبضة عز بسهولة و تنظر له بتعجب من الدموع التي تخفي ملامحه وجهه..
جهاد بقلق:حبيبي!! في إي!! أنت بتعيط؟؟؟
تنهد عز بقوة و أمسك رأس جهاد بحنان و قربها من رأسه وقال بصوت خافت:حاسس إني بحلم يا جهاد قلبتيني شخص تاني بحبك..لما كنت بشوفك قبل ما نجوز كان جوايا صراع كبير قلبي محتاج يحفر ملامحك جواه و عقلي بيقول لا أرجع
تحسس عز وجه جهاد بيده الحانية قائلا:و لما بقيتي مراتي قولت مفيش سعادة أكتر من إنك تباتي في حضني مبقتش قادر أشوفك و محضنكيش
لامست أصابع عز شفاه جهاد الوردس وقال:و لا قادر أشوف شفايفك قدامي و ضمهاش لشفايفي
تنهد عز و أكمل كلامه قائلا:لما كان بيحصل بينا مشكلة بسيطة زي أي زوجين كنت ببقي مضايق عشان بشوف الملامح اللي عشقتها مكشره..سعادتي كانت في ضحكتك و قربك مني و عمري ما تخيلت إن في حاجه تفرحني أكتر من كدا
أكمل عز كلامه وهو يضع يده علي بطن جهاد قائلا:لكن لما قولتيلي إنك حامل دقة قلب غريبة لجمت كياني و إحساس فرحة غريبة سيطر عليا..حسيت كاني مالك الدنيا مش مصدق إن جواكي جزء مني هيبقي أول نبته في حبنا
سقطت دمعة من جفون عز وقال:افتكرت بابا و ماما و أتمنيت يكونوا معايا وأقولهم هيبقي ليكي احفاد خوفت أسيب اللي في بطنك دا غصب عني زي ما بابا سابني
مسحت جهاد دموع عز بيدها الصغيرة و تحاملت علي قدمها لتصل لمستوي طول عز قائلة:حبيبي..مش أنت كنت دايما تقول إنهم معانا و فرحانين لينا أكيد هم الوقتي حاسين بفرحة قلبك ومبسوطين و بإذن الله لما ابننا أو بنتنا تشرف و تكبر شوية هنروح نزورهم سوا..بإذن الله ربنا هيفضل مجمع بينا و نربي ولادنا سوا و هتفضل معايا تحميني و مع أختك تخلي بالك منها
أكملت جهاد وهي تتمسك برقبة عز:عز أنت حلم عمري..من أول يوم شوفتك فيه وأنت قلبت كياني..لما كنت بشوفك بتضحك كنت بحس إن كل حاجه حواليا بتضحك..يوم ما اجننت و طلبت تتجوزني وإحنا في المستشفي علي أد ما اتخضيت علي أد ما حسيت إن قلبي ممكن يقف من دقاته
أكملت جهاد بابتسامة:و لما اتجوزنا و من أول ما دخلنا البيت دا و من أول لمسة منك من أول حضن أول لمسة لشفايفك حسيت إني في عالم تاني..عالم ليا أنا و أنت وبس عالم أنت فيه كل رجالة آدم بالنسبالي و لما عرفت إني حامل سعادة غريبة ملكت كل حاجه فيا وقولت أخيرا هيبقي جوايا حتة منك هحافظ عليها جوايا لحد ما تخرج للدنيا دي
تنهدت جهاد بقوة قائلة:ربنا قادر زي ما جمعنا يخليك ليا و تفضل معايا محاوط عليا بحبك..عز أنا مقدرش أعيش من غيرك أنا بعشقك
انتهت لغة الكلمات و علت لغة الشفاه..لتصمت جهاد عن الكلام بقٌبلة هادئة رومانسية من عز..قٌبلة فريدة من نوعها تحمل في طياتها أجمل معاني الشوق و الحب..تمسكت جهاد برقبة عز و استسلمت لقبلاته الهادئة التي تخدرها كليا..
ظلل عليهم شعاع ذهبي من الشمس يخترق زجاج النافذة ليسلط أشعته الدافئة علي العاشقان المغيبين عن العالم في قٌبلتهم...
أما علي مسافة منهم..تحديدا في الحجرة التي تجلس بهاحنين..
زفرت حنين بقوة وقالت بهدوء:يعني إي يا أدهم؟؟ إزاي يا حبيبي مش هروح أختار العفش
أدهم بضيق:بليل هجيبلك ألبومات الصور و اختاري اللي انتي عايزاه
حنين:طب ليه بس يا أدهم!! و حتي إمبارح لما روحنا مكملناش خمس دقايق و أنت قولتلي يلا
زفر أدهم بقوة قائلا:مرتحتش للعمال اللي عنده
حنين:يا حبيبي الراجل دا الكل اتعامل معاه وهو محترم والله وبيكلمنا بهدوء ملناش دعوة بقي بحد
أدهم بضيق:لا برده
حنين بعند:طيب يا أدهم براحتك و أنا مش هختار من البوم و خالي الفرح يتأجل بقي
أدهم بعصبية خفيفة:حنين متعليش صوتك عليا
حنين بعند:أنا مش بعلي صوتي يا أدهم بس دا مش أسلوب إحنا كدا مش هنخلص الشقة و لا بعد سنين و بعدين إحنا مالنا مين بص و مين عمل الغيره ليها حدود يا أدهم
أدهم بعصبية:أنا كدا يا حنين وأنتي عارفه و عند بعند بقي براحتك وخالي الفرح يتأجل
ألقت حنين بهاتفها علي فراشها و وضعت رأسها بين كفيها لتهبط دمعة هادئة من عيونها لتمسحها حنين بقوة قائلة بصوت خافت:متعيطيش مفهوم متعيطيش
حركت حنين دبلة أدهم التي تزين يدها قائلة بصوت غير مسموع:إي حكاية صاحبك بقي؟؟ مبقتش عارفه أعمله إي؟؟ و لا هو قادر يتحكم في غيرته
زفرت حنين بقوة و اتجهت إلي باب حجرتها لسماعها طرقات خفيفة عليه لتجد عز يقول بابتسامة واسعة:باركيلي
ابتسمت حنين من بين أحزانها وقالت بمرح:إي أجوزت علي جهاد؟؟
آتاها صوت جهاد من بعيد تقول:سمعتك يا حنين تعالي خرجيني بقي
حنين بتعجب:في إي أنت حابس البت؟؟؟؟؟
عز بابتسامة:لا أصلها حامل و حبستها في الأوضة عشان ترتاح
اتسعت عين حنين دهشة قائلة:نعم؟؟؟
عز بمرح:هتبقي عمتو يا أوزعه
و كأن ابتسامة عز وسعادته التي تزين وجهه و الخبر السار الذي حمله لحنين ضرب بأحزانها عرض الحائط لتقفز حنين بسعادة وتتعلق بأحضان عز قائلة بطفولة:هييييييه هبقي عمتو حنين و عز هيبقي بابا هيييييه مبروك يا زيزو ألف مليون مبروك يا بابا
ابتسم عز بفرحة وقال بهمس:المهم أنا قعدت جهاد في الأوضة عشان ترتاح أصلها مجنونة زيك وهي الوقتي جعانة و أنتي عارفه أخوكي
غمزت له حنين وقالت بصوت قوي مصطنع:فهمتك يا ريس أدخل اقعد معاها وأنا هجهز حاجه ليكوا
عز بغمزة:أحبك وأنتي فهماني

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن