46

14.5K 428 2
                                    


في اليوم التالي..وقف من موضعه و هو يرتشف آخر قطرات من الكابتشينو وقال:أنا همشي بقي يا روءه
رقية بقلق:هتتاخروا!!
أمجد بتنهيده:و الله دا يتوقف علي أدهم وماهر وعز
رقية بنظرة كسرة:تفتكر هيرجعوا بعد ما ..
أمجد مقاطعا بهدوء:هيرجعوا بإذن الله وبعدين أنا قولت مبحبش أشوف النظرة دي
ابتسمت رقية ابتسامة خافتة وقالت:أبقي طمني بقي
أمجد:حاضر
اتجه أمجد إلي والده الذي كان ينتظره في سيارته ..
عامر:اتكل علي الله
أمجد:استني يا عم كرم
عامر بتعجب:في إي يا أمجد !!
أمجد وهو يشير من النافذة لجهاد التي تتقدم ناحيتهم قائلا:في الزقرده دي
عامر:و دي هتيجي ليه!!!
أمجد بتنهيده:سيبها علي راحتها يا بابا هي عارفه هي هتعمل إي
عامر بتنهيده:و الله ما عارف أنا هخلص من جنناكوا أمتي!!!
..........
ضحك شادي بقوة وقال متعجبا:بجد!!
نغم بضحك:آه والله ماما أول ما شافتني داخله قالتلي عملتي مقلب إي في جوزك يخليه يطلقك وترجعيلي بهدومك و فين وفين بقي لما عرفت أقنعها إني هقعد معاها لحد كتب الكتاب
شادي بقلق:أوعي تكون عرفت إن أدهم هنا عشان ميزعلش!!
نغم بجدية مصطنعه:لا لا كله في السليم يسطي
رفع شادي حاجبه وقال:يسطي!!طيب يا نغم خليكي عند طنط وأنا هبعتلك ورقتك
نغم بنبرة طفولية:ورقة إي!!أنا مليش عندك ورق
شادي بضحك:نغومتي أجهزي وأنا هاجي أخدك وأطفش أدهم
نغم بضحك:لا مش لاعبه أنا هروح أشوف ماما بتنده ليه
شادي:ماشي يا حبيبي..لا إله إلا الله
نغم:محمد رسول الله
أغلق شادي هاتفه والإبتسامة ترتسم علي شفتيه قائلا:متجوز مجنونة والله
دخل أدهم ويفرك عينيه بكسل وقال:صباح الخير
شادي:صباح الخير إي يا بني الساعة 2 الظهر
أدهم بتثاوب:لا بجد !!
أكمل أدهم وهو يغلق عينيه:انا إي اللي صحاني بدري
قطع كلامهم صوت جرس الباب..ليتجه شادي لفتح الباب بعد أن سدد قلم صغير علي وجه أدهم..
فتح أدهم الباب ليجد عامر وأمجد..
شادي بترحاب:أهلا أهلا اتفضلوا
عامر:أدهم عندك يا بني !!
شادي:أيوة يا عمو اتفضل ادخل يا أمجد
دخل شادي بهو الصالة برفقة عامر وأمجد ليجدوا أدهم مازال نائما علي الأريكة..
شادي:أدهم يا عم انت يا هندسه
ادهم بنصف عين:في إي!!
شادي:الفطار جاهز يا بيبي ما تقوم ياض
اعتدل أدهم في جلسته ليجد عامر وأمجد يجلسون علي الأريكة أمامه..اتسعت عين أدهم دهشة..ليقول شادي:قهوتك مضبوط يا عمو صح
عامر:أيوة
شادي:و أنت سادة زي أدهم يا أمجد
أمجد:أيوة
اتجه شادي إلي المطبخ..بينما سادت لحظة صمت طويلة بينعامر وأمجد وأدهم..
عامر:كان ليه حق أمجد لما قال إن مفيش حد يعرف أنت فين غير شادي
تنهد أدهم بقوة وقال:أهو الحاجه الوحيدة الصح اللي عملتها في حياتي لما صاحبته
أكمل أدهم كلامه وهو ينظر لأمجد قائلا:رقية كويسة!!
أمجد:أيوة ومستنياك تروح ليها
عامر:بص يا بني من غير مقدمات وكلام ملوش لزمه..البيت مفتوح باسمك أنت واخواتك و ولاد أعمامك..اللي غلط هيتخد جزائه بس إنكوا تتفرقوا عن بعض دا اللي مسمحش بيه أبدا
أدهم بنبرة مكسوره:عايزني أعمل إي يا عمي!! أرجع البيت طب وبعدين عايزني أشوف نظرة من ولاد أعمامي كلها حزن وضيق وغضب
امجد:بس عمر ما حد مننا هياخدكوا بذنب حد تاني
أدهم بتنهيده:غصب عنكوا هتفكروا في كدا لإن مهما كان اللي عملت كدا اسمها مكتوب جمب اسمي في شهادة الميلاد..هرجع بأي وش وأنا معرفش أرفع عيني في عز ولا فيك يا عمي
عامر:يا بني اسمعني أنت وماهر بإيدكوا سلمتوها في عربية الشرطة..البيت كله فيه الجرح وفي الوجع وأوعي تفكر إنك هتقدر تتغلب عليه لوحدك
أكمل عامر بحزن:اللي فرق عني أخواتي وامي مش هسمحله إنه يفرق بين ولادهم ويخلي كل واحد في جمب
أدهم:بس..
عامر:خلاص يا بني بقي ريح قلبي
تنهد أدهم بقوة ونظر حوله بضيق ليجد شادي يتقدم ناحيتهم وهو يحمل القهوة ويشير له بوجهه أن يوافق ليقول أدهم:طيب يا عمي اللي تشوفه
عامر بسعادة:أيوة كدا يا بني ربنا يريح قلبك
ابتسم أدهم لعامر وقام من موضعه وقًبل رأسه ويده..دخل شادي إليهم و وضع القهوة بينما وقف ادهم أمام أمجد ليقول أمجد:تصدق يا اخي أنا مافرحني في الحكاية دي غير إني رجعت اسمع صوتك
ابتسم أدهم بسعادة واحتضن أمجد وهو يقول بمرح:صوتي كروان أنا عارف
شادي بمرح:علي يدي هو انا بعرف انام غير لما اسمعه
تعالت ضحكات الجميع بينما قال عامر:تعرف ماهر فين يا أدهم
ادهم:لا أبدا يا عمي من يوم اللي حصل مكلمناش
شادي:أقعدوا اشربوا القهوة بس وأنا هجيب ماهر لحد هنا
أمسك شادي بهاتفه وطلب رقم ماهر مرتين..ماهر:السلام عليكم
شادي بخوف مصطنع وقلق:الحق أخوك يا ماهر
ماهر بخوف:في إي يا شادي!!
شادي بخوف مصطنع:أدهم عندي من الصبح وفجأة لاقيته تعب وبيخرف بكلام غريب كدا ومش عارف أعمله إي
ماهر بصدمة:إي!!طيب طيب أنا جايلك مسافة السكه اتصل بالإسعاف أو أي حاجه عقبال ما أوصل
أغلق شادي الخاتف وقال:يارب احمي قفايا لما يوصل ويعرف الحقيقة
أدهم بمرح:كل يوم بكتشف فيك موهبة يا صاحبي
شادي:أخوك يوصل بس وهتقول الله يرحمك يا صاحبي
مرت ما يقارب الثلث ساعة..ليرتفع صوت جرس الباب..قام شادي لفتح الباب ليجد ماهر امامه وعلي وجهه علامات الخوف..
ماهر بخوف:أدهم فين!!
شادي وهو يرجع للخلف:بيشرب قهوة جوه
ركض شادي اتجاه أدهم وماهر الذي ركض خلفه مسرعا..ليصيح ماهر:حرام عليك يا أخي أنا كنت هموت من القلق أنت اجننت ...وأنت كمان يا زفت ما أنت زي القرد أهو
كان أدهم في المنتصف بين شادي وماهر الذي لم ينتبه للباقي بقدر انتباه بتسديد اللكمات لشادي وأدهم..
شادي من بين ضحكاته:بس بقي انا ابهدلت
ركض شادي مسرعا إلي غرفته بينما انتبه ماهر لوجود عامر وأمجد..
نظر ماهر إلي أدهم بغضب وقبل أن يتجرك ..أمسك أدهم بذراعه وأجلسه..
في خارج الحديقة..زفرت فرح بضيق وقالت:يعني أدهم بخير متأكدة
جهاد:يا بنتي أيوة هي حركة منهم أمجد خرج قالي عشان اخلي عم كرم يرجع بالعربية واستناكي هنا
فرح بتنهيده:الحمدلله
جهاد:بس أنتوا كنتوا فين!!
فرح:في فندق واحد صاحب ماهر ولما التليفون حاله قلق يسيبني لوحدي وقالي استني بره يمكن يكونوا راحوا المستشفي
جهاد:ربنا يستر
بعد نصف ساعة..احتضن أدهم صديقه وقال هامسا:شكرا يا صاحبي
شادي بهمس:اسمها اخوك ياض لأضربك
ابتسم أدهم لشادي ودخل سيارة ماهر التي وصلت بعد اتصال من عامر بأحد رجاله لكي يحضرها..
سارت سيارة ماهر خلف سيارة عامر وأوصل ماهر زوجته إلي منزلهم أولا ثم انطلقت السيارتان إلي مرسي مطروح..
................
بعد أذان المغرب...في قصر آل توفيق..
سميرة:اطلعوا أنتوا لو هتجهزوا حاجه في بيتكوا و لا حاجه
رقية:متأكدين مفيش حاجه ناقصه
سناء:لا يا بنتي متقلقيش اللي باقي لما يوصلوا بس أطلعوا انتوا
فرح:تمام مش هنتأخر بإذن الله يا ماما
سارت الفتاتان إلي العمارة الملحقة بالقصر واتجهت كلا منهما إلي منزلها بينما تنهدت سميرة بقوة وقالت:ربنا يحميهم
سناء:يارب
...........
بعد عدة ساعات..نظر بجانبه ليجد أخته استسلمت للنوم علي كتفه..تنهد بقوة وأغلق التلفاز وظل ينظر لها بحزن..
لا يعلم كيف يخرجها مما هي فيه بعدما تعرضت له؟؟ نظر لصورة والديه وقال لنفسه "سبتولي أمانة غالية أوي وصعبة أوي"..
حمل عز أخته إلي الفراش وقبل أن يتجه للنوم هو الآخر سمع صوت جرس الباب..
اتجه عز إلي الباب وهو يقول:في إي يا عم طارق ما قو....
فتح عز الباب ليصمت بصدمة..ساد الصمت واختفت لغة اللسان لتتحدث لغة العيون..نظرات يملأها العتاب والحزن و الشوق والألم..نظرات باحت بما يخفيه القلب من آلامه وشوقه وخوفه..
تنهد عز بكل قوته وقال:جيتي هنا إزاي!!
جهاد بتنهيده:مع بابا وأخواتي بس هما تحت
رفع عز حاجبه متعجبا:تحت فين!!
جهاد بلامبالاة:معرفش في واحد اسمه عم جميل نده لبابا واخواتي واقفين مع واحد اسمه طارق
تنهد عز بقوة ومسح علي شعره قائلا بقلق:وصلتي لقرارك
جهاد بتعجب:أنت شابف إني ممكن اعمل إي!!
عز:من نظرة عيونك آخر مرة يبقي ممكن تطلب الطلاق
جهاد بصدمة:طلاق!!
ساد الصمت مرة أخري بين العاشقين..تخلله دموع متجمعه في عيون جهاد الذي تنهدت بقوة وقالت:أول مرة تترجم نظرة عيوني غلط مع إني كنت بقول محدش قدر يفهمني غيرك محدش بيحس باللي جوايا غيرك..ظنك كان غلط المرة دي يا بشمهندس
تنهدت جهاد بقوة لتمنع دموعها من الهبوط قائلة:نظرة عيوني كانت علي صدمة علي كدب عايشة في سنين علي خيانة في البيت اللي اتربيت فيه علي حزن علي ناس فارقوني من قبل ما اشوفهم وبقوا مجرد ذكري بتمني الزمن يرجع وألمحهم من بعيد
أكملت جهاد كلامها بحزن مخفي:أما بقي لو حضرتك عايز تطلقني اتفضل أبويا تحت رجعني ليه زي ما....
لم يمنحها فرصة لتكمل كلامها وأراد أن يخبرها بقراره..جذبها عز من خصرها إليه وضمها لصدره بقوة..
سادت لغة الصمت مرة أخري بينهم ولكن لتسود لغة الحب..لغة الشفاه..لغة العشق..إنهال عز علي شفاه جهاد بثورة جنونية من القبلات الحارة المتتالية..لم يمنح عز فرصة لجهاد لتتخلص من قبضته..ضمها اكثر لأحضانه وهو يزيد من حرارة قبلاته..لتنساب بين يده وتبادله القبلات بنفس الإحساس..قبلات عنيف رومانسية هادئة أحاسيس كثيرة مرت علي العشاق في لحظات خطفوها إلي عالم تسوده لغة الحب..
أبعد عز شفاه عن جهاد وهو يلهث أنفاسه وقال بصوت هادئ:بحبك يا مجنونة
شعرت جهاد وكأنها في حلم..لمسة شفاه عز...أنفاسه الدافئة..تنهدت بقوة وقالت:متبعدش عني تاني
عز بابتسامة:حاضر
ابتعد عز عن جهاد وقال:ادخلي اقعدي
ما هي إلا ثواني عديدة حتي وصل عامر وباقي أولاد اخوته أمام باب المنزل..
عز بترحاب:اتفضل يا عمو
دخل عامر ومن بعده أمجد الذي استقبله عز بطريقتهم المرحة الدائمة..وقف ماهر و من خلفه أمام باب المنزل..
لحظات ترقب من الجميع..نظرات غضب..حزن..ألم..احتياج..بين عز وأدهم وماهر..
تنهد عز بقوة وقال:ما تدخل يا بني و لا الجو عاجبك بره
ابتسم ماهر بسعادة ومدً يده لعز ليضغط عليها عز بقوة ويتقابل الإثنان في ضمه..
دخل ماهر ومن خلفه أدهم الذي ظل واقفا بتردد..أدهم بتردد:هو يعني أصل أنا..
عز بتعجب:مالك يا بني !!
أدهم بابتسامة وهو يحتضن عز:مهو أنا بصراحة جعان
عز بضحك وهو يطبطب علي كتف أدهم قائلا:ادخل يا بني هعملك أي حاجه
اجتمع الجميع في الصالون..عامر:أومال فين...
قطع كلام عامر صوت صرخة عالية من حنين!!..انتفض الجميع من مكانهم و ركض عز إلي أخته و من خلفه جهاد وعامر..
دخل عز لغرفة اخته وأضاء الأنوار وذهب لها مسرعا و هو يقول بقلق:أهدي يا حبيبتي أهدي بسم الله الرحمن الرحيم
دفنت حنين رأسها في صدر عز وقالت ببكاء:معتش قادره يا عز
عز:يا حبيبي خلاص محدش يقدر يجي جمبك
حنين ببكاء:مش عايزين يسبوني يا عز صوتهم لسه في ودني وشكلهم
التفت عز بنظرة لعمه كأنه يطلب منهم أن يتركه مع حنين لدقائق.فخرج عامر وجهاد..
أدهم بلهفه:في إي مالها!!
عامر بحزن:واضح إنه كابوس يا بني من اللي حصلها
في غرفة حنين..رفع عز رأس أخته وقال:محدش يقدر يجي جمبك يا حنين طول ما فيا نفس متخافيش اللي عملوا كدا خلاص مصيرهم بقي بين أربع حيطان في سجن بيدفعوا تمن اللي بيعملوه
حنين بخوف:صوتهم لسه في ودني وشكلهم مش عايز يسيبني
عز:لما تيجي تفتكريهم استغفري ربنا وهو قادر يشيل اللي حصل من بالك زي ما حماكي منهم
حنين برجاء:يارب يارب
قًبل عز رأسها وقال:طب يلا ألبسي الإسدال عليكي
حنين:ليه!!
عز بتنهيده:عمو عامر بره ومعاه أمجد و أدهم وماهر وجهاد
حنين بقلق:هي جهاد قالتلك حاجه !!
عز بابتسامة:ها!! لا تمام
حنين بانتباه:أنت قولت أدهم وماهر!!و دول إي اللي جابهم
عز:ولاد عمك
حنين:وأمهم!!
عز:هم بنفسهم حطوها في عربية الشرطة و هي نفسها خلتهم يتامي وادهم برده اللي ساعدنا
حنين بتنهيده:عندك حق
عز:يلا بقي يا بت أنتي رغاية أوي
...
بعد مرور خمس دقائق..خرجت حنين بصحبة عز وألقت السلام علي الجميع وجلست بجواره...
عامر:أخبارك إي الوقتي يا حنين ؟؟
حنين:الحمدلله بخير
عامر:تمام..المهم نخش في الموضوع علطول..بصوا بقي كلكوا أنا مش هسمح إن ولاد أخواتي يتفرقوا من حواليا زي ما اخواتي يتفرقوا اللي غلط الوقتي بياخد جزائه وعمر ما حد فينا هيقدر ياخد حد بذنب حد صح؟؟
الجميع:أكيد
عامر:تمام أوي كدا ماهر هيرجع علي شقته مع مراته اللي في العمارة وأدهم وعز وحنين مكانهم محفوظ في القصر و عمر ما حد يقدر يخرجهم منه
عز:بس يا عمي صدقني أنا معتش مطمن من القصر دا ولا هطمن علي حنين
ماهر:اللي كان ممكن يقلقك علي حنين خلاص بقوا بين أربع حيطان وبعدين حنين زي ما هي أختك أختنا هنحافظ عليها
أمجد:مينفعش تقلق عليها وهي وسطينا يا عز
تنهد أدهم بقوة ونظر لحنين نظرة خاطفة وقال:زي ما أنت عايز تحميها وخايف عليها إحنا برده مش هنسمح لحد يقرب ليها تاني
زادت ضربات قلب حنين من كلامات أدهم وتنهدت بقوة وخطفت نظرة له سريعا..
عامر:ها يا بني قولت إي؟؟و أنتي يا حنين؟؟
حنين بانتباه:اللي عز يشوفوه
عز بتنهيده:خلاص يا عمي اللي حضرتك تشوف

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن