الفصل الرابع

21.5K 606 6
                                    

فتحت فيروز عيونها و قالت بصوت هادئ:أيوة
أشار حسن علي فستان طويل بني مزين بزهور سكرية اللون و شال سكري و قال:دا حلو ألحقي أجهزي بقا عشان ألحق الخطبة من أولها
كانت فيروز لا تستمع لكلمات حسن و إنما تنظر في عينيه لتجد الحنان و الثقة و الحب و العطاء و الجدية..
خرج حسن من الغرفة لتظل فيروز كما هي متصلبة في مكانها..
هزت فيروز رأسها بعنف و استعدت إلي الصلاة..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في مكان آخر...كانت تنهي إعداد طعام الغذاء إلي زوجها حتى لا يعنفها كل مرة من أجل الطعام..
لتسمع صوته الضخم و هو يقول:الأكل جهز ؟؟
ردت بهدوء:أيوة
رد بقوة:طب بسرعة عشان جعان
قالت:حاضر
خرج الرجل من المطبخ و اتجه إلي غرفته لتتبعه زوجته بعدها بدقائق و تضع أمامه الطعام..
بعد أن أنهي طعامه قال لها:هاني ابنك فين ؟؟؟
لترد و تقول:بيلعب مع أولاد الجيران
أكملت بتساؤل:مفيش أخبار عن فيروز يا مجدي ؟؟
ظهرت ملامح الغضب علي وجه مجدي وقال:لسه بس هجيبها يعني هجيبها هي مفكره نفسها هتعرف تهرب مني بسهولة
ردت زوجته (أحلام):أنت مصمم توصلها ليه مش كفاية خلصنا من أمها
قال مجدي في باله "أنتي مفكره إني ممكن أسيب القمر دا حد غيري يتمتع بيه مش كفاية مستحملك"
أحلام:في إيه يا مجدي ؟؟ أنت لو وصلت ليها هتطلب شقة أمها اللي إحنا عايشين فيها
مجدي بعصبة:أحلام أقفلي علي الموضوع دا عشان يومك يعدي
أحلام بضيق:طيب طيب خلصنا من أمها تطلع بنتها
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في قصر آل توفيق..كانت حنان تجلس في الحديقة بعد أن تأكدت أن كل الترتيبات من أجل حضور حسن و زوجته قد تمت..سمعت حنان صوت ولدها عامر يقول:القمر قاعد لوحده ليه ؟؟
نظرت حنان بجانبها لتجد عامر و خطيبته لتقول بهدوء:القمر واقف جمبك
أكتسي وجه سناء (خطيبة عامر)بالخجل و أنحنت و قبلت يد حنان و قالت:أخبارك إيه يا ماما
حنان:بخير الحمدلله
أكملت حنان بتساؤل:أتأخرت ليه يا عامر ؟؟
جلس عامر بجانب سناء و قال:أبدا يا ست الكل خلصت الصلاة و جبت سناء و كنت عند المسئول عن تشطيب الجناح بتاعي
حنان:و إيه الأخبار؟؟
عامر:بإذن الله أسبوعين والجناح يخلص و نبدأ الفرش عشان الفرح
حنان بسعادة:ربنا يتمم علي خير
سناء و عامر:يارب
قطع كلامهم صوت أنوثي غاضب يقول:إيه الجنان اللي حسن عمله دا يا ماما
التفت الجميع إلي مصدر الصوت ليجدوا سميرة تقف و علي وجهها علامات من الغضب ..أستأذن عامر لكي يتمشي مع سناء في الحديقة و جلست سميرة و زفرت بغضب وقالت:هو حسن أجنن هو مش عارف عنده كام سنة ؟؟؟؟؟؟؟
حنان بغضب:سميرة أتكلمي بطريقة كويسة عن أخوكي الكبير أنتي هتنسي نفسك زى نبيل!!حسن من حقه يعمل اللي هو عايزه مش كفاية هو اللي شايل الحمل من يوم ما أبوكوا مات و وقف الشركة و المجموعة علي رجليها
سميرة بغضب حاولت كتمانه:يا ماما أنا أقصد...
أشارت حنان بإصبعها كي تصمت وقالت:مرات أخوكي هتوصل كمان شوية و أنا بحذرك لو أنتي أو غادة او نبيل حتي ضيقها بكلمة أنا هيبقي ليا تصرف مش هيعجب حد
زفرت سميرة بقوة و حملت حقيبتها و خرجت إلي غادة التي كانت تستمع إلي الحوار كله و بدا علي ملامحها الغضب لتتجه السيدتان إلي غرفة غادة لإيجاد حل في إبعاد تلك الفتاة المجهولة عن ثروة آل توفيق..
في نفس الوقت..كانت سيارة حسن تغزو طريقها متجه إلي القصر..كان الصمت هو اللغة السائدة بين حسن و فيروز فقد أكتفت فيروز بمشاهدة الشوارع من خلف الزجاج وحسن منشغل بمراجعة بعض أوراق عمله مع صديقه إسماعيل..
وقفت السيارة أمام القصر..ليسيطر الخوف علي فيروز و تتجمد مكانها..
حسن بجدية:فيروز إحنا وصلنا قومي
فيروز بصوت ضعيف:أنا خايفة و عايزه أروح
ابتسم حسن علي طريقة فيروز وقال:متخافيش أنا معاكى
بلا شعور أمسكت فيروز بيد حسن و قالت:حاضر
ابتسم حسن لفعلتها و ساروا في طريقهم إلي بوابة القصر..
وقف حسن أمام البوابة و قبل أن يدق الجرس..وقف لثواني..لتقول فيروز:إيه مش دا البيت!!شكله مش هو أو أنت نسيت المفاتيح؟؟صح
ضحك حسن علي طريقة فيروز و هز رأسه بالنفي..
فيروز بطفولة:يبقي دا مش بيتك و أهل البيت هيجروا ورانا و أخرتها هغسل الأطباق صح؟؟؟؟
لم يتمالك حسن نفسه و ضحك بكل قوته علي طريقة فيروز الطفولية أما فيروز فابتسمت بهدوء و صمتت في خجل..
ضغط حسن علي يد فيروز و قال:لا دا و لا دا كل الحكاية إننا هنروح لأمي في الحديقة
فيروز بحماس:الحمدلله مش هغسل أطباق
ضحك حسن مرة أخري وقال:لا متقلقيش
سار حسن و فيروز في طريقهم إلي حنان و عيون غادة و سميرة كانت تتابعهم بحقد و شر..
كانت حنان تجلس مع عامر و سناء اللذان خففا عنها كلام سميرة..لتري حسن و هو مقبل عليه و بيده فتاة صغيرة تشع جمالا و يضحكان بصوت عالي فلم تصمت فيروز عن تعليقاتها التي جعلت حسن يضحك بقوة..
ابتسمت حنان لسعادة ابنها و لكنها تعجبت من شكل الفتاة التي معه فشكلها يعطي انطباع أنها صغيرة جدا عليه..
قطع تفكيرها صوت حسن يقول:السلام عليكم
رد الجميع السلام في تعجب من صغر الفتاة التي مع حسن..
فهم حسن نظراتهم و قال:أحب أعرفكم فيروز مراتي
ابتسمت فيروز بحياء ليكمل حسن:و دا عامر أخويا الصغير و خطيبته سناء و والدتي
أنحنت فيروز لتقًبل يد حنان و قالت بصوت هادئ:تشرفنا يا ماما
حنان بابتسامة:أهلا بيكي يا بنتي
تابعت فيروز السلام مع عامر و سناء اللذان رحبا بها جدا سعداء من أجل حسن...
جلست فيروز بجانب حسن و استمر الحديث بين الجميع في أمور عامة..
قامت سناء و فيروز لكي ينفردوا بالحديث و هما يتجولان في الحديقة..
بمجرد أن قامت فيروز قالت حنان و عامر في صوت واحد:هي عندها كام سنة
حسن بجدية:24
حنان بدهشة:نعم!!إزاي يا حسن دي صغيرة عليك جدا
عامر بهدوء:حسن أنت حر في كل قرار تاخده بس مش ملاحظ إنها صغيرة عليك فعلا
نظر حسن إلي فيروز و قال بجدية:ملاحظ و عارف بس بحبها و هي راضية بيا و أظن حقي بعد السنين دي كلها أختار اللي أرتاح معها
أحتضن عامر أخيه وقال:خلاص يا أبو علي حقك عليا و مبروك يا أخويا
ابتسم حسن إلي عامر و قال:الله يخليك يا عامر
نظر حسن إلي والدته وقال:ها يا ست الكل مش هتفرحي ليا؟؟

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن