39

13.4K 429 3
                                    

بعد ما يقارب النصف ساعة..في حديقة قصر آل توفيق..ارتفعت أيدي الجميع يتلون الفاتحة في هدوء في جو يسوده المحبة..أنهي الجميع الفاتحة لتنطلق زغروطة ثلاثيية الأبعاد من فرح و رقية و حنين..
استقبل عز و جهاد المباركات من الجميع..بينما استئذن عز من عامر أن يجلس هو وجهاد علي مسافة منهم ليتحدثوا براحة أكثر..
سارت جهاد علي مسافة من عز وهي تشعر أنها ستسقط من خجلها ورعشة جسدها وهي تحادث نفسها قائلة"والله لأربيكي يا رقية إي الكعب دا هو أنا ناقصة"
أما عز فكانت دقات قلبه غريبة عليه..يشعر انها تعزف لحن هادئ معلن فرحته بإقترابه من أن تصبح حبيبته حلاله..
جلس عز علي كرسي وجهاد في الكرسي المواجهة له وهي تفرك يدها بخجل..
عز لنفسه "هم بيقولوا إي في الحاجات دي آه آه لاقيتها" عز بصوت هادئ:مبروك
جهاد بصوت مرتعش:الله يبارك فيك
عز:معلش يعني لو قراءة الفاتحة جيت بسرعة و أنتي معرفتيش تحضري نفسك
جهاد بتوتر:لا عادي
عز:تحبي تسألني في إي بقي؟؟؟
جهاد بتوتر:هو أنت يعني أقصد حضرتك
عز مطمئن:أهدي كدا و خدي نفس إحنا مش في امتحان فيزيا
تنهدت جهاد بقوة وقالت:هو أنت طلبت تتجوزني ليه و اشمعنا أمبارح؟؟
عز:مممم عشان مش شايف واحدة غيرك تنفع تكون مراتي وتشيل اسمي أما بقي باقي الإجابة خليها بعد كتب الكتاب أحسن
جهاد بخجل:ماشي
استمر الكلام بين عز وجهاد في أمور مختلفة وكثيرة ليعلم كل فرد عن الآخر تفاصيله وحياته..
أما علي الجانب الآخر من الحديقة..يجلس أمجد و رقية و امامه شاشة الهاتف يختارون تصميم منزلهم المستقبلي وهكذا الحال عند ماهر وفرح أيضا..
أما حنين شعرت من الملل من نظرها في الهاتف و الكل مشغول في حديث معين..استئذنت من عز أن تذهب للتمشي قليلا في الحديقة وسارت في طريقها إلي الحديقة الخلفية..جلست حنين علي كرسي أمام حوض من الأزهار و رفعت نظرها إلي السماء..و الصوت الذي كان في المستشفي مازال يتردد في بالها..
تنهدت حنين بقوة وقالت:يااارب
لمحت حنين أدهم يتقدم في اتجاهها وكعادته يضع كاب السويت شيرت علي رأسه ..
اقترب أدهم من الكرسي الذي تجلس عليه حنين لترتسم معالم الدهشة علي وجهه ولكن يرسم ابتسامة صغيرة علي شفتيه و يكمل سيره إلي أن وصل إلي أحد أسوار القصر و ارتفع بجسده بخفة ليجلس علي سور القصر و ظهره لحنين..
تعجبت حنين قليلا من تصرفه و لكنها أعادت نظرها إلي القمر تتأمل جماله..
التفت أدهم بعينيه ناحية حنين وابتسم ابتسامة مكسورة و عاد النظر إلي السماء..
...............................
بعد مرور أسبوع ..الجميع منشغل في التحضيرات لزفاف "أمجد و رقية" و "ماهر و فرح" و عقد قرآن "عز وجهاد" الذي سيكون ليلة الزفاف..كانت حنين منقسمة بين انشغالها مع الفتيات وانشغالها بالبحث عن أي دليل للأشخاص المذكورين في كلام والدها..و لم يختلف الحال كثيرا عند عز فكان مقسما بين عمله والتحضير لعقد قرآنه وانشغاله مع أولاد عمه وبحثه عن الطبيب المجهول ولكنه طلب المساعدة من "طارق"صديقه من مرسي مطروح..أما غادة كانت تحسب الأيام علي احر من الجمر في انتظار تنفيذ مخططها..
و في أحد الأيام..خرج الشباب والفتيات لشراء ملابس الزفاف..و بعد ساعات من البحث اختارت فرح و رقية فستان زفافهم و اختارت جهاد فستان سواريه بسيط من أجل عقد قرانها الذي سيتم في الزفاف و اختارت حنين فستان سواريه بعد إلحاح من الفتيات..أما الشباب ففي أقل من ساعة أنهوا جميع مشترياتهم..
تجمع الجميع حول طاولة في مطعم..يتكلمون في أمور الزفاف وكيف سيتم تنظيم القاعة المنفصلة؟؟ وكيف سيتم عقد القران؟؟ إلي أن دق هاتف عز..
فتح عز الخط وارتسمت ابتسامة علي شفتيه وهو يستمع إلي كلام المتحدث وأغلق الخط في هدوء..
حنين بهمس:في إي
عز بتنهيده وهمس:بعدين
أكمل الشباب كلامهم وعادوا في طريقهم إلي القصر بينما أخبرهم عز أنه سيذهب مع حنين في مشوار هام..
تعجبت جهاد من تصرفه و حاولت أن تفهم منه ولكنه أخبارها أنه امر عادي و ألا تشغل بالها..
أما حنين لم تكف عن طرح سؤال واحد و هو "عز إحنا راحيين فين"
وكانت إجابة عز واحدة أيضا "أصبري"
..................
بعد مرور ساعة..وقفت سيارة عز أمام عمارة مهجورة وقال:أنزلي
حنين بخوف:لولا إنك أخويا كنت قولت إنك هتخطفني
عز بضحك:طب أنزلي بس
هبطت حنين من السيارة وتمسكت بيد عز بخوف وصعدوا طابقين من العمارة ليقفوا أمام أحد الشقق ويدق عز الباب...فتح أحد الأشخاص الباب لتفتح حنين فمها بدهشة قائلة:طارق مش أنت في مطروح
طارق:هو أنت لسه مقولتلهاش يا عز
عز:أيوة المهم الأمانة فين؟؟؟
طارق:جوه و زي ما طلبت كل الورق اللي كان عنده هتلاقيه في الشنطة اللي علي السفرة
نظرت حنين حولها بخوف لتجد ثماني رجال يجلسون امام شاشات الحاسوب ورجلين يجلسون امام إحدي الغرف..
حنين بخوف:عز هو في إي؟؟
عز:استني يا حنين
طارق:أنا هنزل أجيب أكل للرجالة و أنت أدخل جوه للزبون
عز:معلش بتعبك معايا
طارق:بلاش هبل يا عز دا إحنا إخوات و أنا وعدتك إني هكمل معاك للآخر
عز:ربنا يخليك يا طارق
أغلق طارق الباب خلفه واستقل سيارته لإحضار الطعام بينما ألقي عز السلام علي الرجال و اطمئن أن ما طلبه يسير علي أكمل وجه..وقف عز أمام باب الغرفة وقال لأحد الرجال:أفتحوا الباب
فتح أحد الرجال المفاتيح الحديدية التي تغلق الباب..ليدخل عز ومن خلفه حنين..
دخل التؤامان الحجرة وحنين تتفحصها بعيونها بخوف..حجرة شبه خاوية لا يوجد بها إلا كرسيان صغيران و فراش صغير يجلس عليه رجل في عقده الخامس ينظر لهم بغضب..ويديه مقيدة في الفراش..
حنين بخوف:إي دا يا عز
أجلس عز أخته علي أحد الكراسي و هو علي الكرسي الآخر وقال بحدة:دكتور شاكر المهدي من أمهر دكاترة الطب الشرعي في الغش و الرشاوي والمتاجرة بأعضاء الناس..كان متجوز لحد ما شاف مراته في سريره مع واحد غيره
شاكر بعصبية:أخرس يا كلب أنت مجنون أنت مفكرني هسكتلك يبقي ..
عز مقاطعا بصوت رجولي أرعب شاكر وحنين:لما أكلم تسكت يا كلب
وضع عز قدم علي قدم و أكمل كلام بسخرية:المهم حاول يقتل مراته بس الراجل اللي كان معاها ضربه لحد ما أغمي عليه و لما صحي لاقي مراته هربت معاه المهم كان ليه بنوتة كدا نعم التربية بتشتغل في بيوت دعارة
حنين بخوف من نظرات شاكر وطريقة أخوها:عز يلا نمشي
قام عز من موضعه وأنحني في اتجاه حنين وقًبل رأسها قائلا:متخافيش أنا معاكي
اتجه عز ناحية فراش شاكر وقال بصوت غاضب:حصل غي يوم حادثة أبويا يا شاكر
حنين بصدمة:عز إي علاقته بموت بابا
عز بسخرية:دا اللي هعرفه من الدكتور لو حابب يخرج من هنا علي رجله
أكمل عز كلامه وهو ينظر لشاكر بغضب:حصل إي في حادثة حسن السيوفي
شاكر بغضب:معرفش حد بالإسم دا
عز:ممممم شكلك عايز تتطول معايا
اتجه عز إلي أخته و أحاط كتفها بيده وخرجوا من الغرفة وقال عز للرجال:سيبوه كدا يومين ثلاثة و كملوا شغل في اللي طلبته منكوا
الرجال:حاضر
هبط عز إلي سيارته بصحبة اخته التي كانت في حالة من الصدمة وقبل أن يقود عز السيارة قالت حنين:مين دا يا عز
عز:دا الدكتور بتاع الطب الشرعي اللي طلع تصرح إن بابا مات موته عادية
حنين بصدمة:نعم؟؟؟وهتسيبوه كدا
عز:الدكتور دا وراه بلاوي و انا عايز أوصل لكل حاجه براحتي
حنين:ومين الرجالة اللي فوق دول كمان
عز:هتفهمي كل حاجه في وقتها
حنين بضيق:يا عز مينفعش نخبي حاجه عن بعض خصوصا في الموضوع دا
عز:يا حبيبتي صدقيني أنا مش بخبي عنك حاجه بس لما ..
قطع كلام عز وحنين سيارة تقترب منهم وتقف أمام سيارة عز..
عز بقلق:خليكي هنا متنزليش
هبط عز من سيارته في نفس اللحظة التي هبط هو الآخر من سيارته..رفع يده ببطء وأنزل الكاب الذي كان يغطي رأسه لتتسع عين حنين وعز دهشة ويقولوا في صوت واحد:أدهم
خرجت حنين من السيارة واتجهت ناحية عز ليقول عز بقلق:في إي يا أدهم
أشار له ادهم أنه يريد الحديث معه في مكان منعزل..ليصحبه عز إلي الشقة العلوية ويطلب من الرجال أن يخلوا أحد الغرف لهم..لتجلس حنين بجانب عز وأدهم في مواجهتهم..أشعة شمس بسيطة تنير الغرفة..
حرك عز يده بمعني "في إي"
نظر لها بحزن..نظرة أربكته وأربكتها..لملم شتات نفسه وحرك شفتيه ببطء شديد ليظهر صوت رجولي يحمل في طياته آلام و حزن..ليتكلم أدهم قائلا:أنا عارف مين اللي قتل عمو حسن
اتسعت عين عز وحنين دهشة..اسئلة كثيرة دارت بذهنهم...أدهم يتكلم!! ما الذي يعرفه عن مقتل أبيهم!! لماذا ظل صامت سنين!! منذ متي وهو يتكلم!! أهي خدعة منه منذ سنين !! أم ماذا!!
حركت حنين رأسها بعنف وهي تحاول جاهده ان تتذكر متي سمعت هذا الصوت ؟؟؟و لكن كانت محاولاتها كلها فاشلة..نظر لها أدهم نظرة ذات معني لم تفهمه هي وأخرج ملف كان يخفيه في الجاكيت..
حرك أدهم مرة أخري شفتيه ولكن بتعب وبات يحكي لعز وحنين ما الذي يعرفه عن مقتل والده وكيف عرفه؟؟ و ما مضمون تلك الأوراق!!
سأله عز "هل فقدت حقا قدرتك علي الكلام أم ماذا"
رفض أدهم الإجابة عن هذا السؤال و طلب منهم ان يظل هذا سر بينهم وألا يعلم احد أنه يتكلم..
انصاع التؤامان لرغبة أدهم..و بدأ الثلاثة في وضع مخططهم للإيقاع بقتلة حسن وما تخفيه طيات ملفات أدهم وكلامهم..

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن