41

12.8K 380 2
                                    


بعد منتصف الليل..أمسك ماهر بيد فرح و أمجد بيد رقية وصعد كل عاشق إلي منزله مودعين أهلهم بابتسامة سعادة ودمعة فرحة..وقفت جهاد تلوح إلي رقية بدموع لتسمع صوت بجانبها يقول:عقبالنا يارب
جهاد بخضة:يا عز حرام عليك بتخض
عاد كل شخص إلي منزله وظلت جهاد مع عز في الحديقة يتحدثون سويا..أما سميرة وسناء قضوا ليلتهن يبكون و عامر وناصر ظلوا مستقظين يتلون آيات من القرآن الكريم..
أما لم تستطع النوم بمفردها ولا تستطيع أن تطلب من عز أن يأتي لها..لذلك هبطت إلي المطبخ لكي تحضر فنجان من القهوة..دخلت حنين المطبخ فوجدت الإضاءة مشتعلة و وجدته يقف وظهره لها يصنع القهوة.. رجعت إلي الخلف ولكنه شعربها فإلتفت بنظره لها وقال بصوت خافت خوفا من أن يسمعه أحد:في إي؟؟
حنين بصوت خافت:كنت هعمل قهوة
ادهم بصوت خافت:طب استني هعملك معايا
وقفت حنين علي باب المطبخ تحاول أن تتلاشي النظر له وكذلك حاول أدهم أن يشغل نظره عن حنين بالقهوة إلي أن انتهي من تحضيرها وقال بصوت خافت:اتفضلي
أمسكت حنين الفنجان وقالت:شكرا
سارت حنين خلف أدهم علي السلم واتجه كل منهم إلي غرفته...
بين أستار ظلامات الليل...غاص كل عاشق مع معشوقته و زوجته في عالمهم الخاص...عالم تسود فيه لغة الحب..شهد هذا الليل تجمع قلوب في لمسة انتظارتها كثيرا بالحلال..
.............
بعد مرور أسبوع من الزفاف..سافر "ماهر و فرح" إلي فرنسا..بينما سافر "أمجد و رقية" إلي كندا..
سارت الحية بشكل طبيعي و مازال التؤامان بمشاركة أدهم يبحثون جاهدين..
و في أحد الأيام..كان العمل اجتمع عز بأدهم وحنين للبحث في مشروع جديد..استمر الإجتماع ما يقارب الساعتين لم يرفع أحد فيها عيونه عن الورق..طلب أدهم أخذ راحة وقام من موضعه ليحضر القهوة بينما ذهب عز لمحادثة جهاد..فتحت حنين هاتفها بملل وتفقدت الرسائل لتجد رسالة من فرح و رقية.ردت حنين علي الرسالة وأكملت العمل..
بعد مرور ساعتين..حنين بإرهاق:أنا معتش قادرة
عز:طب روحي أنتي أنا لازم اخلص الورق دا
أدهم بصوت ضعيف:و أنا هفضل مع عز
أمسك عز بهاتفه و أخبر آمن المجموعة أن يجهز سيارة لحنين بالسائق ليكون مطمئن عليها..
استقلت حنين السيارة و اسندت رأسها علي الزجاج بإرهاق...
.....
بعد مرور ربع ساعة...توقفت السيارة فجأة لتقول حنين:في حاجه يا عم عبده
عبده:معرفش يا بنتي في حاجه قدام العربية هنزل أشيلها
حنين بإرهاق:ماشي
أغمضت حنين عينيها وهي لا تدري بما حولها..شعرت بضباب شخص يقف أمامها حاولت التحدث ولكن بدون جدوي وأغمضت عينيها بسرعة..
في مكتب عز..أوقع عز كوب القهوة من يده وقال بقلق:الساعة كام يا أدهم
أدهم:حوالي 7 في حاجه
أمسك عز هاتفه بسرعة و طلب رقم حنين ليأتيه صوت يقول "الرقم الذي طلبته غير متاح حاليا"
ألقي عز بالهاتف علي الطاولة و أدهم لا يعرف ماذا حدث له فجأة!!
أدهم:طب فهمني في إي؟؟
عز:قلبي مش مطمن حنين فيها حاجه وجع قلبي دا يبقي أختي فيها حاجه
شعر أدهم بالقلق من كلام عز فقال:طب ممكن يكون تليفونها فصل تعال نروح
ركض عز وأدهم إلي السيارة و عز يحادث جهاد يسألها هل عادت حنين أم لا؟؟
وصل عز إلي القصر و ركض إلي غرفة أخته سريعا ليجدها خاوية..
ركل عز الباب بقدمه وظل يحاول الإتصال بحنين ولكن دون فائدة..
بعث أدهم برسالة لشادي يسأله إن كانت حنين مع نغم أم لا؟؟ليخبره شادي أنهم لم يلتقوا منذ الزفاف..
ساد جو من القلق في قصر آل توفيق و استقل عز سيارته يبحث عن أخته في مكان يخطر علي باله..
بعد ثلاث ساعات من البحث..رجع عز إلي القصر بعد أن تلقي اتصال من عامر...
دخل عز القصر ليجد الصمت يعم المكان..الجميع يجلس و علي ملامحه يبدو الحزن والكسرة..
انقبض قلب عز وقال بقلق:في إي يا عمو
عامر بحزن:الشرطة كلمت المجموعة تبلغها إن العربية اللي خرجت مع حنين لقوها علي الطريق و السواق بتاعها مقتول
عز بصدمة:و أختي؟؟؟؟؟
عامر:ملقوش غير شنطتها
عز بصدمة وغضب:نعم!! يعني عايز تفهمني إن أختي حصلها حاجه
جهاد:أهدي يا عز أكيد في سوء تفاهم
عز بعصبية:بيقولك السواق مقتول ومفيش غير شنطتها مهو كله إلا أختي
نظر عز إلي أعلي القصر ليجد غادة تنظر لهم بابتسامة سخرية..
حمل عز مفاتيحه وركض إلي سيارته وأدهم يتبعه في سيارته..
.............
في حجرة مهجورة..يكسوها الظلام..جسدها الصغير مقيد علي كرسي خشبي...بدأت تفتح عيونها بتعب وتنظر حولها ولكن لا يوجد إلا ظلام..صرخت بخوف قائلة:عز ألحقني يا عز
فتح الباب الحديدي ليدخل منه رجل لا يبدو من معالمه أي شئ ولكنه تكلم بقوة قائلا:عز مين يا قطة أنتي خلاص بقيتي بتاعي أنا بقول أسيبك يومين في الجو الجميل دا و آه متخافيش الفئران اللي هنا مبتعملش حاجه مسمعش صوتك بقي عشان أنا مصدع
أغلق الرجل الباب بقوة ليرتشع جسد حنين بخوف وهي تردد:يارب يارب عز أنت فين يا عز
شعرت حنين ببعض الفئران تحوم حول قدمها لتصرخ بخوف وتتوالي صيحاتها بقوة لتبعد الفئران عنها خوفا من هذا الصوت..
.............
كانت ممتد علي الفراش ينظر إلي ضئ القمر الذي ينبعث من النافذة الحديدية..فجأة فتح باب الغرفة بقوة وظهر منها عز وعينيه تشتعلان غضب..اتجه ناحيته بقوة وأمسكه من ملابسه وصاح به:أختي فين يا ولاد ال..
شاكر بخوف من صوته ونظراته:والله ما أعرف سيبني
سدد عز بعض اللكمات له بقوة إلي أن ركض ناحيته ادهم وأبعده عن شاكر بأعجوبة قائلا:أهدي يا عز إحنا محتاجينه
عز بغضب:و رحمة أبويا وأمي لو مكلمتش يا كلب هتتمني الموت ماللي هعمله فيك أنطق
شاكر بخوف:حاضر

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن