44

13.9K 395 0
                                    

انتبه الجميع لمصدر الصوت ليجدوا هدير ابنة اسماعيل..
نظر لها إسماعيل بغضب لتقول:آسفة يا بابا بس لازم تعرف الحقيقة
أكملت هدير بأسف:بعد ولادتي بست شهور بابا كان بيتسابق مع عمي حسن بالخيل و لما وقع من عليه فقد قدرته علي الخلفه ومحدش عرف عن الحوار دا غيره و غير عمي حسن بس ماما حملت بعد الحادثة دي بشهر
أكملت هدير بألم:وقتها بابا أجنن من اللي حصل و اتهم ماما بالخيانة وإنها سلمت نفسها لحد غيره و لما بدأ يضربها كل ليلة وهي تحاول تقنعه إن الحمل من شهرين يعني قبل ما الحادثة تحصل كان بيرفض
أكملت هدير وهي تخرج كتيب من حقيبتها قائلة:دا الكتيب اللي فيه مذكرات ماما واللي عرفت منها إنها سمعت بابا وهو بيكلم عمي حسن في الموضوع دا وإنها عرفت الحمل واصطدمت بس لما كشفت الدكتور قالها إن الفترة اللي تم فيها إخصاب الجنين و تكوينه كانت قبل حادثة بابا
سميرة:و إي علاقة أخويا بالكلام دا؟؟؟
هدير:ماما لما يئست من إقناع بابا كتبت في مذكرتها إنها هتكلم عمي حسن في التليفون وتطلب منه إنه لازم يقنع بابا إنها حامل منه بعد ما تحكتله اللي الدكتور و دي كانت آخر حاجه أمي كتبتها في مذاكرتها
أكملت هدير وهي تخرج صورة لممرضة من حقيبتها قائلة:دي الممرضة روز اللي كانت في استقبال حالة ماما يوم وفاتها أنا بعد سفرية عمو حسن الأخيرة في نيويورك و أنا بدور علي أى دليل يفسر اللي حصل و يفسر غضب بابا لحد ما في يوم قابلت روز بالصدفة و شبهت عليا عشان الشبه اللي بيني و بين أمي وساعتها هي كملتلي الحكاية إن ماما لما وصلت عندهم كانت متعرضه لضرب بوحشية بس فاقت دقايق وقالتلها فيها إنها بعد ما كلمت عمي حسن أول ما قفلت معاه لاقيت بابا بيضربها بكل قوته وبيتهمها هي وحسن بالخيانة لأنه واضح مسمعش غير الجزء الأخير من المكالمة وفهم إن اللي في بطنها من حسن وبعد ما ماما حكت لروز اتوفت نتيجة الضرب اللي اتعرضت ليه
مسحت هدير دموعها قائلة:آسفة يا إسماعيل بيه بس أنت حرمتني من أمي و قررت تنتقم من صاحبك وأنت عمرك ما فكرت صح
إسماعيل بغضب:كل اللي قولتيه دا كان كدب حسن خاني مع مراتي وكان لأزم أغسل عاري بإيدي و أقتلهم الإتنين بس وقتها مكنش ينفع أنتقم من حسن بسهولة لأنه كان بيتمني الموت في أي لحظة عشان كان لوحده بس لما بقي ليه بيت وعيلة كان لازم اموته و أحرمه منهم
أمسك عز بملابس إسماعيل وقال بغضب:عشان كدا عرفت مجدي علي مكان أمي عشان كدا عرضتها للخوف
لكمه عز في وجهه وقال:مش مجدي دا اللي دورت عليه شهور بعد ما أبويا قالك إن ماما سابت جوز أمها و أنت بعت كلابك يدوروا عنه
أكمل عز وهو يقف أمام إسماعيل:مش أنت اللي عملت كل دا؟؟و أنت اللي بعت الكلب التاني ابنه عشان أختي
إسماعيل بقوة:أيوة معرفتش أكسر عين حسن بس هكسر عينيك انت و أختك
أنهال عليه عز بالضرب علي وجهه وهو يصيح:محدش يقدر يكسر عين أختي يا كلب
أمسكه عز من رقبته وسدد له ضربة في رأسه وصاح به:قتلت أبويا ليه عشان انت مش راجل
سدد له عز ضربة قوية في صدره وصاح به:أنت السبب في يتمي انا وأختي وحزن أمي
صاح ماهر في غادة:أنتي حيوانة أنتي عمرك ما تكوني انسانه حرمتيني من أبويا ليه
أزاح أدهم أخاه ماهر من امام غادة و قام عز من علي إسماعيل ليمتلأ القصر فجأة برجال الشرطة..
الضابط:أظن كدا كفاية يا عز
سدد عز لكمة لشاكر وقال:براحتك يا باشا
قبض رجال الشرطة علي شاكر وإسماعيل والرجلين الأخرين و عندما حاول أحد الرجال القبض علي غادة صاحت فيهم بغضب..
نظر ماهر إلي أدهم وتحرك الإثنان بقوة وأمسك كلا منهما بيد غادة وقالوا في صوت واحد:زي ما قتلتي أبويا هسلمك بإيدي
ذهب ماهر وادهم بقوة ناحية سيارة الشرطة و وضعوا فيها غادة ليقول ماهر وأدهم في صوت واحد:بكرهك
في داخل قصر آل توفيق..ساد الصمت القصر وارتقع صوت أنين رقية بين أحضان أمجد..و بكاء سميرة علي اهلها..حمل عز أخته بين يده ونظر إلي طارق وقال:يلا بينا
جهاد من بين دموعها:راحيين فين!!
عز:أنا لما جيت البيت دا عشان حق أبويا ومكنتش عامل حساب إن في يوم هحبك لو أنتي عيزاني يا بنت الناس زي ما أنا عايزك معاكي يومين تقرري يا تعيشي معايا في مطروح يا خليكي في البيت دا
عامر من بين دموعه:يا عز أستني إحنا أهلك قبل أي حاجه
نظر عز إلي حنين الساكنة بين ذراعيه وعيونها المنتفخة من البكاء وجسدها الذي ينتفض وقال:معتش هعرف آمن علي أختي هنا عن أذنكوا
سار عز برفقة طارق إلي سيارة طارق و انطلقوا سريعا إلي مطروح...
مسح ماهر دموعه وامسك بيد فرح وقال:يلا من هنا يا فرح
ناصر:رايح فين يا بني
ماهر بكسرة:معتش هعرف أعد في البيت دا و لا أرفع عيني في حد فيه
أكمل ماهر كلامه لفرح:هتيجي معايا و لا تروحي مع أهلك؟؟؟
أمسكت فرح بيده وقالت من بين دموعها:مش أنت قولت إنك بقيت أهلي أنا جايه معاك
سار ماهر وبيده فرح وأستقلوا تاكسي بعد أن رفض ماهر أن يستقل سيارته واتجهوا إلي أحد الفنادق..
رفع أدهم الكاب علي رأسه واتجه في طريقه إلي باب القصر ولكن أوقفه صوت رقية تقول:استني يا أدهم أنا جايه معاك
أمجد:رايحه فين يا رقية؟؟؟
رقية بدموع:معتش هقدر أعيش في البيت دا
أمجد:أنتي ليكي بيت وأنتي صاحبته أنتي مراتي فاهمه مش هسيبك تمشي
أدهم بصوت يغلب عليه البكاء:خليكي مع جوزك يا رقية
اكمل أدهم سيره إلي بوابة القصر وهو لا يعلم إلي أين سيذهب..ظل يسير وهو يخفي دموعه تحت الكاب إلي أن وصل إلي قبر أبيه..وقف أمام القبر وانهارت كل قواه..وقع بجسده امام القبر وظل يصرخ بكل ما به من قوة..
يصرخ بكل قوته علي ما به من آلام مدفونة لسنين..ضم ركبتيه إلي صدره وهو يصرخ بكل ما باقي فيه من قوة..
أما في قصر آل توفيق..أمسك أمجد بيد رقية واتجههوا إلي منزلهم وصعدت جهاد سريعا إلي غرفتها.. و ظلت سميرة وسناء وناصر وعامر ينظرون إلي القصر بعيون دامعه علي ما حدث لأهلهم فيه وعلي تفرقة العائلة..
...............
في سيارة طارق..أغلق طارق هاتفه ونظر إلي عز الذي يجلس في الخلف وحنين بين أحضانه وقال:الباقي اتقبض عليه
عز بتنهيده:الحمدلله ربنا يرحمك يا بابا
انتبه طارق للطريق وقال:أنا قلقان علي حنين
نظر عز إلي أخته الساكنة بين ذراعيه ودموعها التي لم تقف للحظة وقال:ربنا يستر نرجع البيت بس وبإذن الله تبقي بخير
طارق:بإذن الله
نظر عز إلي أخته بعيون دامعه وقال لنفسه "يارب أحميها يارب معتش ليا في الدنيا غيرها"
.........
فتح باب الغرفة..و جلس علي أقرب كرسي وجده و دفن وجهه بين يديه ليترك لدموعه المجال...
هبطت علي ركبتيها أمامه وأمسكت بيده بحنان وأبعدتها عن وجه وقالت:حبيبي عشان خاطري اكلم قول أي حاجه
ماهر من بين دموعه:أقول إي!! أمي قتلت أبويا وجدتي وكانت بتخونه أقول إي إنها كسرتني قدام الناس كلها و خانت عرض أبويا أقول إن الست اللي حرمتني من إنها تكون أم ليا بس كنت بستحمل عشان خاطر أبويا وأقول في الآخر هي أمي تبقي..
ضغطت ماهر علي شفتيه بقوة وأغلق دموعه بألم وقال:أنا بكرها اوي بكرها
مسحت فرح دموعه بحنان وجلست بجواره وسحبته إلي أحضانها بحنان..تمسكت ماهر بأحضانها بقوة وهو يقول بصوت متقطع:أنا أكسرت يا فرح أكسرت معتش هقدر ارفع عيني قصاد حد ولا قصادك
رفعت فرح وجهه بهدوء وقالت من بين دموعها:أوعي تقول كدا يا ماهر أنت عمرك ما تتكسر قدامي ولا قدام حد فاهم أنت لسه قدامي الراجل اللي متخلقش زيه اتنين حبيبي هي صحيح غلطت وغلطت أوي بس عمري لا أنا ولا حد من العيلة هياخدكوا بذنبها
دفن ماهر رأسه بين احضان زوجته وتعالت شهقاته وقال:أنا مش مصدق إنها عملت كدا في أبويا حاسس بنار بتحرق قلبي يا فرح
ضمته فرح إلي أحضانها بقوة وهي تمسح علي شعره بحنان و دموعها تهبط في صمت..أما ماهر تمني لو اختفي من هذا العالم بين أحضانها تمني لو استطاع أن يختفي بين ضلوعها..لم يكن يبكي إلا علي والده وشرفه الذي تلوث..يبكي علي كسرته هو وأخوته..يبكي علي أخوته الذين تفرقوا من حوله..علي الألم الذي بداخل أدهم..علي الألم الذي بداخل كل فرد من آل توفيق.
.............
اتسعت عينيه دهشة وقال:نعم!!
رقية من بين دموعها:بقولك طلقني
أمجد:أعقلي وبلاش جنان أطلقك إي
رقية بكسرة:أومال عايزني أفضل علي ذمتك بعد اللي اسمها أمي دي عملته بعد ما قتلت أبويا وجدتي وخانت عرض أبويا عايزني أفضل في البيت دا وأنا شايفه في عين كل واحد كره أنا عايزه أرجع لأخواتي
وقف أمجد أمام رقية وقال:يا رقية مين قال إن في حد هياخدك بذنب غادة وبعدين كل واحد عارفك كويس وعارف أخواتك
رقية بصراخ:بقولك طلقني مش عيزاك مش عايزه أي حد طلقني
أحاط أمجد خصر رقية بيده وقال بهدوء:أهدي يا حبيبتي أهدي
لكمته رقية في صدره لكمات خفيفة وهي تصيح:طلقني بقولك مش عايزه أعيش في البيت دا أنا عايزه أرجع لأخواتي عايزه بابا طلقني
حاولت رقية التخلص من قبضة أمجد ولكنه لم يمهلها أي فرصة وجذبها إلي أحضانه بكل قوته..
رقية بصراخ:طلقني يا أمجد عايزه أروح لبابا سبني
ضمها أمجد أكثر لأحضانه وقال من بين دموعه:مقدرش أعيش من غيرك يا رقية وأنتي عارفه أهدي يا حبيبتي
إنهارت كل قوة رقية وتعلقت بأحضان أمجد بكل قوتها وزاد صوت بكائها وهي تتمتم قائلة "بابا..أنا عايزه بابا"
رفعت رقية عينيها في عيون أمجد وقالت من بين دموعها:قتلت أبويا يا أمجد قتلته معرفش جابت القوة دي منين معرفش إزاي فضلت عايشه بعد ما قتلت الراجل الوحيد اللي احترمها
دفنت رقية رأسها مرة أخري في أحضان أمجد وهي ترتعش بين يديه...
........................
وصلت سيارة طارق أمام منزل عز وحنين..هبط عز من السيارة وهو يحمل حنين وصعد بها سريعا ليهرب من تساؤلات الجميع..ركض طارق خلف عز وفتح له باب المنزل و ذهب إلي منزله..تاركا كل من في الحي في قلق وخوف علي حنين..أدخل عز أخته إلي الغرفة و وضعها في الفراش وجلس بجوارها..
عز بحزن:حنين أكلمي ؟؟
حنين.......
نزلت دمعة من عيون عز وقال:طب طمنيني عليكي قولي أي حاجه ؟؟متوجعيش قلبي عليكي
حنين.....
عز بكسرة:حد عمل فيكي حاجه!!حد لمسك؟؟؟
حركت حنين رأسها بمعني "لا" واقتربت من أحضان أخيها ودفنت رأسها في صدره و دموعها تهبط في صمت.
مسح عز علي رأس أخته بحنان وقال:طب سمعيني صوتك بس
حنين بصوت متقطع من بين دموعها:ق..قتلوا..با..بابا..لي..لي..ليه
تنهد عز بقوة وقال من بين دموعه:عشان قال لا في وش ناس خاينه وكدابه
حنين بصوت مرتعش:بس هو ملوش ذنب ولا ماما ليها ذنب
صمتت حنين فجأة وتعلقت بملابس عز بقوة...
عز بخضة:في إي يا حبيبتي
حنين بخوف:هيخدوك أنت كمان مني صح!!
عز:متخافيش يا حنين متخافيش انا معاكي أهو متخافيش
ارتعش جسد حنين بقوة وهي تقول:متسبنيش يا عز انا خايفة هياخدوني تاني
حاول عز تهدئة حنين إلي أن اسكانت قليلا بين ذراعيه..اسند عز أخته وأوصلها إلي دورة المياه لتأخذ حمام ساخن وذهب هو ليبدل ملابسه...

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن