جزء بلا عنوان 55

16.1K 370 0
                                    


في صباح اليوم التالي..خرجت إلي الحديقة تبحث عن "أدهم و حنين" بعد أو وجدت غرفة كل منهما فارغة و القلق يسيطر علي أوصالها..انتبهت إلي شعاع الشمس الذهبي الذي يطلل بأشعته الهادئة علي العاشقان اللذان يجلسان علي الكرسي الهزاز وهم في أحضان بعضهم..اقتربت منهم سناء لتجد أدهم يحيط كتف حنين بيده و رأس حنين مدفونة في صدره..
سناء بهدوء:أدهم..حنين يا ولاد
لم تتلقي سناء أي إجابة منهم لتحرك يد حنين بهدوء قائلة:يا ولاد يا حنين يا أدهم
فتح أدهم عيونه ببطء وضم حنين أكثر ببطء وأكمل نومه..
ضحكت سناء بخفوت وقالت:قوم يا أدهم عشان عز لو شافك كدا هيموتك قوم يا بني الله يهديك
فتحت حنين عيونها بكسل ممزوج بتعجب..لتجد نفسها بين أحضان أدهم وسناء تنظر لهم..
شهقت حنين بخضة وابتعد عن أدهم و هي تنظر حولها بخوف ممزوج بإحراج..
أدهم بنصف عين:ينفع كدا يا طنط سناء !! يرضيكي تقوم كدا من غير إذن
ضحكت سناء قائلة:اتلم يا ولد و أنتي يا حنون أجهزي عشان جهاد رنت عليا إنهم صحوا وعز عايز يطمن عليكي
هرولت حنين إلي حجرتها بسرعة وهي تشعر بأن كيانها سينفجر من كثرة خجلها من سناء أو أدهم..
أما أدهم صعد إلي حجرته و دخل إلي حمامه الملحق وأبدل ملابسه وألقي بجسده تحت المياه الباردة وأغمض عيونه براحة وهو يتذكر ليلة أمس عندما غفت حنين بين ذراعيه..شعر في تلك اللحظة أنها كالطفلة بين يده..قبضة يدها الصغيرة التي تتمسك بقميصه أعطته الشعور بأنه ليس حبيبها فقط بل و والدها التي تتعلق بأحضانه..رأسها المدفونة في صدره شعر بأنها أخترقت ضلوعه و استقرت في قلبه لتستمع إلي دقات قلبه.. ابتسم أدهم لطفلته النائمة بين ذراعيه و ضمها أكثر له و أسند رأسه علي رأسها فرحا بقربها منه..
فتح أدهم عيونه بسعادة واحتضن القلادة التي تزين صدره و رفع رأسه لتقابل قطرات المياه الدافئة قائلا بهمس:ملكتي قلبي يا طفلتي
......
سكبت الكابتشينو في كوب بني اللون تزينه نقوش باللون السكري..أرجعت شعرها للخلف و أمسكت بقطع الكيك لتضعها في الصحن..لتشعر بيده تحيط بخصرها لتبتسم بخفوت و تلتفت برأسها ناحيته بخفة قائلة:ينفع كدا كل شوية تخضني ؟؟
ضحك بخفوت وقال:مممم مفروض تتعودي يا حبيبي
لكمته في صدره بخفة وقالت:بقي كدا !! طب ابعد بقي
نظر لها نظرة ذات معني وهو يتفحصها قائلا:زهري تاني؟؟؟ دا أنتي قاصده بقي
وضعت يدها علي وجهها بخجل لتداري ضحكتها وقالت:علي فكرة بقي مليش دعوة دي عباية الصباحية وأختك اللي مختاراها معايا
غمز لها عز قائلا:و الله أختي دي جدعة عارفه إني بعشق اللون الزهري و لا أنتي رأيك إي
قطع كلامهم صوت رنين جرس المنزل لتضحك جهاد قائلة:أنا هروح أفتح لحنين
ذهبت جهاد لتفتح باب المنزل بينما خطف عز قطعة من الكيك قائلا بهمس:و الله حلو اللون الزهري برده
فتحت جهاد باب المنزل لتجد حنين أمامها تنظر لها بإحراج...
جهاد بابتسامة:أدخلي يا حنون تعالي تعالي
حنين بإحراج:معلش يا جهاد إني جيت بدري بس طنط سناء قالت إنكوا صحيتوا وعز عايزني
جهاد:يا بنتي و فيها إي؟؟أدخلي أدخلي
دخلت حنين إلي المنزل بينما أغلقت جهاد الباب و احتضنتها قائلة:وحشتيني يا بت والله
حنين بابتسامة:و أنتي كمان والله البيت بقي فاضي والأكل بقي كتييير
جهاد بضحك:بجد؟؟ طب تمام يلا ننزل أخلص عليه أقصد أطمن علي ماما و بابا
قطع كلامهم صوت عز وهو يتجه ناحيتهم قائلا بفرحة:حنين
ابتعدت حنين عن جهاد و هرولت إلي اخيها و تعلقت برقبته كالطفلة...انسحبت جهاد بهدوء لتتركهم علي راحتهم بينما جلست حنين بين أحضان أخيها علي أريكة بالمنزل..
عز بتساؤل:عرفتي تنامي كويس و لا حصل كوابيس و كدا ؟؟؟
حنين بإحراج وقلق حاولت إخفائه:الحمدلله عدت المهم أنت أخبارك إي؟؟
عز بابتسامة:تمااام
طبعت حنين قٌبلة علي رأس أخيها وقامت من موضعها قائلة:أمشي أنا بقي ماشي؟؟
عز:لا يا حنون خليكي شوية والله وحشاني
حنين:و الله يا زيزو وأنت كمان وبعدين انت عريس بقي أسيبكوا براحتكوا
دخلت جهاد وهي تحمل الكيك و الكابتشينو قائلة:تمشي فين يا بنتي أقعدي بقي أنا عملت حسابك في الكابتشينو وبعدين جربي الكيك اللي ماما عملاه
ضحكت حنين قائلة:متعودة عليه يا اختي أسيبكوا براحتكوا بقي
اتجه عز مع أخته إلي باب المنزل وقال لها بهمس:متأكدة إنك بخير؟؟؟
حنين بابتسامة وهمس:متقلقش عليا خليك مع مراتك بقي وخالي بالك من نفسك
ابتسم لها عز مودعا و بعد أغلق الباب اتجه إلي جهاد قائلا:مش ملاحظة حاجه غريبة
جهاد بتعجب:مظنش في حاجه غريبة حنين شكلها تمام أهو
عز بنظرة ذات معني:لا مش حنين؟؟؟
جهاد بتعجب طفولي:مش عارفه ؟؟ هو أنت تقصد إي
جذبها عز من يدها قائلا:إني بعشق اللون الزهري جدااااااااااااااااا
ضحكت جهاد بقوة بينما جذبها عز إلي حجرتهم بعد أن أغلق الباب بقدمه
...................
مر أسبوع علي زفاف "عز و جهاد" سافر فيه العاشقان إلي دبي لقضاء أيام أسبوعي العسل..بينما انشغل أدهم و الشباب في مشاريع جديدة بالمجموعة..
و في صباح يوم العطلة المقرر للشباب..سألت حنين عن أدهم لتتلقي الإجابة بأنه في مرسمه ينهي بعض التصميمات..أعدت حنين كوب من العصير و اتجهت إلي مرسمه..لتفتح الباب ببطء و ينبعث من المرسم صوت كوكب الشرق..بحثت حنين بعيونها عليه لتجده جالس علي كرسيه الخشبي..جسده منحني علي اللوحة التي أمامه..كأنه في عالم منعزل عن الجميع..
لم يشعر أدهم بدخول حنين و لا بخطواتها التي تتقدم ناحيته..بحث بيده عن فنجان القهوة وهو يعدل التصميم ليجد مكان الفنجان فارغا..رفع أدهم نظره بتعجب ليجد حنين تقف أمامه مبتسمه له وتقول:مهو بصراحة مش كل شوية قهوة قهوة جرب مرة العصير دا
أدهم بابتسامة:تسلميلي
أمسك أدهم بكوب العصير وأعاد نظره إلي التصميم بينما ظلت حنين تتجول بين روسوماته بخفة..
تعجبت حنين من كشكول صغير يبدو عليها القدم يعلو طاولة الألوان التي تبعد عن أدهم بمسافة بسيطة لتمسكه بحذر وتقول:أدهم ممكن أبص فيه
نظر لها ادهم مطولا نظرة لم تفهمها حنين مطلقا بل زادت من تعجبها ليقول أدهم بتنهيده:اتفضلي
أعاد أدهم نظره إلي التصميم بينما فتحت حنين أول صفحة من الكشكول لتجد العنوان "مذكراتي أنا نبيل السيوفي"
فتحت حنين أول صفحة لتقرأ ما بين السطور..
"معرفش ليه وصلت للمرحلة إني أكتب همومي بين سطور الورق؟؟بس دا يمكن لأن محدش بيسمعني !! أو لأني وصلت لمرحلة إني مبقتش عارف أنا الإنسان اللي جوايا مات ليه ؟؟
أول مرة أحس إن جوازي من غادة غلطة يمكن عجبني جمالها و شياكتها أول مرة شوفتها فيها..حبيت تكون ملكي أنا و الجمال دا كله يبقي ليا لوحدي..
بس للأسف بعد مرور السنين الجميلة اللي اتجوزتها اتحولت لوحش بيتغذي علي الفلوس..
مع إني عمري ما حرمتها من حاجة بس حتي وهي في حضني بحس إن معايا جسد بس من غير روح"
تنهد حنين بقوة و نظرت إلي أدهم الذي يرتشف العصير لتعيد النظر إلي المذكرات مرة أخري..
"معرفش إزاي طاوعتها و بقيت بعامل أخويا كدا؟؟ معرفش إزاي سمعت كلام الشيطان دا و شككت في عرض أخويا و شرف مراته..بس أنا اللي غلطت من الأول أنا اللي غلطت لما اختارتها زوجة ليا..نسيت كل حاجة حسن عملها عشاني نسيت ليالي كتير كنت بقضيها وسط صحابي و في حضنها و هو مطحون في الشغل و بيسافر من هنا لهنا عشان يجيب الفلوس اللي أصرفها من غير حساب..معرفش إزاي قلبي بقي حجر علي أخويا ؟؟ إزاي عايز أحرمه من إنه يسمع كلمة "بابا" إزاي أحرمه من فرحته في الدنيا دي وهو كان بيفرحنا من غير ما يطلب تمن أو يستني كلمة شكر"
مسحت حنين دمعة داعبت عيونها و طوت بعض الصفحات إلي أن وصلت لعنوان صفحة جذب انتباها "ضعفي"
"أول مرة أحس إني ضعيف..النهاردة كنت ناوي إني أطلق غادة و أصحح الغلطة اللي ارتكبتها بجوازي منها بس حصل اللي مكنتش متخيله..أنا كنت مفكر إنها وحش فلوس بس أو مرة أحس إني أجوزت إبليس مش متصور إنها بتهددني بقتل ولادي اللي من صلبي ومنها عشان الفلوس مش متصور إنها حرقت جسم ابن قدامي عشان حست بإني ناوي أطلقها و بهددها..الله يرحمك يا حسن كان عندك حق لما قولتي بلاش منها..ياريتك كنت جمبي ياأخويا و دلتني أعمل إي"
رفعت حنين عينيها بصعوبة و بلعت ريقها ببطء في محاولة لفهم ما هو مكتوب في المذكرات و نظرت إلي أدهم الذي دفن رأسه بين يديه..اتجهت حنين ناحيته بتردد إلي أن وقفت خلفه وقالت:أدهم هو إي اللي مكتوب دا
لم يرفع أدهم نظره علي حنين و إنما وضع يده المرتعشه علي التيشرت الذي يرتديه و رفعهه ببطء..
لتشهق حنين بصدمة و هي تنظر إلي ظهر أدهم الذي يعتبر أنه متشوه من كثرة الحروق..
أغمضت حنين عيونها و فتحتها عدة مرات في محاولة لتصديق ما تراه أمامها..ليقول أدهم بنبرة منكسرة:مستغربة أوي اللي شوفتيه و قرأتيه
التفت أدهم بنظره إلي حنين الواقفة خلفه وقال بألم:في المكان دا من 20 سنة كنت طفل لسه مكمل خمس سنين من أسبوع و كنت قاعد مع أبويا بلعب بالألوان وهو ماسك مكوا بيصلح أسلاك الكهربا بتاعت لعبة ابنه فجأة دخلت مراته و قالتله عايزه فلوس و لما زعق وهددها إنه هيطلقها لو مبطلتش جشعها دا
أكمل أدهم بدموع متحجرة في عيونه و وجه:شدت المكوا من إيده و راحت لإبنها اللي مركز مع الألوان و لسعت ظهره كله بالمكوا
أدهم بألم و هو يضرب علي صدره بقوة:شوهت ظهر ابنها بالمكوا عشان الفلوس عشان ترضي جشعها و قالت لأبويا وهي مش مهتميه بصراخي إنه لو فكر يطلقها أو يحاول يإذيها مصير عيااله التلاته التعذيب وهي مش مستوعبة إنها بتتكلم عن ولادها
دفن أدهم رأسه بين كفيه مرة أخري وقال بألم:شوفتي بقي الأم
مسحت حنين دموعها التي أغرقت وجهها و اتجهت ناحية ادهم و لمست بيدها المرتعشة الجروح التي تغطي ظهره و تنهدت بقوة لتحاوط أدهم بيدها الصغير و تسند راسها علي ظهره بحنان ليشعر أدهم بدموعها الدافئة تخترق جروحه لتفتح جروجه من جديد و يشعر بالألم يخترق كيانه لينفجر باكيا كالأطفال..
زاد صوت أنين بكاء أدهم و حنين لتشعر حنين برعشة جسد أدهم بين يدها لتقول من بين دموعها:خلاص يا حبيبي عشان خاطري أنا معاك أهو
ابتعد حنين عن ظهر أدهم و وقفت أمامه و ازاحت يده برفق ومسحت دموعه قائلة:أدهم
أدهم بوجع:أنا بكرها أوي يا حنين بكرها من صغري وانا بكرها
أكمل أدهم بألم و هو يضع يده علي صدره:قلبي بيتحرق في كل مرة بشوفها فيها بدل ما تربيني علي حبها ربتني علي كرها كانت السبب في كسر كل فرحة ليا
أكمل أدهم بوجع و هو يمسح دموعه:مش دي اللي تبكيني يا حنين مش دي اللي دموعي تنزل عشانها دي خيانة وكدابة دي شيطان
حنين بخوف من حالة أدهم:أهدي يا حبيبي خلاص أهدي أنا آسفة
ضرب أدهم الطاولة بكل قوته وقال:متقوليش أهدي أهدي إزاي و انا كل ما أغير هدومي أشوف حرق ظهري بسببها أهدي أزاي وأنا كل لما أعدي من قصاد أوضتها افتكر آخر مرة سمعتها فيها بتتفق علي قتل ابويا أهدي إزاي وأنا كنت ضعيف ومعرفتش ادافع عنه و خوفي سيطر عليا
قام ادهم من موضعه و ضرب الكرسي بقدمه ليتحطم إلي جزيئات صغيرة قائلا:أهدي إزاي وأنا فضلت سنين عايش في خوف أهدي إزاي وانا يوم ما أبويا مات شوفتها بتضحك ومعرفتش أكلم
سقط أدهم علي ركبتيه قائلا بوجع وهو يضرب علي صدره:أهدي إزاي وأنا عايش سنين منظرها وهي في حضن راجل غير أبويا بيقتلني
جلست حنين علي ركبيتها أمام أدهم وأمسكت بيده المرتعشة قائلة:أدهم أنت تقصد إن..
أدهم مقاطعا بدموع متحجرة في عيونه:بعد موت بابا فضلت مراقبها شهور لحد ما في يوم و أنا براقبها لاقيتها خارجه من النادي و راحه بيت في منطقة مقطوعة
نظر أدهم إلي الحائط المقابل له و شرد في ذكرياته ..
FLASH BACK...
وقفت غادة بسيارتها قدام فيلا صغيرة في شارع مهجور و اتجهت إلي الفيلا و فتحت بابها الحديدي تحت عيون أدهم اللي بتراقبها..دخلت غادة الفيلا بينما ظل أدهم يبحث مطولا عن طريقة يدخل بيها الفيلا حتي لا يشعر به أحد إلي أن تسلل إلي الفيلا من علي السور الخلفي لها..أخفي أدهم وجهه تحت الكاب الذي كان يرتديه وظل يتجول في حديقة الفيلا بحذر خوفا من أن يسمعه أحد..تسلل أدهم إلي داخل الفيلا من خلال باب المطبخ الخلفي و تعجبه يزداد من حالة الفيلا المزرية وكأنما يتجول بين المقابر..بمجرد دخول أدهم إلي المطبخ سمع ضحكة عالية تهز أركان الفيلا..زفر أدهم بقوة وظل يتتبع صوت الضحكات الذي يزداد مع كل لحظة إلي أن وصل إلي غرفة بابها شبه مغلق..بلع أدهم ريقه بصعوبة و تسلل النظر من الباب شبه المغلق ليري المنظر الذي لم يكن في حسابته مطلقا..والدته بين أحضان إسماعيل وهما شبه عارييان و يتفوهان بأفظع الكلمات..
ابتعد أدهم عن الباب بصدمة وركض مسرعا إلي خارج الفيلا
BACK..
أدهم بألم:كنت ضعيف أوي خوفي خلاني اتراجع منعني من إني أقتلهم هما الإتنين
أدهم بصرخة مكتومة:ااااااه اااااااااااه شوفتها في حضنه يا حنين و منظرهم مغبش لحظة عن بالي و لا صوتهم القذر وكلامهم ااااااه
لهثت حنين أنفاسها بصعوبة وهي تشعر أنها في كابوس..نظرت لأدهم بعيون مدمعة غير مستوعبة أنه استحمل هذا الألم سنين بمفرده لا تعلم من أين آتي بتلك القوة ليكمل تلك الحياة بعد ما شاهده بعينيه؟؟
اقتربت حنين من أدهم وضمته إلي أحضانها كالطفل لتعيد بناء قوته التي تحطمت لما رآها..تمسك أدهم بأحضان حنين وهو يبكي بكل ما به من ألم إلي أن شعر بأن أنفاسه ستتوقف من كثرة الوجع..
مسكت حنين وجهه بخوف وقالت بصوت مرتعش:أدهم حبيبي اتنفس براحة عشان خاطري
أدهم بصوت ضعيف:أنا عطشان
هرولت حنين إلي الثلاجة الصغيرة الموجودة بالمرسم وأحضرتها له و جلست علي ركبتيها مرة أخري وهي تمسك زجاجة المياه بيد مرتعشة وتضعها علي شفتيه التي ترتعشان من كثرة البكاء..
أحضرت حنين تيشرت أدهم و ساعدته في ارتدائه ليضع أدهم راسه علي كتفها كأنه يطيح بكل همومه بعيدا عنه بعدما ظلت سنين تحطم كيانه..
أدهم بتنهيدة وجع:حاسس إني ضعيف و جبان أوي
قامت حنين بخفة و وقفت أمام أدهم وقالت بقوة:لا يا ادهم أنت عمرك ما كنت ضعيف أو جبان أنت اللي ساعدت عز إن الحقيقة تبان أنت اللي فضلت سنين تدور حوالين غادة وإسماعيل لحد ما عرفت جزء من الحقيقة وقدرت تجيب صورة من عقدهم العرفي
أكملت حنين وهي تشير إلي قلب أدهم قائلة:قلبك دا جواه قوة كبيرة وإصرار و عند وكبرياء قلبك دا اللي مدك بالقوة إنك تعيش سنين شايفها قدامك وساكت لحد ما الحقيقة بانت ومسكتها حطتها في عربية البوليس بإيدك
مدت حنين يدها لأدهم قائلة:أوعي تقول إنك ضعيف عشان انا قوتي بستمدها من قوتك أوعي أشوف نظرة ضعف في عيونك لأن مفيش حد يضعف أدهم
تنهد أدهم بقوة و وضع يده علي يد حنين وقام من موضعه و وقف أمام حنين مباشرة وقال:عيونك دي اللي بتضعفني
ابتسمت حنين بخجل قائلة:أوعي تبعد عني يا أدهم
تنهد أدهم بقوة قائلا:محدش هيبعد عن دنيته
.......
قام من علي فراشه وهو يرتدي قميصه القطني..نظر إلي زوجته النائمة بجواره ليبتسم بهدوء و يغطي كتفها العاري و يتجه إلي الشرفة..تنهد بقوة وكأنه يجدد الهواء في رئتيه ويده تتحسس قلادة والده التي تزين رقبته ليحادث نفسه قائلا:وحشتني أوي يا بابا و ماما وحشتني أوي..فرحتي مش عايزه تكمل من غيركوا..قلقي علي حنين بيعكر فرحتي..أول مرة أحس إنها بنتي مش أختي بقيت بخاف من اللحظة اللي أدهم يجي يطلب فيها تحديد ميعاد الفرح"
مسح عز علي شعره بهدوء ونظر إلي السماء ليحادثها قائلا "بقيت خايف من الحياة اللي أنا فيها خايف حكاية حسن وفيروز تتكرر تاني معايا أنا..عقلي بيسيطر علي كياني و بيمنعه إنه يفرح"
فاق عز من شروده علي صوت جهاد تقول:زيزو
التفت لها عز و دخل إلي الحجرة بعد أن أغلق شرفتها وقال:صباح الخير يا حبيبي
جهاد بكسل:صباح النور يا حبيبي
أكملت جهاد بمرح:ها هتفسحني فين بقي؟؟ ها !! ها !! ها !!
ضحك عز قائلا:غيري هدومك بس وأنا هوديكي المكان اللي نفسك فيه
جهاد بمرح طفولي:بس كدا!! دقيقة وتلاقيني جاهزة

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن