40

14.7K 386 1
                                    


بعد هذا اليوم وأصبح الثلاثة يلتقون كل يوم سرا في العمارة المهجورة..يحاولون جاهدين أن يصلوا إلي دليل مثبت علي القتلة..بينما الدكتور شاكر كما هو ملتزم الصمت..
و في أحد الأيام..بينما هم مجتمعين كعادتهم...رن هاتف عز باسم جهاد..فاستئذن منهم وخرج للحديث في الشرفة و ترك الباب مفتوحا..
نظرت حنين إلي ادهم بحزن لا تعلم من أين أتي بتلك القوة التي جعلته قادر علي تحمل كل تلك الهموم ولا يشارك بها أحد!! تعلم أن مازال بداخله أسرار و أسرار ولكن لماذا يظل صامتا؟؟لماذا هذا الحزن في عينيه!!
تنهدت حنين بحزن وأعادت النظر إلي جهازها الحاسوب..خطف أدهم نظرة عابرة إلي حنين وأمسك بفنجان قهوته ليجده خاليا..قام أدهم من موضعه لتحضير فنجان قهوة آخر ليجد أن البن قد نفذ..زفر أدهم بضيق وعاد إلي موضعه وأكمل النظر إلي حاسوبه..أما حنين قامت من موضعها هي الأخري وخرجت من الغرفة تحت نظرات أدهم المتعجبة والمشتعلة غيرة من خروجها فجأة وسمعها تنده علي "طارق" بعد أقل من دقيقة...عادت حنين ومعاها ثلاث أكواب عصير مانجو و وضعتها علي المنضدة..حملت كوب بيد مرتعشة وقالت:أدهم أتفضل
رفع أدهم نظره عن الحاسوب..وابتسم ابتسامة صغيرة وقال:شكرا
بعد دقائق معدودة..خرج عز من الشرفة وعلي وجهه ابتسامة صغيرة...حمل كوب العصير و أعاد النظر إلي حاسوبه وهو يقول لنفسه "أنا غلطان إني قولت أستني فرح ماهر وأمجد عشان كتب الكتاب انا اللي جبته لنفسي"
..............................
بدء العد التنازلي لحفل زفاف "ماهر و فرح" و "أمجد و رقية" القصر في حالة الإستعداد القصوي..الكل مشغول بين تحضيرات عش الزوجية للعرسان و شهر العسل و قاعة الزفاف و الضيوف و الفساتين و كتب كتاب "عز و جهاد" اللي هيكون في اليوم دا.."ماهر و أمجد" الإتنين علي أحر من الجمر في انتظار يوم الفرح..كل واحد مستني اللحظة اللي حبيبته تبقي مراته وحلاله قصاد العالم كله..أما سميرة فبرغم فرحتها لفرح بس حزنها كان أكبر..مش مصدقة إن البنت اللي عوضتها عن احاسيس كتير اتحرمت هيجي اليوم اللي تزفها بإيدها لبيت الراجل اللي اختارته..لسه شيفاها البنت الصغيرة اللي جابتها بيتها وكانت بتخاف عليها من نفسها..لسه سامعه أول "ماما" منها لما في يوم صحيت ومكنتش جمبها..الحال مختلفش كتير عند سناء..مش مستوعبة إن "أمجد" بقي عريس..خلاص الطفل اللي كانت بتجري وراه عشان يكمل أكل هيبقي عريس ويشيل مسئولية تكوين أسرة..صحيح هيسكن في العمارة اللي متخصصه لشباب العيلة واللي علي بعد أقل من نص متر منها بس برده مش مستوعبة إنها في يوم هتصحي وتروح غرفته هتلاقيها فاضية..أما رقية و ماهر كانوا متعودين علي البرود من غادة ومستغربوش لما محسوش بحزن من فراقهم ليها..حزنهم كان علي فراقهم لسناء وعامر..حزنهم علي حنية سناء اللي غمرتهم بيها من غير ما تستني مقابل..حتي سناء معرفتش تخبي دموعها يوم ما جم عليها يفرجوها مكان شهر العسل..حست فعلا إن اليوم هيقرب وهيبعد عنها تلاته من ولادها مش بس واحد..
أما أدهم معرفش يخبي حزنه لفراق أخواته..مقدرش يخبي دموعه قدام ماهر لما كانوا بيجهزوا هدوم ماهر..
رغم إن أدهم لسه واهم الكل إنه مش بيكلم بس وصل أجمل معاني الحب والحنان لأخواته بإشاراته..
و في يوم الحنة...اتقسم القصر لجزئين..الجزء العلوي للبنات وصحباتهم والجزء السفلي للشباب وصحابهم..
اضطرت غادة للحضور وهي طول الحفل ساكتة..سناء اللي واقفة حوالين البنتين تلبي طلباتهم بفرحة..
أما جهاد فاستغلتها فرصة واحتفلت هي كمان بمناسبة كتب كتابها اللي قرب أوي..
جو الحنة والهيصه الفرحة قدر يخف من الضغط اللي عند حنين..قررت تنسي المشاكل و لو ساعات وقامت مع بنات أعمامها..تصقف و تغني و ترقص..حضر كمان مع البنات "نغم" زوجة "شادي" صاحب أدهم..
اتعرفت نغم علي كل بنات عائلة "توفيق" و خصوصا حنين وموقفتش عن الكلام معاها والضحك..
أما في الطابق السفلي..عامر وناصر ومجموعة من أصحابهم المقربين..قاعدين في الحديقة بعيد عن الهيصه يفتكروا ذكرياتهم سوا..بس الشباب رفضوا كدا وجمعوا نفسهم و راحوا الحديقة وخالوهم يشاركوهم الهيصه..
أدهم و عز قرروا إنهم يأجلوا مشاكلهم لمدة يومين وبس..يفرحوا و يفرحوا أخواتهم..أما شادي و بما إنه عريس جديد مكملش شهرين فكان هو المنظم الأول لحفلة الشباب و رفض إن أدهم يقعد و لو ثانية و أجبره إنه يقوم يهيص معاهم ويرقص..و بالطبيعي إن الشباب ميسلموش من تعليقات عامر وناصر و أصحابهم علي الأغاني اللي بتشتغل بس كان الرد الطبيعي من الشباب "اللي غيران منا يقلدنا"
مر اليوم بسلام..وعادر كل شخص إلي منزله وظلت الفتيات سويا في حجرة جهاد والشباب في حجرة أدهم و قضوا سهرتهم حتي صلاة الفجر..
...................
في اليوم التالي..بعد أذان الظهر..ذهبت "فرح و جهاد و رقية و حنين"في سيارة أدهم بعد منع سناء وسميرة الشباب من رؤية عروساتهم...وصلت سيارة أدهم إلي الفندق الذي سيقام فيه الزفاف..صعدت الفتيات إلي الجناح المخصص لهم..و حضرت الفتيات المتخصصات في تجهيز ملكات الليلة..تأكدت حنين من أن كل فتاة بدأ في وضع المسكات الخاصة بهن..جلست لتستريح علي الأريكة..فتحت حقيبتها لإحضار هاتفها و إطمئنان سناء .و لكنها فوجئت أن هاتفها ليس في الحقيبة..ظنت حنين أن الهاتف سقط منها عندما كانت في العربة..فخرجت من الجناح و اتجهت إلي الجناح الذي يوجد به الشباب لتسأل أدهم عنه...
قاربت حنين من جناح الشباب وي تنظر للأرض بضيق وخجل. ولكنها لم تنتبه ل..
هبط إلي سيارته ليحضر منها حقيبته..لمح بها هاتف ملقي علي الكرسي الخلفي..أمسك الهاتف وفتحه ليجد صورة لها وهي ممسكه بأخيها..ابتسم ابتسامة خافتة..وأمسك الهاتف و ذهب في طريقه لكي يعطيها إياه..سار في طريقه إلي الجناح..لم ينتبه لها وهي تسير وتدب في الأرض بغيظ..اقتربت المسافة بينهم وكلا منهم في عالمه الخاص..
تنهد أدهم بضيق وكذلك حنين و رفع الإثنان رأسيهما و لكن في الوقت المتأخر..ليصطدم أدهم بحنين بقوة..
تجمد الإثنان مكانهما..ينظران لبعض بصدمة..ابتعدت حنين بسرعة عن أدهم وقبل أن ترجع في طريقها إلي الجناح..مدً أدهم يده بهاتفها لتلتقطه حنين بسرعة وتعود إلي الفتيات...و اتجه أدهم بدور إلي الشياب..
...........
أضاء القمر كالبدر يملأ الأرض نورا..غردت الطيور حول الفندق الذي سيقام فيه الزفاف وكأنها تزف العشاق..
سلم مزين بالورود والإضاءات الخافتة يداعبه نور القمر..تهبط من عليه فرح وهي ممسكه بيد "ناصر" و رقية و هي متمسكه بيد "أدهم" وخلفهم تمسكت حنين بيد جهاد وكأنها تزفها لأخيها..
أما في اسفل السلم..تعلق قلب كل عاشق بمعشوقته التي تهبط من أعلي الدرج وكأنها آية من الجمال..
ارتفعت أصوات الدفوف..و استلم ماهر فرح.واستلم أمجد رقية ولم ينسي ماهر مباركته لأخته...
اتجه الجميع إلي قاعة من أجل عقد قرآن عز و جهاد..
أمسك عز بيد عامر و نظره معلق جهاد..اسدل الشيخ المنديل علي يدهم وبدأ في عقد القرآن..
فجأة علُت أصوات الجميع مرددين "بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير"
عًلت زغروطة ثلاثية الأبعاد من حنين و فرح ورقية اللتان لم تهتما أنهما بفستان الزفاف بقدر فرحتهم من أجل جهاد..بدأت المباركات تنهال علي عز وجهاد وعامر..إلي أن أذن ميعاد اتجاه الفتيات لقاعتهن و الشباب لقاعتهم.
ودع ماهر زوجته بقٌبلة حانية علي جبينها..و ودع أمجد زوجته بقٌبلة حانية علي خديها المتوردة خجلا..
أما جهاد وقفت تبحث عن حنين بعيونها..إلي أن شعرت بلمسة دافئة تمسك يدها..نظرت خلفها بدهشة..لتجده ينظر لها بابتسامته التي أسرت قلبها..
جهاد بخجل:عز أنا لازم..
اقترب عز من أذنها بهدو وقال بصوت هادئ كأنه يعزف علي اوتار قلبه:بحبك
ابتسم عز إلي جهاد ولم ينتظر منها رد فقد اكتفي بنظرة عيونها التي تنطق باسمه و ركض إلي قاعة الشباب..
كانت جهاد تحت تأثير كلمة عز ..ما أجملها كلمة في الحلال !! شعرت بنبضات قلبها ستحطم جسدها من سرعتها..تمنت لو أن الزمن يقف بها وتعاد كلمة "بحبك" من شفاه عز..فاقت من أحلامها الوردية علي صوت حنين يقول:يلا يا بنتي الفرح هيبدا
جهاد بصرخة:قالها يا حنين قالها قالها
رفعت حنين حاجبها وقالت بتعجب:ما شاء الله الإتنين مجانين
احتضنت جهاد حنين بقوة وقالت:أنا مبسوطة أوي يا حنين بحبه أوي أوي بحبه
حنين بضحكة مكتومة:اسكتي يا جهاد
جهاد بسعادة:اسكت إي أنا حاسه إني طايرة في السما..يالهوي أنا حاسه إن كل حتة فيا بتقول بحبك با عز
انفجرت حنين ضاحكة وقالت:طب تمام سلام أنا بقي
جهاد بتعجب:استني أنتي راحه فين يا بت أنتي!! هتسبيني لوحدي في القاعة دي
ركضت حنين إلي الخارج وهي تمسح دموعها من كثرة الضحك..حملت جهاد فستانها وكانت في طريقها إلي حنين إلي أن أوقفها صوته الرجولي يقول:طب بذمتك يصح الكلام دا يتقال في ضهري
تجمدت جهاد مكانها وهي متأكدة من صاحب هذا الصوت..احمر وجهها خجلا..و سرت رعشة غريبة في جسدها بأسره...
وقف عز أمامها وقال بابتسامة:ها كنتي بتقولي إي ؟؟
تمنت جهاد في تلك اللحظة أن تنشطر الأرض وتبتلعها من إحراجها من عز..
عز بنصف ضحكة:جهاد حبيبتي أنتي كويسة
جهاد في نفسها "حبيبتي يالهوووي حد يلحقني هقع هقع" كانت جهاد صادقة في محادثتها لنفسها فمجرد أن حاولت أن ترجع خطوات للخلف تعثرت قدمها بالفستان وأوشكت علي السقوط ولكن عز أحاطها من خصرها بيده ورفعها ببطء إلي صدره وقال بابتسامة:والله العظيم بحبك
فتحت جهاد عيونها ببطء وجسدها ينتفض من قربها من عز ولكنها أطاعت قلبها وقالت بصوت مرتعش:و أنا كمان بحبك
ظلت جهاد مع عز لمدة خمس دقائق أخري وعاد كل منهم إلي القاعة..وبدأ حفل الزفاف..شكرت فرح ورقية حنين علي فكرتها في أن يكون الفرح منفصل لتأخذ كل عروس راحتها في الحركة والرقص..
بعد مدة..كانت رقية مشغولة بالرقص مع أحد صديقتها..شعرت بيد حنين تجذبها من علي المسرح..
رقية:في إي يا بنتي يا حاجه إحنا راحيين فين !! الفرح يخربيتك
حنين:هششششش بس بس الله يكون في عونك يا أمجد
رقية:يا حاجه إحنا خرجنا بره القاعة يا زفتة
أوقفت حنين رقية وقالت:استلم يا أمجد دي رغاية أوي
رفعت رقية نظرها إلي الشخص الذي يقف أمامها لتجده أمجد..رقية بتعجب:هو في إي؟؟
حملها أمجد بخفة بين ذراعيه وقال:عندك حق رغاية
رقية بخضة:يا أمجد في إي ؟؟؟؟
سار أمجد برقية إلي قاعة صغيرة...تضئ بألوان هادئة مزينة بالورود..صفق أمجد مرتين لترتفع أغنية "احضني"
أحاط أمجد خصر رقية بيده وقال:أظن من حقي أحظي برقصة slow مع حبيبتي
ابتسمت رقية بخجل واسندت رأسها علي صدر أمجد بسعادة..
علي مسافة من تلك القاعة..كانت فرح بين أحضان ماهر يتراقصون علي أنغام أغنية "حلم السنين"..رفعت فرح رأسها ببطء من علي صدر ماهر قائلة:بحبك
ابتسم ماهر ابتسامة هادئ و أجابها بقٌبلة هادئة رومانسية..

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن