30

14.9K 441 1
                                    

كانت منشغله بتلبية طلبات إحدي الزبائن و نظرات ابن صاحب المحل تتابعها في شهوة..زفرت بضيق و نظرت إلي أخيها فوجدته منشغل مع الزبائن الذين دخلوا بتوهم إلي المحل..تنهدت بحزن وانتبهت إلي السيدة التي معها..
في بداية المحل..عمرو:السلام عليكم
عز:و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
نظر أمجد و ماهر إلي عز بتعجب ثم أداروا نظرهم إلي بعضهم..أمجد بهمس:أنا حاسس إني شوفت حد شبه الشاب دا
ماهر بهمس:و أنا كمان شكله مش غريب عليا
عز:أقدر أساعد حضراتكوا بإي
ماهر بانتباه:أصل التيشرت زي ما أنت شايف و عايز حاجه تليق علي البنطلون دا
عز:طيب ثواني يا فندم
التفت عز إلي أحد الرف الخلفي له و بحث عن تيشرت يليق بماهر..
ذهبت حنين إلي عز و هي تقول:عز هو في من دا مقاس M
عز:آه موجود في المخزن جوه
حنين:طيب هروح أجيبه أنا
ذهبت حنين في طريقها للمخزن و هي لا تشعر بعيون ماهر التي اتسعت دهشة وهو يردد بصوت خافت:أنا شوفتك فين قبل كدا افتكر يا ماهر افتكر
و بين حيرة أمجد في الشبه بين عز و شخص مجهول عن باله و محاولة ماهر لإيجاد اللحظة التي رأي فيها فتاة كحنين..قال عز:اتفضل حضرتك تقدر تقيس دا جوه
ماهر بانتباه:ها طيب شكرا
دخل ماهر غرفة القياس ليستغل أمجد الفرصة و يعطي المال لصديقه بعد اقناعات من أمجد لعمرو ليقبل المال علي سبيل الإستعارة..
خرج ماهر من غرفة القياس بعد أن ارتدي التيشرت و شكر عز علي ذوقه البسيط وقال:بكام بقي ؟؟؟
عز:ب......
لم يكمل عز جملته لسماعه صراخ أخته حنين باسمه و هي تجري ناحيته بخوف..
انتفض عز من مكانه و هرول إلي حنين وقال بخوف:في إي يا حنين في إي
لم تقوي حنين علي التحدث و جسدها يرتعش بقوة و دموعها منهمرة علي خديها..التفت جميع من في المحل إلي حالة حنين المزرية لينتبه عز إلي آثار يد علي كف حنين الصغير..
في تلك اللحظة خرج ابن صاحب المحل من المخزن و هو يلتفت حوله بخوف لينقض عليه عز بكل قوته و هو يسدد له أقوي الضربات وسط محاولات كل من في المحل حتي ماهر وأمجد أن يبعده عنه لنزيف الشاب من فمه و أنفه...
عز بغضب عارم:أنت أجننت يا حيوان..تمد إيدك علي أختي أنا
أكمل عز تسديد الضربات إلي عز و هو يقول بين الضربة و الأخري:دي عشان فكرت تبصلها بعينيك
"و دي عشان قربت منها"
سدد عز ضربة قوية وقال:و دي عشان فكرت تلمسها يا .....
أوقف عز الشاب وضرب رأسه في منيكان خشبي ليتفتت إلي جزيئات و يقع الشاب علي الأرض..
كاد عز أن يهبط عليه مرة أخري ولكن أوقفه يد ماهر تقول:كفاية كدا دا ممكن يموت في إيدك
نزع عز يده بقوة و ركل في جسد الشاب بكل قوته إلي أن سمع صوت صاحب المحل يقول:أنت بتعمل إي
عز بقوة وغضب:بربي ابنك عشان معرفتش تربيه
الرجل بغضب:أنت .....
لم يستطع الرجل إكمال كلامه بسبب صوت عز الذي ارتفع بقوة قائلا:أنت هتعمل عليا أنا راجل و تزعق شوف ال.. اللي خلفته و معرفتش تربيه
أكمل عز بنبرة تحذيريه:و رحمة أبويا لو أنت ولا الكلب اللي مرمي علي الأرض دا و لا أي حد فكر مجرد تفكير يتعرض لأختي هخليه يتمني الموت بدل اللي هعمله فيه و قد أعذر من أنذر
ركل عز الشاب في بطنه بقوة و اتجه إلي حنين الجالسة علي الأرض و ضامه ركبتيها إلي صدرها..
حمل عز حنين بحنان و وضع رأسها علي صدره و قًبل جبينها بحنان قائلا:حقك عليا متخافيش أنا جمبك
لم يسلم صاحب المحل من تعليقات الناس له و لأبنه ولأفعاله الخسيسة بينما هرول ماهر و أمجد خارج عز وهما لا يعلمان ماذا يقولان له..
ما إن سار عز عدة خطوات خلف باب المحل ليسمع صوت يقول:لو سمحت يا أستاذ لو سمحت
التفت عز قائلا:نعم
ماهر:تعال نوصلك أي مستشفي مينفعش تروحوا كدا
عز:لا شكرا
أمجد:بلاش عند لو أختك فضلت تعيط كدا ممكن يغمي عليها و لا حاجه
نظر عز إلي أخته و جسدها المرتعش بين يديه وقال:طيب معلش هنتعبكوا
ماهر:لا لا و لا يهمك
كانت سيارة ماهر قريبة من مكان وقوف عز ليقول ماهر:أتفضلوا
جلس عز و حنين في الخلف و حنين متعلقه بأحضان عز لا تتركها أبدا وهي ترتجف بين يده و تبكي بأنين..
جلس أمجد في المقعد المقابل لماهر بعد أن أخبر عمرو بأنه سيحادثه ليلا..
...........................
في المستشفي..دخل عز الإستقبال و هو يركض بخوف بعد أن فقدت حنين وعيها في السيارة..
موظفة الإستقبال:من فضلك لازم تكتب الإستمارة الأول
عز بغضب:ملعون الإستمارة ألحقوا أختي
ارتعبت الموظفة من طريقة عز وأشارت إلي أحد الممرضين الذي حمل حنين علي السرير المتحرك متجها إلي الطوارئ..
بعد أن تأكد عز من أن أخته سيتم معالجتها..اتجه إلي الإستقبال ليجد ماهر و أمجد ينظرون إلي الأرض بتعجب..
عز بإحراج:معلش تعبتكوا
ماهر بانتباه:لا لا مفيش مشكلة المهم يلا عشان تملي الإستمارة
اتجه عز و خلفه أمجد و ماهر اللذان ينظران له بترقب...
موظفة الإستقبال:اسم المريضة
عز:حنين حسن توفيق السيوفي
ماهر و أمجد بصدمة:نعم!!!!!!!!!
عز بانتباه:في حاجه
لم يستطع ماهر أو أمجد الرد فكانوا تحت تأثير صدمة ما سمعوه أيعقل أن تكون تلك ابنة عمهم و هذا ابن عمهم!!
تأكدت شكوك الإثنان عندما سمعوا الموظفة تقول:اسم حضرتك و صلة القرابة
عز:عز حسن توفيق السيوفي
ماهر بسرعة:معلش يا عز هنروح بس نجيب حاجه من العربية
عز:عادي مفيش مشكلة
سار ماهر و أمجد بأقصي سرعة لهم و جلسوا في السيارة و هم يلهثوا أنفسهم..
ماهر بصدمة:أنت سمعت اللي أنا سمعته
أمجد بصدمة:أنا حاسس إني ودني بتكدب عليا معقول يكونوا ولاد عمي حسن
ماهر بانتباه:عمو عامر لازم يعرف لازم
أخرج ماهر هاتفه وهاتف عامر بسرعة..
عامر:السلام عليكم
ماهر بسرعة:عمو ألحق يا عمو
عامر بخضة:في إي يا ماهر مال صوتك
ماهر بسعادة:لاقينا ولاد عمي حسن
..................
بعد ثلث ساعة..اتجه ماهر و أمجد إلي عز و هما يودان أن لو يستطيعا أن يضموه إلي أحضانهم..
ماهر:أخبار آنسة حنين إي
عز بانتباه:الحمدلله فاقت و هتخرج كمان شوية
أمجد:حمدلله علي سلامتها
عز بشرود:الله يسلمك
تعلق نظر عز بالغرفة التي بها حنين و هو يقول لنفسه أن ما حدث من ساعة ما كان إلا كابوس مزعج..يشعر برعشة جسد حنين بين يده إلي الآن..تنهد بحزن و انتفض من مكانه عندما وجد باب الغرفة يفتح..
تركت حنين يد الممرضات و هرولت إلي حضن أخيها لتختبئ بين ذراعيه من هذا العالم..
مسح عز علي رأس حنين بحنان وقال بهمس:متخافيش يا حنون
حنين من بين دموعها:طول ما أنت جمبي مبعرفش اخاف
التفت عز إلي الدكتور الذي يقول:تقدري تروحي يا آنسة حنين بس ياريت ترتاحي اليومين دول
حنين بابتسامة باهته:حاضر
عز بهمس:دول ماهر و أمجد الشباب اللي جابونا في عربيتهم
تأكد ماهر من شكوكه الآن و عرف لماذا كاد أن يجنن عقله من هذا الشبه بين حنين و بين الفتاة المجهولة..أصبحت الصورة واضحة الآن ليقول لنفسه "ما هي إلا صورة مصغرة من طنط فيروز"
أمجد:حمدلله علي السلامة
حنين:الله يسلمك
ماهر بانتباه:حمدلله علي السلامة
حنين:الله يسلمك
ماهر:اتفضلوا معانا بقي عشان نوصلكوا
عز بإحراج:لا لا كدا كتير عليكوا إحنا تعبناكوا معانا برده
ماهر:لا متقولش كدا دا واجب أتفضلوا
بعد جدال بين عز و ماهر و أمجد وافق عز علي روجوعهم في سيارة ماهر..

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن