الفصل العاشر

20K 541 9
                                    

في فيلا إسماعيل..
دخلت هدير علي والدها في مكتبه وقالت:بابا أنا عايزه أروح لفيروز عشان أطمن عليها أصلها سابت الحفلة بدري إمبارح
إسماعيل:فيروز سافرت الفجر يا هدير
هدير بحزن:إيه!! طب ليه يعني يا بابا ؟؟
إسماعيل:هدير أنا مشغول مش وقت كلام
هدير بضيق:بس..
إسماعيل مقاطعا بعصبية خفيفة:بقولك مشغول
زفرت هدير بضيق و أغلقت باب المكتب بغضب صاعده إلي غرفتها..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا حسن..
أعدل حسن الغطاء علي فيروز الساكنة في فراشه لا تحرك رموشها..جلس حسن أمامها و هو يتأمل أنفاسها التي تلتقطها ببطء..تنهد بضيق و خلع ربطة عنقه و اتجه إلي الحمام المرفق بالغرفة لأخذ حمام بارد..
أما فيروز فكانت شبه مغيبه عن العالم الذي يدور حولها..صراعات كثيرة تدور في عقلها...كيف تربت علي معاملة والدتها القاسية؟؟نظرات زوج أمها القاتلة؟؟كيف انتهي بها القدر أن تكون زوجة هذا الرجل الذي غمرها بحنانه و عطفه رغم أنه في مثل سن والدها؟؟أو قُبلة بينهما!!أو لمسة من يده!!أول شعور بالأمان؟؟
انتهت الصراعات في عقلها إلي آخر ليلة في سجينها مع زوج أمها..
ظلت فيروز تصب عرقا و هي في كابوسها الذي يذكرها بلحظات كانت علي مقربه من فقد عذريتها...كلماته القاسية..رائحته الكريهة..لمسته القاتلة..ظلت فيروز تلهث أنفاسها و تحاول أن تصرخ إلي أن فزعت و صرخت بقوة لتفيق من هذا الكابوس المؤلم..نظرت حولها وجدتها في فراش حسن..و قبل أن تحاول التفكير في الحركة كان حسن يخرج من الحمام و يبدو عليه القلق..أقترب منها وقال بقلق:مالك يا حبيبتي !! أهدي أهدي
نظرت فيروز له بحزن وهي تتذكر كلام أهله عنها..تتذكر كيف انسحبت و هي تجر خيبتها و خجلها منهم..
نزلت دمعة من عينيها ببطء لتتوالي باقي الدموع كالسيول و تزداد أنفاس فيروز و هي تشهق بخوف..
اقترب منها حسن و جلس بجوارها و أمسك بيدها وقال:اهدي يا حبيبتي مفيش حاجه خلاص أنتي معايا
لم تكن فيروز بحاجه إلا كلماته أو لمسة يده..و إنما بحاجه إلا أحضانه..نزعت يدها بقوة و ارتمت بين أحضانه و بكائها يزيد بقوة يعجز حسن عن إيقافها فقد كان بين صدمته من انها بين أحضانه و حزنه عليها..
لم تنتظر فيروز أي رد فعل منه و إنما تعلقت به كالغريق الذي وجد طوق النجاة و الملاذ الآمن..اعتدل حسن في جلسته و هو لا يبعد فيروز عن أحضانه و إنما وضع رأسها علي صدره و هي يملس علي كتفها و شعرها بحنان.
ارتخت فيروز بين يديه و ضعفت كل قواها و أغلقت عينيها بتعب من كثرة البكاء لتستسلم للنوم بهدوء..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في مكان آخر..استيقظ من نومه علي صوت طرقات علي باب منزله..ذهب بتكاسل ناحية الباب و فتحه ليجد أحد أصدقائه يحمل له البشارة السارة الذي انتظارها لأيام..ابتسم و ضحك بنصر و أعطاه المال علي وعد بتنفيذ خطته في أقرب فرصة..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في اليوم التالي..في قصر آل توفيق..
جلست في حديقة القصر و علي ملامحها يكتسي الحزن..ابتسمت لقدوم ولدها الذي انحني علي يدها يقبلها قائلا:صباح الخير يا ست الكل
حنان بابتسامة:صباح الخير يا عامر
عامر:ماله القمر زعلان ليه!!
حنان بتنهيده:علي حال أخوك يا بني هيكون من إي
عامر بحزن:معلش يا ماما فترة و هتعدي و بعدين هو برده كان لازم يعرفنا كل حاجه
حنان بشرود:النصيب يا بني هنقول إي
عامر:و حضرتك هتعملي إي؟؟
لمحت حنان..نبيل و زوجته يقتربون منهم وقالت:هتعرف الوقتي يا حبيبي
جلست غادة بجانب نبيل بعد أن أدوا تحية الصباح علي مضض و جلسوا في صمت..لتمر دقائق معدوده و تأتي سميرة ..لتبدأ حنان الكلام قائلة:اللي هقوله هيتنفذ و اللي مش موافق يعتبر نفسه بره عائلة توفيق و أي حاجه تخصه
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
فتحت عيونها الزرقاء بصعوبة إثر أشعة الشمس الذهبية التي داعبت وجهها الملائكي..شعرت بأنفاس هادئة تجوب حوالها ترفع نظراها ببطئ لتجد نفسها في أحضانه..فتحت عينيها بدهشة و تعجب تصلبت مكانها..بدأ ذكريات ليلة امس يمر ببالها..أكتسي وجهها باللون الأحمر عندما تذكرت أنها هي من ارتمت بين احضانه...
خطر ببالها أن تقوم و لكنها لا تعلم لماذا ظلت تنظر له..تتأمله تدقق في كل تفصيله في ملامحه...تنهدت براحة و أغلقت عينيها و وضعت رأسها مرة اخري علي صدره..
ابتسم هو من فعلتها فقد كان يشعر بها..ضمها أكثر لأحضانه و أغمض عينيه مرة أخري..
بعد مرور ساعة أو اكثر..فاق من نومه و أخذ منشفته لأخذ حمامه اليومي...أما فيروز تنهدت ببطء و ذهبت إلي غرفتها الملحقة بغرفته و أبدلت ملابسها و صففت شعرها..
سمعت صوته يناديها من أجل الإفطار..ذهبت معه في صمت تام إلي أن انهوا الإفطار ليقول:فيروز تعالي ورايا المكتب عايز نكلم شوية
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا إسماعيل..
تأكدت هدير من أن والدها ذهب إلي العمل و هبطت سريعا إلي مكتبه..
جلست امام المكتب و هي تحاول فتح أي درج من أدراجه و لكن دون جدوي..
شعرت بعدم الجدوي من هذا..تنهدت بضيق و خرجت من المكتب و هي تحاول إيجاد تفسير لما يفعله والدها..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في مكتب حسن..
أغلقت الخادمة الباب بعد أن وضعت القهوة أمام حسن و فيروز..ليقول حسن:أخبارك إي النهاردة ؟؟
فيروز:الحمدلله
حسن بتنهيده:أنا آسف علي الكلام اللي سمعتيه إمبارح
فيروز بحزن:أنا اللي آسفة لأني سببت كل المشاكل دي مع إخواتك و..
حسن:متكمليش يا فيروز..هم اللي غلطانين..أنا اللي خليتك في الموقف دا
فيروز:بس أنا مش شرفتك قدامهم
حسن بنظرة ثاقبه:أنتي محافظه علي إسمي و أستحملتي تتجوزي واحد ضعف عمرك و استغنيتي عن حلم أي بنت في إنها تعيش قصة حب مع حد يكون في سنها و يقدر يسعدها
فيروز:بس أنا مطمنه معاك و مبسوطة أنت خليتني أحس بإن ليا قيمة ليا حد خايف عليا و علي مشاعري
تنهدت فيروز بهدوء و قالت:أنا مش عارفه أنت هتفهمني و لا لا بس أنا لو رجع بيا الزمن هختارك برده
ابتسم حسن بسعادة و قال:ربنا يخليكي ليا
أدركت فيروز ما قالته و نظرته له بإحراج ممزوج بدهشة و أمسكت فنجان قهوتها و احتسته بخجل..

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن