الفصل التاسع

19.3K 527 0
                                    

في قصر آل توفيق..
تتعالي ضحكات الفرحة من غرفة غادة و نبيل و عامر يقول في نفسه "ضحك في البيت دا يبقي مصيبة"
سمع عامر صوت إحدي الخدمات تناديه من أجل طعام العشاء..
نزل عامر إلي غرفة الطعام ليجد والدته في انتظاره..قًبل يدها وقال:ماما هي القيامة قامت و لا إي؟؟
حنان بضحك:ليه؟؟؟
عامر:أصلي سمعت ضحك نبيل وغادة و دي حاجه غريبة عليا
حنان بابتسامة:أصل غادة حامل ؟؟
عامر:آه كدا أنا عرفت أنا سمعت الضحكة دي أمتي
حنان:أمتي؟؟
عامر:لما كانت حامل في ماهر؟؟هما دول بيضحكوا إلا بمعجزة
في غرفة نبيل و غادة..
نبيل بجشع:يا سلام لو تجيبي الولد التاني بقي تبقي ضربة لحسن
غادة بمكر:أوعدك يا حبيبي ..طفاية الضربة اللي هتحصل لما يرجع
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في الحفل..
ظلت فيروز طوال الحفل مع هدير و أحيانا ما يعرفها حسن علي أصدقاء العمل و هي مكتفيه بالإبتسام فقط..
شعرت فيروز ببعض من الملل خصوصا عندما وقفت هدير مع مجموعة من صديقتها و ظلت هي وحيدة..خرجت فيروز إلي الحديقة و جلست علي كرسي هزاز و رفعتسها إلي السماء لتتأمل النجوم..
تنهدت فيروز بهدوء و أغمضت عينيها..مر بخاطر فيروز أول ما غمضت عينيها لحظة تقبيل حسن لها...تصورت أنها ستشعر بإشمئزاز لكبر سنه عنها و لكنها ابتسمت و شعرت برعشة تسري في جسدها بهدوء..
فتحت فيروز عينيها بسبب توقف الكرسي عن التحرك..نظرت خلفها لتجد حسن يقول بجدية:يلا عشان نروح
فيروز بتوتر:حاضر
سارت فيروز خلف حسن و هي لا تعلم ماذا به؟؟ملامحه تغيرت بطريقة ملحوظة..شعرت أن السبب العمل و لكنها التزمت الصمت عندما وجدته يغلق باب السيارة بقوة..
بعد أن عاد حسن و فيروز..قال حسن بجدية و هو يتجه إلي غرفته:بكرة هنسافر جهزي نفسك
فيروز بحزن:حاضر
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في اليوم التالي..في قصر آل توفيق..كانت العائلة تتابع تناول طعام الغذاء في صمت..عدا عامر الذي كان منشغل بإنهاء قراءة بعض الأوراق..قطع هذا الصمت دخول حسن و بصحبته فيروز قائلين:السلام عليكم
نظر الجميع ناحيتهم بدهشة ممزوجة بين البعض بالفرحة والبعض الآخر بالمكر ..
احتضن عامر أخيه قائلا:حمدلله علي سلامتك يا حسن
حسن بابتسامة:تسلم يا حبيبي
غادة بابتسامة خبث:أهلا يا فيروز
فيروز بابتسامة هادئة:أهلا بحضرتك
اجتمعت العائلة الصغيرة في صالة يحتسون القهوة و عامر يتابع مع حسن بعض الأعمال..
دخلت سميرة عليهم وهي تنظر لفيروز بإشمئزاز وقالت:حمدلله علي السلامة يا حسن
حسن:الله يسلمك يا سميرة..
حنان:فين جوزك يا بنتي ؟؟
سميرة:عنده شغل يا ماما
أغلق حسن الملف وقال:طب نكمل بكرة يا عامر أنا تعبت أنا لسه جاي من السفر و تعبان جدا
عامر:خلاص مفيش مشكلة
حسن:يلا يا فيروز
نبيل مقاطعا بنظرة خبث:مش تخالي مدام فيروز تفضل معانا شوية
حسن بحدة:لا إحنا جايين من سفر و تعبانين
غادة بضحكة صفراء:ما تعمليلي فنجان قهوة يا فيروز
حسن بغضب:نعم!!ما عندك الخدم
ضحك نبيل باستهزاء قائلا:مش المدام برده كانت شغاله في كافيه يعني تعمل للغريب ومتعملش لغادة
حسن بعصبية:نبيل اتكلم عدل دي مراتي..أنت أجننت
نبيل بغضب:أنت اللي شكلك أجننت علي كبر يا حسن..أجوزت واحدة من الشارع و عايز تشيلها اسم العيلة تبقي أجننت
حنان بغضب:نبيل احترم نفسك أنت بتكلم أخوك الكبير
نبيل بعصبية:الكبير كبير في تصرفاته ما يعقل هو مفكر نفسه لسه مراهق عشان يجوز واحدة كانت شغاله في مطعم و هربانه من أهلها و الله أعلم كانت شغاله إيه ولا..
حسن مقاطعا بغضب عارم:نبيل احترم نفسك و شوف أنت بتتكلم عن مين !! الظاهر إنك نسيت إني أخوك الكبير اللي رباك و أنا اللي فضلت أدفع ثمن كل حاجه موت بابا و خسارة الشركة و كل اهتمامي كان إزاي أوفر ليكوا الراحة
سميرة بغضب:أيوة و في الآخر جايب واحدة من ..
حسن مقاطع بغضب:متكمليش كلامك يا سميرة هانم يظهر إنك أنتي كمان نسيتي نفسك
حنان بصوت عالي غطي علي الجميع:الكلام اللي نبيل قاله صح يا حسن ؟؟
زفر حسن بغضب وقال:أنا مش هكسف من حد لأن ربنا عوضني بزوجة صالحة وخايفه عليا مش هكسف أقول إن فيروز فعلا سابت بيت والدها بس بعد وفاة والدتها و لأن والدها أتوفي وهي مكملتش سنة و مش هكسف أقول إن فيروز كانت شغالة في مطعم و مش هكسف أقول إن سني أضعاف سنها و برده مش هكسف أقول إني بحبها رغم كل دا
أكمل حسن بنبرة مكسورة:اللي هكسف منه بس إن بعد العمر دا كله اللي ضاع عليكوا إخواتي يعملوا فيا كدا
حنان بجدية:نبيل..سميرة ..غادة..اعتذروا لحسن و لفيروز
نبيل و غادة و سميرة بنبرة غضب:نعم!!!
حنان بغضب و جدية:اللي بقوله يتنفذ مفهوم ؟؟ اللي مش عاجبه الكلام باب القصر مفتوح ؟؟
قطع كلامهم صوت إحدي الخدم تقول:حسن بيه حسن بيه
حسن بضيق:في إي؟؟
الخادمة:فيروز هانم أغمي عليها
نظر حسن خلفه لم يجد فيروز فلم يشعر بدموعها التي تسقط منذ بداية الحوار لم يشعر بها وهي تنسحب وهي تجر الخيبة ورائها..
صاح حسن في الخادمة قائلا:هي فين !!
الخادمة بخوف:وقعت قدام باب القصر
ذهب حسن بسرعة و خلفه عامر وحنان تجر كرسيها المتحرك و غادة ونبيل و سميرة..
كان جسدها الصغير ملاقي علي العشب و دموعها مازال أثرها علي خديها..اقترب حسن منها ببطء و مسح دموعها وقال بصوت غير مسموع:أنا آسف
حنان بقلق:دخلها القصر يا حسن
حملها حسن بين ذراعيه وقال:كرامة مراتي من كرامتي و مفيش مكان أفضل فيه و كرامة مراتي اجرحت فيه
حنان:يا بني بس..
حسن مقاطعا بجدية:عامر معلش تعال وصلني لأن السواق راح بالعربية الفيلا
عامر:حاضر حاضر

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن