20

18.4K 494 1
                                    

بعد مرور أسبوع...في فيلا حسن و تحديدا في غرفته هو و فيروز..
فيروز:طب ليه التكشيرة دي بس !!يا حبيبي أنا عارفه إنك زعلان من نبيل بس بخصوص إي معرفش بس دا مهما كان أخوك و مراته خلفت لازم تكون أول واحد تباركله
حسن بضيق:طب ممكن تخلصي بقي
فيروز بطفولة:مش هخلص إلا لما تضحك بقي و بعدين إي التكشيرة دي غلط غلط
أمسكت فيروز بيد حسن و وضعتها علي بطنها قائلة:هتضحك و لا أخلي ولادنا يصرفوا
حسن بابتسامة:خليهم يشرفوا الأول بس
فيروز بمرح:هانت هيشرفوا و نعمل عليك عصابة
حسن بضحك:طب يلا كملي لبسك يا مجنونة
فيروز بطفولة:علم و ينفذ يا فندم
.................................................
كان يبحث عن ربطة عنق بضيق ليسمع صوتها تتكلم كلام غير مفهوم..ذهب ناحيتها و حملها من علي فراشها وقال بابتسامة:ها يا ست فرح عايزه إي
أشارت فرح علي فراشها ليقع نظر ناصر علي أن ربطة عنقه في فراشها ضحك ناصر وقال:و دي إي اللي جابها هنا بقي
ضحكت فرح بطفولة و أمسكت ناصر من أنفه و هي تضحك..ضحك ناصر عليها لتدخل عليهم سميرة وهي تمسك بطعام فرح و تقول:يلا يا حبيبة ماما عشان الأكل
صاحت فرح بكلمات غير مفهومه و لكنها تدل علي السعادة لتحملها سميرة علي قدمها و تبدأ في إطعامها بسعادة.
نظر لها ناصر بابتسامة و طبع قًبلة علي رأس سميرة وقال لها بهمس:بحبك
رفعت سميرة نظراها إليه و قالت:و أنا بعشقك
أخفض ناصر رأسه قليلا و اقترب من شفاه سميرة يزداد منها عشقا في قبلة هادئة و لكنها تحمل معاني كثيرة..
فاق الإثنان من عالمهما علي صوت ضحك فرح لينظرا لها بتعجب ثم ينفجران ضاحكان...
هكذا كانت الحياة منذ دخول فرح حياتهم فاستطاعت ببرائتها و تضحكتها أن تخفف عن ناصر ألم فراق أخته و ألمه علي سميرة و استطاعت أن تعوض سميرة عن احساس الأمومة التي ظنت أنها ستحرم منه نهائيا...
كانت فرح اسم علي مسمي كانت الفرحة التي أنارت حياة سميرة و ناصر..
..............................................
بعد ساعة..كان يقف في الحديقة يتلقي اتصالا من أحد أصدقائه يبارك له علي مولوده الجديد...توقف عن الكلام عندما رأي سيارة أخيه تقترب..بلع ريقه بصعوبة وظل ينظر إلي السيارة وهي تقف مكانها..
لما يحادث أخيه منذ أربعة أشهر..كانت علاقتهم مقطوعة نهائيا..اتسعت عينيه دهشة عندما رأي أخيه يتقدم ناحيته وبيده زوجته..
وقف حسن علي مسافة أمتار منه وقال:مبروك يا نبيل
نبيل بصعوبة:الله يبارك فيك
شعرت فيروز أن هذا الوقت من حقهم منفردين فقالت:مبروك يا أستاذ نبيل
نبيل بصعوبة:الله يبارك فيكي يا مدام
فيروز:طب أنا هطلع أسلم علي غادة و طنط و سميرة لأني شايفه عربية أستاذ ناصر أهي
ما إن اختفت فيروز عن أنظارهم حتى قال حسن:بقيت أبو ماهر و إي
نبيل بإحراج:ادهم
حسن بابتسامة:يتربي في خيرك..أنا هدخل أشوف أمي
ما إن سار حسن خطوتين حتى أوقفه صوت نبيل قائلا:حسن أنا آسف
ألتفت حسن له وقال:أنا لما زعلت زعلت علي أخويا اللي بقي حد تاني
اقترب منه نبيل و قال بنبرة نادمه:أنا عارف إني غلطت في اللي قولته و أرجوك سامحني
صمت حسن عدة ثواني وقال بتنهيده:خلاص يا نبيل خليك في فرحتك بابنك
نبيل بابتسامة:عقبال ما ابنك يشرف
حسن:يارب
أما في غرفة حنان كانت تتعالي منها صوت ضحكاتها مع سميرة و فيروز و سناء..
كانت فرح تجلس علي قدم حنان تلعب بدمية أحضرتها لها و تلقيها علي سناء و فيروز ليحضراها لها..
سناء بمرح:أنا لو بشتغل في الأرض مش هعمل كدا
سميرة بضحك:فرح مش عايزه تتعبكوا بس عشان الحمل و كدا
فيروز بمرح:مهو واضح جدااا لولا الحمل كانت رميتها في السودان و روحنا جبناها
تعالي صوت ضحكاتهم وقالت حنان:يلا يا بنات روحوا لغادة
سميرة:ليه يا ماما السيرة دي بس
حنان بعتاب:سميرة!!دي مهما كانت مرات أخوكي
سميرة:حاضر هاتي فرح بقي
حنان:أنا قولت خودوا فرح معاكوا !! يلا أنتوا و سيبوها معايا
سميرة بمرح:ماشي يا نبع الحنان
خرجت الفتيات في طريقهم إلي غرفة غادة التي قابلتهم ببرود و لم تسمح لهم بأن يحملوا الطفل لتغادر الفتيات الغرفة سريعا و يذهبوا إلي غرفة حنان ليكملوا سهرتهم
..........................................................
مرت الأيام بسرعة و حياة سميرة و ناصر أصبح لها نكهة خاصة بعد وجود فرح بينهم..أما عامر كان بين انشغاله في عمله وانشغاله بحبيبته المدللة وطفلهما المنتظر..أما غادة فلم يغيرها أبدا ابنها الجديد فكانت تصيح فيه بقسوة و مازال كرهها لفيروز يزداد..أما فيروز فأصبحت عصبية في شهور حملها الأخيرة أصبح كل لحظة بحالة مختلفة و هذا ما يحاول حسن أن يحتويه و أن يخفف عنها قلقها من اقتراب الولادة..
و في أحد الأيام..كانت فيروز جالسة في غرفتها تشاهد التلفاز و حسن بجانبها يراجع بعض الأوراق..
شعرت بألم في بطنها قليلا فابتسمت من وجعها وقالت:مممم أنتوا بدأتوا
ألتفت حسن لها وقال بتعجب:أنتي بتكلمي نفسك !!!!
فيروز بألم:لا بس ولادنا بيخبطوا بضمير شوية
ضحك حسن قائلا:نشيطين زي باباهم
ابتسمت فيروز و لكنها شعرت بألم لا تستطيع تحمله لتطلق صرخة عالية توحي بألم جارف...
حسن بخضة:في إي يا فيروز !!!!!
فيروز بصراخ و وجع:اااااااااااااااااااه ألحقني يا حسن مش قادرة اااااااااااااااااااااااااااااااه
حسن بلخبطة:طب أجبلك الدوا و لا أنده للداده
فيروز بألم:اااااااااااااااااااااااااااااه أعمل أي حاجه خلصني من الوجع دا اااااااااااااااااااااااااااااااااه
ما إن أنهت فيروز جملتها حتي شعرت بمياه تخرج منها لتصرخ بألم قائلة:اااااااااااااااااااااه الحقني يا حسن أنا هولد ااااااااااااااااااااااااااااااه
حسن بصدمة و لخبطة:إي!!!طب استحملي بس أهدي خدي نفسك
أبدل حسن ملابسه سريعا و أبدل لفيروز ملابسها وسط صراخها الذي أيقظ كل من في المنزل..
حمل حسن فيروز و أستقلوا سيارته..جلس حسن بجانب فيروز في الخلف و طلب من السائق أن يقود بأقصي سرعة..
بعد نصف ساعة..في المستشفي..كان صراخ فيروز يحرك كل ما هو ساكن ويرجف قلب حسن من خوفه عليها..
حضر ناصر و سميرة وعامر و سناء وحنان و نبيل والكل في حالة من القلق علي فيروز..
دخل حسن إلي فيروز الغرفة ليجدها تنظر لها كأنها تستنجد به..اقترب منها بحزن قائلا:معلش يا حبيبتي استحملي ربع ساعة و الطلق يخلص و تدخلي العمليات
فيروز بألم و صراخ:اااااااااااااااااه مش قادرة يا حسن اااااااااااه خلصني من الوجع دا اااااااااااااااااااااه يااااارب
نظر لها حسن بحزن و ظل يملي عليها بعض الأدعية لعلها تخفف من ألامها..
بعد ساعتين عاشهم الجميع في قلق و خوف و ترقب سمعوا صوت صراخ صغير لينتفض الجميع من مكانه و يدق قلب حسن بشدة كأنه سيخرج من مكانه و ما هي إلا دقائق معدودة و يسمعوا صوت صراخ الطفل الثاني..
خرج الدكتور من حجرة العمليات ليقترب منه حسن بلهفه قائلا:فيروز كويسة!!
الدكتور بابتسامة:الحمدلله المدام بخير و مبروك لحضرتك جالك بنت و ولد زي القمر
سجد حسن من فرحته شكرا لله علي النعمة التي رزقها به..رزقه الزوجة الصالحة و الحب بعد سنين و الآن يرزقه بطفلين منها..كم أنت رحيم و عطوف يا الله
قام حسن من سجوده و دمعة فرحة متحجرة في عيونه ليستقبل المباركات من الجميع بابتسامة صافية..
بعد ساعة....فتحت عينيها بتعب و نظرت حولها بتعجب..لم تكن مصدقه أنها ستنجو من الألم الذي تعرضت له.. حركت شفتيها ببطء قائلة:حسن
أغلق حسن المصحف و اتجه ناحيتها و طبع قُبلة هادئة علي رأسها وقال:حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي
فيروز بعدم تصديق و صوت منخفض:أنا عايشة بجد
حسن بابتسامة صافية:أيوة يا حبيبتي معلش تعبتي شوية بس كله يهون عشان ولادنا اللي شرفوا
فيروز بصوت ضعيف:عايزه أشوفهم
حسن:حاضر هروح أجيبهم و ماما و البنات هيجوا يفضلوا معاكي
خرج حسن لإحضار أطفاله بينما دخلت حنان و سميرة وسناء لتهنئة فيروز..
حمل حسن البنت علي يده اليمين و الولد علي يده اليسار لم يكن يتمني أكثر من ذلك أن يعيش للوقت الذي يري فيه أولاده علي يده..خانته دمعة فرحة فابتسم لأطفاله وقال:يلا بقي عشان نروح نشوف ماما
في غرفة فيروز..
سناء بمرح:المهم بقي يا فيروز إني كنت هولد و أنا في التاني عشان خوفي من صوتك
فيروز بتعب:هو صوتي كان عالي !!!
سميرة لا أبدا إحنا جالنا تلوث سمعي بس
حنان:أسكتي يا بنت المهم إنها قامت بالسلامة
طرق حسن الباب بقدمه لتفتح له سناء و تخرج هي و سميرة وهما يمسكان بكرسي حنان..
نظرت فيروز إلي أطفالها بشوق و اعتدلت في جلستها و أخذتهم من يد حسن بلهفه لتتنفس الصعداء و تضمهم لصدرها و تغمض عينيها براحة..كم تمنت تلك اللحظة منذ أن علمت بخبر حملها كم تحضنهم و تضمهم لصدرها..محيت كل آلامها بمجرد احتضان الطفلين..شعرت أن ما عاشتهم من آلام بسيط من أجل تلك اللحظة التي تضم فيها طفليها..شعرت بيده الحانية ترتب علي كتفها لتفتح عينيها ببطء وتقول:أنا مبسوطة أوي يا حسن
حسن:ربنا يباركلي فيكوا يارب
فيروز بابتسامة:هنسميهم إي ؟؟؟
حسن:مممم اللي نفسك فيه يا حبيبتي
نظرت فيروز إلي الفتاة وقالت:ممم إي رأيك في حنين
حسن:ممم حلو أوي حنين حسن و الله فيه تناغم موسيقي
ضحكت فيروز بتألم وقالت و هي تنظر للصبي:و القمر دا
حسن:القمر دا أنا اللي هسميه
نظر حسن إلي الصبي وقال:عز حسن توفيق
ابتسمت فيروز بسعادة وقالت وهي تنظر لطفليها:أحب أعرفك يا أستاذ عز دي أختك حنين و دا أخوكي عز يا حنين و دا بابا حسن و أنا ماما فيروز اللي طلعتوا عينيها النهاردة
ضحك حسن علي طريقة فيروز و قال في نفسه "الحمدلله يارب"

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن