42

12.6K 393 2
                                    


اسنتد رأسها علي صدر زوجها وأبعدت بعض خصلا الشعر عن عينيها ونظرت له بحب..
ابتسم لها بهدوء وطبع قٌبلة هادئة علي جبينها وقال:مين يصدق إنك بقيتي معايا يا روءه
رقية بخجل:بحبك أوي يا أمجد
أمجد بحنان:و أنا بعشقك يا حلم عمري..تعبتيني معاكي لحد ما بقيتي حلالي يا بت
رقية بمرح:إي مستاهلش
أقترب امجد من شفاه رقية وقال بنظرة ذات معني:تستاهلي وتستاهلي
هجم أمجد علي شفاه رقية يقبلها بحنان ورومانسية إلي أن سمع صوت هاتفه..
زفر أمجد بضيق والتقطت هاتفه وقال:أيوة يا جهاد في إي ؟؟
سردت جهاد ما حدث بسرعة ليقول أمجد بصدمة:طيب طييب أنا نازل بقولك نازل أجازة إي الوقتي هشوف أول حجز وأجي سلام و لو في حاجه بلغيني
أغلق أمجد هاتفه وقام من علي فراشه مسرعا وهو يرتدي ملابسه..
رقية بتعجب:في إي يا أمجد!!
أمجد:حنين اتخطفت
رقية بصدمة:نعم!!!
أمجد:جهزي الشنط عقبال ما أشوف حجز و أبلغ ماهر
رقية بسرعة:حاضر حاضر
............
خرج عز من حجرة شاكر وأدهم يتبعه وعلي وجهه كلا منهما علامات الصدمة..
عز للحراس:خدوه علي المكان اللي يقول عليه وأما يجيب الورق بلغوني ورجعوه هنا
الحراس:أمرك يا بيه
دخل عز إلي أحد الحجرات وأخرج هاتفه وحادث طارق يطلب منه أن يأتي له في أسرع وقت..
أغلق عز هاتفه و نظر إلي أدهم نظرات شفقة وغضب وعصبية وانتقام ليقول أدهم:زي ما هم قتلوا أبوك قتلوا أبويا
عز بعصبية:و أنا مش عايز غير أختي ومتعزلش من اللي هعمله
أدهم بغضب:الخنجر اللي صابك صابني والتار زي ما هو تارك تاري برده
عز:يعني!!
أدهم:يعني يلا بينا علي المديرية مش الورق متخزن هنا يبقي يلا
عز:ماشي
أخرج عز حقيبة من خزنة سرية بالغرفة وسار بجانب أدهم واستقلوا السيارة متجهين إلي مبني المخابرات..
................
وضع هاتفه علي الطاولة وانتفضت من موضعه بسرعة وهو يبحث عن ملابسه قائلا:قومي جهزي الشنط يا فرح بسرعة
فرح بتعجب:في إي!!
ماهر:هنرجع مصر في أقرب طيارة
فرح بخوف:بابا أو ماما حصلهم حاجه
ماهر:قومي أجهزي و أنا هفهمك في الطريق يلا
.............
في صباح اليوم التالي..كانت في طريقها لتيقظ والداها سمعت صوت ضحكاته القوية..رفعت حاجبيها متعجبه وتنصت لما يقوله لتتسع عيونها دهشة وتبتعد عن الغرفة واضعه يدها علي قلبها..
ركضت إلي غرفتها وأخرجت حقيبة مخفية تحت سيراميك غرفتها..أمسكت إحدي الملفات وقالت لنفسها "سامحني يا بابا بس أنا سكت كتير"
..............
في قصر آل توفيق..لم ينعم أحد بالنوم الجميع منشغل بين البحث عن حنين والبحث عن أدهم وعز اللذان اختفيا فجأة..دخل عز وأدهم من باب القصر ليتجه عامر ناحيتهم بغضب قائلا:كنتوا فين كل دا
عز بنبرة مكسورة:أختي فين؟؟
عامر بحزن:بلغنا يا عز والشرطة بتدور
جلس عز علي أقرب كرسي واضعا رأسه بين يديه أما ادهم فركض سريعا إلي غرفته لكي لا يري احد دموعه..
...........
لم تذق عينيها الزرقاء طعم النوم طوال الليل..ظلت تردد علي ما تحفظ من قرآن..إلي أن دخل عليها شاب في منتصف العقد الثاني وقال:منوره يا حنين و لا أقول يا فيروز ما أنتي شبه أمك تمام
صمتت حنين بضعف وأدارت وجهها ناحية الجدار..ألقي هاني جردل مياه باره علي حنين وصاح بها:لما أكون بتكلم تبصيلي مفهوم
اقترب منها هاني وحاول لمس وجهها ولكن حنين صاحت به:ابعد إيدك عني
هاني بسخرية:زي أمك تمام
أمسك هاني بعنق حنين بقوة وقد قارب علي خنقها وهو يصيح:أمك السبب في دخول أبويا السجن وأمي اللي بقيت خدامه في البيوت لحد ما ماتت أمك وأبوكي السبب في اللي حصلي إي حسن بيه وفيروز هانم نسوا يحكولك عن مجدي وأحلام وابنهم اللي مستقبله ضاع بسببكوا
أبعد هاني يده عن عنق حنين لتلهث أنفاسها بصعوبة..ليكمل هاني كلامه قائلا:أنتي جايلك توصية عالية أوي بس حظك بقي أنتي لسه بيضا و أنا بحب اللي تكون معايا تكون فاهمه فعشان كدا هديكي دروس بسيطة بس عايزك تتعلمي بسرعة
ارتعش جسد حنين من كلامه ليصيح هاني:أدخلوا
دخلت فتاتان وشابان إلي الحجرة تبدو علي ملامحهم القسوة وحب الشهوة..ملابس الفتيات لا تغطي إلا القليل من جسدها والشبابين لا يرتديان سوي بنطال..
هاني بمكر:عايزكوا بقي تاخدوا راحتكوا علي الآخر
أغلق هاني الباب ..لتنظر حنين إلي الواقفين بخوف وتغمض عينيها بسرعة عندما وجدتهم يشرعون في خلع ملابسهم..هبطت دموع حنين بقوة مما تسمعه..تمنت في تلك اللحظة أن تفقد البصر والسمع وأي حاسة حتي لا تري ولا تسمع ما يحدث أمامها..
...........
بعد صلاة العصر..خرج عز من مبني المخابرات وقبل أن يستقل سيارته وجد سيدة في منتصف عقدها الرابع تقف أمام السيارة وتقول:أنا عايزه أساعدك
عز بتعجب:في إي
السيدة:في إني أرجع حق أبوك وحق أختك
عز بغضب:أنتي مين ؟؟؟؟
السيدة:أنا هدير إسماعيل
عز بصدمة:نعم!
هدير:ممكن تسمعني
عز:أتفضلي
هدير:أفضل الكلام يكون فوق مع اللي كنت معاهم عشان هيفدونا أكتر
عز بترقب:طب أتفضلي
صعد عز برفقة هدير إلي مكتب أحد الضباط لتفتح هدير حقيبة بيدها وتخرج بعض الأوراق وسط ترقب من الجميع..
.............
في المساء..في قصر آل توفيق..
ألقي عز بجسده علي العشب في الحديقة و ضغط علي قلادة والده في يده..نظر عز إلي السماء وكأنه يسترجع شريط ذكرياته مع حنين ودموعه تهبط في صمت..
شعر عز بأحد يجلس بجواره لينظر بجانبه ويجد جهاد تنظر له بعيون دامعه..
عز بضعف:خايف عليها أوي
جهاد بحزن:ربنا قادر يحميها
القي عز بهمومه علي كتف جهاد التي أمسكت بيده وضغطت عليها وقالت:بإذن الله هترجع وهتبقي بخير
عز من بين دموعه:يارب يارب يارب
............
مرت عشرة أيام علي اختفاء حنين..و الوضع كما هو عز وأدهم متنقلين بين مبني المخابرات وأقسام الشرطة و أمجد وماهر منقسمين في البحث في المستشفيات والشوارع..أما حنين فكانت بحالة لا يرثي لها جفت دموعها من كثرة البكاء علي الأصوات التي تسمعها كل ليلة..مهما حاولت جاهده أن تغلق عينيها عن تلك المناظر تتلقي ضربة في جسدها..رغم ما بها من آلام حمدت ربها علي أن هاني لم يلمسها فقد حاول في مرة ولكن صيحات حنين أرجعته خوفا من أن تموت من كثرة صراخها..

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن