36

14.5K 405 2
                                    

أما في غرفة غادة..تأكدت غادة من إغلاق الباب و فتحت هاتفها قائلة:كل دا عشان تكلمني
المجهول:معلش كان عندي شغل
غادة بضيق:المهم هنعمل إي في ولاد فيروز دول
المجهول:متقلقيش أنا بس أوصل اللي عايزه و هتلاقي اللي بينتقم منهم من غير ما يكون لينا يد نهائي
غادة:أنا مش مطمنه عز دا شكله مش سهل
المجهول:سيبي الموضوع دا عليا و أنا هحله زي اللي قبله و اللي قبله
غادة:أما أشوف.
....
بعد دوام العمل اتجه عز بصحبةحنين إلي الفيلا التي شهدت علي حب يولد بين فيروز و حسن..
ترجل عز من السيارة و أمسك بيد حنين و دخولوا إلي الفيلا يتفقدون كل جزء فيها..ذبلت الزهور و سقطت أوراق الأشجار..غلب الحزن و الكرب علي كل ركن من أركان المنزل..اتجه عز بنظره إلي الحديقة و تذكر بصعوبة آخر مرة كان يركض فيها في هذا المكان و هو ممسك بيد والده..تجمعت الدموع في عينيه و كأنه يري والده عندما حمله و رفعه لأعلي و هو يضحك..أما حنين فنزلت بمستواها قليلا إلي الأرض و أمسكت بوردة ذابلة تمسح الأتربة عنها...تحسست حنين الوردة و تذكرت والدتها عندما كانت تقص عليهم أنها كانت تزرع كل أنواع الأزهار في حديقة المنزل..دمعت عيون حنين و رفعت نظراها تتأمل جدران المنزل من الخارج..تذكرت كم مرة وقف بيها والدها حسن أمام باب المنزل يقص عليها حكايات هادئة كي تنام..شعرت و كأنها تري والدها يقف أمامها و هي بين يديه يقص عليها إحدي قصصه...جذب عز حنين من شرودها و ضغط علي يدها قائلا:يلا عشان ندخل
اتجهت حنين بجانب عز و فتح عز باب المنزل علي مصرعيه ليدخل بصيص من النور إلي هذا المنزل الذي هجره كل معني للحياة منذ سنين...
احتمت حنين خلف عز خوفا من الحشرات و الظلام الذي يعم المكان و عز يطمئنها علي قدر ما استطاع..
حنين بخوف:تفتكر هنلاقي المفتاح دا فين!!
عز:هنطلع ندور في أوضة بابا و ماما الأول
سارا التؤامان بجانب بعضهما علي السلم الذي كانوا يسيرون عليه في طفولتهم وهم ممسكين بيد والدهم و والدتهم..ليغوص عز في ذكرياته بليلة مرض أمه..
FLASH BACK..
كانت فيروز متمدده علي الفراش بضعف بعد أن غليها الحزن و سيطر عليها المرض...
طلب من عز و حنين أن ينتبهوا لكلامها وقالت:بعد ما جينا مرسي مطروح عمكوا طه جابلي شنطةمن باباكوا و جواب صغير و لما فتحتهم الشنطة معظم اللي فيها ورق لشغل باباكوا و حاجات أنا مقدرتش أفهمها بس اللي أقدر افهمه إنه دليل ضد اللي قتل أبوكوا حقكوا عليا إني مقدرتش أجيب حق حسن بس غصب عني
حنين بدموع:ماما عشان خاطري ارتاحي أنتي تعبانة مش وقته كلام
فيروز بابتسامة:أنا فضلت ساكته كتير يا بنتي المهم الجواب اللي كان مع الشنطة كان طلب من أبوكوا إني مفتحش قضية قتله لو حصله حاجه إلا لما تكبروا و تقدروا تحاربوا عشان حقه و انا نفذت كلامه و الشنطة دي فيها الورق اللي أخدته من الفيلا يوم ما هربت بيكوا..الشنطة كان ليها مفتاحين واحد في الفيلا اللي عشت فيها مع أبوكوا و التاني كان معايا بس رميته عشان عارفه إني لو سبتكوا في أي لحظة و انتوا لسه مكملتوش تعليمكوا هتنشغلوا و أنا مش عايزه كدا أنا عارفه إن في يوم هترجعوا قصر آل توفيق و يوم ما ترجعوا أطلبوا من عمكوا عامر يوديكوا الفيلا و هناك هتلاقوا المفتاح
BACK...
فاق عز من شروده علي صرخة حنين ليلتفت لها بسرعة ويقول بخضة:في إي أهدي
حنين بخوف:فأر يا عز فأر تعال نمشي من هنا المكان هنا يخوف
عز بهدوء:حنين أهدي و افتكري إحنا جايين هنا ليه متسبيش إيدي يا حبيبتي
تنهدت حنين بخوف و تعلقت بيد أخيها و دخولوا غرفة فيروز و حسن..
وقفت حنين أمام مرآة والدتها ومسحت من عليها الأتربة ونظرت لها بعيون دامعة وشعرت كأنها تري والدتها أمامها تمشط شعرها لتسقط دمعة من عيونها وتقول بصوت منخفض:ربنا يرحمك يا ماما..أما عز فاتجهه إلي طاولة في اٌصي الغرفة عليها آلة حاسبة و قلم وبعض الأوراق...حمل عز الأوراق ومسح عنها الأتربة ليري علامات طفيفة لأرقام يبدو أن والده كان يحسبها..مسح عز الأتربة عن الآلة الحاسبة والقلم و وضعهم معه..
عز بجدية:يلا نبدأ
حنين بنشاط:يلا
انشغل التؤامان بالبحث في كل أركان الغرفة عن المفتاح أو أي ورقة و لكن دون جدوي..مرت ساعتين و هما منشغلين بالبحث ولكن دون فائدة...
خرج التؤامان من باب الفيلا و استقلوا السيارة ليقول عز:لما نرجع من مطروح نبقي نبدأ تاني
حنين بتنهيده:تفتكر هنلاقيه
عز:بإذن الله
.............................
في اليوم التالي..بعد أذان الفجر..سارت حنين بصحبة أخيها إلي مرسي مطروح لحضور حفل زفاف أحد جيرانهم و رؤية أهل الحي الذي تربوا فيه..مرت ساعات السفر بسرعة وعز وحنين يتبادلون أطراف الحديث إلي أن وصولوا إلي الحي ليجدوا الجميع في استقبالهم و في مقدمتهم العم جميل الذي بكي بمجرد أن رأئهم من فرحته..
ظل عز و حنين يستقبلون التحيات من الجميع و خصوصا أطفال الحي إلي أن هدأت التهنئات و صعدوا إلي المنزل بعد أن شكروا أحد جارتهم علي ترتيبها للمنزل..
أما في قصر آل توفيق..كان اليوم العطلة للجميع فأخذ ماهر فرح في نزهة بمفردهم..أما أمجد فأخذ طفلته المدللة رقية و أخته الصغيرة جهاد إلي مدينة الملاهي.. أما عامر فاستغل يومه كله مع زوجته يعوضها عن تقصيره في حقها..و أدهم كعادته في مرسمه و معه فنجان القهوة...و غادة كعادتها في الخارج مع صديقتها...
مع حلول الليل..تزين الحي بإضاءات البهجة و ألقيت الأزهار في كل مكان..ارتفع صوت الأناشيد الدينية..و انقسم الحي إلي جزيئين "جزء يضم السيدات" و جزء مخصص للرجال لتبدأ مراسم الزفاف معلنه تجمع قلبي عاشقين في الحلال..
بعد انتهاء الزفاف..استقل عز سيارته و بجانبه أخته بعد أن ودعوا أهل الحي بوعد بلقاء جديد..
مع دقات الساعة الثالثة بعد منتصف الليل..سكنت سيارة عز قصر آل توفيق..لتهبط حنين من السيارة بتعب و تجد عامر و سناء انتظارهم بقلق..رفعت حنين حاجبيها بتعجب و حملت حقيبتها وعز يسير بجانبها إلي أن وصلوا إلي الحديقة..ليتنفس عامر الصعداء ويقول:أخيرا وصلتوا
سناء بتنهيدة:حمدلله علي سلامتكوا
عز و حنين:الله يسلمكوا
بعد أن تأكد عامر من سلامة أولاد أخيه صعد برفقتهم درجات السلم يستمع إلي حكايتهم الموجزة عن يومهم في الحي إلي أن وصولوا للطابق العلوي و اتجه كلا منهم إلي غرفته..
.............................................
في اليوم التالي..سافر عز وعامر إلي مطروح مرة أخري وتمت إجراءات نقل جثمان فيروز بانب جثمان حسن..ليشعر عز أن والدته تسكن الآن براحة بجانب زوجها و تسعد حنين بهذا الخبر لأن بعد الآن لن تكون هناك مشقه عندما تريد أن تزور والدتها..بعد نقل الجثمان اتجهت العائلة بأكملها لزيارة فيروز بينما ظلت غادة في القصر تسب وتلعن لفيروز و طفليها اللذان يظهران كل معاني القوة..
و في أحد الليالي في حجرة حنين..
مدد عز بجسده علي الأريكة التي ينام عليها لتقول حنين:مالك يا زيزو
عز بتنهيده:مش عارف متلخبط أوي يا حنين
حنين بغمزة:إي بتحب ولا إي
رسمت ابتسامة صغيرة علي شفاه عز وقال:هو لما يبقي نفسي اشوف حد في في كل لحظة في حياتي بس مبقدرش أرفع عيني عليه عشان مكسرش ثقة حد بيا ولما قلبي بحس إنه هيخرج من ضلوعي لما أسمع صوت ضحكتها و لما تبقي الإنسانة الوحيدة اللي قلبتلي كياني بدون أي إنذار يبقي إي
حنين بضحك:تبقي اتوكست وحبيت يا زيزو
نظر عز لحنين بضحك وألقي في وجهها إحدي الوسائد قائلا:أتوكست تصدقي قفلتيني نامي نامي
أمسكت حنين الوسادة بضحك وقالت:علي فكرة جهاد الإنسانة الوحيدة اللي اتمنتها زوجة وحبيبة ليك بس خالي بالك عمو عامر واثق فيك متكسرش ثقته حتي و لو بنظرة ليها
عز بتنهيدة:جهاد
حنين بمرح:لا أنا بغير علي فكرة
عز بابتسامة:أتوكسي شيفاني رايح أتقدم
ألقت حنين بالوسادة علي عز و قالت بنفس نبرته:أتوكس تصدق قفلتني نام نام
انفجر عز ضاحكا و وضع الوسادة علي رأسه وبات في سبات عميق..
بعد مرور أسبوع شاق علي عز وحنين في البحث عن هذا المفتاح المجهول..جلست حنين علي أحد الكراسي في غرفة والدهم و والدتهم وقالت:أنا تعبت يا عز خلينا نرتاح شوية
مسح عز بعض الأتربة من علي ملابسه وقال:يبقي أحسن برده
حنين بشرود:مسبناش مكان في الفيلا إلا وقلبناه عشان نلاقي المفتاح و في الآخر مفيش
عز بتنهيده:أصبري يا حنين لسه المشوار طويل
حنين:ربنا م....
انقطعت حنين عن الكلام و هرولت إلي خزينة ملابس والديها ليقول عز:في إي
حنين بسرعة:بص يا عز بص في ورا الدولاب دا حاجه والله و الله
عز:أنتي اتهبلتي يا بت باين
حنين:طب حركه معايا كدا
وقف عز بجانب حنين و ازاحوا خزينة الملابس عن الحائط لتقول حنين وهي تتحسس الجدران:في حاجه هنا أنا متأكده
عز:أهدي كدا و فهميني في إي دا كله ورق حائط
حنين بتذكر:ماما لما كنا مرة بنرتب الشقة قبل العيد اللي تعبت فيه قالتلي حركي الدولاب و نضفي حواليه عشان تلاقي اللي أنتي عيزاه ساعتها مفهمتش وقولتلها ماما هو في حاجه واقعه ورا الدولاب ضحكت وقالتلي اصبري يا حنين و كملنا تنضيف عادي
حنين بابتسامة:الوقتي فهمت تقصد إي
عز بانتباه:مفيش حته حديد هنا أي حاجه نكسر بيها
حنين:هنزل أدور بسرعة
هرولت حنين إلي أسفل الفيلا تبحث عن أي أداة حديدة بينما نظر عز إلي الجدار وألقي ورق الحائط الذي كان يغطيه..بعد دقائق صعدت حنين ومعاها قطعة حديديدة كبيرة وقالت:لاقيتها في الجنينة
عز:أبعدي ورا كدا
تحركت حنين عدة خطوات إلي الخلف وعز يحاول أن يصنع أي فتحة في الجدار إلي أن صنع فتحة متوسطة الحجم لتصرخ حنين بفرح و هي تنظر من الفتحة:دي الأوضة اللي ماما قالت عليها ياعز
نظر عز من الفتحة و تذكر كلام والدته عندما قالت له "أبوك كان أحن راجل في الدنيا يا عز و لما أجوزني كان عشان بيحبني مش عشان أي حاجه تانية..كان بيخاف عليا من نفسه و عمره ما طلب مني حاجه..فضل سايبني شهور بنام في أوضة ملحقة بأوضته..حسسني بأمان لمجرد أنه موجود جمبي وخلاص..باباك كان الراجل الوحيد اللي استحق إنه يملكني كلي"
حمل عز الحديدة من جديد و هو يحطم الجدار بفرح بينما أحضرت حنين قطعة حديدية أخري ليحطموا الجدار الذي بناه حسن بعد أن أصبحت فيروز زوجته بشكل رسمي بعد ليلتهم الأولي علي فراشه قرر أن يبني سورا خلف تلك الغرفة حتي لا يترك مجال لحبيبته أن تبعد عنه ليلة..
صنع عز فتحة كافية لمرور منها و دخل للغرفة و حنين تتبعه معهم كشافات للإضاءة..ظل عز وحنين يبحثان عن المفتاح داخل الغرفة..خطر ببال عز أن يكون خلف خزينة الملابس في تلك الغرفة شئ آخر ليحرك الخزينة بمساعدة حنين و يسقطوا ورق الحائط..لتتسع عيونهم دهشة من الباب الحديدي الموجود أمامهم..
حنين بدهشة:إي دا كمان
مسح عز علي شعره بعصبية وقال:و دا هنفتحه إزاي؟؟؟

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىWhere stories live. Discover now