الفصل الثامن

19.8K 528 0
                                    

في قصر آل توفيق..
كان عامر في طريقه إلي غرفته ليوقفه صوت نبيل قائلا:إي الجنان اللي حسن عمله دا
عامر بضيق:في إي تاني ؟؟؟
نبيل بغضب:يعني إي أنت اللي تبقي مسئول عن إتخاذ أي قرار في غيابه و أنا إي
عامر بهدوء:يوم ما هو سافر حضرتك كنت نايم و بعدين حضرتك ليك صلاحيات أكتر من صلاحياتي بمراحل و ياريت نهتم بالمجموعة في غيابه و نفكر في الشغل
نبيل بعصبية:تقصد إي يا عامر أنا بفكر في تفاهات
عامر بضيق:نبيل أنا جاي تعبان و بكرة عندي مليون حاجه لازم أعملها..تصبح علي خير
لم ينتظر عامر لسماع كلام آخر من نبيل و دخل إلي غرفته و استسلم لنومه سريعا..
أما نبيل ظل يشتعل غضبا من تصرفات أخوته و غادة تصوب كلامها المسمم في أذنيه لتزيد غضبه أضعاف..
في تلك الأثناء..كانت قد انتهت زيارة حسن و فيروز علي وعد من حسن إلي هدير أن يجعل فيروز تخرج معها غدا من أجل التنزه و شراء فساتين من أجل حفلة غد..
في سيارة حسن..
حسن:مش بإذن الله أنهي شغلي و في يوم ننزل سوا أعرفك علي المكان هنا
فيروز بسعادة:بجد !!!
حسن:بإذن الله
فيروز بطفولة:يارب يارب يخلص الشغل بسرعة يارب
ابتسم حسن و قال:يارب
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في اليوم التالي..
جلست الفتاتان في إحدي المطاعم لأخذ قسط من الراحة بعد يوم شاق قضوه بين محلات نيويورك..
فيروز بتعب:رجلي راحت مني يا ناس
هدير بتعب:إحنا كدا هنروح الحفلة مشلولين
فيروز:حفلة إي يا أمي إحنا علي المقابر علطول
ضحكت هدير بألم و احتست قليل من العصير الذي أمامها و قالت:كل دا و إحنا لسه في البداية دا أنا هخليكي تشوفي نيويورك علي رجليكي
فيروز بطريقة مسرحية:ليه تعملي فيا كدا دا أنا زي جدتك يا بنتي
ضحكت هدير بشدة وقالت:صدقيني هتنبهري طول ما أنتي معايا
فيروز:اسمها هيجيلي شلل يا أمي
ظل المزاح مستمر بين الفتيات إلي أن أنهوا طعامهم و خرجوا ليجدوا سيارة إسماعيل في انتظارهم..
وصلت فيروز إلي منزلها أولا ثم هدير للإستعداد من أجل الحفل..
نظرت فيروز إلي الساعة وجدت أنه يوجد وقت كافي من أجل إعداد الطعام من أجل حسن..
ارتدت فيروز مريلة المطبخ و فتحت الحقائب التي أحضرتها و وقفت حائرة ماذا تفعل ؟؟؟
نظرت فيروز إلي أكياس المكرونة و الدجاج و ابتسمت بثقة و بدأت في إعداد الطعام..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في منزل مجدي...
أغلق مجدي باب المنزل بعنف..و جلس علي الأريكة يلهث أنفاسه بغضب..اقترب منه طفله الصغير و هو لا يعلم ثورة أبيه العارمة و يقول:بابا بابا ممكن جنيه !!
صاح مجدي في طفله الصغير و ركله في بطنه ليقع الطفل علي الأرض وتخرج أحلام من أثر صراخ الطفل و تقول بخوف:في إيه يا مجدي براحة علي ابنك
مجدي بغضب عارم:مش عايز اسمع صوت أي حد فيكوا خالص خدي ابنك و علي أوضتك
حملت أحلام هاني ابنها بخوف و هي تحاول أن تخفف عنه و فتح مجدي علبة سجائره و هو يلهث فيها بحقد من سفر فيروز.
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
بعد ساعة في منزل حسن..
رتبت فيروز الطعام وتأكدت من أن كل شئ مجهز و قبل أن تصعد إلي غرفتها سمعت صوت الباب يفتح..لتجد حسن..
حسن:السلام عليكم
فيروز:و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
أكملت فيروز بمرح:الأكل جاهز..خلص حمامك أكون أنا جهزته علي السفرة
نظر لها حسن متعجبا و لكنها لم تتكلم لأنها سارعت إلي المطبخ لإعداد السفرة..
جهزت فيروز السفرة و جلست مع حسن و هي تتابع تعابير وجهه الهادئة و هو يأكل..
كان الملح كثير جدا في الطعام و لكن حسن لم يريد إحباطها من أول محاولة و قال وهو يضع الملعقة:تسلم إيدك يا فيروز
فيروز بسعادة طفولية:بجد عجبك !!
حسن:طبعا تسلم إيدك بس معلش ممكن الملح يبقي قليل شوية عشان أنا طبيعة أكلي الملح قليل خالص
فيروز:حاضر آخر مرة
ابتسم حسن و قال:أنا هدخل المكتب أراجع أوراق لو ممكن فنجان قهوة
فيروز:حاضر
أعددت فيروز القهوة من أجل حسن و أدخلتها له في المكتب و صعد إلي غرفتها لبدء المعركة من أجل الإستعداد للحفل..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في المساء في فيلا إسماعيل..
دخلت هدير إلي مكتب والدها لتجده يتصفح بعض الأوراق الذي أمامه و بمجرد أن دخلت هي أغلقها و قال:إي الجمال دا يا حبيبة بابا
هدير بتعجب:ها !! تسلم يا بابا
إسماعيل:خلصتي بدري يعني؟؟
هدير:بدري إي يا بابا !! الحفلة مفروض تبدأ كمان نص ساعة زي ما حضرتك قولت
إسماعيل بتوتر:ها !! أيوة صح معلش مش مركز يا حبيبتي.أنا طالع أغير هدومي بسرعة
هدير:ماشي
سار إسماعيل خطوتين ثم وقف و قال:أنتي قاعده هنا ؟؟
هدير:آه هشوف كتاب أقرأ فيه
إسماعيل:لا لا مش وقته أخرجي في الهواء أحسن
هدير بتعجب أكبر:حاضر
خرجت هدير إلي الحديقة في تعجب من حالة والدها,,
أما إسماعيل صعد لإبدال ملابسه و الحيرة و التوتر يبدو علي وجهه..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في منزل حسن..
جلس حسن علي أريكة في بهو المنزل و هو يقرأ مجلة كانت أمامه بملل..رفع حسن عينيه من المجلة بضيق و لكن أنفاسه حبست فجأة و هو يراها تتقدم ناحيته كالملائكة الصغار..جسد متناسق يكسوه فستان حريري مرصع بالدانتيل يزين جسدها الصغير..شعر حريري يتطاير حولها وجهها الصغير..أحمر الشفاه الذي زاد جمال شفتيها أضعاف..ابتسامتها الساحرة التي تزين وجهها..
اقتربت منه و رائحة عطرها كالسهام تغزو جسد عاشقها هي تقول:آسفة لو اتأخرت
ألتقط أنفاسه بصعوبة وقال:و لا يهمك
أكملت فيروز بابتسامة:الفستان حلو
حسن:زي الملايكة
ابتسمت بخجل و قالت:شكرا
حسن بتنهيده:طب يلا عشان كدا هنتأخر
فيروز:حاضر
سارت فيروز خلف حسن بخطوتين و هي تسير بصعوبة من ذلك الكعب العالي التي لم تتعود عليه مطلقا..
تعثرت فيروز بذيل الفستان الطويل و الكعب العالي لتشهق بخوف..أدار حسن جسده بسرعة ناحية فيروز و أمسك يدها و جذبها ناحيته..كانت بعض المليمترات التي تفصل بينهم و فيروز مغلقه عينيها بخوف..ضربت إشارات الإنذار في عقل حسن و لكنه لم يهتم بها و اقترب من تلك الشفتين الصغيرتين التي أمامه..
بعد دقائق معدوده..ابتعد حسن عن فيروز و هي يلتقط أنفاسه بصعوبة وقال:أنا آسف
كانت فيروز تحت تأثير الدهشة لا تعلم ماذا تقول..صراعات كثيرة دارت داخلها الآن و لكنها حركت رأسها بهدوء و صمتت..
سار حسن و خلفه فيروز إلي وصلوا إلي السيارة و ذهبوا في طريقهم إلي الحفلة ..

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن