نظر حسن لها و قال:أيوة يا فيروز
ذهبت فيروز ناحيته و هي تمسك سندوتش صغير و قالت:أنت مش فطرت و مش هتخرج إلا لما تأكل دا
عقد حسن حاجبيه و قال:أفهم إن دا إيه يعني
دق قلب فيروز خوفا و شعرت أنها تجاوزت حدودها لتمتلأ عينيها بالدموع وتقول:أنا آسفة و الله مش أقصد أصل أنا يعني..
صمتت فيروز عن الكلام عندما شعرت بيد حسن تمسك يدها التي بها السندوتش..نظرت له وجدته يأكل السندوتش و هو ممسك بيدها و يتأملها بنظرة هادئة..
ارتجف قلب فيروز خجلا و توتر إلي أن أنهي حسن الطعام و فتح يد فيروز الصغير و طبع قُبلة هادئة عليها و قال:خالي بالك من نفسك
شعرت فيروز بأن قلبها سيخرج من ضلوعها من شدة ضرباته و قالت بصوت ضعيف:و أنت كمان
ودعها حسن بابتسامة هادئة..و خرج إلي عمله ..
ظلت فيروز مكانها لثواني ونسمات الهواء تداعب شعرها..حركت فيروز رأسها ببطء و رجعت شعرها إلي الوراء لتشم رائحة برفان حسن في يدها لتبتسم بهدوء و تذهب إلي داده هناء....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مع دقات الساعة الرابعة عصرا..يدخل حسن إلي بهو قصر العائلة و هو يبحث بعينيه عن والدته..ليراها و هي تجلس في الحديقة..ليذهب لها سريعا و يًبل يدها قائلا:اخبارك النهاردة يا أمي
الأم (حنان):بخير يا بني ..أخبارك أنت إيه
حسن:الحمدلله بخير
حنان بتساؤل:موضوع إيه اللي أنت عايزني فيه خير ؟؟
حسن:بصراحة يا أمي أنا أجوزت
صعقت حنان بما قاله ولدها و قالت بعصبية:نعم !! أنت إيه !! و أمتي و إزاي و مين دي أصلا !!! أكيد واحدة من الشارع
حسن بغضب نجح في السيطرة عليه:أمي أنا مش طفل !! أنتي عارفه أنا سني كام و اللي اجوزتها دي عشان هي الوحيدة اللي أرتحت معاها و إحنا كتبنا الكتاب و خلاص وحضرتك لو عايزه تستقبليني أنا و مراتي بكرة في بيتك مفيش مشكله بس تنسيني خالص و أنا هبيع نصيبي في الشركات و أسافر أنا و هي
حاولت حنان السيطرة علي غضبها و قالت:يعني بعد العمردا كله جاي تقولي أجوزت من غير ما أعرف حتي ؟؟
حسن بابتسامة مكسورة:أمي أنا مش عامر اللي لسه مخلص كلية أنا سني قد عامر مرتين تقدري تفرحي بعامر براحتك أما أنا رضيت بمراتي و مش عايز غيرها
حنان بابتسامة:خلاص يا بني اللي يفرحك تنور أنت وهي في أي وقت
أبتسم حسن برضا و قًبل يد والدته و قال:ربنا يخليكي يا أمي
حنان:ربنا يفرح قلبك يا حبيبي
قطع كلامهم دخول شاب في مقتبل العمر صاحب ملامح جذابة يقول بمرح:حسن بيه بنفسه منورنا
ضحك حسن بهدوء و قام و أحتضن أخيه و قال:أهلا بأخويا اللي مش بيسأل
عامر بطريقة مسرحية:عذرا أخي العزيز و لكن خطيبتي مطلعه عيني في ترتيبات الفرح
ضحك حسن بشدة علي طريقة أخيه و أمسكه من أذنه و قال:يا بني أعقل أنت كلها كام شهر و تبقي مسئول عن أسرة
عامر:أي أي أي يا عم حرام عليك هتجوز إزاي و ودني كدا
حسن بغمزة:هبقي أفهمك بعدين
عامر:أيوة بقا لازم أفهم
قام حسن وقال:أنا مش هخلص منك أنا ماشي
عامر بحزن:لأيه يا بني خليك !!
حنان:خليه يروح لمراته
عامر بصدمة:مراته
حسن:أيوة كتب متابي إمبارح
عامر بضيق:لا والله و أنا آخر من يعلم طب كنت عرفني أجي أكل جاتوه
ضحك حسن و قال:بكرة بإذن الله هجيبها عشان تتعرف عليكوا ..سلام عليكوا
خرج حسن و استقل سيارته..ليجلس عامر بجانب والدته و يقول:هو في إيه؟؟
حنان:و الله يا بني ما أعرف ربنا يستر اخوك نبيل لو عرف هيقلب الدنيا هو و أختك سميره
عامر بضيق:و نبيل و سميرة مالهم هو حقه يجوز و يعيش حياته مش كفاية عمره اللي ضاع و هو بيرجع الشركة اللي بابا ضيعها قبل موته و كمان حرم نفسه من الحب و الجواز لحد ما أطمن علي كل واحد في بيته
حنان بحزن علي حال ابنها:ربنا يفرحه
عامر:يارب حسن مش يستاهل إلا كل خير
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا حسن..
هناء بضحك:يا بنتي حرام عليكي قلبي هيقف من الضحك
فيروز بمرح:يا داده دا إحنا لسه بنسخن الأيام لسه كتير
هناء:ربنا يسعدك يا بنتي
قامت فيروز و هي تحمل كوب العصير الخاص بها و قالت:أنا هروح أتمشي شوية
هناء:أتفضلي يا بنتي
خرجت فيروز من المطبخ لتقول إحدي الخدامات:طيبة أوي ست فيروز
لترد الثانية:ربنا يفرحها هي و حسن بيه نفس الطيبة
هناء:ركزوا في شغلكوا و كفاية كلام
خرجت فيروز من المطبخ و دخلت مكتب حسن لتنبهر بكمية الكتب التي تحويها مكتبة حسن..
أمسكت فيروز كتاب يحمل اسم "في بلاط الخليفة"
تمددت فيروز علي الأريكة و وضعت العصير بجانبها..
بعد دقائق..شعرت فيروز بخيال يقف بجوارها لترفع عينيها بخوف لتتفاجأ بحسن يقف أمامها..
انتفضت فيروز من مكانها و قالت بنبرة يغلب عليها البكاء:أنا آسفة إني دخلت المكتب بس أصل أنا كنت زهقانة و عجبني شكل المكتبة و ...
وضع حسن إحدى أصابعه علي فم فيروز ليسكتها و يقول بهدوء:هو أنا قولت حاجه ؟؟ مفيش مشكلة في أي وقت أدخلي أختاري الكتاب اللي يعجبك
سرت قشعريرة غريبة في جسد فيروز و لم تقدر علي الكلام و إنما أخفضت رأسها بخجل..
خرج حسن من المكتب..لتتنفس فيروز الصعداء و تصعد إلي غرفتها..
أنت تقرأ
انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنى
Romanceكل الحقوق خاصه بالكاتبه نورهان حسنى **اقتباس** جلست علي أريكة في جانب الغرفة..و مددت جسدها الذي شعر بالغربة من النوم علي أريكة براحة فهذا الجسد الصغير كيف له بعد ان تعود علي النوم علي الحصائر والأرض القاسية..كيف له أن ينعم براحة بعد أن ظل أيام يعاني...