الفصل الثاني

25.3K 657 2
                                    

نظر حسن لها و قال:أيوة يا فيروز
ذهبت فيروز ناحيته و هي تمسك سندوتش صغير و قالت:أنت مش فطرت و مش هتخرج إلا لما تأكل دا
عقد حسن حاجبيه و قال:أفهم إن دا إيه يعني
دق قلب فيروز خوفا و شعرت أنها تجاوزت حدودها لتمتلأ عينيها بالدموع وتقول:أنا آسفة و الله مش أقصد أصل أنا يعني..
صمتت فيروز عن الكلام عندما شعرت بيد حسن تمسك يدها التي بها السندوتش..نظرت له وجدته يأكل السندوتش و هو ممسك بيدها و يتأملها بنظرة هادئة..
ارتجف قلب فيروز خجلا و توتر إلي أن أنهي حسن الطعام و فتح يد فيروز الصغير و طبع قُبلة هادئة عليها و قال:خالي بالك من نفسك
شعرت فيروز بأن قلبها سيخرج من ضلوعها من شدة ضرباته و قالت بصوت ضعيف:و أنت كمان
ودعها حسن بابتسامة هادئة..و خرج إلي عمله ..
ظلت فيروز مكانها لثواني ونسمات الهواء تداعب شعرها..حركت فيروز رأسها ببطء و رجعت شعرها إلي الوراء لتشم رائحة برفان حسن في يدها لتبتسم بهدوء و تذهب إلي داده هناء....
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
مع دقات الساعة الرابعة عصرا..يدخل حسن إلي بهو قصر العائلة و هو يبحث بعينيه عن والدته..ليراها و هي تجلس في الحديقة..ليذهب لها سريعا و يًبل يدها قائلا:اخبارك النهاردة يا أمي
الأم (حنان):بخير يا بني ..أخبارك أنت إيه
حسن:الحمدلله بخير
حنان بتساؤل:موضوع إيه اللي أنت عايزني فيه خير ؟؟
حسن:بصراحة يا أمي أنا أجوزت
صعقت حنان بما قاله ولدها و قالت بعصبية:نعم !! أنت إيه !! و أمتي و إزاي و مين دي أصلا !!! أكيد واحدة من الشارع
حسن بغضب نجح في السيطرة عليه:أمي أنا مش طفل !! أنتي عارفه أنا سني كام و اللي اجوزتها دي عشان هي الوحيدة اللي أرتحت معاها و إحنا كتبنا الكتاب و خلاص وحضرتك لو عايزه تستقبليني أنا و مراتي بكرة في بيتك مفيش مشكله بس تنسيني خالص و أنا هبيع نصيبي في الشركات و أسافر أنا و هي
حاولت حنان السيطرة علي غضبها و قالت:يعني بعد العمردا كله جاي تقولي أجوزت من غير ما أعرف حتي ؟؟
حسن بابتسامة مكسورة:أمي أنا مش عامر اللي لسه مخلص كلية أنا سني قد عامر مرتين تقدري تفرحي بعامر براحتك أما أنا رضيت بمراتي و مش عايز غيرها
حنان بابتسامة:خلاص يا بني اللي يفرحك تنور أنت وهي في أي وقت
أبتسم حسن برضا و قًبل يد والدته و قال:ربنا يخليكي يا أمي
حنان:ربنا يفرح قلبك يا حبيبي
قطع كلامهم دخول شاب في مقتبل العمر صاحب ملامح جذابة يقول بمرح:حسن بيه بنفسه منورنا
ضحك حسن بهدوء و قام و أحتضن أخيه و قال:أهلا بأخويا اللي مش بيسأل
عامر بطريقة مسرحية:عذرا أخي العزيز و لكن خطيبتي مطلعه عيني في ترتيبات الفرح
ضحك حسن بشدة علي طريقة أخيه و أمسكه من أذنه و قال:يا بني أعقل أنت كلها كام شهر و تبقي مسئول عن أسرة
عامر:أي أي أي يا عم حرام عليك هتجوز إزاي و ودني كدا
حسن بغمزة:هبقي أفهمك بعدين
عامر:أيوة بقا لازم أفهم
قام حسن وقال:أنا مش هخلص منك أنا ماشي
عامر بحزن:لأيه يا بني خليك !!
حنان:خليه يروح لمراته
عامر بصدمة:مراته
حسن:أيوة كتب متابي إمبارح
عامر بضيق:لا والله و أنا آخر من يعلم طب كنت عرفني أجي أكل جاتوه
ضحك حسن و قال:بكرة بإذن الله هجيبها عشان تتعرف عليكوا ..سلام عليكوا
خرج حسن و استقل سيارته..ليجلس عامر بجانب والدته و يقول:هو في إيه؟؟
حنان:و الله يا بني ما أعرف ربنا يستر اخوك نبيل لو عرف هيقلب الدنيا هو و أختك سميره
عامر بضيق:و نبيل و سميرة مالهم هو حقه يجوز و يعيش حياته مش كفاية عمره اللي ضاع و هو بيرجع الشركة اللي بابا ضيعها قبل موته و كمان حرم نفسه من الحب و الجواز لحد ما أطمن علي كل واحد في بيته
حنان بحزن علي حال ابنها:ربنا يفرحه
عامر:يارب حسن مش يستاهل إلا كل خير
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في فيلا حسن..
هناء بضحك:يا بنتي حرام عليكي قلبي هيقف من الضحك
فيروز بمرح:يا داده دا إحنا لسه بنسخن الأيام لسه كتير
هناء:ربنا يسعدك يا بنتي
قامت فيروز و هي تحمل كوب العصير الخاص بها و قالت:أنا هروح أتمشي شوية
هناء:أتفضلي يا بنتي
خرجت فيروز من المطبخ لتقول إحدي الخدامات:طيبة أوي ست فيروز
لترد الثانية:ربنا يفرحها هي و حسن بيه نفس الطيبة
هناء:ركزوا في شغلكوا و كفاية كلام
خرجت فيروز من المطبخ و دخلت مكتب حسن لتنبهر بكمية الكتب التي تحويها مكتبة حسن..
أمسكت فيروز كتاب يحمل اسم "في بلاط الخليفة"
تمددت فيروز علي الأريكة و وضعت العصير بجانبها..
بعد دقائق..شعرت فيروز بخيال يقف بجوارها لترفع عينيها بخوف لتتفاجأ بحسن يقف أمامها..
انتفضت فيروز من مكانها و قالت بنبرة يغلب عليها البكاء:أنا آسفة إني دخلت المكتب بس أصل أنا كنت زهقانة و عجبني شكل المكتبة و ...
وضع حسن إحدى أصابعه علي فم فيروز ليسكتها و يقول بهدوء:هو أنا قولت حاجه ؟؟ مفيش مشكلة في أي وقت أدخلي أختاري الكتاب اللي يعجبك
سرت قشعريرة غريبة في جسد فيروز و لم تقدر علي الكلام و إنما أخفضت رأسها بخجل..
خرج حسن من المكتب..لتتنفس فيروز الصعداء و تصعد إلي غرفتها..

انت حقي أنا- الكاتبه نورهان حسنىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن