"الفصل السابع والستون"

4.9K 106 5
                                    

نوره في مكانها براكين الغضب أحرقتها  لا أحد من أبنائها يأخذون رايها هي ليست موافقه على هذا الزواج هي تسعى لأجل أن يتم طلاق أسامة وغزل والآن أصغر عيالها يرتبط ببنت الناصر ببنت من كان  سبب في عذاب أختها
لاحظت أم سُلطان أحتداد نظراتها وهتفت بتهديد:نوره أقضبي أرضكِ ولا تفكرين تخربين بينهم يمين بالله أنه ماراح يصير لكِ خير بنت الناصر خط أحمر ولو تغلطين عليها تكون نهايتكِ وانتي فاهمه وش أقصد محد يعرف سواليفكِ غيري
أبتلعت نوره ريقها من تهديد زوجة عمّها وفهمت مقصدها لم تكن تُقصد إلا ماضيها وحُبها لـ"عبدالله" تعلم أن زوجة عمها تعرف ببعض أسرارها من قبل أن تُصبح زوجة سُلطان
أكملوا سهرتهم بِفرحـه عارمـه واحتفلنّ الفتيات بِطريقتهنّ وفي مُخيمهنّ
بعد صلاة الفجـر نام الأغلبيه وبقت أسرار وغزل نظرت غزل إلى أسرار التي تُمرر كفها على بطنها البارزه:كم باقي لكِ ياعميمه
هتفت اسرار بضيق وهي تتذكر قُرب ولادتها:على حسب ما قالت الدكتوره كذا شيء أسبوعين
أبتسمت غزل:الله وراح يجينا لافـي
هتفت أسرار بِمُراوغة:سمعت كذا كلام كتبه عاشق بِمعشوقته بقوله لكِ أحتمال يعجبكِ مثل ما عجبني
هتفت غزل بحسن نيه:قوليه أسمعكِ يا أم لافي
تنهدت اسرار  ورددته يقول "إلا معشوقتي ياعرب لا تجيبون طاريها وهي بعيده عني يشهد الله أن طاريها يقلب موازيني يكفيني الشوق اللي ذابحني لشوفتها ومكابرتها وصدودها عني" حركت غزل أهدابها مرات عديده وجمرة أشتعلت بداخلها شيء ما يقول أن هذا الكلام من قاله هو سمائها هتفت بِهدوء:حلو
أستلقت أسرار وهي تكتم غُصتها تُريد البُكاء من حال أقرب أثنين إلى قلبها أما غزل أرتدت عبائتها والتقطت وشاحها الأبيض الصوفي وخرجت من المُخيم لفح الهواء البارد جسدها لتشعر أن النار التي أشعلتها عمتها تزداد مع نسمات الهواء البارده  مشت ومشت حتى أبتعدت عن المُخيمات لم تابه كونها بِمُفردها ولم تطلع الشمس جيداً جلست على الأرض وقبضت بكفها حفنه من الرمال رفعت نقابها وقربت كفها إلى ثغرها ونفخت الرمال بخفه :ليت أحزاني وجروحي تتناثر مثل حبات الرمال غيابه أتعبني ووجوده أتعبني رغبتي بالتحرر منه أتعبتني وفكره الرجوع له أتعبتني وش يقنع قلبي أنه ماعاد سمائي ولا عدت قمره
همساً رجولياً جذاباً أتى من خلفها:حتى لو ماعدت سمائكِ يكفيني إنكِ قمري حتى الممات
صوته الرجولي أجفلها وجعلها تنهض بهلع أستدارت إليه ومن ثم تراجعت خطوات للخلف بخوفاً من تواجده معها بمفردهما بعد هذه المده طويلة:أسامـــه 
أطلق أسامه تنهيده عميقه مُحمله بأوجاعه بأوجاع الأشهر الذي غابها:ودي أقول عمر أسامة وأخاف أن عمري يكون قصير ودي أقول قلب وعروق أسامة وأخاف تجرحيني وتصدي عنـي
خفق غزل قلبها بشده وأرتجفت شفتيها ملامحه تغيرت كثيراً هذا ليس أسامة صاحب الملامح الحاده :وين كنـ..ـت
أبتلع ريق الرغبه بالاقتراب منها وأخذها بين ذراعيه لكم أشتاق إليها لأدق تفاصيلها عيناها الوسيعه رائحتها المُسكره:كنت أحاول أتمسك بآخر أمل يجمعني فيكِ
رغبه جارفه للارتماء في أحضانه ورغبه جارفه للهروب من أمامه أبتلعت ريقها وهتفت بصعوبه:وهل ممكن في أمل يجمعك فيني مره ثانيه
التزم أسامه الصمت وهو يتأملها من راسها حتى أخمص قدميها تلك الخرقة السوداء تُغطي ملامحها المُشتاق إليها تقدم بِخطوات بطيئه ووقف مقابلاً لها وهتف:حاولت وحاولت بس أشوف أن كل الدروب لكِ مقطوعة
شتتّت غزل عيناها بعد أن ترقرق الدمع في مُقلتيها:أستسلمت يا أسامة وين اللي قال راح أسعى لكِ طول السنين 
مد أسامه كفه وجعلها تلتفت إليه يود لو ينزع نقابها ويجعل كفيه تلامس وجنتيها:ومستعد أسعى طول السنين بس  
قاطعته غزل وهي تبعد كفه عن وجهها :بس إيش هربت ثمانيه أشهر وينك ليه تبي لي الشقاء والعذاب ليه يا أسامة
يالله روحه مُتعبه ثمانية أشهر وهو في ضوضاء عقله وقلبه كان صعباً عليه تقبل الحقيقه كلماتها تلك التي  همست بها أسقطته في بحور لن ينجو منـها الان فقط يُريد جذبها وأسكانها بين ذراعيه قبل اللحظات الاخيره أمسك بِمعصمها ومشى الى حيث سيارته:طلبتكِ روحي مُتعبه ياقمري أسمعيني للنهايه
عجباً يقول روحه مُتعبه الا يعلم أن روحها مُتعبه أكثر منه صعدت السياره بعده وهي حقاً تُريد سماع ما سَيتفوه به:أسمعك
زفر اسامه أنفاسه بضيق وضع راسه على المقود وأصبح يتحدث بنبره لم تعهدها منه:طفولتنا ماكنت طفوله عاديه غيرتي عليكِ ماكانت عاديه كنت أشوفكِ بنتي وكل شيء كنت أغار وأنحرق بغيرتي لو أحد قرب لكِ أو لمس شعركِ كبرنا ومازلت أغار عليكِ رغم إنكِ تغطيتي إلا إني كنت أتعمد أدخل بيتكم او أي مكان انتي فيه عشان المحك فجأه كل شيء تغير دخلت هديل حياتي كنت أشوفها عاديه بس خالتي كانت تجملها بعيني وكل ماكنت أروح عندها تخليني أصادفها وبكل مره تقول هديل نصيبك يا أسامة كلمها تعرف عليها وصار اللي صار ويوم جبرني جدي عليكِ تشتت وشتتني أكثر حُب مناف لكِ كنت أكابر وأوهم نفسي إني ما أحبكِ وأنا أعشقكِ من وانتي طفله صح إني ماصنتكِ ياقمري عذبتكِ معـي أتعبتكِ سببت لكِ جروح ما تبريها السنين بس وخالقي أعشقكِ
غزل مُنذ بدأ بالحديث وهي تسند راسها على الكُرسي وتُغمض عيناها وكل حواسها تسمع حديثه لاحظت أنه صمت هتفت بقهر وألم:خالتك ريما هي سبب عذابنا ياجعلها تذوق أضعاف العذاب هي كذبت عليك و أوهمتك أني أحب مناف
اسامه لا يُريد رفع راسه فوالله أن أدمعه قد أنهمرت ولم يستطيع كبحها أكثر عض على شفته بِقوّه وأكمل حديثه: أدري أن خالتي وأمـي هم سبب عذابنا وأدري إنكِ ذقتي العذاب بسببي وبسببهم بس تأكدي إنكِ فارقتيني وذقت العذاب بأنواعه وحـدي ببيتنا الواسع وكأني بأضيق السجون خيالكِ ماكان يفارقني دقيقه أتخيلكِ بكل زاوية في البيت أصحى وأنام على أمل رجوعكِ لي الكل وقف ضدي ويبوني أطلقكِ محد يدري كلمة طلاق لو نطقتها راح تنتزع روحي من جسدي كل الأبواب تسكرت بوجهي وجيتكِ بتعبي لاني كنت متأمل أن روحي راح تطيب بعد شوفتكِ بس ماهقيت أن روحي راح تنتزع بالتدريج وكل الطرق لكِ قطعتيها  
غزل أنفلتت منها شهقه حاده كـ نصل السكين أخترقت روحها وطلعت معها وهي تتذكر همسها له بتلك الجملة القاتله"ماعاد في درب يجمعنا وأكبر عائق يمنعني أرجع لك إنك عقيم يا أسامة " سمع شهقاتها المتكرره ولم يرفع راسه وينظر إليها كرر كلامها بالحرف وبنبره مُتحشرجه:ماعاد في درب يجمعنا وأكبر عائق يمنعني أرجع لك إنك عقيم يا أسامة.. أدركت وقتها إني دخلت عندكِ بجسد وروح طلعت جسد بدون روح ...رجعت للبيت اللي جمعني فيكِ وصارعت الموت وحـدي كنت أشوفها لحظاتي الأخيرة بس خيالكِ ما فارقني حتى بِلحظاتي الاخيره... غمضت عيوني وأنا أحتضن خيالكِ صحيت وأدركت الواقع رحت لأكثر من مستشفى وتأكدت من عقمي قررت أسافر وأسعى لـ درب يجمعني فيكِ...ثمانية أشهر وأنا أتعالج والنتيجة ضعيفه أدركت أن رجعتي لي زاد عذابكِ وأن فارقتيني زاد عذابي ..راضي يزيد عذابي في سبيل سعادتكِ سلبت منكِ الفرحه قبل والحين برجعها لكِ  طلبتي الطلاق والحين  تبشرين بـه ياغـزلي ...أنا ميت بِكلتا الحالتين تبشرين باللي يرجع كرامتكِ يابنت العمّ أنتي تستاهلين وأحد كفو يحطكِ فوق العين والرأس ... مـ ..مو واحد خسيس مثلي
تسرعت أنفاسها بشده وهي تسمع حديثه الذي أدمى قلبها وبين كل جملة كان يقولها تنبعث منه تنهيده وضعت كفها على قلبها المُضطربه نبضاته ربـــاه أقبض روحـها قبل أن تنتزعها تلك الكلمة التي سَتخرج من بين شفتيه والتي كانت تنتظرها مُنذ زمن تحتاج الى ذرات الأكسجين حقاً تحتاجها الان فتحت باب السياره وخرجت أغلقت الباب بكفين مُرتجفه وسندت جسدها على السياره لم يكن أفضل حال منها روحه تنتزع جوفه أصبح كصحراء قاحله عيناه لم تعد ترى  مرت دقيقه دقيقتين خمس دقائق عشر دقائق أستجمع نفسه وخرج  وتوجه إليها وقف مُقابلاً لها وتأمل عيناها الدامعـه والمُحمره جسده يُطالبه بأحتضانها للمره الأخيرة جذبها إلى صدره وضمها بِقوّه ليت أضلعه تتحطم وتدخل هي حتى تسكن بجانب قلبه إلى الأبد ولكن هذه أُمنية صعبه التحقق كفاه أنانيـه سَيجعلها تتحرر منه ومن أنانيته أرخى ذراعيه وألصق شفتيه على جبينها بِقُبّله طويله ونطق بِصعوبه: أنا اللي ينقال لي تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي وأنا اللي ينقال لي تزوجتها مُجبر وفارقتها مُجبر غزلي أبيكِ تعيشي حياتكِ وتطوين صفحه أسامة كان فيها كل اللي بسويه لأجل سعادتكِ لا تحرمين نفسكِ منها وحلليني يابنت العمّ  وأحتفظي بسري بصدركِ
الم يكن الفراق رغبتها الم تسعى لتنال الطلاق  لما واقعه مؤلم إلى هذا الحد ولا تُريده أن ينطقها وإذا نطقها سَتكون  هذه أخر لحظه تجمعها بحب طفولتها هي لا تقوى على فراقه والله أن فراقه أشبه بنزع الروح من الجـسد زادت دموعها وهتفت بصوت هامس :تعبت ياسمائي وتاهت دروبي وين حضنك المفتوح عشان أرتمي عليـه
تتعبه فوق تعبه يود لو يفتح لها ذراعيه ليستقبلها بكل حب وشوق هتف بِغُصه:ودي أقول حضني لكِ مفتوح كل ما تاهت دروبكِ تعالي لي  بس عشان سعادتكِ لازم نفترق مايهون علي يزيد عذابكِ بسببي
الا يفهم أن سعادتها هي قُربه "يالله أنا ضعيفه أمام من زرعته في قلبي مُنذ الصغر أنا ضعيفه جداً" أرتمت إلى حضنه ودفنت وجهها في صدره وكفيها خلف ظهره:انت عذابي ودوائي خلاص أرحم قلبي اللي يعشقك من الصغر أنا ماعاد أبي الطلاق يا أسامة أنا أبي قُربك روحي بغيابك تنتزع باليوم الف مره
اسامه كان في حالة ضياع وهي تبكي على صدره :غــزل بس أنا عقيم وأنا سبب عذابكِ
تشبثت به أكثر وأرتفع صوت بُكائها الذي أدمى قلبه :يكفيني العذاب اللي عشتـه لا تعيشني بعذاب أكثر منـه فراقك صعب  ربي زرع حبك بقلبي وهو الوحيد اللي راح ينتزعه حاولت وحاولت بس ماقويت قلبي قاعد يشفع لك بكل مره
طوق ظهرها بذراعيه ربما هي تحت تأثير صدمة ظهوره أمامها بعد غيابه والآن لا تعي ما تتفوه به:أهدي بعدين نتفاهم ياغزل
رفعت غزل  راسها المدفون في صدره:انا بكامل قواي يا سمائي لا تطلقني ولا تعطيني مقفاك رحب فيني وأفتح لي حضنك مكتوب لي أتوه بكل الدروب إلا درب يوصلني لـ حضنك مايهمني الناس وش راح تقول عني اللي يهمني قلبي ورغبته عذابي زاد من فارقتك
نظر أسامه إلى عيناها بضعف:جزء مني يبيكِ ويحتاجكِ وجزء يبي سعادتكِ سعادتكِ ماعادت مع واحد عقيم
ضربته في صدره بِقوة وهتفت بصعوبه :الله يأخذني قبل تطلقني يا سمائي روحي أتعبها فراقك اللي دام لأشهر شلون لباقي العمر انت ليه أناني ليـه ماتفهم أن روحي مُتعبه وضمادها انت
أنهت حديثها و خارت قواها لتستقبلها ذراعيه ويدخلها  إلى المرتبه الوسطى ودخل بعدها أغلق الباب وسند جسده على الكُرسي ورفعها إلى حضنه وضع راسها على صدره:غــزل
أخذت نفساً عميقاً وهتفت بِهمس:صرنا متعادلين يا سمائـي جرحتني وجرحتك والحين داوينـي وأداويك  شفت جروحي اللي كنت أقـول ما تبريها السنين رجوعك براها
رفع وجهها بِكفه ونزع نقابها لمعت عيناه وهو يتأمل تقاسيم وجهها نحفت قليلاً سواد طفيف تحت عيناها الفاتنه:ليه أهملتي نفسـكِ
زمّت غزل شفتيها وعادت دفنت وجهها بين كتفه وعُنقه وأنفاسها تلفح عُنقه:بسببك غيابك أتعب كل خليه بجسدي
تنهد اسامه بألم:وجودي وغيابي أتعبوكِ وش الحـل ياقمري
رفعت وجهها وتأملت تقاسيم وجهه لبضع ثوانـي ومن ثم قَبّلتها:وجودك هو نعيمي ودوائي وغيابك هو جحيمي وعذابي أنا محللتك على كل غلطة غلطتها معاي باقي انت تحللني
طيف إبتسامه أرتسمت على ثغره:ومستعده ترجعين لي رغم عيوبي
عضت غزل على طرف شفتها بِمُراوغه:امممممم لا
عقد أسامة حاجبيه وهو يُحرر طرحتها ويُخلل كفه بين خصلات شعرها السرمدية الطويله:وش اللي لا
أنفلتت منها ضحكه ناعمـه وهتفت بنبره تملك:أنت لي بِعيوبك قبل محاسنك مُفكر بعد رجوعك راح أخليك تبتعد عنـي تحلم ياولد سُلطان
هذه المره هو الذي أغرق تقاسيم وجهها بِقُبّلاته الحاره المُشتاقه:يامرحبا فيكِ بحياة أسامة من جديد يشهد الله إنكِ ساكنه بين القلب وعروقه وبكل ثانيه غلاكِ يزيد
تراقص قلبها فرحاً لن تندم على تنازلها له قُربه سعادتها ولن تستطيع مُفارقته أكـثر عفا الله عمن عفا وهي عفت عنه وعن غلطاته معها هتفت بِهمس:وش جزاء المُشتاق
أبتسم أسامة وهمس وهو يضمها إليه أكثر:جزاه يُاخذ بين الأحضان
زفرت أنفاسها بِراحه وبقيا على حالهُما وقت طويل تنام على صدره بِراحه فارقتها مُنذ أفترقا:مـحد يدري أني رجعت ولا أبي أحد يدري
لا يهم ما يتفوه به الآن يكفيها أن ترتاح على صدره وتباً لما سَيحدث عُقبها:ليـه ما تبيهم يفرحوا مثل فرحتي
التزم اسامه الصمت قليلاً وهتف بِجديّه:ماراح ترجعين لي بهذي الطريقه انتي غاليـه وتستحقين العناء لأجلكِ برجع قبلكم وبجمع كل أفراد القبيله يتوسطوا لي ترجعين معززه مكرمه بالمهر والشروط اللي تبيها
فكرت  غزل مُطولاً ووجدته حلً مُناسباً:سوي اللي يريحك ياسمائـي
تمتم بِهدوء:مُتاكده إنكِ مستعده ترجعين لي وتغفرين كل زلاتـي
رفعت غزل  وجهها وأحتضنت وجهه بكلتا كفيها:أي مُتاكده لا تشيل هم برجع لك برضاي ومحـد راح يمنعني مانيب بطفله
زفر اسامه  أنفاسه براحـه:ردت الروح لي بعد عذاب فراقكِ
مررت غزل أناملها على صدره وهتفت بِعُذوبه:بسم الله على الروح وراعيها ..والحين أسمح لي برجع المُخيم أخاف أحد صحى ولاحظ خروجي
تمتم أسامه بـ"لحظه" وقرب وجهه من وجهها وقبّل عيناها قُبّلات عديده:الحين يمديكِ ترجعين ولا تعلمين عسولتي برجوعي أخاف تلحقني أم كرش
ضحكت غــزل وضربته على كتفه:أعترف عميمه كانت تدري إنك مسافر وكنت على تواصل معاها
أبتسم أسامة ورفع حاجبه وقال جمله أشتاقت إلى سماعها:عسل على قلبي ياغزلي ..اي والله عميمه كانت تدري وهي الوحيده اللي كانت تهون علي
ميلت غزل شفتيها:العاشق الولهان كل الابيات اللي كنت تقولها لها أبي أسمعها منك ماراح تهرب مني فاهم
ضحك أسامه بِقهقهه:أبشري ياحَرم أسامـة الوعد قريب جهزي نفسكِ ياعروسـه
أبتعدت عنها  وعادت ربطت شعرها والذي طال الى مُنتصف ظهرها والتقطت طرحتها ولفتها حول شعرها ومن ثم نقابها:تأخرت لازم أرجـع
ترجل أسامه  هو أولاً ومن ثم هي بعده رافقها حتى عادت إلى جانب المُخيمات:أستودعتكِ الله ياغـزلي
باغتته بحضن وهتفت بِفرحه:أستودعتك الله ياسمائـي
أبتعدت عنه وعادت إلى أمام مُخيمهنّ وهو عاد إلى سيارته وأنطلق بسرعه والفرحة  تغمر قلبه أرتعبت غزل عندما ضربها جدها بخفه على ظهرها:وين كنتي يابنت عبدالله
التفتت غزل  إليه وزفرت أنفاسها:جـد خرشتني الله يهديك وين كنت هنا أشم هواء نقي
مرر كفه المُتجعد على صفائح وجهه:هااا كنتي هنا قاعد أشم ريحة حفيدي الضابط مُنتشره بالبر
توردت  وجنتيها تحت نقابها وتوترت:وشوو جدي الله يهديك وش تهرج
أمسك بِكفها ومشى:تعالي معي نتمشى وتصارحيني وأنا أبـوكِ شفتكِ وقت طلعتي بعد الفجر وخفت عليكِ ووقت شفت رجوع حفيدي أرتحت ورجعت خيمتي
مشت غزل  بعده وهي خجلـه ماذا سيظن بها الآن بعد تلك الايام التي مرت وعنادها عندما كان يأتي ويطلبها أن تعطي أسامة فرصه:جـدي أنا أسـفه على كل شيء سويته من قبل وعلى كلامـي
هتف أبو سُلطان وهو يكمل خطواته هو وهي:معذوره يابوكِ أسامة يستحق فرصـه عشانكِ مو عشانه
ضيّقت غزل عيناها بعدم فهم:وشلون ياجدي
زفر أبو سُلطان أنفاسه وبدأ بالحديث:شوفي يابنيتي لي سنين دافن السر بقلبي ومحـد يعرفه حتى جدتكِ ماتعرف أني أعرف سرها ومحد راح يعرف غيركِ جدتكِ يابنيتي كانت من عائله مُتشددين ومعروفين بهيبتهم ومكانتهم وجدتكِ كانت تحب واحد أسمه ناصر
التزم الصمت قليلاً وهو يغرق في الماضي البعيد هتفت غزل بِفضول:وش صار بعدها
التفت إليها وهو يبتسم وهتف بِتنهيده:آآه يابنيتي ماكان في بينهم نصيب هو من عائله مسكينه والكل رفضه تزوجت جدتكِ وكانت تعاملني معاملة الزوج لزوجها فقط جسدها كان معي و روحها مع ناصر قدمت لها كل الحُب والاحترام بس مافزت بِقلبها قلبها وروحها مع ناصر سمت أبننا على أسم ناصر وكانت تميزه عن كل عيالنا ما منعتها خليتها تسميه ناصر رغم معرفتي مين صاحب الاسم وصدقيني لو الزمن يرجع كان طلقتها وزوجتها بِنفسي لـ ناصر الأنثى يابنيتي لو حبت تحب من قلبها حب طاهر ماهو حب سنه أو سنتين وانتـي يابنيتي فتحتي قلبكِ لـ أسامة من وقت كنتي طفله ولو طلقكِ هو ماهو خسران يتعذب سنه سنتين وينسى أما أنتي العمـر كله لا تكابرين وتقولين بنساه الطفله اللي كان عمرها سبع سنوات وتجي تزعجني فوق راسي كل ليله وتقول  ياجدي زوجنـي أسامة ولو ما زوجتني ياه ماراح أتزوج وأشتكيك لربي كيف راح تقدر تكابر وتنساه وقلبها مفتوح له من طفولتها فهميني كيف
أدمعت عيناها وهي تسمع قصة جدتها والحبيب الذي لم تناله"ناصر" ومن ثم ضحكت على طفولتها وكلامها الذي لم ينساه جدها:كنت وقتها طفله ما أعرف وش أقول ليه تصدقنـي
أبتسم أبو سُلطان ووضع ذراعه على كُتوفها:أصدق كلام هو كلام هالطفله هـي فتحت قلبها لـ أسامة ومازال مفتوح للحين
توردت وجنتيها وحمدت الله أنها  ترتدي النقاب وإلا لكان رأى جدها ملامحها المُتورده هتف أبو سُلطان :نقدر نقول طاح الحطب
عضت غزل طرف شفتها وهتفت بِخجل:اي طاح بس محد راح يعرف لين نرجـع
ضمها أبو سُلطان  إلى صدره وقبّل راسها:الله يبشرك بالجنه يابنيتي أبشري باللي يرضيكِ من طرفي ومن طرف أسامة
قبّلت صدره وشعرت بِراحـه:سامحني ياجـدي تحملت عنادي وطيشي كثير
زفر أبو سُلطان أنفاسه براحـه:ماعليكِ ذنب عشان أسامحكِ أنا اللي المفروض أطلب منكِ السماح
هتفت غزل بمرح:ماعليك ذنب عشان أسامحك ياجدي أفضل شيء سويته إنك سمعت كلام الطفله غزيل ولا كانت بتشتكيك لربها
ضحك أبو سُلطان وأكملوا مشيهم وهو يُحادثها بأحاديث مُختلفه وهي في قمة سعادتها
.
"بيت أبو عبدالعزيز" بعد صلاه العشاء
مُجتمعين في الجلسة الخارجيه جلسة عائليه تضم سالم وزوجته وبناته "توق وشوق" وملاك  
أصناف الحلويات المصفوفه على الطاولات الزجاجيه والقهوه الممزوجة برائحه الهيل اللذيذه هتفت شوق :يبه متى يرجع عـز ما كأنه طول
هتف أبو عبدالعزيز:يومين ثلاث يقول مابعد كمل عمله
كان بتال يجلس في حجر  ملاك وهتف بِمُشاكسه وهو يلعب بخصلات شعرها :أحسن خليه يتأخر خالو شرير وكل يوم يطردني من جناحكم
قرصته ملاك  في خده بخفه:خليه يجي وبكلمه إنك تنام جنبي عشان يعلقك من أذنك
هتفت توق بتسائل:وش تتهامسون فيه
أبتسمت ملاك وكذلك بتال هتف:أسرار بيني أنا وملاك مالكم دخل
التقطت شوق الوساده وقذفته بها:نتفـه لسانك يبي له قص محد مسخك غير هالملاك على إيش تحبك مدري
ضحكت ملاك وهي تحتضنه:مثل ما عز يحب ولدكِ فيصل  أنا أحب بتال حبيب خالتو
تنهدت أم عبدالعزيز بحرقه مُنذ علمت بِوجود إبنها الضائع وقلبها يحترق رفضه التعرف بهم أدمى قلبها يكفيها من العذاب ماذاقته متى سَيحن عليها وضع أبو عبدالعزيز ذراعه على كتفها وشدها إلى صدره:وش سبب هالتنهيده يا أم عز
ركز الجميع عليها هتفت وهي تُغمض عيناها:متعب أتعبنـي ياسالم روحـي مُتعبه وأخاف أفارق الحياه قبل أضمه لصدري وأعوضه عن كل السنين
تعكرت صفوتهم قليلاً الجميع مُدرك أن لا أحد يستطيع لومه ما مر به ليس سهلاً هتف أبو عبدالعزيز:أصبري يا أم عـز ماعهدتكِ عجوله كل شيء بيزين ومثل مالقينا شوقنا ورجعت لنا متعب راح يجي لين عندكِ برضاه
صوتاً قدم إليهم وقطع حديثهم:يـ أهـل البيت أنا جيت
فرح الجميع لِرجوعه أما تلك الجالسه وبِحضنها بتال خفق قلبها بشده لم يُخبرها أنه سَيعود بل كذب عليها بأنه سَيتاخر أسبوع أخر هتف بتال بزعل طفولي:خالو عز ليه رجعت محد يبيك  
تقدم عبدالعزيز إليهم وسلم على الجميع وأخذ فيصل إبن شوق من حضن والدته وجلس بِجانب توق المُقابله لـ ملاك وأصبح يُلاعبه بكل شقاوه مُتعلق به بشكل مُلفت:أنزل من حضن زوجتي  قبل أتواطى ببطنك
مد بتال لسانه بِمُشاكسه:مابي مابي 
هتفت أم عبدالعزيز :قال أبوك إنك ماكملت شغلك
نظر إلى ملاك وغمز لها:كملت وقلت ماعاد في لزوم أقعد أكثر وتارك أحبابي هنا
ضحكت توق وكذلك شوق التي هتفت بِمكر:منت تعودت تسافر وتتركهم من زمان صح ولا لا يايمـه
يعلم أنها تعلم أنه كان يقصد ملاكـه ولكنها مُراوغه هتف بِمُراوغه قبل أن تحرجه أمام أبيه :ياناس يوم بتجون وقد بلعت هالنتفه فصولي المفروض آخذه معي بكل سفره حرام أشتاق له 
ضحك الجميع وشوق توسعت أحداقها:أعوذ بالله يمـه يبه أستودعتكم الله بلحق زوجـي أنا وأبنـي هذا اللي ناقص عز يبلع الشيخ فيصل
غمز عبدالعزيز لـ ملاك ومن ثم وقف وفيصل بين ذراعيه  وهتف وهو يركض من جانبهم:أستودعتكم الله بأخذه وبهج ملاكي الحقيني للمطار
وقفت شوق بخوف عليه:يـــمـه عــز يامتوحش أنتبه يطيح والله أذبحك عــــز
وضعت توق ساق على ساق بأستمتاع:وبدأ الآكشن يبه أستمتع أول مره تحضر جنون عز وشوق
أبتسم أبو عبدالعزيز وهو يُتابعهم بعيناه يتراكضان وفيصل بحضن عبدالعزيز هتفت أم عبدالعزيز :متى يكبروا هالاثنين جننوني معاهم وأخاف الضحيه فيصل
وقفت ملاك وهتفت:ماعليكِ يايمـه بروح آخذ فيصل منهم
قفز بتال إلى حضن توق وجلس وهو يضحك:ماما ماما خالتو ملاك حلــوه أبي أتزوجها
ضحكت توق بِهستريه وكذلك أبو عبدالعزيز:هب هب ياولد طارق عيونك زايغه وتبي زوجة خالك خلي عز يرجع وبعلمه بكلامك
دفن بتال وجهه في صدر والدته:عز قال بزوجك بنتي بس هو ماعنده بنت
هتفت توق وهي تلعب بشعره:إذا صار عنده بنت نأخذها ونسافر إيطاليا عند بابا طيب بتالي
أبتسم وتمتم بِحماس طفولي "طيب ماما "أبتعد عن حضن والدته ولحق بهم
كان عبدالعزيز يرفع فيصل إلى الأعلى وشوق تُحاول أخذه:عـز عطني ولـدي لا بارك الله فيك
وصلت ملاك إلى جانبهم:عز أمزح معاها باي شيء إلا فيصل خليك بعيد عنه هاته
ضحك عبدالعزيز بِقهقهه:ملاكـي أسكتي قبل أرميكِ بالمسبح
تخصرت ملاك وهتفت بِعناد:لو أنت رجال سويها مره ثانيه المره الاولى عديتها لك هذي المره بذبحك قدام أهلك
وسع عبدالعزيز أحداقه بِتسليه:تعجبيني وقت تعصبين
أستغلت شوق التفاته إلى ملاك وإندامجه معها بالحديث أخذت أبنها منه وهتفت وهي تضحك :تضاربوا براحتكم بعيد عن فيصل
شمر عبدالعزيز عن ساعديه وتقدم من ملاك:قدها يازوجتي العزيزه
أستوعبت ملاك وحاولت الهروب:عــــز والله أعاقبك الليله لو تسويها
هتفت شوق بِمُحارشه:أخس ياولد أبوي تهددك حرمـه عز الله طحت من عيوني
مثل العصبيه وضربها في راسها بِخفه:تحرضيني على حُرمتي ياللي ما تستحين
أبتسمت ملاك ورفعت حاجبيها بأستفزاز:إنقلب السحر على الساحر لبى قلبه عز ماتهون عليه زوجته
ميلت شوق شفتيها ورات عز يغمز لها وسرعان مافهمت عندما راته يرفع ملاك بين ذراعيه:أي كفــو ولد أبــوي
تعلقت ملاك بِعُنقه وهو يتقدم ناحيه المسبح :عـــز لا تكـفـى برد والله عــــز لا تسويها
ضحك بِقهقهه و غير أتجاهه إلى داخل القصر:سلام يا أختي العزيزه تعذري لي عند أبوي ودوري لنا أي تصريفه  مشتاق لـ ملاكي حيل أسبوع بعيد عنها 
هتفت شوق بِضحكة :وجــع ياللي ما تستحـي أسبوع فقط أجل لو أغتربت شهور
لم يرد عليها أكمل خطواته وملاك بين ذراعيه هتفت وهي تدفن وجهها بِخجل:عـز لو أنك رميتني بالمسبح ولا فشلتني قدام شوق
هتف عبدالعزيز بِهمس وهو يدخل المصعد:مُشتاق لكِ ياملاكـي الطاهـره لو إنكِ طاوعتيني وجيتي معي فرنسا
تمتمت بـ"خلاص نزلني" ولكنه عاندها وأبقاها بين ذراعيه حتى وصلوا إلى أمام جناحهُما وفتحه بالكرت ودخل هتف وهو يستنشق رائحة الجناح المُنعشه:الريحه اللي أشتقت لها ولراعيتها
هتفت ملاك بِخجل:عـز نزلنـي خلاص راح تتعب وتوك راجـع من السفر
أنزلها بِطواعيه ولكنه لم يدعها تبتعد عنـه حاوط خصرها بأحد كفيه والاخر تُداعب خصلات شعرها مُتوسطه الطول هتف بِخبث:أشتقتـي لـي أعترفي
تضرجت وجنتيها بلون الحُمره ونبضات قلبها قُرعت كـ الطبول وحبست الهواء في رئتيها:لا م أشتقت
قبّل وجنتها قُبّله طويله:خسـاره شكلي أستعجلت بالرجوع
ميلت ملاك  شفتيها وطوقت عُنقه:لا تأخرت حيـل وملاكك كل ثانيه تنتظر رجوعك
توسعت إبتسامته بِحُب سبحان من زرع حُبها في قلبـه هي طفلته وحبيبته وصديقته وزوجته تأمل ملامحها التي تزيد فتنـه وشعرها الذي طال وزادها فتنـه فوق فتنتها قرب شفتيه إلى مسامعها وهتف بِهمس:رفقاً بِقلبي المُتيم بِكِ
دفنت وجهها في صدره بِخجل يكاد يقتلها:انت اللي أرفق فينـي ياعـز
قبّل راسها وضمها إليه أكثر وتمتم بـ"أبشري ياروح عز"
.
"متعب وشيماء"
يستند على إطار الباب ويتأملها وهي توضع الرتوش على وجهها وهو مازال يرتدي بذلة عمله:أنتي حلوه بدون ذي الخرابيط حقتكم
وضعت من يدها أحمر الشفاه وهتفت :قول إنك مُستعجل حبيبي
تقدم متعب منها وقبّل كتفها العاري:الله أكبر مطلعتني من الدوام وتقولين مُستعجل
أستدارت شيماء إليه والابتسامة تُزين ثغرها:كذوب قلت لك ميلا بتجي تأخذني إلا انت تبي توصلني
عض متعب طرف شفته وهتف وهو يجعلها تقف:ماتقدرين تروحين قبل أشوف زينكِ تبين الناس تشوفكِ قبلي يخسووون
أبعدته عنها برفق:راح نتأخـر اكيــد البنات كلهم أجتمعوا عنـد غاده إلا أنا
أرجعها إلى أمامه بِرفق وطبع قُبّلتين عميقتين على وجنتيها المُتورده وهتف بزعل:تحرميني عشانهـم
طوقت شيماء عُنقـه بذراعيها وتمتمت بـ"يخسون" أفزعهُما رنين هاتف متعب أبتعدت عنه وهو تحلطم:يقلعه اللي داق بهذي اللحظه
أخرج هاتفه وسرعان ما توسعت أحداقـه:أسامــة يتصل
تمتمت بـ"رد عليه" وهي تعود وتقف أمام المرآه وتعدل شعرها رد متعب بِلهفه وقلق:أسامة انت حي وينك أسامة رد علي
ضحك أسامة بِقهقهه وهتف:أفتح لي مقلطك يا خوي دربي وجهز قهوتك
نظر متعب إلى الهاتف ومن ثم إلى شيماء:يقول أفتح لي مجلسك
أبتسمت شيماء وهي ترا ملامحه الغير مُصدقه:روح أفتـح له طيب شفيك صنمت بِمكانك
قذف هاتفه إلى فوق السرير وخرج من الغرفه بخطواته مُستعجله وفتح الباب وأستقبله بِضربه جعلت أنفه ينزف:وين كنت فيــه يا أسامه
تألم أسامة ورفع كفه إلى أنفه:صلي على النبي يارجال وبقول لك وين كنت كنت مسافر
هجم عليه متعب بشراسه وبدون تمهل :مُسافر ثمانية أشهر مُسافر دمك حلال يا أسامة ماتقول عندي خوي بيقلب الدينا يدور عني
حاول أسامة تجنب لكماته العنيفـه:متعب يارجال خلينا نتفاهـ
لكمه في بِطنه بِقوّه حتى جعله يجثو على رُكبتيه ويتأوه بصوت مسموع :آآه
مد  متعب له كفه وهتف بِسُخرية:عورتك ياولد سلطان ماكنت أدري إن السفره خلتك نعومـي
ضحك أسامة ومد كفه ووقف بِمُساعدته:معذور ماعليك شرهه
هتف متعب وهُما يدخلان:المفروض ما أستقبلك بِمقلطي
تمتم أسامة بـ"تستقبلني وطرقن عن خشمك"وتوجه إلى المغسلة وغسل وجهه وأنفه الذي نزف
بسبب لكمة متعب شعر بدوار طفيف حاول الاستناد على إطار المغسلة لاحظ متعب وسنده:أسامة انت بخير
أغمض عيناه لوهله:بخير بخير
سانده حتى دخلوا الى المجلس القى أسامة جسده على الكنبه الطويلة وهتف بعد وقت طويل :يارجال الجوع ذابحنـي ماعندكم أكـل
كان متعب يسند جسده على الحائط وهو ينظر إليه بقلق :وين كنت وأيش سبب سفرتك السرية ذي
أعتدل أسامة بِجلسته وهتف بِمُراوغه:أبشرك أم ناصر راح ترجع لحياتي مره ثانيه
رغم أن قلبه تراقص فرحاً لصديق دربه إلا أنه هتف بِغيض:عساها كانت تطلع لك نفسك وتمسح فيك شوارع المدينه وبعدين ترجع لك 
ضحك أسامة بِقهقهه وهو يمسك براسه:أعوذ بالله يالحقود تصدق ثاني  شخص جيت له أنت بعد أم ناصر ماهقيت كذا تستقبلني
التقط متعب الوساده وقذفه بِها بِقوّه:الايام بيننا ياولد سُلطان أنتظرني بروح أجيب لك أكل وبعدها قول وش فيك وش تعاني منه
زفر أسامة أنفاسه بعد خروج متعب هو الآن في قمة سعادته لا شيء سَيُعكر مزاجـه قمره سَتعود إليه وهذا الأهم أنتعشت روحـه كل الآلام سَتزول بقرب محبوبته
دخل متعب إلى غُرفة نومهُما ولم يجدها سمع أصواتاً قادمه من المطبخ توجه إليه ووجدها قد غيرت ملابسها بِملابس عاديه وترفع شعرها للأعلى:عروق قلبي ليه غيرتي ملابسكِ كنت بوصلكِ الحين
التفتت شيماء  إليه وتلك الابتسامه العّذبه تُزين ثغرها:آفا حبيبي مو من شيمنا نترك الضيف بدون ضيافه أستعذرت من البنات ياكثر جمعاتهم لازم أبيض وجهك عند اللي ينافسني بالمكانه
تقدم  متعب منها وهو يبتسم ومن ثم وضع قُبّله على وجنتها:هو خوي دربي وأنتي أهلي قبل تكوني حبيبتي وبنتي قبل تكوني  زوجتي
قَبّلت خده قُبّله قصيره ومن ثم دفعته بِرفق لِخارج المطبخ:لا تترك ضيفك لوحده نص ساعه وأجهز لكم الأكل وخذ  له عصير الليمون
تمتم متعب  بـ"طيب" وأخذ العصير  وعاد إلى أسامة لقاه مُستلقي ويضع ذراعه على عيناه:أمحـق ضيف والله ياخي قم عطني علومك
أعتدل أسامة وأخذ كوب العصير:ماعندي علوم عطني علومك أنت أنا كل أموري زانت من رضت أم ناصر ترجع لي
أبتسم متعب:على بركة الله عساكم ما تذوقوا الضيم مره ثانيه وأنا يا طويل العمر لقيت أهلي الحقيقيين
لم يُصدق لوهله:أهلك!!تمـزح
مسح متعب على صفائح وجهه وبدأ يروي له ماحدث أثناء غيابه كان أسامة مُنصت له حيداً:وهذا كل اللي صار أبوي توفى وأمـي متزوجه رجل الأعمال سالم الـ..
هتف أسامة بِتعجب:أوف أوف سالم الـ..ما غيره الله لا يضرهم طيب انت ليه رفضت تتعرف على أمك وش ذنبها هي فهمنـي
سند متعب  جسده على الكنبه وزفر أنفاسه:مافي شيء يشفع لهم عندي عشت يتيم يخلوني أكمل حياتي يتيم الطفل اللي محد أحتواه وهو صغير ما يحتاج أحد يحتويه وهو كبير
يتفهم مقدار المـه هو من كان له السند وهو من كان يُسانده وقت إحتياجه إلى أهله:متعب اللي مريت فيه ماهوب شيء هين لكن اللي فات مات أهلك سنين ينتظروا رجوعك أبوك اللي توفى وهو على أمل لقياك أختك اللي أخذها أبوك وصارت بنته أمـك اللي لو جابت ألف ولد ما نستك حاول تتقبل الحقيقه
هتف متعب بِضيق:الحقيقه مُره ياخوي دربي أنا كنت بحاجتهم وأنا صغير أما الحين زوجتي هي كل أهـلي
هتف أسامة بِتفهم:متعب وأنا أخوك إذا صار عندك عيال بالمستقبل وسالوا عن أهلهم لقبهم وش راح تقول لهم أهلي موجودين لكن أنا مش معترف فيهم
التزم متعب الصمت هو بين ضوضاء قلبه وعقله كيف سَيستطيع النسيان والمضي معهم وكأن لا شيء حدث هتف أسامة مُجدداً:نهاية الاسبوع نسير عليهم وحلفت ما تعطيني أعذارك يابو فيصل تجي معـي غصب عنك
رفع متعب حاجبه:أبو فيصل!!وين اللي كان يقول أول  عيالك سميي
أبتسم أسامة وهتف:يارجال لاحق على السمّي عيالك هم عيالـي وأنا اللي بسميهم
تمتم متعب بـ"فداك" ووقف وذهب لِجلب الطعام لهُما
.
"شقة غازي"
ودعت نيارا  والدتهنّ الذي أتى  أبيهنّ لأخذها وعادت إلى حيث تنام هديل على الأريكة تأملت ملامحها الشاحبه والقنية الانفيه التي أصبحت لا تُفارقها أبتسمت هديل:شفيكِ لهذي الدرجه ملامحي حلوه صفنتي فيها
شتتت نيارا أنظارها عنها حتى لا تلاحظ لمعتها:بكرا بنرجع المستشفى
أغمضت هديل عيناها وهتفت:نيور الله يعافيكِ نسيت آخذ علاجـي 
تمتمت بـ"دقائق وبجيبه" ودخلت إلى غُرفة نوم هديل أستجمعت نفسها حتى لا تبكي وبحثت عن العلاج ووجدته ورات هاتف هديل يهتز التقطته ووجدت المُتصل غازي خرجت من الغُرفه:ديلـو هتلركِ يتصل
مدت كفها وأخذت الهاتف منها وجسدها مُخدر فتحت الخط وأبتسمت بِخمول عندما أبتدا مُكالمتهُما بـ"ضيّ العمر" ردت عليه بنبره فاتره:هممم عيون ضيّك
ذهبت نيارا من جانبها ودخلت المطبخ أما هديل زفرت أنفاسها وأكملت مُكالمتها:معاك حبيبي وش كنت تقول
بالطرف الاخر تنهد بِعُمق وهتف بصوته الرجولي المميز:كنت أقـول إني أشتقت لزوجتي وأضح إنها أنشغلت عنـي
عضت هديل على طرف شفتها وحاولت المُراوغه:رويكن جنبك
ضحك لا شعورياً ومن ثم هتف بِفرحـه:ضيي عندي لكِ بشاره
تمتمت بـ"بشر ياروحها " وهو هتف بِمُشاكسه:أبي مُقابل على هالبشاره وش تعطيني
ميلت هديل  شفتيها بِخفوت :اممم إن كان قلت لك قلبي عارف أنت بحاله وإن كان قلت لك عمري عمري قصير وأنا أبيك تعيش
قاطعها غازي بحزم:هديل الموت لا عاد تطرينه وإلا صدقيني ماعاد بتصل لك

رواية"تزوجتكِ يابنت عمّي إجباري ويوم فراقكِ صرتي أنفاسي जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें